Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

الكاردينال والأقلية غير الصامتة

البطريرك (الكاردينال)عمانوئيل الثالث دلي هو البطريرك الثالث والعشرون في سلسلة بطاركة الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية منذ عودتها الى حضن الكنيسة الأم (عام 1552 على يد مثلث الرحمة مار شمعون الثامن يوحنا ,سولاقا ). كنيسة الرب يسوع المسيح وخليفته مار بطرس الرسول على كرسي روما
ولد في 6\10\1927 ورسم كاهنا في 21\12\1952 وعيّن أسقفا في كانون الثاني عام 1962 وانتخب بطريركا للكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في 3\12\2003.وبألهام من الروح القدس منح مرتبة الكاردينال على يد قداسة البابا مار بنيدكتس (بريخا)السادس عشر بتاريخ 24\11\2007 كأول كاردينال في الكنيسة الكلدانية العراقية

كانت الغاية من هذه المقدمة الموجزة عرض مبسط لحياة هذا الشيخ الجليل الذي كرّس حياته للمسيح متخذا العذراء مريم الشفيعة الدائمة لكل صلواته لأجل ابناءه أكثر من خمسة وخمسون عاما هو يخدم مذبح الرب بكل تواضع ومحبة أكثر من اربعين عاما هو في موقع المسؤولية الثاني في رئاسة الكنيسة الكلدانية ,كان كالظل للمثلث الرحمة مار بولس الثاني شيخو ينفذ توجيهاته بكل طاعة وأحترام تعلم منه دروس أصيلة في التواضع والأحترام ,وحتى في عهد مثلث الرحمة مار روفائيل بيداويذ ,كان البطريرك عمانوئيل الثالث دلّي هو المسيّر لأمور البطريركية في معظم الأحيان , واليوم وغبطته يتبوأ المنصب الأعلى في الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية في العراق والعالم وهو الرئيس الروحي لأكبر طائفة مسيحيية عراقية في العراق والعالم من حيث العدد والثقافة والأقتصاد فهو المؤهل الوحيد لقيادة مسيحيي العراق نحو خير المسيحيين وخير العراق في الوقت ذاته .وبحكم موقعه السامي فأنه كالقائد الحكيم المشرف على أرض المعركة من موقع مرتفع باستطاعته أن يرى جميع القوات المتقابلة ويقدر الموقف على المجمل العام للعمليات الحربية وليس كنظرة آمر فصيل في أرض المعركة كل ما يستطيع ان يتعامل معه هو ما يحيط به فقط فيكون رأي آمر الفصيل ومعلوماته تنحصر في مجال عمل فصيله , بينما يكون تقدير موقف القائد المشرف على ساحة العمليات ككل هو الذي يؤدي الى نجاح وربح الحرب .
هذا هو ما يجول بفكر الكاردينال عندما يرد على وسائل الأعلام بعبارته المشهورة , لا تسألني عن المسيحيين في العراق , بل أسألني عن العراق فهو يرى أن لا مستقبل للمسيحيين في العراق الا بعراق سليم موحّد ديموقراطي وهذه هي نفس نظرة الأغلبية الساحقة (الصامتة) من مسيحيي العراق , هؤلاء المسيحيين الذين سفكوا دمائهم وأختلطت بدماء أخوتهم المسلمين في الدفاع عن تراب العراق ووحدة اراضيه تجاه أطماع الطامعين .لقد حارب المسيحيين كافة (الا قلة لا تذكر ) جنبا الى جنب مع أخوتهم المسلمين في جميع معارك الدفاع عن العراق ووحدة ترابه

وهنا تحضرني قصة أحد هؤلاء الجنود المسيحيين الأبطال وهي أن هذا الجندي المسيحي وكان ينتمي الى اللواء 17 المدرع وهذا اللواء أشتهر ببطولاته في الذود عن الأراضي العراقية وبشجاعته , ارسل عليه آمر اللواء ومنحه اجازة لمناسبة اعياد الميلاد ورأس السنة المجيدة , وهكذا قضى عيد الميلاد بين والديه وأخوته وقبل الأحتفال بعيد رأس السنة وقبل أنتهاء اجازته الدورية , سمع من الراديو, بأن لواءه مشترك في معركة في قاطع العمارة , فما كان منه الا أن هيأ نفسه للعودة الى لواءه , ولم تجد معه توسلات والديه وأخوته وأقاربه في أن يبق معهم على الأقل لحين احتفاله معه بعيد رأس السنة سيما وأن اجازته الدورية مستمرة لما بعد العيد بعدة أيام الاأنه أصر وعاد الى وحدته للأشتراك مع أفراد لواءه في الدفاع عن تربة العراق

ومما يؤسف له أن العديد من الأخوة الذين كتبوا عن غبطته بأسلوب أنتقادي وأن كان مغلفا بعبارات منمّقة انتقدوه لأنه يطالب بالمحبة والرحمة والرأفة وهذه من طبيعة واجباته ولسان حاله يقول كا قال العالم الأسود الأمريكي واشنطون كارفر ( لن أدع أي انسان يهدم حياتي ويعطل خدمتي لله بأن يدفعني كي أكرهه )والرسول بولس يقول في رومية 12:21(لا تنغلب للشر بل أغلب الشر بالخير )وهذا بالضبط ما يدعو له غبطته
وقسم من الأخوان أنتقدوا كذلك مطالبة غبطته بأطلاق سراح السيد طارق عزيز ان لم توجه له أية تهمة , وهنا تبارى البعض بتكفير طارق عزيز واتهموه حتى في ديانته ! وبعضهم أطلق عليه صفة مجرم مع أنه لم يحاكم بعد, بل ولم توجه اليه تهمة الى الآن. ولكي نتذكر من هو طارق عزيز وما هي شخصيته وما هي كفاءته في الناصب التي أسندت اليه لأنه لو لم تكن كفاءته هي القياس لما أسند اليه صدام حسين أي منصب.

يقول أحد الدبلوماسيين الذين رافقوا السيد طارق عزيز في العديد من لقاءاته بنظرائه من وزراء خارجية الدول . انه في ايلول عام 2000 كان له لقاء مع دومنيك دو فيلبان (وزير الخارجية الفرنسي آنذاك),بدأ اللقاء متوترا بخطبة ناريّة من دوفيلبان , متهما القيادة العراقية برفضها لعودة المفتشين الدوليين , وأنها تخفي أسلحة الدمار الشامل , وتضطهد شعبها . وأستغرب الوفد العراقي لهذه اللهجة الهجومية العنيفة , غير أن طارق عزيز رد بهدوء قائلا , أنظر الى وفدنا وأحكم , أنا مسيحي , وهذا زميلي كردي , الذي بجنبه شيعي , والآخر سنّي . لكني أسألك . لماذا تفرض أمريكا منطقة حظر للطيران جنوب العراق بذريعة حماية الشيعة العراقيين وبذات الوقت تسمي شيعة لبنان أرهابيين وتطلق يد اسرائيل لأبادتهم ؟ ولماذا تفرض أمريكا منطقة حضر الطيران بدعوى حماية الأكراد في العراق , وتسمح لتركيا وايران بأنتهاك حقوق الأكراد الأساسية ؟ وكان دوفيلبان يسمع
بأهتمام ويرد بأيماءات من رأسه تعبر عن التأييد والأعجاب , ولم يقاطع أبي زياد طيلة حديثه , وعند نهاية اللقاء , صافح دوفيلبان طارق عزيز بحرارة وقال له , كانت حجتك قويّة وتحليلك سليما جعل من الصعب عليّ أن أرد عليه . وكان نتيجة هذا اللقاء أن ابتعد الموقف الفرنسي عن الموقفين الأمريكي والأنكليزي .


بطرس شمعون آدم
تورونتو - كندا
Opinions