الكنفدرالية العراقية الامريكية التعاون السياسي والاقتصادي والامني بين الطرفين
توصل الجانبان العراقي والامريكي يوم 26 اغسطس آب عام 2007 ، الى اصدار وثيقة تعاون وصداقة طويلة الأمد ، تتضمن دعماً في حماية النظام الديمقراطي، وتعزيز صوت العراق في المؤسسات والمحافل الدولية والاقليمية ، والتبادل الثقافي والتعليمي والعلمي بين الجانبين ، وكذلك النهوض بالاقتصاد العراقي وبناه التحتية ، من خلال تسهيل وتشجيع الاستثمارات الاجنبية وخاصة الامريكية للعمل وأعادة الاعمار .لقد خطت أخيراً وبصواب ، حكومتنا الموقرة نحو تحقيق أماني شعبنا في حياة حرّة كريمة ، والخروج من المشهد المرعب الذي نعانيه اليوم ، نتيجة السياسات الرعناء التي مارستها الحكومات والانظمة العراقية المتعاقبة منذ الاطاحة بالنظام الملكي ، باتخاذها ( هذه الانظمة ) موقف العداء من الولايات المتحدة ، حيث اثبتت الاحداث أن شعب العراق كان المتضرر الاكبر بسبب عزله بعيداً عن قدرات وامكانات أعظم دولة عرفها الانسان في تاريخه ، يعيش في كنفها حالياً بكل كرامة ورفاهية نصف مليون عراقي واكثر من تسعة ملايين مسلم ، هذه الدولة التي على استعداد ان تهب كل قدراتها وامكاناتها التي احوج ما نكون اليها بسبب الظلم والعزلة الذي عانينا منه طويلاً .
ان التشكيك بنوايا الولايات المتحدة تجاه العالم العربي والاسلامي ، لا مبرر له البته ، وأن سياسة الانظمة السابقة التي اتخذت موقفاً اكثر تطرفاً من الفلسطينيين انفسهم حيال قضيتهم ، قد كلفتنا ما نعانيه اليوم من فقر واستنزاف في ثرواتنا ، أن لعبة تحميل الولايات المتحدة ( شماعة تعليق ) اخطاء سياسيينا وبالتالي بلائنا ومآسينا باتت غير مجدية بسبب ما بدأنا ندركه اليوم . فدول عديدة كانت في صف العداء لاميركا بالامس كاليابان والمانيا وكوريا باتت اليوم من الدول الصناعية الكبرى بالرغم من قلة مواطني هذه الدول المقيمين في الولايات المتحدة او الحاصلين على جنسيتها ،بسبب سياسة التعاون والصداقة التي انتهجتها مع عدو الامس الذي بات صديق اليوم ، مقارنة بالعراق الذي يمتلك لوبي عراقي اميركي داخلي ( نصف مليون اميركي بقدرة اقتصادية جيدة من اصل عراقي ) بامكانه الضغط على سياسة الادارة الامريكية في واشنطن لاتخاذ مواقف اكثر ايجابية تجاه العراق .
عتبي على الكتّاب والمثقفين العراقيين ،وخاصة المقيمين في الولايات المتحدة حول شحة ما كتبوه عن هذا الموضوع ، لم أجد سبباً يحدو بهم لتجنب الكتابة والاشادة بهكذا اتفاقية وتعزيز مفاهيمها ، غير ترسبات الماضي الحزين والتعامل والاستمرار بنفس الطريقة والعقلية السابقة وتتمثل في تجنب الخوض بهذا الموضوع خوفاًً من تهمة التبشير او العمالة ونشر افكار لهذا المجتمع الذي يجذب اليه الملايين من البشر ومن جميع انحاء العالم كل عام ، ولا أخفي سراً ان قلت ، أن معظم الكتّاب والمثقفين العراقيين والمسلمين وحتى حاملي الضغينة والبغضاء لاميركا ، يتمنون العيش في هذا المجتمع ، لما يتمتع فيه الفرد من حرية الفكر والمعتقد ، ناهيك عن الاقتصاد المزدهر والرفاهية التي يدركها اي انسان تطأ قدماه تربة هذه الارض المباركة .
من خلال هذا المنبرالبسيط ، اخاطب أبناء شعبنا العراقي الطيّب ، بكل ثقة وعزم ، ترك الماضي الحزين والتفكير ملياً بالمستقبل من خلال مفاهيم وعقلية جديدة ، مطالباً تعزيز ورفع هذه الوثيقة الى مصاف اتحاد فدرالي عراقي أمريكي ، التي ستضع العراق في مصاف الدول المتقدمة ، انها باختصار، الضمانة الحقيقية لحماية مستقبل أطفالنا ورفاهيتهم ، هل نملك القدرة والحق على الغائها ؟
هناك خمسون دولة وجمهورية ، بعضها صحراوي لا يملك شيئاً ، وبعضها غني بموارده ، مرتبطة مع بعضها بهكذا اتحاد ، تشكل بمجموعها أقوى وأغنى دولة عرفها الانسان ، سيكون العراق الاول من بين الدول العربية والاسلامية ، بهكذا اتحاد ، سيؤدي ذلك حتماً الى اثارة حفيظة مجموعة كبيرة من الحاقدين على العراق والعراقيين ، وهذا شأنهم ، أما نحن نستمر في مسيرتنا التي تتمثل في العمل بحكمة وروية من اجل مصالحنا ومستقبلنا بعيداً عن المزايدات والشعارات الجوفاء .
يقولون ، أهل مكة ادرى بشعابها ، أما انا فأقول ، العراقيون الامريكان أدرى بمصلحة وطنهم الام ووطنهم الجديد ، وعليهم تقع مسوؤلية تعريف الجانبين ، بأهمية هذا الاتحاد وفائدته للطرفين في وقت بات العالم فيه قرية صغيرة ، فالجانب العراقي سيتحول الى دولة عظمى سياسياً وعسكرياً واقتصادياً ، فمن يجرؤ على الاقتراب او التربص بنا شراً بعد اليوم ، سيشمل نظام الضمان الاجتماعي والصحي والعاطلين عن العمل ،وكذلك التامين على الحياة وضمان الاسرة والسكن جميع العراقيين اينما كانوا ضمن دول الاتحاد هذا . أما من الناحية التقنية ، فسيمتلك العراق التكنولوجيا المتقدمة والنظريات العلمية والاكتشافات الطبية الحديثة المذهلة ، وحتى تكنولوجيا الفضاء تكون في متناول العراقيين .
أضيف هنا ما جاء في بيان المنتدى العراقي الامريكي في العام الماضي ، " سوف يكون لنا – أف بي آي - عراقي يمتلك كل أدوات استتباب الأمن للحفاظ على أرواح المواطنين وممتلكاتهم ، وسيسافر المواطن العراقي الى أي بلد في العالم دون فيزا وهو يشعر أن وراءه دولته العظمى ،وستصبح أهتماماتنا عالمية انسانية اخلاقية بحتة .
أما الجانب الاقتصادي فلكم ان تتصوروا الى اي أقتصاد سننتمي مع ما يملكه العراق من ثروات هائلة ، سننتمي للاقتصاد الامريكي ، انه الاقوى عالمياً ، والانجح عملياً ، انه المهيمن على الاقتصاد العالمي بالمجمل انه العملاق بلا منازع ، انه صاحب الحلول الاقتصادية العملية والنظريات العلمية الواقعية ، فكيف لو اضفت له الثروة العراقية والكادر العراقي والارض البكر والخامات العراقية والموقع والجغرافية السياسية والعقل العراقي ؟ " .
الكنفدرالية هي التي تدعو الى هكذا صداقة بين المشتركين فيها ، من أجل الحفاظ على مصالحهم وتطويرها ، وكذلك حريتهم واستقلالهم ورخائهم ورفاهيتهم ، وهو رباط يعزز صالحهم وعملهم المشترك لمساعدة بعضهم البعض ، لمجابهة اي خطر او اعتداء يجابههم او يجابه احدهم ، في حوادث تخص السيادة او الاقتصاد او اي من نشاطهم .
فكرت ملياً وارجو من القارئ اللبيب ان يفكر معي ، ما الذي سيخسره العراق من هكذا اتحاد او اتفاقية مع الجانب الامريكي ، لم أجد شيئاً ، قد يحاول البعض بخبث الى التنويه على ثروتنا الوطنية واعني بها البترول ، العراق سيستمر بانتاجه وبيعه بالاسعار العالمية، لجميع بلدان العالم كما كان سابقا ، ومن ضمنهم الولايات المتحدة ، في كلتا الحالتين . نظرة بسيطة حول كيفية استغلال هذه الثروة في ولاية الاسكا ، نجد بان حصة المواطن او العائلة المقيمة في هذه الولاية مضمونة ، حيث تسلم لهم في نهاية السنة ، وبامكان اي مواطن من بقية الولايات العمل والاقامة في ولاية الاسكا لعام على الاقل ، كي يتمتع هو وعائلته ان كان متزوجاً بهذه المساعدة كفائض وربح من بيع هذه الثروة . من هنا نجد بان اهلنا الطيبين في العراق هم رابحون حقيقيون من هكذا اتفاقية ويستحقونها بعد اجتياز كل هذا العناء والظلم والاحداث المروعة .