الكلداني يمضي قدما الى الامام
النخب السياسية في العصر الحاضر افرادا وتنظيمات في اي مجتمع ، تعتبر الضمير الذي يعبر عن المجتمع ومنقذه الذي يقوده نحو الحياة الافضل ، ولسان حال ذلك المجتمع المعبر عن الهموم والمشاكل التى تعتريه ، وهى القادرة على اكتشاف مواطن القوى ومكمن الابداع ، ليكون كل المجتمع أسرة واحدة رغم كل الاختلافات ، ومن الثابت ان اى هدف يختص بالمجتمعات يراد تحقيقه ، يجب وضعه فى اطار ثقاقى معين تكسب المجتمع المهارات والمناهج المبدعة لاعادة تشكيله ايجابيا حيثما امكن عبر استهلاك ثقافته العميقة المتجددة بالاضافة والطرح ، وهذا امر كما نرى يحتاج الى نخبة مفكرة تستطيع قراءة الوقائع والتأصيل لها ، موسومة بتوقد الموهبة واتساع افقها المعرفى ، وترفض الانغلاق والركود التي سادت زمنا طويلا ، وتدعو دائما للتجدد والابتكاران مفهوم النخبة اصبح اقرب الى توصيف عناصر القوة في المجتمع ، ففي كل مجال من مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية توجد جماعات يكون لها النفوذ الاكبر في التأثير على مجرى الاحداث وتوجيه دفة الامور ... ولعل ابرز ما تتميز به هذه النخب هو تلك القوة او القدرة على التأثير على الاخرين فتقنعهم وتنتهي الى توجيههم وقيادتهم ... وحين نقول نخب سياسية فلا بد اننا نعني بها الافراد التي تمتلك خطابا سياسيا وقائدة وموجهة للمجتمع ، ومن هذا المنطلق ، فالنخبة السياسية تحتل مركزا متميزا ضمن قائمة مختلف النخب الاخرى ، باعتبارها تملك القوة والقدرة ، وتسهم بشكل محوري في صناعة القرارات
واذا كان هناك اعتقاد بأن النخب السياسية مفتوحة امام كل افراد المجتمع كيفما يكون منشؤها الاجتماعي ، مهنها ، مستواها الثقافي او طبيعة جنسها ، فان النخبة السياسية الكلدانية ليست بحاجة للدلالة اليها ، وحث الناس للتجمع حولها والقبول بقيادتها وتوجيهها ، وانما يكفي ان ينتشر شذاها ، ودورها المميز ، لكي تستقطب الجماهير الكلدانية وتوجهها الصحيح ، وصولا الى تحقيق امالها ، وترجمة تطلعاتها ، واهدافها الجوهرية بضرورة حماية كرامة الانسان ، وحقوقه اللصيقة بأدميته وهويته في جميع الظروف والاحوال
النخب السياسية الكلدانية ، في مجتمعنا المعاصر انيطت بها وضع الاسس الموضوعية والعلمية والمنطقية لبناء مجتمع كلداني سليم معافي متمسك بهويته القوميته وتراثه وتاريخه ، وقادر على مواجهة تحديات العصر، مع خلق الحافز لهذا المجتمع الواعد لكى يبدع فى اطاره الوطني والقومى ، ولذلك كان على هذه النخب مراجعة واقع الحياة والظروف الخاصة بالانسان الكلداني ، ثم ايجاد الوسائل المعينة لاحداث التغيير من اجل مجتمع افضل متحرر من ،، الاستغلال والتبعية ،، وبناء مجتمع كلداني حى نابض بالحركة والحراك انطلاقا من حقيقة مهمة تتمثل في ضرورة التعاطى مع معطيات الوقع السياسى والاجتماعى والثقافى داخل المجتمع الكلداني وتحت خيمة العراق الواحد الموحد
لقد اثبت المنطق والتاريخ ، ان هناك طليعة في اي مجتمع هي التي تقود المسيرة باقتدار، فالنخب السياسية الكلدانية التي اجتمعت في اطار المؤتمر الثاني للمجلس القومي الكلداني الذي انعقد في مدينة اربيل (عنكاوا) للفترة من 26 -27 نيسان 2009 تحت شعار (من اجل عراق ديمقراطي اتحادي تعددي يضمن حقوقنا القومية) وما حوته مقرارات المؤتمر من امال الكلدان ، صاغتها النخبة الكلدانية لتحدد على ضوئها موقفها وتوجهاتها الوطنية والقومية ، وتلك اعلى درجات الوعي والشعور بالمسؤلية القومية ، ولتسير على هذا الضوء في طريقها ، وان يكونوا جزاء من النضال ، ويكافحون جنبا الى جنب مع الجماهير الكلدانية ، لقد جاءت مقرارات المؤتمر لترسم الحدود والضفاف ، جاءت تترجم الوعي الكلداني ، ولترسم خارطة طريق تقود الى مجتمع كلداني عصري يمضي قدما الى الامام ، لضمان حماية التنوع العرقي والديني والثقافي في مجتمعنا العراقي ، يقف خلف الديمقراطية وحكم القانون على ارض الاجداد
ايها الاخوة الاعزاء اعضاء المجلس القومي الكلداني ، تابعنا بارتياح كبير مؤتمركم وما تمخض عنه من نتائج اكدت في مجملها عمق ايمانكم وتمسككم بهويتكم الكلدانية في هذه الظروف الاستثنائية التي يمر بها بلدنا العزيز، نبارك لكم خطواتكم الجادة وانتم تتقدمون الصفوف لتضربوا أروع الامثله في كيفية الانتماء للهوية القومية الكلدانية ، والولاء للهوية الوطنية العراقية ، وهو دليل واضح على تفهمكم لحجم وعظم المسؤولية الكبيرة الملقاة اليوم على عاتقكم ... مبارك لكم نجاح مؤتمركم ، ونهنىء جميع اعضائه ، وازكى التهاني والتبريكات الى اللجنة المركزية المنتخبة والسكرتير العام الجديد ، وفقكم الله في خدمة بلادكم وامتكم الكلدانية
وديع زورا
wadizora@yahoo.com