Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

المالكي ... ولغة الأرقام المؤلمة

Riyadh98@gmail.com
كثيرة هي تلك الأصوات التي تحاول أن تدافع عن الحكومة وكأنها تضع الغربال أمام ضوء شمس العراق الساطعة ،ولا أظن أن جميع تلك الأصوات المدافعة عن المالكي واستحقاق قائمته الانتخابي هي معادية للعراق أو متزلفة للحكومة ،بل اقطع أن الأعم الأغلب من الأقلام ينشد الاستقرار والرفاهية والأمان للشعب العراق ،إلا انه غابت لديه الحقيقة أو بعد عليه نوالها ،أو انه لا يستطيع نفسيا مواجهتها ،وهذا الظن الحسِن بالبعض لم يبنى على مجرد تكهنات أو حسن الظن الساذج المرفوض في عالم السياسة ،إنما جاء من الموقف المشرف والوحدة الخطابية الغير معلنة للوسط الثقافي العراقي في مواجهة الطاغوت ألبعثي والأزمات التي مر بها العراق بعد تحريره من براثن الاحتلال ألبعثي العنصري البغيض .

اليوم وبعد قرابة الثلاثة اشهر من إعلان نتائج الانتخابات العراقية أصبحت لدينا معطيات على الأرض لا يمكن إنكارها أو تجاوزها ،ومن هذه المعطيات التي كثر الحديث فيها ،هي النتائج الايجابية التي حصل عليها السيد نوري المالكي ،بحيث أنها أصبحت كالدرع الذي يحاول الأعلام الحكومي أن يصد به كل الانتقادات التي تواجه المالكي وسيرته المهنية للأربعة سنوات الماضية من عمر العملية السياسية الجارية في العراق .
فلمجرد أن تبدأ بنقد سلبي للتجربة ( المالكية ) وتهم بتعداد مواطن الفشل الكثيرة التي رافقت مسيرته الحكومية ،تواجه بسيل جارف من الكلام على الطريقة ( البيّاتية ) التي تقترب من الهذر والتبذير بحروف النطق العربية أو على الطريقة ( العسكرية ) التي تتميز بالاستخفاف والتجريح أو على الطريقة ( الشهرستانية ) التي تتميز بالتدليس والاستخدام الفاضح لتعابير الوجه أو على الطريقة ( المالكية ) التي تعتبر كل انتقاد هو بالضرورة مؤامرة يراد منها إسقاط الحكومة واحتلال البلد ربما !
وهنا لابد أن أسجل اعتزازي الشديد بكل العشائر والعوائل العراقية التي لم اقصد التعريض بها من خلال وصفي للسادة المجاهدين الأوائل كالبياتي والعسكري والمالكي وغيرهم من الساسة العراقيين الذين نجحوا في المعارضة إلا أنهم فشلوا فشلا ذريعا في الإدارة والحكم .

لماذا لا يعترف منتسبي الجبهة ( المالكية ) بأن ( مالكيهم ) قد رفضه الشعب العراقي بنسبة 77 % ؟
هل هو جهل بلغة الأرقام ؟ أم إنها أرقام مؤلمة لا يستطيعون مواجهتها ؟؟!

أم تراها علة في العين تجعلها كليلة عن رؤية هذا العيب ألتأريخي الذي سقط فيه المالكي وحزبه الذي تشضى إلى أجزاء لا ترى فيها أثرا لذلك العملاق الرافديني محمد باقر الصدر أو الكوكبة اللامعة من مؤسسي ذلك الحزب الذي كنا نصنفه بالإسلامي ؟؟

اقر واعترف بأنها حقيقة هذه الأرقام مره ولا يمكن تحمل آلام مواجهتها ،لذلك ترى تكتما وسكوتا عنها ،لعله يمكن إخفاءها لبعض الوقت أو تجاوزها في زحمة الكذب والتدليس والتسقيط التي خبرناها من إلاعلام الحكومي الموبوء بالعناصر البعثية المتغلغلة في مفاصله ،والتي لا يهمها إظهار الحقيقة بقدر ما يهمها إفشال التجربة الديمقراطية الناشئة في بلدنا الحبيب .

اليوم وأنا اقرأ التصريح الناري للسيد نوري المالكي الذي يتهم فيه الشعب العراقي بالخيانة والولاء للخارج عندما قال وبالحرف الواحد أن التدخلات الخارجية أثّرت على الاختيارات السياسية للناخب العراقي ليسجل على نفسه اعتراف إصابته بمرض ( فقدان الثقة بالشعب العراقي ) هذا المرض المعضل الذي أصيب به صدام ومن قبله عارف وغيرهم من دكتاتوريات العهود البائدة التي كانت تخّون الشعب العراقي وتطعن في وطنيته لمجرد انه رفضها وعارض سياساتها .
كيف يمكن للسيد نوري المالكي أن يتهم 77 % من الشعب العراقي بالخيانة والولاء لدول أخرى وَجهت اختياراته الانتخابية على حد زعمه ؟؟
من أعطاه حق اتهام العراقيين والحكم عليهم بالخيانة والغدر والولاء للأجنبي ؟؟
أم إنها أرقام مؤلمة هزمت الغرور وبعثرة ألاماني الكاذبة ؟

ومن الأرقام المؤلمة لحكومة السيد نوري المالكي ،بالأمس ونحن نستمع إلى مؤتمر صحفي للسيد وزير النفط وكعادته في التدليس والتزوير ولي عنق الحقيقة ، انبرى وزيرنا ( عالم الذرة ) بالرد على من واجهوا حكومته بحقيقة تبذيرها للمبالغ المخصصة لوزارة الكهرباء والتي تقدر بـ 17 مليار دولار .
فرد وزيرنا ( المؤمن ) بأن الميزانية الاستثمارية المخصصة لوزارة الكهرباء هي 6 مليار وليس 17 مليار وطبعا وكعادته في اللعب بالألفاظ والتدليس كان جوابه عن الميزانية الاستثمارية وليس التخصيصات الكلية لوزارة الكهرباء كنوع من أنواع الاستغفال الذي دأب ممارسته من دون حياء أو حتى احترام لمشاعر الملايين من العراقيين المكتوين بنار حكومته الفاشلة .
فالذي واجهكم بحقيقة الـ 17 مليار يا سيدنا الوزير لم يكن كاذبا ولا عرفنا في تأريخه أو تأريخ عائلته الكذب ولسنا سذج إلى هذه الدرجة وان كنا ( معدان بحسب تصنيفكم ) فنحن نستطيع التمييز مابين الميزانية الكلية والميزانية الاستثمارية فالـ 6 مليار التي تحدثت عنها هي جزء من الميزانية الكلية الـ 17 مليار المخصصة لوزارة الكهرباء يا وزيرنا ( الإسلامي المؤمن ) .

خلاصة الأرقام التي ذكرت في المقال :
77% هي نسبة الأصوات التي حصلت عليها القوائم ألمنافسه للسيد نوري المالكي .
23 % هي نسبة الأصوات التي حصلت عليها قائمة السيد نوري المالكي .
17 مليار دولار هي الميزانية الكلية التي خصصت لوزارة الكهرباء للأربع سنوات الماضية .
6 مليار هي الميزانية الاستثمارية لوزارة الكهرباء وليست الميزانية الكلية - نرجوا ملاحظة الفرق- .
وهناك أرقام مؤلمة أخرى لم نذكرها سيتكفل مجلس النواب القادم حتما بكشفها ولكل حادث حديث .




Opinions