Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

القائد والخائن والناقد في الشعب الآشوري

إنه زمن المتغيرات في العالم بصورة عامة والشرق الأوسط بصورة خاصة ونحن أبناء الرافدين نختص بشأن العراق الجريح الذي يمر بمرحلة المتغيرات الجذرية

ينفرد العراق من البلدان الاخرى في الشرق الاوسط بمكوناته المتعددة القوميات علاوة على المذاهب التي تتصارع فيما بينها بعد تغيير النظام عام 2003 للحصول على اكبر قطعة من الكعكة العراقية ألأمريكية الصنع،،، حتى لو كانت هذه القطعة على حساب الأخر أو إلغاءه من الخارطة العراقية، وفي هذه المعادلة الصعبة نلاحظ الشعب الآشوري يقتل جسدياً في وسط وجنوب العراق وتقتل هويته في شمال العراق، فهناك إبادة جسدية ضد الآشورية المسيحية في الوسط والجنوب وإبادة الهوية الآشورية كقومية في شمال العراق،

إن الشعب الآشوري مقسم بين أحزاب وإتحادات وحركات ومذاهب تتناحر بينها على المصالح الحزبية والسياسية والدينية والشخصية وفي صراع ذاتي، لقد وصلت نيران الحرب الى الكنائس الآشورية (الشرقية والكلدانية والسريانية) فحرب العقارات ملتهبة في الكنيسة الشرقية (النسطورية) وهي في طريقها الى الإنقسام الثالث في تاريخها العريق، وحرب التبعية في الكنيسة الكلدانية وحرب الهوية في الكنيسة السريانية والمادة الأولية المستعملة كوقود لهذه الحروب والخاسر الاكبر الذي يدفع ثمنها هو الشعب الآشوري بكل طوائفه ومذاهبه.

طبعاً هذه الحرب تخدم الطامعين في ارض آشور، وهم الذين يغذون هذه التناحرات والحروب الداخلية لتنظيماتنا السياسية لغرض السيطرة على القرار الآشوري .

لقد كانت فرصة الشعب الاشوري ضئيلة جداً للحصول ولو على قطعة صغيرة من الكعكة العراقية لأسباب عديدة منها خيانة الغالبية العظمى من قياديي تنظيماتنا السياسية للمباديء الآشورية، حيث من يرفض اية فرصة تلوح في الافق الآشوري بحجج وطنية ، ((والوطنيون العراقيون لا يبالون بالقضية الآشورية))، ومنهم من ارتمى في حضن قادة الاكراد من أجل كسرة خبز متناسيا تاريخه البطولي في زمن النضال السلبي.
الآشوري يقف اليوم أمام هذه المستجدات لا يعلم من هو الآشوري الشريف من الخائن، ولا يعرف من الذي يعمل بشرف وإخلاص لأجل قضيته القومية، فتراه اليوم يكيل التهم يميناً وشمالاً الى ان وصلت هذه الحالة المزرية الى مثقفينا وكتّابنا الأعزاء الذين يرشقون اي من كان ومهما كانت اعماله بالتسميات الجاهزة كالمستعرب والمستكرد، ومن شدة وطأة هذه الحالة على هؤلاء المثقفين والكتّاب أمسوا لا يبالون بالاعمال العظيمة لبعض الآشوريين الذين يعملون من خارج الدائرة الآشورية من أجل الآشوريون فيخلطون الحابل بالنابل، وعلينا ان لا ننسى بأن الثائر الذائع الصيت جيفارا كان من دولة شيلي ولكنه ساهم وبدور فعال جداً في تحرير كوبا ودول اخرى لأنه كان مؤمناً بشعبه.

مسألة وقضية أبناء شعبنا وخاصة مثقفينا وكتّابنا الاعزاء يذكرونني بقصة سمعتها منذ زمن طويل أود أن اشارككم بها :
ذهب رجل وإبنه وحماره الى المدينة لشراء بعض الحاجيات التي لم تتوفر في قريته، وعند رجوعه كان عليه ان يمر عبر أربعة قرى ليصل الى قريته، قبل ان يصل الى القرية الاولى في طريق رجوعه سأله إبنه بفضول، لماذ يا ابي يتكلمون الناس عن بعضهم البعض بسوء نية وبطريقة سلبية ويسّمون تسميات جارحة حتى لو كان هناك أشخاص يعملون بإخلاص ووفاء لأجل شعبهم وتستطيع أن ترى اعمالهم على أرض الواقع !!!!

تنهد الأب بعمق وقال لإبنه: حسنا يابني مهما عملت وأنجزت فهناك ناس
إما ان يكونوا حاقدين على اعمالك لأنهم لا يستطيعون العمل بمثلها،
أو يكونوا فاقدين الثقة بالأخرين بسبب هول المصاعب التي مرَّ بها شعبنا،
فما عليك سوى الإستمرار في عملك لكي تثبت أخطاء الأخرين
وسأثبت ماقلته لك يا بني على ارض الواقع:

قال الأب:
سنعبر اربعة قرى للوصول الى قريتنا فعندما نعبر القرية الاولى سنمشى نحن الاثنان خلف الحمار،،، فعندما عبروا القرية الاولى سمعوا أهل القرية يقولون ( يا لهم من أغبياء يسيرون خلف الحمار الذي يعتبر وسيلة للنقل)

فقال الإبن
حسنا، إجلس انت على الحمار وأنا سأسير خلفكم
فجلس الأب على الحمار وسار الإبن خلفهما وعندما عبروا القرية الثانية سمعوا أهل القرية يقولون( يا له من أب ظالم كيف يهون له ان يركب فوق الحمار ويترك ذلك الطفل الضعيف يسير خلفه!!!)

فقال الإبن ممتعضاً
حسنا سأجلس أنا فوق الحمار وانت تسير خلفنا
فجلس الأبن فوق الحمار وسار الأب خلفهما ولما عبروا القرية الثالثة سمعوا أهل القرية يقولون ( ياله من ابن مشاكس، الا يخجل على نفسه جالس على الحمار وأبيه يسير خلفه متعباً

فغضب الإبن صارخاً
حسنا يا ابي سنجلس نحن الاثنان معا فوق الحمار
فجلسا الاثنان على الحمار ولما عبروا القرية الرابعة سمعوا أهل القرية يستهزئون منهم قائلين (نعلم انه حمار ومن الوقاحة استغلال هذا الحيوان الأليف وليخجلوا على انفسهم بالطريقة التي يستخدمون به هذا الحمار المسكين

فسكت الابن لحين وصوله الى قريته لا يعرف ماذا يقول لأبيه، هل يعتذر منه عن السؤال الذي سأله ام يبقى ساكتاً، ولكن سكونه لم يدم طويلاً حين سمع أبيه يقول له:
يا ابني لا تيأس، هذه هي حالتنا منذ سقوط امبراطوريتنا الآشورية العظيمة، لقد قسموا شعبك الآشوري الى مذاهب وجعلوا من هذه المذاهب قوميات، لقد جعلوا من اخوك عدواً لك ومن ابنك خنجر في خاصرتك، إننا نحتاج الى :
قائداً من نسل آشور ،،،
قائداً من رحم الامة الآشورية ،،،
قائداً يتحمل أنين شعبه،،،
قائداً ينكر نفسه من اجل شعبه،،،
قائداً لا يبالي بالمناصب وملذات الحياة،،،
قائداً لا يعطي للمادة دوراً في اعماله ،،،
قائداً لا يصرف وقته في بناء مشاريع عمرانية له ولأقرباءه ،،،

فليقول من يقول ،،، ويكتب من يكتب،،، ويشتم من يشتم،،،، فكل من يقول ويكتب ويشتم ما هو سوى أحد أفراد هؤلاء القرى التي عبرناها. Opinions