المالكي والبارزاني يبحثان المصالحة والتطبيع في كركوك - إرتياح كردي من التزام الحكومة بتنفيذ المادة 140 من الدستور
11/07/2006زمان/ بحث رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ورئيس اقليم كردستان مسعود البارزاني في اربيل أمس مبادرة المصالحة الوطنية التي أعلنها المالكي في وقت سابق ونتائج اتصالات جماعات مسلحة برئاسة الوزراء تطلب فيها التفاوض علي أساس المبادرة. فيما جدد البيت الأبيض أمس ثقته بالمالكي . ورداً علي سؤال عما اذا كانت ثقة الرئيس الأمريكي جورج بوش في المالكي تزعزعت بعد مقتل العديد من الأشخاص في أعمال عنف في العراق، قال المتحدث باسم البيت الأبيض توني سنو كلا . وهذه هي المرة الأولي التي يزور فيها المالكي كردستان منذ توليه مهام منصبه بشكل رسمي. وتأتي المباحثات بين الجانبين بعد جولة قام بها المالكي زار فيها السعودية والامارات والكويت فيما استهل المالكي زيارته الي كردستان بالقاء كلمة أمام برلمان كردستان ناشد فيها العراقيين ان يوحدوا صفوفهم. وينتظر ان يصل المالكي الي السليمانية لاجراء مباحثات مع الرئيس العراقي جلال الطالباني الموجود في المدينة. من جانبه دعا الطالباني قادة الدول الصناعية الثماني الذين يعقدون قمة لهم في مدينة سانت بطرسبرغ الروسية السبت المقبل الي معاضدة العراق. وقال في رسالة وجهها الي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بإعتباره رئيساً للقمة أطلب من قمتكم دعم العراق . وقالت مصادر مقربة من المباحثات بين المالكي والبارزاني لـ الزمان ان المباحثات تركزت حول تداعيات الوضع الأمني والتصدي للفتنة الطائفية وتطبيق المادة 140 من الدستور العراقي الدائم حول تطبيع الأوضاع في كركوك. وأضافت المصادر التي طلبت عدم ذكر اسمها ان استباق المالكي لزيارته الي أربيل تشكيل لجنة للتطبيع في كركوك كان موضع ارتياح الجانب الكردي . وحلت اللجنة التي شكلها المالكي مكان لجنة مماثلة شكلها أياد علاوي رئيس الوزراء العراقي الأسبق هدفها التطبيع في كركوك كان يترأسها حميد مجيد موسي سكرتير الحزب الشيوعي العراقي. وقال المالكي أمام برلمان كردستان الذي عقد جلسة استثنائية أمس ان نصيب الشعب العراقي هو العمل معاً كشعب واحد لهزيمة الارهاب. وأضاف انه ليس هناك خيار آخر سوي هزيمة من يريدون اعادة البلاد الي الأيام السوداء . ودعا الي الاسراع في تبني أسس الدولة الفيدرالية وتشريع القوانين الضامنة لاستمراها وقال ان الواقع الحالي في العراق يتطلب تبني الفيدرالية . وأضاف ما يتطلبه الواقع هو تبني أسس الدولة الفيدرالية الديموقراطية وتشريعا للقوانين الضامنة لاستمرارها ونجاحها وحل المشكلات العالقة . وحول التحديات التي تواجه حكومته قال عنها انها كانت كبيرة والمخاطر جسيمة، والبلد تتنازعه حزمة من المشاكل الموروثة والمستجدة . ويشارك الجانب الكردي في المباحثات حول مبادرة المصالحة الوطنية عبر اتصالات اجرتها جماعات مسلحة مع الرئيس الطالباني. وقال المالكي ان العراق حقق نجاحات واسعة ومتعددة في الساحات التي شهدت الحرائق والتحديات، وتمكنا من تحقيق النظام السياسي الذي يقوم علي أساس دولة الضوابط ودولة الدستور والقانون والالتزامات ودولة الشراكة الحقيقية التي تذهب معها كل معالم قهر تقسيم الشعب الي درجات ومستويات . وقال المالكي لا خيار أمام العراقيين الا بهزيمة الارهاب . وأضاف إن رهان اعدائنا وقبلهم حكومة البعث الصدامي هو زرع بذور الفتنة الدائمة لتظل سلاحاً بايديهم لاضعاف وحدة الشعب العراقي واعادته الي المربع الأول متي شاءوا. وأضاف لذلك حينما هزم النظام البائد توجهت فلوله فوراٌ نحو تفجير القنابل الموقوتة التي زرعها في جسد الوطن . وأضاف المالكي الذي ترأس وفداً كبيراً يضم عدداً كبيراً من الوزراء ان اعداءنا راهنوا علي تمزيق وحدة العراق وراهنوا علي عجز القيادات الجديدة في لم الشمل واطلاق عملية بناء الدولة المأزومة بجملة تحديدات ضخمة لكن ارادتنا وتصميمنا عبر مراحل عملية البناء نجحت في اعادة هيكلية الدولة بعدما انهارت كل مؤسساتها . وتابع ان المشهد العراقي اليوم في واقعه يحقق انتصارات ويسجل هزائم للتحديات وهذه الصورة التي تبعث علي الأمل تشوبها رائحة الدم والقتل اليومي الذي تمارسه عصابات الارهابيين والتكفيريين والصداميين الذين فقدوا كل أمل فاتجهوا نحو الانتقام واثارة الطائفية لتمزيق وحدة العراقيين لتسهيل عملية العودة عبر تخريب الواقع وتدمير البلد .