الكاردينال لويس روفائيل ساكو
الكاردينال لويس روفائيل ساكو
يبدو أن العراق ليس قضية في خطة القوى السياسية عموماً! وان المواطنين ليسوا موضوع اهتمام ومتابعة. فالعراق مجرد جغرافية، وليس قضية شعب منكوب. أليس هذا ما دفع بالآف العراقيين للتظاهر مطالبين بـ “وطنٍ وكرامة”.
العراق سيصلح أمره عندما تأتي حكومة وطنية باشخاص “فرسان” لهم خبرة واخلاص، اشخاص مشهود لنزاهتهم ووطنيتهم وتجردهم وولائهم، اشخاص ليس لهم طموحات شخصية او فئوية أو اجندات مشبوهة، اشخاص يبذلون جهودهم من اجل انهاض وطن وخدمة ابنائه، وعندما تنتهي العقلية الطائفية وثقافة المحاصصة، هذا الوباء الذي نخر جسم العراق. هذا حلم، نأمل ان يتحقق.
لذا على العراقيين جميعاً في هذا الظرف المصيري والتاريخي ان يتركوا صراعاتهم ومصالحهم للّم الشمل والتضامن لصد العدو المشترك “فيروس كورونا”، الذي يهدد حياتهم واقتصادهم وعلاقاتهم الاجتماعية والدينية. وليشكِّلوا حكومة وطنية تبني وطناً سيد نفسه وقراره، وممسكاً بثروته. حكومة تلبي طلبات الشعب من توفير فرص عمل وخدمات. نتمنى ان يؤخذ هذا النداء على محمل الجد، باعتباره سكة انقاذ لبلد على حافة الانهيار.
بالنسبة للمسيحيين فقد غدوا “مزهرية” بسبب الاضطهاد والاقصاء والتهجير والهجرة. لقد عانوا ويعانون من التطرف والتكفير والارهاب. لقد هُجِّر أكثر من مليون مسيحي، وفُجِّرت واُحرِقت كنائسهم وأديرتهم، واستوليَ على بيوتهم وممتلكاتهم. ولدينا احصائيات دقيقة. والخوف كل الخوف من ان يفقدوا مستقبلاً ارضهم وجذورهم التاريخية وهويتهم ويتيهوا في أربع جهات المعمورة.
هنا أود أن أذكر مثالاً عن التهميش، ان من يُرَشَّح لمجلس النواب او للوزارة، انما يتم ترشيحه من قِبل كتلة سياسية ينتمي اليها. لذا نسأل لماذا لا يُرشَّح صراحة باسم كتلته، فيُحترم أكثر؟ ولماذا يرشَّح باسم المكوَّن المسيحي وهي “اكذوبة”، وبالنتيجة سيكون اهتمامه ومتابعته لمصالح من دعَمَه، وليس للعراق ولا للمسيحيين، ولن يتركوه يقدم شيئاً لهم! اننا نشعر بمرارة!
اللهم إحفظ العراق والعراقيين من فيروس كورونا “وكل اشكال الفيروسات” ليخرج من هذه الأزمات أصَح واقوى.