Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

المجلس الشعبي والمولود الجديد ( سورايا )

في محاولة من المجلس( الشعبي ) لترقيع الشقوق الكثيرة والكبيرة التي هلهلته بسبب رداءة حياكته منذ البداية ولأن الفكرة لم تكن وليدة من الرحم الذي أنجب المسيحيين العراقيين المخلصين لتربة عراقهم والمدافعين عنه وعن كيانه كدولة أسوة ببقية شعوب الأمم التي في أوقات الملمّات تدفع جانبا جميع خلافاتها لتتفرغ في الدفاع عنه حتى زوال الخطر, بل أنبثق من مجموعة تمثل مركز الثقل في تأسيسه, العناصر التي أنجرفت وراء سراب جنّة المحتل الأمريكي وأكاذيبه بسبب مصالح آنتهازية آنية أو بسبب الغشاوة التي أفقدتهم نعمة التمييز بين الحق والباطل, بين الأخلاص للوطن وبين العمل مع أعداءه, بين أن يكون هناك بلد واحد قوي يهابه الطامعين وبين أن يشرذم هذا الوطن تحت تسميات مغرية, ليكون لقمة سائغة للطامعين .
وبعد أنهيار الكيان الأساسي لهذا المجلس وانكشاف أهدافه المعادية لهذا الوطن ووحدة ترابه حاول القيّمين عليه زرقه بجرعة منشّطة قد تعيد فيه بعض النشاط لفترة أخرى قادمة لحين أكمال مخططات عرّابيه, فتم سوق الأسم الجديد ولو بين قوسين واختير له (سورايا) فتلقّفته أقلام بعض المطبلين للمجلس بأعتباره أسم جامع شامل. ولكن هل هو كذلك ؟؟
يقول أحد الذين لا يعترفون بأية قومية للمسيحيين في هذا الشرق الا بالآشورية في مقال له وهو يرد على السيد ( هنري بدروس كيفا ) تحت عنوان ( الى النصف أرمني هنري بدروس كيفا) يقول . ((نحن الآشوريين نقول عن لغتنا وبلغتنا. سورت , سورث , سوريت , سوريويو , سوريايا , أسورت , أسورث , أسوريت , أسورويو , أسوريويو , أسوريايا , أشورت , آشوري )) فهل التسمية الجديدة هي لدغدغة مشاعر الآثوريين وأرضاء لهم ؟؟ بعد أن فقدوا أملهم من الكلدان ؟؟ أم هي محاولة تودد للأخوة السريان ؟؟
حسب مفهومي فأن كلمة سريان أطلقت على المسيحيين الأوائل الذين دخلوا الأيمان المسيحي في سوريا المجاورة لفلسطين, التي بدأت فيها أنتشار الرسالة المسيحية بعد فلسطين ومن ثم الى أنحاء العالم ومفهوم كلمة سورايي هو نفس مفهوم كلمة مشيحايي أي أتباع المسيح , وهي أيضا نفس مفهوم كلمة ( نصارى ) الذي يطلقه الأسلاميين على المسيحيين في البلدان العربية والأسلامية . ويورد القس بطرس نصري الكلداني في كتابه ( ذخيرة الأذهان في تواريخ المشارقة والمغاربة السريان – المجلد الأول – المطبوع في الموصل في دير الآباء الدومنيكيين سنة 1905 , في الفصل الأول – الصفحة 28 ) حيث يقول (( أما الأسباب التي دعتهم الى أتخاذ هذه التسمية (سريان) دون غيرها فهي أولا: لأن الديانة النصرانية كانت قد نشأت وأنتشرت بادىء بدء في بلاد سوريا. وكان الرسل الذين نادوا بالأيمان في هذه البلاد من قلب سورية أي سوريين فصاروا ينسبون اليهم ) . وحبذا لو أن أحد الآباء الأفاضل أو الباحثين المحترمين تواضع وأعطانا رأيه حول أصل كلمة سورايي .
والمجلس الشعبي, وهو على أبواب بدء ما يسميه مؤتمره الثاني , والمسيحيين العراقيين لم يروا من نتائج مؤتمرهم الأول سوى تعميق الخلافات بينهم, والدليل في أروقة المجلس نفسه, فأين هي التنظيمات الكلدانية ؟ وأين هي التنظيمات الآثورية ؟ وأين هي التنظيمات السريانية ؟ فهل بقي في المجلس أي ثقل لشعبنا المسيحي العراقي سوى أفراد لا يمثلون حتى نفسهم ؟!! ومع ذلك فرضوا على المسيحيين العراقيين شاءوا أم أبو!!ّ في وقت تجددت الهجمة ثانية على الكنيسة الكلدانية , والغريب أن الهجمة تزداد شدّة على العناصر المشهود لها بالعلم والثقافة المسيحية والحرص على مستقبل المسيحية وذوي الأيدي النظيفة !!
أن المسيحيين في العراق والكلدان الذين يمثلون نسبة أكثر من 80% منهم , ممثلهم الحقيقي هي كنيستهم الكلدانية لأن جميع التنظيمات والأحزاب الكلدانية الحقيقية تؤيد كنيستهم , وحتى أذا أدعى البعض بأن هذه الأحزاب والتنظيمات الكلدانية مستقلّة برأيها السياسي عن الكنيسة فأنهم لا يمثلون الا نسبة ضئيلة من الكلدان , وأي ممثل يدعي تمثيلهم غير مؤيد من رئاستنا الكنسيّة لا يمثلنا , وأية قرارات تصدر من أيّة جهة كانت لا تتطابق مع قرارات رئاستنا الدينية ومجامعنا الكنسية لا علاقة للكلدانيين بها. وأي تسمية قومية غير الكلدانية لا نعترف بها , غير أننا نتشرف بالقومية الآثورية ونعترف بها وأن أراد الأخوة السريان أن يكون لهم تسميتهم القومية فمن حقهم ونرحب بها كما نرحب بكل القوميات الأخرى , بشرط أن يكون العراق أولا وقبل أي قومية لأن العراق كان قبل جميع القوميات .
وسؤال أخير أطرحه على السادة المجتمعون لأعمال المؤتمر الثاني لمجلسهم الشعبي , من المؤكد أنه بعد كل أجتماع ونتيجة الجهد والتعب الذي تبذلونه في مناقشة الآراء والقرارات التي ترومون اتخاذها فأنكم بحاجة الى وجبة غذاء , وحتما هذه الوجبة يجب أن تكون بمستوى مكانة المدعويين سيّما وأن موضوع الصرف لا مشكلة فيه لأنه مفتوح كما هو مفتوح في جميع نشاطات المجلس وقناة عشتار الفضائية , ومن المؤكد سوف يتفنّن الطباخون في تهيأة أنواع الأطعمة الشهيّة , وأنتم تدخلون قاعة الطعام رأيتم هناك مائدتين كبيرتين , على الأولى أنواع الأطعمة تتقدمها صينيّة كبيرة من تمن العنبر وفوقه خروف ( قوزي) بجانبه صينيّة أخرى من البرغل البغديدي مغطّى بقطع من لحم الخروف العراقي المطبوخ , وصينية أخرى من ( الحبيّة – البقّوثا ) من حنطة سهل تلكيف الذهبية , أضافة الى صينيّات أخرى من الدولمة الموصليّة , وكباب أربيل العنكاوي وغيرها . وبجانبها مائدة أخرى وعليها صينية كبيرة تحتوي على خليط جميع الأكلات أعلاه بعد وضعها في خلاّطة كبيرة وعجنها جيدا !!
والسؤال هو : الى أيّ المائدتين سوف تتوجهون للأكل ؟؟ Opinions