المالكي قد يتولى وزارات وكالة للإسراع بإعلان تشكيلته
11/05/2006أسامة مهدي من لندن: يواجه المكلف بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة صعوبات في اقناع كتل سياسية تتصارع على مناصب وزارية سيادية للاتفاق على تقاسمها خاصة وان الخلاف مازال يعرقل اعلان تشكيلته ينصب على وزارات النفط والداخلية والدفاع فيما يتجه عدم الاتفاق على وزارة الخارجية الى الحل باستحداث وزارة دولة للشؤون العراقية تختص بعلاقات العراق العربية في حين اعلنت القوات المتعددة الجنسيات عن انتهاء عملية عسكرية نفتها في مدينة الموصل الشمالية واسفرت عن اعتقال ارهابيين. وابلغ مصدر عراقي يشارك في مفاوضات تشكيل الحكومة "ايلاف" في اتصال هاتفي من بغداد اليوم انه بعد ان ظهرت بوادر امل في الانتهاء من توزيع وزارات الحكومة على الكتل السياسية اثر الاتفاق امس على الشخصيتين اللتين ستتوليان منصبي نائبي رئيس الوزراء اللذين حسما لسلام الزوبعي من جبهة التوافق السنية ولبرهم صالح من التحالف الكردستاني فأن خلافات ماتزال تؤخر الحكومة حول عدد من الوزارات السيادية . واشار الى ان صراعا داخل الائتلاف العراقي لم يحسم بعد حول حقيبة وزارة النفط التي يطالب بها حزب الفضيلة الاسلامية ومجموعة المستقلين التي رشحت لها حسين الشهرستاني رئيسها. وفي هذا الاطار يقول الناطق الرسمي لحزب الفضيلة حسن الشمري أن المكتب السياسي لحزب الفضيلة قرر عدم التنازل عن وزارة النفط مهما تكن النتائج نافيا ما ذكره بهاء الاعرجي عضو مجلس النواب بان وزارة النفط قد حسمت للشهرستاني" . واضاف في تصريح له اليوم أن المفاوضات داخل الائتلاف ما زالت قائمة لحسم الخلاف على حقيبة وزارة النفط لحزب الفضيلة موضحا أن لحزب الفضيلة قاعدة جماهيرية واسعة سيكون لها دور كبير ومهم في نجاح السياسة التي تعتمدها وزارة النفط في الحكومة المقبلة. وفي حين يصر المالكي على اناطة حقيبتي الداخلية والدفاع لشخصيتين مستقلتين لاتنتميان الى احزاب لها مليشيات مسلحة فأن زعيم الائتلاف السيد عبد العزيز الحكيم يطالب بان تكون وزارة الداخلية لتكتله وان يتولاها من جديد وزيرها الحالي بيان جبر صولاغ عضو قيادة المجلس الاعلى للثورة الاسلامية بقيادة الحكيم .. لكن هذا المطلب يصطدم بمعارضة جبهة التوافق السنية التي اكد زعيمها عدنان الدليمي عدم القبول بالتمديد لصولاغ مطلقا معتبرا انه لامساومة على هذا الرفض ملقيا على الوزير مسؤولية القتل والاضطهاد الذي لاقاه السنة خلال فترة ولايته السابقة على حد قوله. اما وزارة الدفاع فأن جبهة التوافق تصر على توليها بالرغم من وجود اتجاه عام لمنحها الى القائمة الوطنية العراقية بزعامة رئيس الوزراء السابق اياد علاوي والتي رشحت لها حاجم الحسني رئيس الجمعية الوطنية السابقة. وقد اكد عضو جبهة التوافق طه اللهيبي ان الجبهة مازالت مصرة على وزارة الدفاع وان ذلك سيحدد علاقتها بالعملية السياسية وقال "نحن نرفض ان يكون وزير الدفاع مستقلا لان هذا يعني انهم يريدون ان يأتوا بمن يشاؤون . وشدد بالقول "في حالة عدم حصولنا على وزارة الدفاع فاننا سننسحب من البرلمان ومن الحكومة، وقال: ان لدى الجبهة اكثر من مرشح للدفاع وفي مقدمتهم الشيخ خلف العليان رئيس جبهة الحوار العراقي احدى مكونات جبهة التوافق. ويحاجج معارضو تولي التوافق للدفاع بانها قد حصلت على منصب رئيس الوزراء ولذلك فأن حقيبة هذه الوزارة يجب ان تذهب الى قائمة علاوي . واشار المصدر في حديثه مع "ايلاف" الى ان الخلاف حول وزارة الخارجية التي يتولاها التحالف الكردستاني وتطالب بها جبهة التوافق قريب من الحل بعد موافقة المالكي على استحداث وزارة دولة للشؤون الخارجية تتولاها شخصية عربية وتكون مختصة بعلاقات العراق العربية لكن الخلاف مازال قائما حول مدى ارتباطها بوزارة الخارجية التي يتولاها القيادي الكردي هوشيار زيباري حيث يريد الاكراد ربطها بالوزير بينما تصر التوافق على ان تكون علاقتها برئيس الوزراء . واوضح المصدر ان المالكي يبذل جهودا حثيثة للانتهاء من تشكيلته الحكومية لاعلانها الاسبوع المقبل وفي حالة تأخر الاتفاق على الوزارات المختلف عليها فأنه سيلجأ الى اعلان تشكيلة يتولى فيها وزارتي الدفاع والداخلية وكالة ريثما ينتهي الخلاف حولهما . وجه رئيس الوزراء التركي، طيب رجب أردغان، دعوة لرئيس الوزراء العراقي المكلف نوري جواد المالكي لزيارة تركيا مبدياً استعداد بلاده للتعاون مع العراق بشكل وثيق. واشاد اردوغان في تهنئة الى المالكي لمناسبة اختياره لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة بعمق العلاقات بين البلدين، مذكّراً في الوقت ذاته بوقوف تركيا إلى جانب العراق وبدعمها الواضح للعملية السياسية في العراق منذ بدايتها مشددا على تصميم تركيا على تطوير العلاقات التركية مع العراق . وعلى الصعيد نفسه قال بيان صحافي لمجلس الوزراء العراقي ان الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي، أكمل الدين أوغلي، ابدى في تهنئة مماثلة الى المالكي استعداد المنظمة لتقديم الدعم للعراق ولحكومة العراق الجديدة وقال "منظمتنا مستعدة للتعاون مع حكومتكم" بما يصب في خدمة مصلحة العراق ومساعدته على التقدم نحو مزيد من الاستقرار والرخاء. انتهاء عملية عسكرية في الموصل أنهت وحدات من فرقة الجيش العراقي الثاني بنجاح عملية "الربيع البارد" في منطقة واسعة جنوب الموصل والقت القبض على أرهابيين مشتبه بهم وأظهرت من خلال ذلك قدرة متزايدة على تولي المسؤوليات الامنية في المنطقة. وقالت القوات المتعددة الجنسيات في بيان صحافي الى "ايلاف" اليوم ان قطعات من اللواء الثالث من فرقة الجيش العراقي الثانية قامت بالتخطيط وقيادة العملية التي شارك فيها جنود من فريق اللواء القتالي سترايكر 172 من قوة مهام رابطة الاخوة حيث تم أعتقال ثلاث أشخاص من ضمن قائمة المطلوبين لدى الجيش العراقي كجزء من العملية وتم التعرف على الرجال مسبقا من قبل الوحدة كون تواجدهم محتملا في المنطقة ولديهم أتصالات مع تنظيمات أرهابية معروفة .. والرجال الثلاثة الان رهن الاعتقال لدى السلطات العراقية. واشار البيان الى ان اللواء العراقي اظهر مهارات في التخطيط العسكري من خلال الأعداد للمهمة وأصدار الاوامر المناسبة الى الوحدات التابعة لها ومراقبة تنفيذ العملية .وقد نتج عن التخطيط لهذه المهمة تقرب الوحدة من هدفها في تخليص الارهابيين من المنطقة وتعزيز الامن والحصول على قيادة على مستوى لواء وخبرة في القيادة . وقال ان أحد النتائج الناجحة للمهمة هي الثقة بالنفس التي ترسخت في الجنود والمواطنين ومشاهدة الجيش العراقي وهو يقوم بدوريات توفر الامن للمنطقة يعطي المواطنين أحساس متزايد بالامان. واشار العميد أمر الفوج الاول من اللواء الثالث من فرقة الجيش العراقي الثانية الى أنه ولمرات عديدة خلال العملية قام القرويون بالتقرب منه ورجاله لغرض الاتصال به عند ملاحظتهم أي نشاط أرهابي .. وقد شكر المواطنون الجنود على خدماتهم وقاموا بأخذ رقم هاتف علي لغرض تقديم التقارير. واضاف ان وحدات الجيش العراقي مع الفرقة متعددة الجنسيات في الشمال تقوم بتطوير قابليتها على التخطيط والقيادة وتنفيذ العمليات العسكرية بمفردهم ولغاية اليوم , 16 فوج عراقي وثلاث ألوية تولت قيادة العمليات الامنية من قوات التحالف.