المالكي: تسليح الأميركيين للعشائر يخلق فوضى ومليشيات جديدة
22/06/2007ايلاف/
رفض رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي تسليح القوات الاميركية للعشائر بعيدا عن رقابة الحكومة محذرا من ان هذا سيخلق فوضى ويؤسس ميليشيات جديدة واعلن عن تشكيل لجنة مركزية عليا للإشراف على عملية تسليح العشائر وإسنادها بطريقة منظمة ومدروسة.. بينما قالت القوات الاميركية في العراق ان 11 مدنيا اصيبوا بجروح لدى تفجير منزل مفخخ في مدينة بعقوبة واشارت الى انها اعتقلت 18 مسلحا في انزال جوي شمال غرب العاصمة. وقال المالكي ان العديد من وسائل الإعلام قد أشار مؤخرا إلى وجود موقف سلبي من قبل الحكومة تجاه مسألة دعم وتسليح العشائر العراقية التي تخوض صراعا بطوليا ضد تنظيم القاعدة والإرهابيين ويبدو أن هناك من أساء فهم تصريح سابق له حول الامر إما نتيجة لعدم توفر المعلومة الصحيحة أو لموقف غرضي يتبنى رؤية سليبة تجاه كل ما يحصل في العراق.
واضاف المالكي في بيان استلمت إيلاف نسخة منه انه كان المبادر في اتباع سياسة دعم العشائر العراقية في جميع المدن والمناطق ولاسيما تلك التي تشهد نشاطا للإرهابيين والخارجين على القانون وباكورة ذلك كان إسناد تحرك عشائر الانبار "لإنقاذ المحافظة العزيزة وكذلك دعم عشائر ديالى وإسنادهم في مقاومة الجماعات التي عاثت في هذه المحافظة فسادا وروعت الأهالي" واشار الى ان النجاحات التي تحققت في الأنبار أصبحت مثالا يحتذى في المدن الأخرى موضحا انه رعى عبر قنوات وأليات متعددة عملية دعم وإسناد العشائر وإفساح المجال أمامها لتأخذ دورها في هذه المواجهة الوطنية الكبرى.
وشدد رئيس الوزراء على ان الحكومة لاتخشى تسليح العشائر بل تخشى الفوضى وعدم الانضباط وظهور ميليشيا جديدة ولابد ان يتم كل نشاط تحت السيادة العراقية وباشراف من الحكومة وفي اطار وطني عام وترفض ان يطرح مثل هذا المشروع في اطار عشائر سنية في مقابل عشائر شيعية وغير ذلك من عناوين تسيء الى وحدة الصف العراقي. وقال ان الصراع مع الإرهاب هو صراع مصيري يعنى به كافة العراقيين وهو كفاح لا يهدف فقط إلى دحر الإرهاب بل وأيضا إلى تكريس الوحدة الوطنية باعتبارها مستهدفة من العدو والى تعزيز مؤسسات الدولة وهويتها الوطنية إذ لايمكن لهذا الكفاح أن ينجح دون أن يحارب القيم والاتجاهات التي يسعى الإرهاب إلى تغليبها وفي مقدمتها سعيه الدؤوب لتكريس الانقسام الداخلي وتأجيج الصراع بين مكونات الشعب.
واكد ضرورة الحذر والحرص بالتعامل مع مسألة تسليح العشائر وعدم السماح للعناصر الدخيلة أو المتحالفة مع الإرهاب الاستفادة من هذا الدعم والحصول على السلاح "لضرب أبنائنا في الجيش والشرطة أو الاستمرار في ترويع المواطنين أو المضي في الأعمال التخريبية التي تعيق استكمال بناء مؤسسات الدولة وإيصال الخدمات إلى المواطنين".
وقال انه من اجل "تفويت الفرصة على الإرهابيين والمتربصين ببلادنا الشر وعدم السماح لهم باستغلال هذا المشروع لتحقيق مآربهم الخبيثة خصوصا مع وجود معلومات متضافرة لدى الأجهزة الأمنية عن تخطيط هؤلاء للتسلل عبر هذا المجهود للوصول الى اهدافهم فقد تم تشكيل لجنة مركزية عليا للإشراف على عملية تسليح العشائر وإسنادها بطريقة منظمة ومدروسة".
وشدد رئيس الوزراء العراقي على أهمية دور العشائر في مساعدة الحكومة على تحقيق الاستقرار وسيادة القانون والحاق الهزيمة بكافة المحاولات الرامية إلى شق الصف الوطني.
ومن جهته اتهم سامي العسكري المستشار السياسي للمالكي في حديث سابق مع "إيلاف" القوات الاميركية بتهيئة البلاد لحرب اهلية من خلال تسليح رجال عشائر ومجموعات سنية تحت ذريعة الوقوف بوجه تنظيم القاعدة.. موضحا ان هذا الامر اخذ يشكل هاجسا خطرا للسلطات العراقية.
واضاف ان المالكي بصفته القائد العام للقوات المسلحة قد احتج لدى قائد القوات الاميركية في العراق الجنرال ديفيد باتريوس على هذا التصرف وابلغه ان حكومته ستتعامل مع حاملي السلاح من دون اذنها على انهم خارجون على القانون. واشار الى ان الاجراء الاميركي خلق مشكلة عقدت الوضع السياسي حيث انه في الوقت الذي يصر فيه الاميركيون على حل الميليشيات ويستهدفون جيش المهدي في كل يوم فانهم يشكلون ميليشيات اخرى.
واكد ان الاميركيين شكلوا فعلا افواجا مسلحة في جنوب بغداد ومحافظة ديالى ومناطق اخرى بعيدا عن اشراف الحكومة وبشكل يهيئ لحرب اهلية خطرة ولذلك فان المالكي قد وجه تعليمات بالوقوف بوجه عمليات التسليح هذه والتي حذر من انها قد تؤدي الى صدام بين القوات العراقية والاميركية.
وكان نائب مديرعمليات القيادة المركزية في الجيش الأميركي البريغادير جنرال روبرت هولمز قد كشف مطلع الاسبوع عن محادثات يجريها الجيش الأميركي مع بعض التنظيمات المسلحة في العراق لدعمها مقابل مساعدتها على التصدي لتنظيم القاعدة.
وعن المخاوف من إمكان أن تؤول هذه الخطوة إلى التورط في حرب أهلية محتملة و حتى استغلال الدعم المقدم لتلك التنظيمات ضد الأميركيين أنفسهم قال هولمز إن كل الإحتمالات مطروحة إلا أن القادة العسكريين مستعدون للمخاطرة.واشار الى وجود سياسات لتقليص تلك المخاطر يتم فيها التركيز على متابعة بيانات خاصة بالأشخاص الذين يتم دعمهم إذا تبين لاحقا تورطهم بنشاطات ضد العراقيين أو الأميركيين فسيتم احتجازهم إضافة إلى تعقب الأسلحة والمعدات وطريقة استعمالها.
ومن جهته اعتبر مراقب سياسي لشؤون العراق ان مضي الولايات المتحدة بتسليح العشائر العراقية بعيدا عن رغبة الحكومة العراقية يؤكد هدفا اميركيا بنقل الصراع الايراني الاميركي على الاراضي العراقية الى صراع داخلي عراقي عراقي قد يقود إلى حرب اهلية.
واشار المتابع العراقي الذي تحدث مع "إيلاف" من بغداد اليوم الى ان الاصرار الاميركي على تسليح العشائر السنية سيخلق ميليشيات جديدة في اجراء يتناقض والدعوات الاميركية الملحة لحل الميليشيات الاخرى. واشار الى ان القوات الاميركية التي تقوم بعمليات التسليح هذه لاتهدف فقط من ذلك مواجهة مسلحي القاعدة كما تقول وانما الانتقال الى المرحلة الثانية من خلال دفع مسلحيها لمواجهة جيش المهدي الذي اصبح يشكل صداعا لها في العاصمة ومحافظات الجنوب التي تشهد مواجهات متزايدة للقوات الاميركية والبريطانية اخرها الصدامات المستمرة منذ امس في العمارة والناصرية.
وعبر عن مخاوف من ان يكون تسليح العشائر إعادة لتجربة طالبان خلال فترة الاحتلال السوفياتي لافغانستان عندما سلحت القوات الاميركية العشائر الافغانية لاعانتها على طرد الاحتلال وبعد ان تمت المهمة اصبحت الاسلحة الاميركية الموزعة تمثل تهديدا دوليا وليس اقليميا فقط. واضاف ان توزيع الاسلحة على العشائر سيجر العراق الى اتون حرب اهلية قد تؤدي الى تقسيم العراق في النهاية.
التطورات الامنية
قالت القوات الاميركية في بيان عسكري الى "إيلاف" اليوم ان جنودها اشتبكوا مع مسلحين في منزل مفخخ في مدينة بعقوبة شمال شرق بغداد احتوى على متفجرات عندما تم ضرب منزل آخر عن طريق الخطأ بوساطة قنبلة حين عثر جنود من فريق اللواء القتالي سترايكر الثالث من فرقة المشاة الثانية من الفرقة المتعددة الجنسيات في الشمال على المنزل مفخخا من قبل القاعدة في حي الخاتون. فقامت الوحدة بتطهير المنطقة وحاولت تدمير المنزل بوساطة قنبلة لكنها أخطات الهدف وضربت منزلا آخر. وعند الابلاغ عن الحادث قام مركز الاتصالات المشترك في محافظة ديالى في العراق فورا بارسال فرق الطوارئ الطبية الى موقع الحادث حيث أشارت التقارير الى إصابة 11 مدنيا.
وقد تم تدمير الهدف الاصلي لاحقا بوساطة صاروخ من نوع هيلفاير ما أدى ذلك الى احداث انفجار ثانوي كبير مؤكدا كون المنزل يحتوي على كمية كبيرة من المتفجرات.
معروف ان 10 الاف عسكري اميركي وعراقي يشنون هجوما واسعا منذ الثلاثاء الماضي ضد مسلحي ما يسمى بدولة العراق الاسلامية التي اعلنتها القاعدة في محافظة ديالى ومركزها بعقوبة.
كما نفذ جنود من الفرقة المتعددة الجنسيات في بغداد ثلاث غارات شمال غرب بغداد حيث تم اعتقال 18 مسلحا إضافة الى الاستيلاء على أسلحة ومعدات.
ونفذ الجنود الاميركيون ثلاث غارات في الصباح الباكر حيث تم استهداف خلايا الارهاب التي يعتقد مسؤوليتها عن تنفيذ هجمات بالعبوات الناسفة في المنطقة بينها انزال جوي على منزل اكدت التقارير الاستخباراتية كونه وكرا للمتمردين قرب بلدة شمر جربة. وتم اعتقال أربعة مشتبه فيهم لغرض الاستجواب من بينهم هؤلاء المسؤولون عن تنفيذ هجمات بالعبوات الناسفة على الطريق السريع رقم واحد اضافة الى المساعدة في تنفيذ هجمات بالعبوات الناسفة في منطقة التاجي في ضواحي بغداد.
كما نفذ الجنود الاميركيون قرب قرية العواد غارة راجلة على وكر تمرد مشتبه فيه واعتقلوا داخل المنزل خمسة متمردين احدهم مسؤول بينهم مشتبه فيه يعتقد مسؤوليته عن تنسيق هجمات بسيارات مفخخة ضد قوات التحالف في المنطقة غرب التاجي في العراق. واستولى الجنود أيضا على بندقية قوية مع ناظور ومسدس وناظور ار بي جي مع مسدس تنوير.
واضافة الى ذلك نفذ الجنود الاميركيون غرب قرية الكم غارة راجلة على وكر آخر مشتبه فيه وتم اعتقال تسعة مشتبهين فيهم خلال العملية حيث تم اعتقال المشتبه فيهم لغرض التحقيق.
وفي بغداد عثر جنود من الفرقة المتعددة الجنسيات على مخبأين خلال عمليات تطهير في الجزء الشرقي من قاطع الرشيد في العاصمة العراقية.
وقد استولى الجنود الاميركيون على مخبأ احتوى على 12 رشاشا هجوميا من نوع كلاشنكوف و 15 مخزن كلاشنكوف و 12 قذيفة هاون من عيار 60 ملم وأربع قذائف هاون من عيار 82 ملم و 60 لغما مضادا للاشخاص وسبطانة هاون ورشاش من نوع PKM مع 150 إطلاقة و12 بطارية دراجة نارية ومفاتيح كهربائية واسلاك وكمية غير معروفة من البارود الاسود وصواعق ومحركات دافعة لقذائف ار بي جي.
في غضون ذلك حدد جنود اميركيون اخرون مكان مخبا أخر قريب حيث احتوى على 15 قذيفة أر بي جي.فقامت وحدة ابطال المتفجرات التابعة للتحالف بتدمير كلا المخبأين.