Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

المالكي :هل سيوصل سفينة العراق الى بر الامان ؟

بعد سقوط دولة العراق بنظامها ومؤسساتها وجيشها وما تزامن بعد ذلك من فوضى عارمة وانعدام القانون والفلتان الامني والقتل العشوائي ونشاط بؤر الارهاب, التي تسببت في شلل لكل مؤسسات الدولة.
فكان لابد من الشروع من جديد لتثبيت حكومة قوية وبناء جيش نظامي قوي ومؤسسات حكومية واتخاذ العديد من الخطوات لترسيخ النظام والامن.
فبداْ فعلا تشكيل حكومة منتخبة التي تسلمت زمام الامور من الحكومة المؤقتة . الا ان تم في النهاية تسليم قيادة هذه الحكومة بيد (السيد نوري المالكي) رئيسا للوزراء وقائدا عاما للقوات المسلحة.
هذا الرجل الذي شكك البعض في قدراته على الصمود ومحاربة الارهاب والخروج من قوقعة الطائفية والميول الطائفي ,حتى راح البعض بوضع سيناريوهات جديدة حول نظام الحكم البديل والشخص المناسب لرئاسة الحكومة .
ولكن السيد نوري المالكي قلب كل الموازين والتكهنات والتوقعات حول مدى قدرته بالسيطرة على زمام الامور بالرغم من تعقد الوضع الامني والفوضى ووجود الارهاب في كل مكان .
وكانت اْولى خطواته الجيدة لحل المشكلة الامنية المستعصية باطلاق مبادرة للصلح والمصالحة مع جميع افراد ومكونات الشعب العراقي باستثناء من يحمل السلاح ضد الحكومة واجهزتها الامنية والعسكرية.
وحاول كسب الدعم العربي والاقليمي والدولي لهذه المبادرة,طالبا من دول الجوار والمنطقة قطع العون والمساعدات لحامل السلاح.
وقد اثبت المالكي خلال الفترة التي تراْس بها الحكومة والى الان بانه رجل قوي وسياسي بارع في ادارة شؤون الدولة وكيفية حلحلة الامور المستعصية والمعقدة بكل حكمة وتعقل . ولم يكن القرار الذي اتخذه في صولة الفرسان في البصرة وبعض المحافظات ضد الجماعات المسلحة والخارجين على القانون ،الا دليل على المضي قدما لترسيخ القانون والنظام وسلطة الدولة بغض النظر عن انتماء الميليشيات والمسلحين المذهبي اْوالطائفي ..
ويبدوا ان المالكي استطاع في استمالة اغلب الكتل المنقسمة على الاساس الطائفي والمذهبي بالمواقف الحازمة ضد الارهاب وكل المجاميع المسلحة تحت اي مسميات .
وقد اثبت المالكي للجميع بان انتمائه الاول هو للوطن برغم كونه احد قيادي حزب الدعوة الاسلامية وضمن الائتلاف الشيعي الا انه تصدى لكل المجاميع المسلحة ايا كان انتمائها .
مما اعطى المصداقية للجميع بان الوطن فوق كل شئ .
ومن الخطوات الصحيحة ايضا التي اتخذها السيد المالكي هو الجلوس والتحاور مع رؤساء العشائر من كل الطوائف والاديان والاتفاق معهم سوية للقضاء على الارهابيين والخارجيين على القانون عبر اتفاقيات تمنح لهم بالمقابل العيش الكريم والاْمن والتي تصب في النهاية لصالح الوطن وخدمة العراق والعراقيين .

وكذلك يبدوا في الافق ومن خلال الاحداث الاخيرة في البصرة ومدينة الصدر ان كفة الحكومة والجيش باتت هي الاقوى وفي تنامي مستمر وماجرى ويجري في الموصل الان هو دليل اخر لتعاظم قوة الجيش والحكومة في بسط النظام, حيث كانت عمليات (زئير الاسد)و(ام الربيعين) هي الضربة القاضية على اخر اكبر معاقل الارهابيين في الموصل والتي لازالت العمليات فيها جارية على قدم وساق وبقيادة السيد المالكي شخصيا.
اذا هل سيكون السيد نوري المالكي الرجل الذي سيوصل سفينة العراق الى بر الامان ؟؟
فيما يبدو ان هذا الرجل اثبت قدرته وذكاءه ووطنيته للعراق والسنين القادمة ستثبت صحة هذا القول .
ومن يدري ربما سيدخل اسمه في تاريخ العراق الحديث بعد سقوط بغداد الاخير كرجل قوي وقائد شجاع اسهم بقوة في ترسيخ الديمقراطية والامن ,والنهوض بالعراق من جديد
hythamluka@yahoo.com.au Opinions