المتقاعدون في الموصل ... معاناة تتكرر مع كل راتب
01/09/2007نركال كيت/الموصل/بلال هاشم/
في الوقت الذي تسعى فيه دول العالم الى ابتكار الوسائل وسنّ القوانين والآليات التي تساهم في تخفيف معاناة المرضى وكبار السن والاشخاص الذين قدموا خدماتهم الطويلة للمجتمع، فأن الحال في العراق يبدو بأنه مختلف تماما عن ذلك حيث يتجلى وبوضوح عدم اهتمام مؤسسات الدولة بشرائح واسعة من المجتمع بل ان بعض تلك المؤسسات تحاول ان تضع العراقيل والحواجز والتعليمات (المبتكرة) التي تؤدي بالنتيجة الى زيادة معاناة المواطنين وتنغيص حياتهم، ومن الشرائح الاجتماعية التي عانت وما زالت تعاني من التهميش وعدم الانصاف هي شريحة المتقاعدين، فمشاكل هذه الشريحة الواسعة التي يربو عددها على المليون ونصف انسان وفق احصائيات دائرة التقاعد العامة، تبدأ من قلة الراتب الذي يسلّم كل شهرين ولا تنتهي بالوقوف طوابير طويلة امام المصارف الحكومية لتسلم الراتب ,والكل يعلم بان جلّ المتقاعدين هم من كبار السن والمرضى، وفي مدينة الموصل يعاني المتقاعدون من التأخير الحاصل في تسلم رواتبهم بسبب عدم ورود القوائم التقاعدية من وزارة المالية في اوقاتها المحددة مما يؤدي الى حصول حالات من الزحام الشديد على المصارف المخصصة لتوزيع الرواتب التقاعدية.
يقول المتقاعد شاكر عبدالعزيز بان الراتب التقاعدي عادة ما يتأخر تسلمه لاكثر من اسبوعين وعند مراجعتنا للمصارف يقولون لنا بان القوائم لم تأتي من بغداد حتى الان مما يولد زخما كبيرا جدا على المصارف عند ورود القوائم بسبب تراكم اعداد المتقاعدين ويناشد وزارة المالية بوضع حد لمعاناة الاف المتقاعدين من خلال وضع الية جديدة او تخويل دوائر التقاعد في المحافظات بتوزيع الرواتب وفق القسائم الموجودة لديها في اوقاتها المحددة.
في حين يطالب المتقاعد ابراهيم صالح بزيادة منافذ التوزيع وفتح او تخصيص مصارف حكومية او اهلية اخرى لتوزيع الرواتب بيسر وانسيابية لان اغلب المتقاعدين هم من كبار السن والمرضى والمعوقين ولا يقدرون على الانتظار لساعات طويلة خصوصا في ظل الاجواء الامنية غير المستقرة ويقترح احد موظفي تقاعد نينوى توزيع الرواتب التقاعدية على المكاتب البريدية لتخفيف الزخم الحاصل على المصارف كما يناشد وزارة المالية ودائرة التقاعد العامة بالاسراع في ارسال القوائم التقاعدية للفروع في المحافظات حتى يتم القضاء على الزخم الذي يحصل عادة على المصارف.
اما السيد محمد شريف مدير دائرة تقاعد نينوى فقال بان اسباب حصول ذلك الزحام الشديد هو التاخير غير المبرر من قبل دائرة التقاعد العامة في ارسال القوائم التقاعدية بداية كل شهر حيث يتسم عمل تلك الدائرة بالمركزية الشديدة موضحا بان على دائرة التقاعد العامة تخويل مديرياتها في المحافظات باصدار القوائم مع بداية كل شهر على ان تقوم بعد ذلك او في نهاية كل سنة مالية بتدقيق تلك القوائم ويتابع بان دائرة التقاعد في نينوى التي تقدم خدماتها ل 156 الف متقاعد تعاني كذلك من نقص كبير في الكادر الاداري بسبب التوقف عن تخصيص درجات وظيفية منذ اكثر من ثلاث سنوات ويقترح مدير تقاعد نينوى فتح مصارف جديدة في مناطق متفرقة من المدينة لتقليل الزخم الحاصل حاليا على المصارف الموجودة وتقليل معاناة المتقاعدين وبقية شرائح المجتمع الاخرى .