القوش ستبقى بستان التاريخ
بتاريخ 22/8/2008نشرنا مقال تحت عنوان "القوش بستان التاريخ" إيماناً منا بدور بستاننا التي أخرجتنامن رحمها الطاهر، وككل إنسان يفتخر بمسقط رأسه هكذا نحن نعبر من الافتخار إلىالانحناء أمام هذه الُأم المباركة التي حقاً كانت بستان التاريخ! هذا اللقب الذيسيجله التاريخ حتماً لكونه واقعاً ملموساً كون الأرقام تتكلم، وبهذا تنفرد هذهالمدينة/القصبة/الناحية التي لا يتجاوز عدد نفوسها 5000 نسمة كمعدل منذ بدايةالحقبة الأبوية "نسبة إلى آل أبونا" 1318 – 1838 مروراً بمقر البطريركية الشرقية 1504 – 1807 وهكذا كانت كوكبة من المطارنة يولدون تباعاً (30 مطراناً) و (42) منالكهنة و (25 راهبة) و (12 راهب) وتجاوز عدد الشمامسة الـ 89 شماس، اما عددالبطاركة الذين ولدوا من هذه البستان هو 14 بطريركاً وبهذا تفوق قريتي ومسقط رأسيأية مدينة او ولاية في كافة أنحاء العالم في إنجاب هذا العدد من رجال الكنيسة، اماان أضفنا أعداد الكفاءات من العلماء وحاصلين على درجات عليا (البروفيسور2 ! الدكتوراه 18 ! الماجستير 32 ! الأطباء 79 طبيب وطبيبة ! صيادلة 6 ! قضاة 2 ! محامون 21 ! مهندسون 229 ! محاسبون قانونيون 23 ! وعدد الأطفال الذين اقتبلواالعماد 14336 طفل وطفلة (كانت هذه الأرقام للفترة من 1900 لغاية 1999 -را/ الشماسيوسف شامايا في 11- 7 - 05
لمزيد من الاطلاع را الرابط أدناه
حتماً أيهاالأحبة ان هذه الأرقام قد زادت بنسبة كبيرة خلال الـ 14 سنة الأخيرة، لذا نحن أمامظاهرة فريدة من بستان التعدد والتنوع وقبول الآخر، هذا التعدد في الأفكار والسياساتلا يفسد من الود شيئاً، لماذا؟ لأنهم جميعاً قد خرجوا من نفس الرحم! من نفسالبستان! أي تجمعهم الأرض والهواء والماء، الماء النقي والراكد، انها صلة الإنسانبمشيمته، لذا لا نبالغ ان قلنا أننا اليوم في الغربة شعرنا بعراقيتنا وترابنا ومسقطرأسنا أكثر من أي وقت مضى، انه حنين إلى رضاعة الحليب النقي الطاهر، إلى الماءالصالح والهواء النقي! إلى الحب والحضن الدافئ
الخلاصة
القوش اليوم
هذا هو تاريخ القوش بشكل مركز، انه سفر مُشرق من أسفار الحياة، من تاريخكنيسة المشرق التي كانت موحدة سابقاً، انه بستان حقاً يحوي كل أنواع الحنطة والرزوالشعير والزوان حتماً، مع مجموعة من الورود والأزهار ذو روائح متنوعة، تسقى بمياهجارية كما تجري الحياة، نعم هناك مياه راكدة مدودة وفيها طحالب، ولكن لا بأس بذلك،انها إفرازات التاريخ والحياة، المهم هو السير إلى الأمام وعدم المراوحة، او الرجوعإلى الوراء لا سامح الله، نعم وجوب الحفاظ على هذا الإرث الكبير والثري، بدون غرورنكرر انه لا توجد بلدة او قرية او قصبة في العالم وليس في العراق قد أنجبت أرضهاورحمها عشرات ومئات البطاركة والأساقفة والكهنة والشمامسة والعلماء والمهندسينوالأطباء والعمال والفلاحين،،،، نعم نكون ممنونين ان انبرى احدهم ونورنا بقرية فيالعالم تجمع كل هذا! منها الجمع بين (روما الثانية وموسكو الثانية أيضا) أليس هذاغريباً على الأقل سياسياً وليس فكرياً وأدبيا، والأغرب هو مساعدتها للغرباء الذينكانوا يتربصون لها، هذه كانت القوش الأمس واليوم!
اما الآن ها انهاتحافظ على ارثها الثقيل بكل أمانة، انها تخطو خطوات بثبات نحو الخير والحق والأمان،من خلال سقيها لبستانها المتنوع والمتعدد بماء نقي! ليس غريباً عنكِ البرامجوالمنوعات المختلفة! ولا النشاطات الثقافية والأدبية والفنية المتعددة والمتنوعة،وهذا هو المهم، نعم تحدث اختلافات في السياسة والفكر والموقف، ولكن يجمعنا حبالأرض! والترابط بين النسيج الاجتماعي الثقافي التاريخي، تجمعنا القِيَم التي زرعتفينا منذ القديم، تجمعنا الغيرة الإنسانية المسيحية التي أبت ان تطأ رأسها أمامالمحن ومصائب الدهر، تجمعنا الأمانة التي تحلينا بها، وها هي اليوم نظيفة وعامرةبألاقشتها الذي جاءوا إلى أمهم تحميهم من الغدر وتحضنهم في حضنها الدافئ، لاتعتبرهم أنهم نازحون كما يتصور البعض! أو مهاجرين بل ان هذه الأم التي أنجبت هذاالتاريخ الناصع لا تفرق بين أولادها وبناتها بالرغم من اختلافاتهم السياسيةوالفكرية والثقافية، ويكون هذا صحي وطبيعي جداً حين نعمل معاً كخلية نحل كل يعرفواجبه تجاه إخوته ومدينته وجيرانه وشعبه ووطنه والعالم، وكانت القوش ولا زالت محطةلنشطا حقوق الإنسان، وما مؤتمر القوش لحقوق الإنسان الذي عقد تحت شعار "حقوقالإنسان والتغيير الديمغرافي" للتفاصيل را الرابط 2 إلا نموذج حي على ان القوش كانتجسراً لأبطال وضعوا بصماتهم على سفر حقوق الإنسان ان كان داخل العراق او كانت محطةتربط بين الشرق والغرب، هذه هي القوش الصافية / البنت الباكر التي عصت على الكثيرينالذين حاولوا تدنيس شرفها! هيهات إلى انقضاء الدهر
هذه كانت القوشالأمس واليوم، ومشكلة القوش انها مضطهدة من قبل الحكومات السابقة لمواقفها المبدئيةوالتزامها بروح أبائها وأجدادها العظام! وستبقى اليوم وغداً رمزاً ومنارة وعلماً معباق أخواتها وشقيقاتها ورفيقاتها وزميلاتها/ القرى والبلدات والقصبات الأخرى،ليشكلوا لوحة فنية حية تنطق بالحق والحياة، تضحي وتعمل من اجل الآخر والآخرين، مهمااختلفنا حزبياً وفكرياً وثقافياً! نبقى أخوة في الدم والدين والشرف والكرامة والقيموالأخلاق والمحبة، سندافع عنكِ أيتها الأم المباركة مهما كانت التضحيات، ونؤكدلرئيس نادي القوش العائلي الأستاذ زهير بتوزا وأعضاء الهيئة الغيارى أننا على عهدنابعقد مؤتمرنا السنوي الحقوقي في القوش الحبيبة
لنعمل جميعاً مناجل حقوق العراق والعراقيين وصون كرامة الشخص البشري أينما وجد
لنختممساهماتنا لسنة 2012 بالقول: ستبقى القوش بستان التاريخ! ويبقى العراق أم التاريخوالحضارة
سمير اسطيفو شبلا
26/27/كانون الأول 2012
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=144670
رابط2
http://icrim1.com/forum/showthread.php?29791-القوش-تحتضن-مؤتمر-حقوق-الإنسان-المحطة-التاسعة