الكردينال بين بيقاشا وبيداويد وسمير اسطيفو شبلا
لنبدأ بمقال الأخ اسكندر بيقاشا / عينكاوة كوم - بعنوان "متى أصبح طارق عزيز مسيحياً أو كلدانياً، سيادة الكردينال!"، تساؤل مشروع جداً، وما جاء في مقالكم من معلومات وحجج واقعية ومعاشة، يعرفها كل متابع وخاصة هذا الجيل الذي خرج بخبرة كبيرة من حروب ومآسي وإضطهادات وسجون وشهداء! بحيث لم يبقى بيت والا توشح بالسواد كما يعرفه القاصي والداني، عليه يكون مولانا الكردينال عمانؤئيل دلي من القلائل الذين تابعوا التطورات السياسية التي عصفت بالعراق( منذ العهد الملكي وسقوطه مروراً بالعهد الجمهوري والشواف وقتل عبد الكريم قاسم والحرس القومي وعبد السلام عارف واخيه (صاحب الأقوال الشهيرة بحق المسيحيين، لا ميخا ولا حنا،،،،،،) الى 1968 وعودة البعث ،،،، حرب إيران ثمان سنوات ومآسيها على الشعب العراقي والعالم أيضاً!والأنفال وحرب الكويت ونتيجتها الحتمية وما نراه الآن من ثمار كل هذا،) نعم انها خبرة 40 سنة سيدي وانتم في موقع المسئولية الكنسية المباشرة، نعم أربعون سنة وجنابكم الموقر تقودون سفينة الكلدان بشكل مباشر، وان سأل ناقد كيف ذلك؟ نقول له : ان مولانا كان المعاون البطريركي منذ أكثر من 37 سنة، وجميع الأمور الكنسية "الداخلية والخارجية" كانت بأمرته وباختصار: انه في كل الأحوال كانت لسيادته بصمة على كل شيئ يخرج من المؤسسة البطريركية! وهذا كله ما معناه ان الأستاذ بيقاشا لم يكن موفقاً عندما طلب من مولانا الكردينال(تشكيل مجلس استشاري أو ما شابه يعاونه في كشف خبايا السياسة ودهاليزها،،،،،،،الخ)، نعم ان للبطريرك عدة معاونين وهم بدرجة أسقف "المعاون الثقافي، المعاون المالي، المعاون الإداري،،،، وهناك كاتم أسرار السينودس" هؤلاء الأجلاء يمثلون السينودس الدائم، أو رئاسة السينودس، وهو على شكل مجلس دائم الأنعقاد،إضافة الى إختصاصيين بجمع المعلومات الخاصة والعامة، إذن نحن أمام قادة كبار لهم خبرة متراكمة تتجاوزالخمسين سنة عند بعضهم، لذا إن نصب أحدهم شرك للقائد أو للقيادة ووقعوا فيه، "تكررهذا ولعدة مرات"، وهم بهذه الخبرة يعني ذلك وجود خلل كبير، وبرأينا المتواضع يتجلى في :•
• الديكتاتورية المزمنة الموروثة التي تعطي الأوامر فقط دون الرجوع الى القاعدة الشعبية، أو على الأقل استشارة الأكليروس (رهبان، راهبات، قسان "كهنة"، بعض العلمانيين المثقفين الطيبين،،،،) وخاصة في الأمور المصيرية، من هنا تتطرقنا في مقالنا "الثبات في اجتماع الكنائس المسيحية الخاص" الى وجوب السير وراء أول ممارسة لثقافة الحوارالتي كنا عطشى اليها منذ زمن بعيد، وثانياً لأول قرار جريئ يخص شعبنا ولكن أكدنا على عجالته وعدم مشاركة واستشارة الشعب ولا منظماته وأحزابه السياسية،،،،،وهذا يعني الكثير الكثير! عليه جاءت رسالة مولانا البطريرك ما أدي الثاني / رئيس الكنيسة المشرقية القديمة يقول : ان موقفنا ثابت منذ 2003 بعدم التدخل بالسياسة واعطوا ما لقيصرلقيصروما لله لله" وهذا أول دليل على استعجالنا أو عجالتنا أو أو،وكذلك تهنئة مار دنخا الرابع لمناسبة أعياد الميلاد حيث تكلم باسهاب وقال : ان نجاح لأي مجلس او لجنة كنسية كانت أم قومية يأتي من الثقة والمحبة" ونحن جميعاً نفقدهما بدرجات متفاوتة سيدي، فان كان هناك بوادر من وجود فخ نصب لنا ووقعنا فيه، معنى ذلك اننا لا نستحق أن نكون قادة فعليين، لأن من أبسط صفات القادة "القائد" هي الرؤية وقراءة الواقع كما هو! وان برز أحد من هزازي الذيول وقال عكس ذلك، نرده ب:
•
• أنظر الى واقع حال المسيحيين كشعب من ناحية الهجرة والتهجير والأمان ،،،،، هل قامت قيادتنا بواجبها كما يجب؟ وحسب ما تتطلب الحالة الخطرة جداً بحيث لم نرى، ولم نسمع، ولم نقرأ، بأسوأ إضطهاد مرت به كنيستنا "وليس كنائسنا" سابقاً، وهل إحتضنت العوائل النازحة من الأضطهاد؟ هل تم تشكيل لجنة حقيقية لتوزيع الهبات والتبرعات الشخصية ومن منظمات إنسانية دولية وتم توزيعها توزيعاً عادلاً؟ أم هناك نسبة تزيد عن 80% دخلت الى جيوبنا، (نحتفظ بالأثباتات والحالات وبالأرقام الى الوقت المناسب)، كم عدد الأفراد والعوائل إلتجئوا الى البروتستانت وتفرعاته في الشمال، من يتحمل المسئولية؟ (أيضاً نحتفظ بقسم من الأسماء والأرقام)، وهناك سؤال من أحد الأصدقاء المتابعين حيث قال: هل كان قائد كنيستنا المطران "عمانوئيل" الذي باع أموال الكنيسة ووصل الأمر بأن باع أدوات التقديس (كاسا وبلاسا) من أجل الفقراء والمشردين والمهجرين، هل كان على خطأ؟ أنظرأيها الناقد: كم واحد يمثلنا نحن الكلدان في الحكومة المركزية، أو بالاحرى كم واحد يمثلنا نحن المسيحيين في البرلمان؟ ولماذا؟ انها القيادة مرة أخرى! واين هي أسألوني عن العراق ولا تسألوني عن المسيحيين! والتي استشهدنا بها في مناسبة سابقة، حان وقت مطابقة الأقوال والأفعال.
•
• أنظر أيها الناقد الكريم الى وضعنا الداخلي الذي "نحسد عليه!!!!"، نحن الكلدان هناك سينودس القوش (مولانا وسيدنا البطريرك مع الأساقفة الأجلاء الاخرين)، وسينودس عين سفني (أساقفة الشمال لأجلاء)، إذن هناك رأيين مختلفين في قيادتنا : عند أحدهما تكون نسبة الحقيقة أكبرمن عند الآخر، وهذا لا يختلف عليه اثنان، نسبة الحقيقة تتجلى ببوادر التضحية، ونكران الذات،والايمان بالتجدد والتطور، التواضع وحب الاخرين، وعمل الخير للآخروالاعتراف به وقبوله والسماع اليه،والوضوح في الفكر والموقف، والشجاعة والجرأة في الملمات، أي عدم الهروب من المعركة وترك جنودي وشعبي للذئاب الكاسرة وأنا أبتعد الى التدفئة والتبريد والدولارات، هناك فرق بين يقول : انني لا أترك موقعي الى أن أموت من أجل شعبي وبين أن أطلب الأمان وأترك بناتي وشرفهن للمجهول! ممن قرأنا وسمعنا عن إرشاد أو بيان أو توجيه أو ما العمل؟ صحيح نرى ونسمع خلال الخمس سنوات الماضية ان "القائد الفلاني" جاء وجمع (آلاف الدولارات) من أجل الرعية واحتياجاتها وفقرائها وتعليمها،،،،، وسمعنا بعدها ان 10% من هذه الأموال لم تصل الى مكانها الصحيح! فأين الباقي؟ (أيضاً نحتفظ بوثائق بعض الحالات) ، كل هذا نعم موجود عند جميع الشعوب ولكن بنسبة إذن لماذا يسمى قائد ورجل دين؟ هل ستقول لي يقول: اسمعوا اقوالهم ولا تفعلوا أفعالهم! نقول: ان هذا قاله يسوع للكتبة والمرائين وليس لكهنته! والان ولى زمن المواعظ وتقديس الأشخاص، أنت مقدس بعملك وما تقدمه من خيرلشعبك، ولست مقدساً بالوراثة، والنتيجة هي : هل هناك الرجل المناسب في المكان المناسب؟ إن قال أحدهم نعم! نقول إذن لماذا هذه الأخطاء التاريخية؟ ووضع الآشوريين هو أسوأ طبعاً كونهم منقسمين الى عدة فئات متباعدة ونترك ذلك لنتجنب التدخل في الشؤون الداخلية! كوننا لا نتعرض لشخص بل لموقعه.
•
• أما موضوع طارق عزيز، سيدي اسكندر نحن معك في كل كلمة تخص هذا الموضوع،وأعتقد هناك وثائق تخص تورط الكثيرين من رجال الدين في قضايا تخص المخابرات على حساب كرامتنا وقيمنا مع شهود على ذلك، وقلنا مراراً انه تاريخ ذو لسان طويل! لا يرحم، عليه إما أن نكون قادة أو لا نكون، اما من ناحية المفاجئات : يكون جوابي لكم لم تكن هناك أية مفاجئة ولا أعمال خارجة عن التوقعات، لأن ما ذكرته لا يصب في خانة تنازلات على حساب حقوقنا القومية، بل أن هناك بيع وشراء، بيع حقوق وكيان مقابل شراء "وجود" مسنود بفقاعات هوائية، وهذه موجودة قبل عشرات السنين، والا لما وصلنا الى انتخاب البطريرك في روما! أيهما أكبرمن مفاجئة؟ ووصلنا الى ما نحن عليه الآن ، وحسب ما جاء في مقال العزيز يوحنا بيداويد "هل احتفاظنا باسمنا القومي خطر على ايماننا المسيحي؟!!" انه يكفينا الضياع والتشرد بسبب عدم وجود قيادة سياسية حكيمة موحدة، وعدم الاتفاق بين الاباء الروحيين على ادنى اولويات شعبنا، نعم سيدي بيداويد حان وقت ان نتخلص من الدونية التي نعيشها، لا بل نقول: انها فرصة تاريخية لنخرج من عنق الزجاجة بدعوة أساقفة الشمال الى حوارأخوي ، وعقد مؤتمرعام ثان وعندها يفصل الحنطة من الزوان، بدل من الأستمرار في طريق بيع كل شيئ، وخسارة ما تبقى من قيم، وبالتالي ضياع الفرصة، والبقاء في القعر.