القلم وعولمة الانترنت؟!!
لاشك إن القلم هو الأداة الأولى التي استعملها الإنسان في مراحل بداية تكوينه، وفي نفس الوقت هو الوسيلة التي جسدت الأساطير وكتب التاريخ وسن قوانينه، حيث مر القلم بعدة مراحل بدايتها الكتابة المسمارية وأخذت من هذه الفكرة وطورت إلى إن أصبحت الريشة والمحبرة مرورا بالقصب البردي وغيره ومن بعدها القلم الذي نعرفه اليوم. ووسط التغيرات الجذرية التي طرأت على هذه الآلة العجيبة، ودخولها عالمنا منذ مئات السنين وكل ما مرت به، دخلت عولمة التطور الالكتروني للعالم من شتى الأبواب التي كان الإنسان يطمح بتوسيع ثقافته وزيادة معلوماته، والقابل في نفس الوقت لتقبل التطور بمختلف أنواعه ومراحله، وبدأت شيئا فشيئا تطغي على مفهوم وعمل القلم الذي لطالما كان لغة الكتابة بين الشعوب.وهنا نقف على سؤال حير العالم بمختلف شعوبه وفئاته: هل إن عالم الالكترونيات والبرمجيات والانترنت طغى على هذه الآلة(القلم) واخذ مكانها؟؟!! آم إن لكل منهم دوره في تسيير عجلة التقدم والتطور؟؟!!
في واقع الحال وما تلمسناه منذ دخول عالم الالكترونيات وخدمات الانترنت إلى عالمنا، سرعة سير عجلة التطور الثقافي والحضاري إلى بلداننا وبشتى المجالات ومنها رسم الخرائط العمرانية على شاشات الحاسوب ورصد الأمراض ودراستها في المجال الطبي مثل السونار وغيره بالإضافة إلى استعمالاته العديدة والمفيدة في الدوائر والمؤسسات والمدارس والجامعات وحتى في الالاستخدامات البشرية الأخرى، منتصف القرن الماضي تقريبا، إلى انه مازال للقلم مكانته في العديد من الأماكن ويستحال الاستغناء عنه واخذ مكانته الفعالة، فمن الطبيعي إن لكل زمان ومكان أداة وآلة يستعملها الإنسان منذ الخليقة والى ألان ومن شائنها إن تطور عالم هذه البشرية وتسيير أعمالها، وعلى سبيل المثال: كان للمحراث الخشبي دور كبير في المراحل الزراعية الأولى ومعرفة الإنسان على فوائدها ومع مرور الزمن تطورت هذه الآلة لتصبح محلها الجرارات الزراعية الحديثة ومع هذا فلم يستغنى عن تلك الآلة الخشبية والحديدية القديمة ومازالت تستعمل في بعض الأماكن الزراعية الوعرة والجبلية حيث لا يمكن زراعة تلك الأراضي بالجرارات الحديثة. نفس الحالة عن القلم فمازال يمتلك مكانة في الاستعمالات العديدة بالرغم من دخول عالم التطور الالكتروني وعولمته إلا متناهية.
لقد عاشر الكتاب والشعراء والمؤرخين القلم زمنا طويل وكانت تربطهم علاقة وطيدة بهذه الآلة، إلا أنهم تماشوا مع العالم الجديد للبرمجة والانترنت والالكترونيات الأخرى ولكن ليس معناه أنهم نسوا استعمالات هذه الآلة التي رافقتهم على مر السنين ومازالوا يحتفظون بالقلم الذي لا يستطيع عالم الالكترونيات كتابة ما يشعر به الكاتب أو الشاعر.
ومن هنا نود إن نبين إن في هذا العالم والزمان لا شيء يحل مكان الأخر كليا فلكل زمان أداة وآلة كما وان لكل زمن تطور ومتغيرات بغض النظر إلى إمكانية تلك الآلة وحجمها.