القانون وشريعة الارهاب والمسيحية
القانون جوهر الدولة لأنه يمثل الارادة المنظمة والوعي الصادرين عن الشعب ، وطاعة القانون هي في غايتها لمصلحة العراق . والقانون إذا تقررت سلطته ترتب على ذلك نتائج جلى . القانون ليس هو إرادة الاقوى بل هو تطبيق العدالة ، وينبغي ان يظل ناميا متغيرا حسب الظروف حتى يصل الى الغاية التي يتطلع اليه الفرد العراقي من شريعة الاداب والفضائل . لكن الشريعة التي يريد تطبيقها المتزمتون المتعصبون تعتبر في العرف السائد عندهم مقدسا ، فإن تغييرها يكون مستحيلا ، لان قوة الله لاتقاوم ويفرض تطبيق الشريعة بإرادة خارجة عن ارادة الانسان ، وإنه يجب ان يطاع لأنه ينبغي ان يطاع ،لا لأنه عدل او يناسب التطبيق في هذا القرن من الزمان . القانون المدني ناشيء عن تفكير وتعقل ، وإنه قابل للتغيير والتهذيب والمحصلة ان القانون وليد الاوضاع الادبية المرتبطة بها الانسانية . القانون يحمي الفرد ولمصلحته ، فإنه من واجب كل فرد تطبيقه وتنفيذه ومن ثم ينشأ احساس بأنه ملزم ان يطيع القانون وأن يشارك في حمايته . أن طاعة قانون الدولة عند الفرد لم تبلغ الى منزلة الالتزام ، لأنه لم يشعر بانه مصلحة عامة . في حين ان الطاعة التي يبديها المتعصب نحو شريعة الدين هي التزام صادرة عن الله بعيدة عن السلطة ويجب الاخلال بقانون السلطة ، لانه يعتبر تعلقه بالشريعة اكثر قداسة من واجباته المدنية . المشكلة في العراق هي ضعف السلطة بحيث عجزت حماية شعبها من الارهاب الخارجي الوافد من الدول التي تستغل اعضاء القاعدة ، لأن مصلحتها تقتضي التخريب. ولا اعتقد ان القاعدة هي التي تقوم بهذا العمل ، بل أصبحت شماعة عند هذه الدول . هذه الدول تطبق الشريعة الدينية فلا بد ان تسوق في ظل ظروف العراق اجندتها للنيل من العراق لاخضاعه لاجندتها لاسباب سياسية واقليمية ودينية . فعند هؤلاء لم يبق اثر لاحترام القانون العراقي ولا لاحترام حقوق الانسان والمواطنة بل تصوُر القانون عند هؤلاء الارهابيين لم يخرج عن ذلك التصور البدائي القائم على جملة من العادات التشريعية الدينية ينبغي اطاعتها والخضوع لها ، فتصور عندهم إلزام جيرانهم الخضوع لإرادتهم المطلقة وهو في النهاية أقوى وأقدر وأبطش من العنف الوحشي ، وهذا ما حدث لكنيسة سيدة النجاة في بغداد. اي منطق يستند عليه الارهاب بحجز المصلين في الكنيسة وقتلهم وذبحهم واستباحة حرمة العبادة مقابل حجة المطالبة باخلاء زملائهم الارهابيين المعتقلين في السجون .ان البيان الصادر عن الارهابيين يبين مدى حقدهم على مسيحيي العراق ولتكون الصورة واضحة لدى القاريء اللبيب انشر نص رسالة التهديد :بسم الله الرحمن الرحيم
يقول تعالى: **وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا}[البقرة: من الآية217].
الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.. وبعد:
فبتوجيهٍ من وزارة الحرب بدولة العراق الإسلامية، ونُصرةً لأخواتنا المسلمات المستضعفات الأسيرات في أرض مِصر المُسلمة، وبعد تخطيط واختيار دقيق، صالت ثلّةٌ غاضبةٌ من أولياء الله المجاهدين، على وكرٍ نجسٍ من أوكار الشّرك التي طالما اتّخذها نصارى العراق مقرّا لحرب دين الإسلام وإرصادا لمن حاربه، فتمكّنوا بفضل من الله ومنّه من أسرِ المجتمعين فيه والسيطرة على مداخله بالكامل،
وإنّ المجاهدين في دولة العراق الإسلاميّة يُمهلون كنيسة مصر النّصرانيّة المُحاربة ورأس الكفر فيها (ثمانياً وأربعينَ) ساعة، لتبيان حالِ أخواتنا في الدّين، المأسورات في سُجون أديرة الكفر وكنائس الشّرك في مِصر، وإطلاقِ سراحهنّ جميعهنّ، والإعلان عن ذلك عبر وسيلة إعلاميّة تصلُ إلى المجاهدين في فترة الإمهال،
ويُشملُ بهذا الإنذار مَنْ كانت له مِسكةُ عقل من رؤوس النّصارى وكنائسهم ومنظماتهم في بلاد العالم، ممّن له تأثير على تلك الكنيسة المحاربة والضغط عليها، وإلا فلن يتردّد ليوثُ التّوحيد - وقد التحفوا أحزمتهم النّاسفة- في تصفية الأسرى الحربيّين من نصارى العراق، ولتنفتح عليهم بعد ذلك في هذه البلاد وغيرها أبوابٌ تُبيدُ بإذن الله خضرائهم وتكسرُ شوكتهم وتُلزمهم الصّغار الذي كتبه الله عليهم، وتجعلهم عبرةً لكلّ من ركبه الشّيطان فصدّ عن دين الله وتجرّأ على كتابه ونبيّه صلّى الله عليه وسلّم وأعراض المسلمين وشعائرهم.. **يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ}[الصف: 8].
وليعلم المُشركون النّصارى بكلِّ مللِهم ونِحلهم ممّن غرّه بهذا الدّين العزيز تخاذلُ المحسوبين عليه، فتمالأَ على حرب الإسلام، وجعلَ من كتاب الله وشخص رسوله صلى الله عليه وسلّم غرضاً للاستهانة والاستهزاء، أنّ زمن الذّل قد ولّى إلى غير رجعة، وأنّ للإسلام رجالاً ملأ الإيمان قلوبهم، فجعلوا دون دين الله نحورهم، وهانت في سبيل الله دمائهم، وليريَنّ هؤلاء الأنجاس وأمثالُهم منهم ما يكرهون، ولو بعد حين، فراية الإسلام لابدّ مرفوعةٌ، ودين محمدٍ لابدّ ظاهرٌ ولو كره المشركون والمنافقون: **هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}[الصف: 8-9].
والله أكبر
{وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ}
إن مانشر في البيان لا يمت الى واقع المسيحية بصلة فإن الشريعة المسيحية محبة وواضحة في قول رب المجد يسوع المسيح :
" سمعتم انه قيل عين بعين وسن بسن . واما انا فاقول لكم لا تقاوموا الشر. بل من لطمك على خدك الايمن فحول له الاخر ايضا . ومن اراد ان يخاصمك وياخذ ثوبك فاترك له الرداء ايضا . ومن سخرك ميلا واحدا فاذهب معه اثنين . من سالك فاعطه. ومن اراد ان يقترض منك فلا ترده. سمعتم انه قيل تحب قريبك وتبغض عدوك . واما انا فاقول لكم احبوا اعداءكم. باركوا لاعنيكم. احسنوا الى مبغضيكم. وصلوا لاجل الذين يسيئون اليكم ويطردونكم ."( متى 5: 38 – 44 ) محبة الله فهي تطالب بكل القلب والنفس والفكر ، فهي محبة كاملة بكل الارادة . فإذا تحققت فعلا محبة الله من كل الكيان : قلبا ونفسا وفكرا وإرادة ، تقدس كياننا وتقدس قلبنا وتقدست نفسنا وتقدس فكرنا وتقدست ارادتنا ، فلما تتقدس هذه كلها يصبح الانسان أسير محبة الله ، تفيض فيه المحبة نحو الاخرين بلا جهد . هل لهذه المحبة تقتلون المسيحيين ، وشتات بين تعاليم الارهابيين وتعاليم المحبة المسيحية ، والارهابيون يريدون افراغ العراق من المسيحيين . وهل لهذه الشريعة المليئة بالمحبة تقتلوننا ؟!! كانت ولا زالت الاخوة بين المسيحي العراقي والمسلم العراقي تصب في خانة البيت الواحد ولكن دخول غير العراقيين في بلدنا ادى الى تدمير البنية العراقية الاصيلة . انشا الله ستزول هذه الغمامة لتجمع شملنا بروح الاخوة الصادقة .
استنتج ان القتل اصبح يلاحق كل مسيحي في العراق . ما العمل ؟ على الصعيد الداخلي : اطالب الحكومة العراقية بتوفير الامن للمسيحيين وتقوية جهازي الامن والمخابرات بعناصر كفوءة وطنية وتقديم العون المادي الى المسيحيين الهاربين الى دول الجوار . واطالب باستقالة السياسيين، ممثلي شعبنا المسيحي في البرلمان العراقي والمجالس في المحافظات الذين اثبتوا عدم كفاءتهم وجدارتهم لانهم بعيدين عن المسيحيين واطالب الشخصيات المستقلة المخلصة ان تتولى المهمات البرلمانية وفي مجالس المحافظات . وعلى الصعيد العالمي : قيام الامم المتحدة بتشكيل لجنة تحقيقية تتولى التحقيق بموجب القانون الدولي في جرائم الابادة الجماعية والجرائم ضد الانسانية وضحايا التعذيب . ويعتبر قتل المسيحيين في العراق من ضمن الجرائم وفقا للمواد 5 و 6 و 7 من نظام روما الاساسي المشكلة للمحكمة الجنائية الدولية ، والمادة 2 من اتفاقية منع جريمة الابادة الجماعية لعام 1948 . ويترتب معاقبة المجرمين وتعويض المتضررين وحق العودة للمهجرين قسرا .