Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

القس سعد سيروب .. ضحية الاعلام اللامسؤول

كوني اعمل في مجال الصحافة الكلدواشورية ، فقد كنت من الاوائل الذين وصلهم نبأ اختطاف القس سعد سيروب وهو ثاني قس في بغداد يتعرض الى الاختطاف خلال مدة قصيرة ، والمعروف عن القس الشاب انه بعيد عن السياسة واهتمامه الاكبر هو تعليم الشباب خاصة الشباب الجامعي ، لذا كان واضحا ان سبب الاختطاف هو فدية مالية لا اكثر لذا فضلت كما فضل صحفيين اخرين عدم نشر الخبر لكي لا يستغلها الخاطفون لرفع الفدية فالخاطفون سيحددون سعر الفدية على قدر الضجة الاعلامية التي سيحدثها نبأ اختطافه على اعتبار ان اهمية الشخص المختطف يحدده ما يحدثه من ضجة اعلامية . ولكن ما حدث (وللاسف) ان بعض المواقع الالكترونية التي يقال انها تابعة لابناء شعبنا الكلدواشوري قد نشرت هذا الخبر دون ان تراعي تأثيره السلبي على القس ولو تكلمنا بوضوح اكثر فإني احمل موقع عنكاوة الالكتروني جزء كبير من مسؤولية رفع فدية القس المسكين، فالمعروف ان موقع عنكاوة هو اشهر موقع كلدواشوري عراقي ويدخله كل يوم ما يزيد عن الخمسة الالاف زائر والكثير من المتابعين لاخبار الكلدواشوريين يطلعون على هذا الموقع ،اضافة الى الصحفيين الذين يتابعون اخباره املا في الحصول على مادة لهم او لمؤسساتهم الاعلامية ، ولهذا فموقع عنكاوة من المفروض ان يزن كل خبر ينشره ويحسب له الف حساب قبل عرضه في الموقع لكي لا تكون له اثار سلبية على احد، ولكن الذي يحصل هو العكس ، فالموقع ورغم التوسع الذي حدث به وتحوله عمليا الى احد مصادر الاخبار الكلدواشورية الا ان كادره الصحفي ما زال ضعيفا جدا فالكثير من الاخبار توضع دون تدقيق املائي ونحوي وعادة مالا تكون على شكل خبر منظم لجهل محرريها على ما يبدو بمقومات الخبر ، اضافة الى ذلك وهذا الاخطر ان عدد من الاخبار تنشر بأسلوب عاطفي دون التفكير بعواقب الخبر وما سيتبعه من نتائج جراء نشر هكذا خبر فحادثة اختطاف القس سعد سيروب اخذت حيزا كبيرا من اهتمام الموقع رغم انها واحدة من الحوادث التي يتعرض لها ابناء شعبنا بشكل يومي ولكن الضجة التي اثارها الموقع حولها دفعت وسائل اعلامية اخرى من خارج شعبنا لتناولها حتى وصل الامر الى تدخل البابا بندكتس وصدور تصريحات من شخصيات سياسية ودينية عراقية وعالمية بخصوص القس، وبالطبع فإن الموقع ولو كان ظاهريا يظهر كالحريص على القس المخطوف الا انه عمليا قد ساعد وبشكل مباشر الى رفع فدية المسكين الى ثمانمئة الف دولار لاعتقاد الخاطفين ان البابا وشخصيات اخرى سيشاركون في دفع المبلغ.
ان في سياسة موقع عنكاوة في تغطية اخبار شعبنا نوع من الازدواجية، فالحوادث التي تقع لابناء شعبنا في المناطق الكردية لا يتم التركيز عليها كثير وعادة ما تمر مرور الكرام في شريط اخبارها ، اما الحوادث والاعتداءات التي تقع في المناطق العربية فغالبا ما تعطى مساحة اكبر من الذي تستحقه ويثبت الخبر ويغير لونه الى لون بارز للزوار.
والحقيقة لا اجد مبررا لهذه الازدواجية التي عزاها البعض الى علاقة الاكراد بأصحاب المنتدى والتي لا استطيع شخصيا اثبات وجود هكذا علاقة رغم ان اللمسات الكردية تظهر احيانا في سياسة انتقاء الاخبار والمقالات،فحتى حادثة كوندكوسا ورغم الضجة التي احدثتها في مواقع اخرى بسبب بشاعة الحادثة ومساندة السلطات الكردية للجاني اضافة الى علاقتها بشكل مباشر بالتجاوزات الكردية على اراضينا، الا انها لم تلق الاهتمام الكافي من قبل موقع عنكاوة والتي افسرها بوقوع الحادث ضمن اراضي اقليم كردستان، فيما ذهب البعض ابعد من ذلك واعتبروا ان الضجة التي اثارها موقع عنكاوة حول حادثة الاختطاف كانت محاولة للتغطية على حادثة كندكوسة.
اخيرا اتمنى فعلا لموقع عنكاوة الازدهار وان يحذو حذو اشقاءه من المواقع الاخبارية الكلدواشورية في فحصه الخبر قبل نشره لكي لا يحدث ما لا تحمد عقباه خاصة اننا في وضع غير مستقر وكل كلمة تقال لها ثمنها .


Opinions