الكلدان ...... وأنقلاب سركيس آغا جان ؟؟؟
كانت كل الأمور تسير بصورة طبيعية في أعقاب صدور بيان سينودس الكنيسة الكلدانية في العراق ,كان السيد مسعود البرزاني قد طالب بأعادة الكوتا للمسيحيين , بعد أن كان البرلمان الكردستاني قد أقترح بألغائها.وفي 14\6\2009 أوردت وكالة ملف بريس خبرا عن برلمان كردستان يؤيد كون الكلدان شعب مستقل يختلف عن الآشوريين والسريان, وفي 19\6\2009 ,عشية أقرار مسودة دستور أقليم كردستان أرسل السيد حكمت حبيب بصفته المتحدث الرسمي بأسم الهيئة العليا للتنظيمات الكلدانية رسالة الى كافة المسؤولين في الأقليم , يذكرهم بضرورة أدراج الكلدان كقومية مستقلة,أسوة بما مدرج في الدستور الأتحادي المادة(125)ويذكّرهم بنص المادة (13) الذي يقول .المادة 13 - أولا – يعد هذا الدستور القانون الأسمى والأعلى في العراق , ويكون ملزما في أنحائه كافة وبدون أستثناء .
ثانيا - لا يجوز سنّ قانون يتعارض مع هذا الدستور , ويعد باطلا كل نصّ يرد في دساتير الأقاليم , أو أي نص قانوني آخر يتعارض معه .
فماذا حدث خلال ( 72 ) ساعة بعد عودة السيد آغا جان وظهوره على الساحة ثانية بعد غياب دام حوالي ستة أشهرلأسباب متضاربة ! فسارشريط الأحداث بسرعة غير متوقعة وعلى الشكل التالي .
1 – في 23\6 \ 2009 نشر خبر مطالبة أربعة نواب محسوبين على المسيحيين بدرج ما يسمونه بالتسمية الموحدة , بالضد من مشاعر الكلدان .
2 – في نفس اليوم نشر خبر مطالبة السيد آغا جان بأدراج ما أسماها التسمية الموحدة , وأيضا بالضد من من مشاعر الكنيسة الكلدانية والتنظيمات الكلدانية الممثلين الحقيقيين للكلدان .
3 – في اليوم التالي , مجلس نواب أقليم كردستان يقر التسمية التي طالب بها السيد آغا جان والنواب الأربعة المحسوبين على المسيحيين . وهم معظمهم ينتمون الى الأحزاب الآشورية
4 – يوم 25\6\2009 برلمان أقليم كردستان يصادق على التسمية كما أرادها السيد آغا جان !!
5 – السيد جمال عويد يصرح بأنه تفاجأ بقراءة الدستور بالصيغة التي خطط لها السيد آغا جان , عن باقي القوميات !!
السادة المسؤولين في أقليم كردستان العراق : منذ عام 1991 وأنتم تعيشون بصورة شبه مستقلة عن الدولة العراقية , وسرتم خطوات متقدمة في طريق الحكم الذاتي الذي هو شبه أستقلال , وطموحكم النهائي هو دولة مستقلة متى ما سمحت الظروف بذلك , فهل يكون تأسيس دولة على حساب حقوق شعب عريق كالشعب الكلداني الذي تمتد جذوره لآلاف السنين في هذا الوطن , لسواد عيون شخص واحد , يريد ألغاء القومية الكلدانية التي ينتمي اليها 80% من مسيحيي العراق بشماله وجنوبه , لحساب قوميته الآشورية , وأن يستحوذ على كافة حقوق الكلدان لحساب قوميته !! لا أعتقد أنه من مصلحة الأقليم , سواء كان أقليما ضمن الدولة العراقية , أم أنفصل وشكل دولته المستقلة , أن يبدأ طريقه بغبن حقوق أكثرية كلدانية تتوفر فيها كل عناصر الثقافة والأقتصاد والعلم
, فالتضامن والتكاتف وكسب الكلدان سوف يكون له مردودا أيجابيا أعظم على الأقليم , فليس من المنطق ابدا أن تستند جهة ما على 10% وتعادي 80% !! أذا أرادت أن تؤسس لكيان يقوم على مبادىء الحق والعدالة التي هي أساس الدولة الديمقراطية الحديثة التي يطمح اليها الجميع.
وهنا تحضرني حكاية حدثت في أربعينيات القرن الماضي : وهي أن أرملة شابة لها ثلاثة أطفال صغار توفي زوجها , ونظرا للظروف الأقتصادية البائسة التي كانت سائدة في ذلك الوقت , بعد أنتهاء الحرب العالمية الثانية , فتزوجت من رجل كبير السن , لتتمكن من معيشة أطفالها الثلاثة الصغار, وبما أن الرجل كان كبيرا في السن , فمات , فأخذت أرملته تبكيه وتولول وهي تقول , حظي التعيس , كلما مسكت بغصن شجرة أنكسر ولم يسندني , هنا أجابها أحد الخبثاء فقال لها , ولماذا لم تمسكي بغصن شجرة قوي غير منخور !!!!
أيها السادة , أن الكلدان هم جذور هذا البلد , يتشرفون بتاريخهم المجيد , أجدادهم علموا الأنسانية مختلف العلوم , حضارتهم أنارت دروب أمم كثيرة , يتميّزون بالوفاء والأخلاص والجدية والطيبة , صقلتهم المسيحية بمبادئها الألهية السامية فزادوا أصالة وكمالا .كنيستهم من أعرق الكنائس في العالم , وكوخي تشهد بذلك , طائعين لرؤسائهم الدينيين , الاّ فئة قليلة ظلت طريقها طمعا بالمكاسب المادية !! فهل يعتقد السادة المسؤولون في الأقليم أن المؤامرة التي حصلت خلال 72 ساعة من وصول السيد سركيس آغا جان بألغاء القومية الكلدانية , ستساعد الأقليم في السير بخطواته المدروسة نحو ما يطمح أليه؟؟ أني أشك بذلك .؟
بطرس آدم