الكلدان يقرعون النواقيس .. وبشدة ..
لا يمكن تجاهل ما يحدث من حولنا ، كما لا يمكن ان نتجاهل التيارات الفكرية الظاهرة على السطح ، وطبعا لا يمكن ان نتجاهل تأثير التقلبات الفكرية والسياسية على خطاب بعض المثقفين من النخب السياسية المختلفة ، فمما لا شك فيه ان ما يحدث في مجتمعنا المسيحي العراقي المعاصر من تحولات جارفة يلقي بظلاله الباهتة على قدرة المثقفين على الاقل الالمام به ومعرفة جوانبه المختلفة ، بشكل يكشف عن جوهر هذه التحولات والعوامل التي ادت اليها ، ناهيك عن طرح اراء وافكار غريبة وعجيبة دون دراسة دقيقة وموضوعية ، وهو الامر الذي يؤدي الى خلق وعي مزيف غير مرتبط بحقيقة هذه التحولاتفيما كان البعض الاخر قد وجد في فوضى التحولات في بنية المجتمع فرصته القائمة من اجل التعبير عن أطر فكرية ومصالح فئوية يتم الترويج لها تحت ستار الدين الواحد والعلاقات والفهم ، وطي صفحات تاريخ بلاد الرافدين ، وتبني الفكر الشمولي الاشوري والاقصاء المطروح للكلدانية كهوية قومية قائمة بحد ذاتها في ادبيات ودساتير الاحزاب الاشورية ، ولكي يتم تمرير هذا الخطاب الاقصائي والشمولي الضيق في جوهره لا بد من ربطه بأطر جديدة اخرى واوسع ، تسمية معلبة في مصانع ... ؟؟؟ ( كلدان سريان اشوريون ) تشدد على مصالح فئوية واجندة حزبية ضيقة تنأى بنفسها عن حقوق ومشاعر واحساسيس مئات الالاف من الكلدان
ينبني هذا النوع من الخطابات كلدان سريان اشوريون ، على روح اقصائية للهوية الكلدانية ، رغم دعاواهم المبطنة المغلفة بصيغ العلاقات والتسامح والوحدة ، فهي ، كما هو واضح ، تتعلق باجتهادات فكرية واجندة حزبية خاصة ، معبرة عن مصالح ضيقة ، ولا تمت بصلة لتاريخنا ، وبالضد من الحقائق والمنطق ، ومن صميم وجوهر الخطاب الشمولي الفئوي الضيق الذي تربى بدرجة واخرى في احضان الفكر الاشوري الاقصائي و الخطاب الاعلامي الاشوري الموجه ، وخاصة المرئي ، بقدرات مالية ضخمة حزبية او شخصية ، ليس بالمعنى السياسي المحدود فقط ، ولكن بالمعنى الثقافي والاجتماعي ... من هنا تبرز احدى اهم سمات هذا الخطاب ، وهي وقوعه في مخاطر الاستعلاء وتصوراته المركزية الجديدة
الكلدان يقرعون النواقيس .. بشدة .. التساؤل ، من نحن ؟ والى من ننتمي ؟ وما هي جذورنا واصولنا ؟ وماذا يراد بنا ؟ ولماذا طمس الحقائق ؟ ولماذا يتعمدون الغاء هويتنا ، وتبديلها باخرى هجينة مصنعة ؟ ولماذ ا ، ولماذا ، ولماذا ...
الحقائق التي لا تحتاج الى برهان واثبات ، هي كلدانية الكلدان وانتماءهم لهذه القومية العريقة المتجذرة في اعماق التاريخ ، بتاريخها البابلي الكلداني ، وحضارتها انشائا وتكوينا ... فكلدانية الكلدان ليست هبة او دمغة قرار سياسي او شعار ، بل هي كلدانية شعب وانتماء لأمة قد اعزها الله تعالى ... خرج منها ابو الانبياء ابراهيم الخليل ( اور الكلدانية ) الواقعة في سهل دجلة والفرات ( سهل شنعار) ... وتشريفا بحمل رسالة سماوية لعبادة الاله الواحد واصلاح حياة البشرية ، فكلدانية الكلدان انتماء للأمة والارض بالامجاد مفاخرة بنسبها الكلداني امناء على انسابهم ... نعم ، كلدانية الكلدان حقيقة الحقائق كون اكثر من 80% من مسيحيي العراق كلدان ، والذين يتجاوز عددهم اكثر من مليون نسمة في العراق ودول العالم
على مر تاريخهم الطويل عانى الكلدان شتى انواع الاسى والاذى ، واذا تصفحت تاريخ بابل العظيمة فالكلدان كانوا اول من قادوا الثورات ضد المحتلين الغزاة ... تظهر لشعوب شتى على مر الزمن ، نكسات وقعت في ازمان مختلفة ، ومصائب كثيرة وكبيرة تعصف بمجتمعاتها ، وتدمر هويتها بالكامل ليمحى من التاريخ اسمها ، وتراثها ، واسم ملوكها وزعمائها وعلمائها ،، ولكن العجيب في عجائب التاريخ ، وجود امة الكلدان تتخطى احلك الظروف واشد النكسات عبر تاريخها الطويل ... فعلا تثبت هذه الأمة انها امة عجيبة وغريبة ولا تعرف المستحيل في صراعها من اجل اثبات هويتها ووجودها ، بالرغم من تأخرها وتخلفها في اجزاء من مجتمعها ، الا انها تعود بكل ثقة وثبات من جديد ، والاعجب انها تزداد عن كل مرة قوة واصرارا على البقاء ، ففي كل ظرف صعب واضطهاد وتذويب وصهر لهذه الأمة على مر تاريخها الطويل ( تفريس وتتريك وتعريب و؟؟؟ ) رجال وقفوا على التاريخ وسمعنا منهم ولم نقراء ولا نرضى بأحد يعلمنا تاريخنا ، رجال يكتبوا في تاريخ البشرية صفحات لأمة لم يهزمها الشقاء ولم يغلبها العناء
هنا ، اهيب بالجميع وضع هذه الشريحة المهمة والفاعلة من شرائح الشعب العراقي امام انظارهم واهتمامهم ، والمحافظة على هذه الشريحة العريقة والاصيلة التي شاركت كل ما مضى من الاجيال سواء كانت في اوقات السراء او الضراء ،، نطالب حكومة اقليم كردستان ان تتكفل برعاية كل الاقليات سواسية واحترام حق الشعوب والامم والقوميات في تقرير مصيرها ،، والكلدان في مقدمتهم فهم جزء عضوي من مكونات نسيج شعب كردستان ، ويطالبون بتفعيل حقوقهم القومية المشروعة وتثبيتها في دستور اقليم كردستان
wadizora@yahoo.com