الكلدان ما بعد الإنتخابات
تطرقنا في مقالنا السابق ( تنافس انتخابي أم صراع قومي) ، عن اسباب خسارة قوائمنا في الإنتخابات التشريعية العراقية التي أجريت في السابع من شهر آذار لسنة 2010 . فنتيجة دخول أية قائمة للإنتخابات أما تكون الفوز أو الخسارة.و الخسارة التي منيت بها قوائمنا الكلدانية في تلك الإنتخابات ليست خسارة كل شيء ، ولا تعني اليأس و تدني المعنويات ، بل يجب الإستفادة من هذه التجربة و جعلها دافعاً و مشجعاً قوياً لفستمرار في العمل الجدي و الدؤوب الى ان تتحق أهداف أمتنا الكلدانية ، و إن تحقيق الأهداف لأية أمة لا يمكن تحديدها بسقف زمني معلوم ، ولا بنضال جيل او جيلين من تلك الأمة ، و خاصة ألأهداف الأستراتيجية منها، بل ان نضال الشعوب و الأمم من أجل نيل حقوقها و تقدمها يبقى مستمراُ مع استمرار الحياة ، و يكون العمل متواصلاً في سبيل تحقيق مستقبل أفضل لأجيالها القادمة.
سنتناول اليوم وبشكل مختصر وحسب وجهة نظرنا الخاصة ، كيفية تفعيل دور التنظيمات الكلدانية السياسية و المدنية في فترة ما بعد الإنتخابات ، بالشكل الذي يمكنها من مجابهة تحديات المرحلة المقبلة ، و تعبئة ابناء الامة للتهيوء للإنتخابات المقبلة وهم في أحسن حال.
و سنختصرها بالنقاط التالية:
التنظيمات السياسية الكلدانية
1- على التنظيمات السياسية الكلدانية التي دخلت الإنتخابات دراسة اسباب فشلها ، و ان تكون شفافة في الإعلان عنها لمؤيديها و المتعاطفين معها ، و تفادي تكرارها في المستقبل.
2- ان تقوم تلك التنظيمات بتكثيف نشاطاتها خلال الأربعة سنوات المقبلة في اوساط الشعب الكلداني داخل قراه و بلداته ، لكي يتعرف ابناء شعبنا عن قرب على اهداف و مباديء تلك التنظيمات و قياداتها و اعضائها.
و كمثال لهذه النشاطات ، عقد الندوات حول المواضيع القومية و السياسية ، الإحتفال بالأعياد القومية الكلدانية ، اقامة امسيات شعرية ، تطوير المواقع الألكترونية و المطبوعات كالصحف و المجلات.
3- ان تسود علاقات المحبة و الاحترام المتبادل ، و التعاون الجاد بين جميع تنظيماتنا السياسية الكلدانية ، وعقد لقاءات دورية مشتركة للتباحث و لتبادل وجهات النظر حول القضايا القومية و السياسية.
4- بناء علاقات متينة مع المؤسسات الكلدانية في المهجر، و العمل على الإلتقاء بها مباشرة من خلال سفر وفد يضم كل التنظيمات أو كل على حدة ، و اقامة الندوات و اللقاءات مع ابناء شعبنا الكلداني في المهجر لتقوية الأواصر و مد جسور الاتصال معها.
الهيئة العليا للتنظيمات الكلدانية
ينبغي اعادة النظر في تشكيلة الهيئة العليا للتنظيمات الكلدانية و بالسرعة الممكنة لكي تباشر مهامها بكل جدية وكما يلي:
1- إعادة النظر في تشكيلة الهيئة العليا للتنظيمات الكلدانية ، بحيث تظم كل من حزب الإتحاد الديمقراطي الكلداني و المجلس القومي الكلداني و المنبر الديمقراطي الكلداني و الإتحاد العالمي للكتاب و الأدباء الكلدان ، وفتح المجال لدخول أية مؤسسة كلدانية تثبتت جدارتها وفاعليتها في العمل القومي.
2- يتم اختيار لجان تمثل الهيئة في بلدان المهجر ، على أن تتألف اللجان من شخصيات كلدانية قادرة على تحمل هذه المسؤولية .
3- ان تتناوب التنظيمات التي تتألف منها الهيئة العليا على رئاستها دورياً ، أو وفق نظام داخلي خاص بها.
4- تقوم الهيئة العليا بتمثيل الكلدان قومياً في المناسبات الرسمية و اللقاءات مع المسؤولين الحكوميين و البرلمان.
5- أن تقوم الهيئة بإجراء اتصالاتها مع جميع الكتل في البرلمان العراقي و كذلك مع جميع الأحزاب العراقية من أجل وضع حد لتهميش و اقصاء الكلدان من الخارطة السياسية العراقية ، و المطالبة بكوتا خاصة بالقومية الكلدانية في الإنتخابات المقبلة.
كنيسة الكلدان الكاثوليكية
1- أصبح جلياً لدى رجالات كنيسة الكلدان الأجلاء ، بأن تهميش و إقصاء الكلدان قومياً و سياسياً سيؤثر حتماً و بصورة سلبية على الكنيسة من جوانب عدة ، وكلما كانت احزابنا و تنظيماتنا القومية الكلدانية قوية و فاعلة على الساحة الوطنية و الدولية ، كلما كانت الكنيسة تمارس دورها الأيماني بشكل أفضل و في منأى عن تدخلات المتربصين بها و بالأمة الكلدانية .
لذا يتوجب على قادة الكنيسة الأفاضل دعم و مساندة مطاليب شعبهم الكلداني القومية و السياسية ، و ان يكونوا قريبين و على مسافة واحدة مع جميع تنظيماتهم دون تفضيل جهة على أخرى ، حيث كان هناك لوم على بعض القيادات في الكنيسة بهذا الخصوص في هذه الإنتخابات.
2- أن تقوم رئاسة الكنيسة الكلدانية الموقرة بايصال هموم و مطاليب الشعب الكلداني الى الجهات الرسمية العراقية و الدولية كلما سنحت لها الفرصة عند لقائها بتلك الجهات ، وعملها الجاد و تظامنها مع تنظيماتنا السياسية و القومية ، من أجل ضمان حق الكلدان القومي في كوتا قومية خاصة بهم تمثلهم في البرلمان العراقي مستقبلاً.
المؤتمر القومي الكلداني العام
أصبح انعقاد مؤتمر كلداني عام ضرورياً جداً من أجل وضع الاسس الأولية للمرحلة المقبلة ، و تحديد الأهداف المرحلية و الأستراتيجية للأمة الكلدانية بحيث يصبح كل شيء واضحاً امام ابناء هذه الأمة و على المدى البعيد.
و على الهيئة العليا للتنظيمات الكلدانية العمل الجاد نحو عقد المؤتمر و بإمكانيات كلدانية خالصة من مشاركة الأحزاب مالياً و من تبرعات المؤسسات القومية و اصحاب الأعمال و الشخصيات العامة.
سعد توما عليبك
saad_touma@hotmail.com
8/4/2010