الكلداني والآثوري يتعانقان في سماء المجد
في يوم حلق نسران ذهبيان من المشرق يفتشان عن عش يقي فراخهما من حر الصيف وبرد الشتاء، وإستقرا في سماء مدينة لاس فيغاس بعد تحليق دام سنين عديدة، وكانت رحلتهما مليئة بالمطبات والرياح العاتية والمطر الغزير، وإلتقت عزيمة الكلداني وصبرالآثوري، تمخضت عن ولادة إلتحام إرادتين بحيث نتج من قوة الحدث هو إرجاعنا الى روح كنيسة الشهداء، كنيسة المشرق، كنيسة الرسل، هذا العناق الكلداني الآثوري هي نقطة البداية للشروع في بناء أسس متينة لوحدة مسيحية حقيقية مبنية على قبول الكلداني للآثوري، وإحترام "الكلداني الآثوري" لأخوانهم وأشقائهم في الكنائس الأخرى باعتبار ان كرامتنا تساوي كرامة الآخرين كوننا لنا رب واحد ورأس واحد ونفخة واحدة، ها نقولها مهما طال الزمن، ومهما كانت المسافة بيننا، ومدى نسبة الحقيقة التي يدعي كل طرف بإمتلاكها على حساب الآخرين، سيأتي ذلك اليوم الذي نجلس فيه ونتحاور ونتفق كما فعلها الجليلين "مار سرهد يوسب جموومار باواي سورو" ومع جميع كهنتهما وشمامستهما وشعبهما الواحد، فلماذا تحرموننا من صوت واحد وخطاب واحد وقلب واحد وجبهة واحدة التي نحن جميعاً بأتم الحاجة اليها وخاصة في هذه الظروف القاسية التي تمر بها سفينتنا، والتي تتلاطمها الامواج وتحتاج الى ترميم وسد الثقوب القديمة والندوب الجديدة المنتشرة في جسمهاها هم إخوانكم وأشقائكم في أبرشية (مار بطرس الكلدانية / سانتياغو)، يبثون البشرى عبر الأثير التي تقول : زرعنا الوحدة والتآخي والعيش المشترك لنحصد ويحصدون ثمرها الحب والمحبة، ولا تتعجبوا بالإسم الجديد للأبرشية فقد أصبح (أبرشية مار بطرس للكلدان والآثوريين)، وهذا يعني الكثير! كيف؟ نرد على كل من يشك في هذه الخطوة ونقول : أن ما فعلته الكنيسة الكلدانية وبشخص الجليل سرهد جمو- يجب أن يسجل في سفر الحياة، أي في تاريخ الكنيسة المعاصرة كونه إنتصاراً في :
1- ماذا لو كان سيدنا مار باواي سورو قد إنتمى الى كنيسة أخرى أو رجع الى كنيسته؟ في هذه الحالة كانت كنيستنا باقية كما هي، مع الاحترام الكامل لحرية إختياره الحر، وسيبقى في قلب ووجدان أصدقاءه وأشقاءه وإخوانه الكلدان
2- وربما سائل يسأل : أليس من الأصوب أن يشكل كنيسة جديدة خاصة به؟ نعم نحترم الاختيار ولكن عند قرائتنا للفكرالمنفتح لسيدنا "سورو" نجد ان هناك تناغم مع فكر ووجدان وروح الآباء، روح (كنيسة المشرق) التي تتفق وفكر راعي أبرشية "مار بطرس الكلدانية" وكل الشرفاء والطيبين في الكنيسة الجامعة، من هنا ستكون النتيجة حتماً الوحدة بين الكنيستين! وهذا ما حصل فعلاً من خلال ليس قراءتنا لإسم أبرشيتنا الجديد وحسب، بل تجاوزالى الإحترام الصميمي للكلدان لشعور الإخوة الآثوريين من خلال تعميق آثوريتهم وليس إلغائها أو تهميشها (ومن هذا الباب يدخل الكثير من المتشككين ولا نقول أكثر) بدليل حسن نية كنيستنا الكلدانية التي وضعت أسم الكنيسة الجديدة في مكان آخر تحت أسم (كنيسة مار متي للآثوريين والكلدان) وهذا يضع الإخوة في ميزان واحد مقابل تسمية كنيستنا في لاس فيغاس (كنيسة القديسة بربارة للكلدان والآثوريين)، صحيح ليس الموضوع موضوع الأسماء بل في جوهر الاتفاق والوحدة، وهذا ما أكده نيافة مار باواي سورو خلال لقاء خاص معنا بمناسبة إفتتاح أول كنيسة تضم شعبنا في لاس فيغاس وهي تحمل أسم "الكلدان والآثوريين" وسنقوم بنشره مع هذه المقالة، اما الامور الاخرى الخاصة التي يتمتع بها الاخوة الآثوريين فلهم الاحترام الكامل والحرية في التطبيق والممارسة من خلال الاتفاق والتفاهم مع رئاسة الكنيسة، وهذا ما تم بالفعل
3- لماذا هذا التوقيت بالذات؟ كنا بحاجة الى تنفس عميق وأوكسجين نقي، كنا نتوقع أن يأتي الفرج من مكان آخر، من السينودس العام الواحد، ولا زلنا ننتظر، ولكن سبقت بتقديم هدية الروح القدس الى الشهيد الأسقف "رحو" بتلاقي الغيرة الكلدانية مع الإنفتاح الآثوري، وهكذا كانت هذه الخطوة بمثابة وضع البلسم على الجرح، تقديم كأس ماء بارد الى عطشان في الصيف، وهذا يسجل لكما أيها النسران الجليلان في كُنْية واحدة تجمعكما بدل من كُنْيَتين
الموضوع ذا صلة مع "ولادة كنيسة جديدة في لاس فيغاس" ولقاء خاص مع سيادة المطران مار باواي سورو و سيادة المطران مار سرهد يوسب جمو ومجموعة من الكهنة الآثوريين والكلدان بمناسبة تقديس البيعة الجديدة في لاس فيغاس في هذا اليوم 24 / أيار / 2008