اللقلق طار
في العراق ،من السهل أن تكون لصا وحاميا في ذات الوقت ،ومن السهل أن تتدين وتطلق اللحية، ولاضير عندك أن يكرروا على مسامعك ليل نهار كلمة علي بن أبي طالب عن النفاق وفي أي أرض نزل ،من السهل أن تتحول الى وطني مخلص يعمل ليل نهار على صيانة وحماية المصلحة العليا للبلاد دون أن تخشى لوما من أحد، فهذا الأحد لايختلف عنك كثيرا.
واحدة من ملايين الحكايات التي نسجتها الذائقة المحطمة والموروث المهشم تروي الطبيعة السيئة لمجموعات وأفراد يدينون بالولاء للمقدس ويحطمون قدسية الأمانة التي أوكلها لهم في الأرض ،تقول الحكاية ،إن رجلا تمكن من الإمساك برجل يحاول سرقة داره، فجاء بشهود عليه، وذهب به الى قسم الشرطة ليسجل دعوى قضائية ويكون صاحب حق لايشق،فهو سيحاسب اللص قانونيا وعشائريا ،وسيحصل من عشيرته على بعض المال تعويضا عن ( دوس الدار ) ثم يتنازل عنه ،ولأن الحق والباطل سيان عند فئات إجتماعية خربت المفاهيم الدينية، وعطلتها ،وجعلت من العشيرة حاكما ،فقد تفتق ذهن عشيرة اللص عن حيلة أبلغوها لرجلهم الموقوف وهي ،أن يقول في محضر التحقيق، إنه ليس لصا ،وهو إبن عائلة محترمة، وكان قصده من المرور بجنب دار المدعي مواعدة حبيبته إبنة صاحب الدار .
ذهب بعض الرجال المحترمين الى صاحب الدار، وهو المدعي للمطالبة بحقه ونيل مكسبه المادي ليقولوا له باللهجة العراقية ،عمي هذا الزلمة يكول هو مو حرامي، وجان جاي مواعد بنتك فلانة !!حينها شعر الرجل بالدوار ،ولم يعرف الخطار من ساكن الدار، وصاح وناح، وقال ،لاعمي دخيلكم أنا متنازل عن كل شي بس خلصوني ومتنازل ولاتجيبون طاري للسالفة إستروا علي.إنتهت الحكاية ،فقط الفرق إن اللص تحول الى إبن عائلة محترمة,وإبنة صاحب الدار طعن بشرفها،والوالد يبحث عن الستر.
مثل هذه الحكاية تدور بين الألسن، ومثلها الكثير، لكن الطريف في الأمر الحكاية التي لايقبل بها عقل ولايصدقها جياع الصومال وموزمبيق،وتكررت بشهادتي ومعاينتي في أكثر من مرة ،فهل يصدق أحد من جياع موزمبيق إن عراقيا ينتفض غضبا لمجرد إن صاحب الدار التي يزورها جنابه قدم له اللحم المقدد ،وبدأ يضعه بين يديه بطريقة تدل على الكرم العربي الأصيل، ويقول له، لماذا تفسخ اللحم أمامي ،هل أنا كلب ؟ ! الحقيقة أنا لم أسمع بأحد يفسخ اللحم بيديه لكلب وحتى في الغرب فإن طعام الحيوانات كالقطط والكلاب عادة مايكون معلبا ،وحكاية ثانية ،إن إمرأة أبلغت زوجها إنها رأت في المنام جارا لهم يضاجعها ( سهلة ) لكن المصيبة في رد الزوج المحترم الذي سألها بغضب ،هل أكمل عملية المضاجعة الى نهايتها أم إنه توقف عند حد ما؟ قالت بل أكملها ، وكل ذلك كان فيحلم راته بمنامها.أبلغ الزوج عشيرته ،وأبلغوا عشيرة الرجل ،وتنازعوا الأمر بينهم، وقامت عشيرة الرجل بدفع مايسمى الفصل العشائري.
أحد الكتاب المثقفين كتب مقالا سماه ( لقلق الصحافة ) يتهمني فيه بالعمل لحساب المخابرات الأمريكية لمجرد أنه (يسكر) مع زميل يستحق مني رفع الياء وإحلال الألف محلها ،طلب إليه إسقاطي إعلاميا .اللقلق طار.