المثقف: نعم نعم - لا لاء
كنت صباح هذا اليوم 5/1/2014 بتوقيت لاس فيغاس اشاهد قناة العراقية الموقرة في برنامج "دور المثقف وموقفه من الحرب على الارهاب" وكان من ضمن الاخوة الكرام والزملاء الاعزاء الاعلامي والكاتب الاستاذ كفاح محمود بمعية الاساتذة الافاضل المحاورين، وكان مقدم البرنامج رائعاً يقابله اكثر روعة جواب الاخوة الضيوف ومن بينهم الاستاذ كفاح محمود الذي يشغل منصب مستشار الرئيس مسعود البرزاني/ رئيس حكومة اقليم كوردستان الموقر، وعلى ضوء اجابة ضيوف البرنامج الذي خصص لدور المثقف (المثقفين) في تعزيز الاعلام الايجابي وقول الحق وليس غيره وخاصة عندما يكون هناك قضية كبرى تخص امن الوطن وحقوق شعب الا وهي ما تقوم به قواتنا المسلحة الباسلة هذه الايام من محاربة اللاعبين برؤوس بني البشر! الذين خلقوا من قبل داعش وفكره وليسوا من خلق الله! نقول هذا لاننا رأينا بام اعيننا كيف تتلقى احذيتهم القذرة رأس انسان فيه روح الله/نفس الله/جزء من الله، اضافة الى فكرهم الذي يعزل الاخ عن اخيه والاب عن اولاده ولا مكان للتنوع والتعدد الا بشروطهم! اذن نحن امام الفكر الواحد/الثقافة الوحيدة/المذهب الواحد وليذهب الاخرون الى الجحيم/ اي جحيم؟ جحيمهم! وما ادراك ما جحيمهم ولا نقول جنتهم العاهرة
المثقف نعم نعم - لا لاء
كما هو معلوم للاكثرية ان الثقافة هي عملية تمنية التي تمت للنواحي الفكرية والروحية والجمالية للانسان او الشخص المثقف الذي تميزه فترة من فترات حياته عن غيره من العامة! وهنا تعبر الثقافة عن عدم المساواة بين بني قوم واحد او وطن واحد، وخاصة الذين يعيشون في المدينة التي ارتبطت بالمجتمع الاوربي في القرن الثامن عشر وبداية القرن التاسع عشر التي عكست الفروقات بين النخبة المثقفة وعامة الناس، اما اليوم فان عالم الانترنيت لا يعرف الكبير والصغير/الغني والفقير/اهل المدينة واهل الريف/موظف وطالب وراعي بقر ورئيس ومرؤوس! اصبحوا جميعاً اليوم تحت رحمة السلوك الاخلاقي الانساني، هنا لا بد الاشارة الى قول الفيلسوف sapere aude الذي اكد على ما نادى به كانط
"كن شجاعاً لتكن حكيماً" انها دلالة على رقي الفكر الانساني من الناحية الثقافية والادبية والاجتماعية، اذن الثقافة ليست مجرد افكار اكتسبناها عن طريق النت بل هي خبرة وسلوك انساني تبدأ منذ الطفولة مرورا بمراحل تطور الانسان الى ان تصل بنا هذه الثقافة وهذا السلوك لرسم طريقة حياتنا كاحرار، اذن الثقافة هي سفينة حياة تتضمن زوجين من كل نوع وشكل ومعارف وعقائد وقوانين واخلاق وعادات وتقاليد، ولا يمكن ان تكون هناك ثقافة واحدة ووحيدة! ودين واحد ووحيد! ومذهب واحد ووحيد! وطائفة واحدة ووحيدة! وتاريخ واحد ووحيد! وامة واحدة هي احسن امة وليس غيرها! من هذا المنطلق لا نؤمن الا بالتعدد والتنوع ان كنا حقاً مثقفين
المثقف لا يقف بين بين
المثقف ذو ثقافة طفولة ومر بمراحل تطور كانسان له خبرته، اي ثقافته مغروسة في بنيان تاريخه الطويل! لا يمكن ان يقف بين بين! اي بين الفكر الواحد، الذي لا يحب الا نفسه! فكرا وممارسةّ! مع الغاء الاخر من الوجود! (اللعب برأسه بعد قطعها باسم الله) وبين مثقف وثقافة التنوع والتعدد وقبول الاخر! وان انتظر شخص ما، ووقف على مساحة الحياد بين (الخير كله والشر كله) هذا يعني انه لا يعرف اين يقف؟؟ وبالتالي يصب موقفه هذا لصالح الشر عينه! لانه لا يعتبر من ضمن المثقفين الاحرار الذين يملكون جميع مقومات الثقافة، ومن جانب اخر تكون مصالحه الشخصية وكرسيه الدوار قبل حقوق قومه ووطنه وشعبه! اذن يجب بل وجوب ان يقول المثقف الحقوقي والانساني: نعم نعم - لا لا دون تردد
لذا نعلن اليوم امام الملأ اننا مع جيشنا العراقي الباسل (الذي هو جيش الشعب وليس جيش المالكي الذي لنا ملاحظاتنا الكثيرة حول ملفات الفساد والنفط والخدمات والطائفية والمذهبية) اي بين التنوع والتعدد الموجود داخل جيشنا البطل (اليوم 6 كانون الثاني ذكرى تأسيسه) وبين مركب الاخر المزدحم بالرؤوس المقطوعة - بالمفخخات - رائحة الموت - رائحة المذهبية والطائفية النتنة - المغرر بهم - القنابل والسيوف - زواج المتعة والمسيار ونكاح الجهاد - لا ديمقراطية بل شورى - لا هيئة قضائية بل شريعة خاصة - لا حكومة مدنية / دينية بل حكومة دينية/دينية
فمن يقف بين بين هو يقف مع مركب الواحد/الوحيد ومن ينتظر ويراهن على القوي باسم الدين والمذهب يصبح من ضمن مركب الموت! لذا ليس الاختيار صعب بل يحتاج الى ارادة حرة وشجاعة القائد المثقف! نعم نحن مع الحياة وسلوك انساني / اخلاقي / ادبي / ثقافي / اجتماعي
اي مع الحق ضد الباطل دائماً! ان كنت مثقفاً حقاً!
قل: نعم نعم لا لا
5/6 كانون الثاني 2014
.