المرأة الاديبة.. هل انصفها المربديون؟
عذراً أيها الرجل المربدي... أن حق المرأة بالمساواة مع الرجل ليس منّة من احد... بل هو استحقاق نص عليه الدستور العراقي الدائم.. كانت هذه السطور تساور مخيلتي وانا سائرة في شارع عام.. واذا بأنين الموبايل الحزين، يستفز حقيبتي ويهزها بقوة... هممت بفتحها وأخرجت الموبايل وقد أنبعث منه صوت وقور أعرفه... أنها السيدة سافرة جميل حافظ من رائدات الادب النسوي الخمسيني... وقد أطرب مسمعي صوتها بنبرته المتفائلة وهي تقول لي... (هل قرأت المقالة المنشورة في جريدة التآخي... والتي بعنوان (المرأة... هل أنصفها المثقفون؟)... أجبتها والريبة تغزوني حول مهرجان المربد واستخفافهم بصوت الاديبة ودون النظر اليها على انها لها كامل الحق بالحضور، وهي الشريك في بناء الصرح الثقافي مع الرجل الاديب بلا شك... قلت والتهكم واضح في اجابتي... (وهل انصفها مثقفو لجنة الاعداد للمهرجان المربدي). ودعوتها للمشاركة بهذا المهرجان الشعري... أيدتني السيدة سافرة (.... نعم.. حتى أنا التي من ضمن اللجنة... ايعقل هذا ؟) ، ترى مَن الذي أوحى لهم بهذه الفكرة العقيمة... كي يتناسوا عمداً ويتغافلوا دورنا الثقافي ؟ .. في هذا المهرجان... وما الدوافع الوجيهة التي قادتهم لتبني الموقف السلبي ازاء المرأة.. (نصف المجتمع) الذي لن يهادن ولن يتهادن من اجل نيل حقوقه وظل يطالب بها الانظمة السابقة في العهد الملكي والنظام الصدامي البائد قبل السقوط وما زال يتعالى صوته من اجل التعامل مع المرأة على اساس المساواة في زمن الديمقراطية والحرية. التي اكد عليها دستورنا الدائم... أم هي حبر على ورق فقط وكما يراها البعض ؟..هناك تساؤلات لابد من اثارتها... ترى هل يخشى الرجل المرأة لتبوئها المواقع المتقدمة.. فيعمل جاهداً على تحييدها؟، ام ربما حافز اخر منعهم البوح به لنزعات ذاتية انانية تبغي التفرد بالقرار؟.
مازلت اتقصى السبب.. أيعقل ان يغيب حضور المرأة الشاعرة في مهرجان شعري وهي الحاضرة في كل زمان ومكان. الحاضرة في العصر الجاهلي، والاسلامي... والمحفزة للرجل والمشجعة له بابياتها الشعرية الحماسية او المواسية له في ساحات القتال.
المرأة العراقية بنضالاتها ومثابرتها الدؤوبة في دروب العمل فرضت ارادتها في المواقع السياسية، فالمرأة لها صوت مسموع في حسم قرارات الحكومة والدولة بين الرفض والقبول. ولم أر محفلاً في العالم استثنى منه المرأة سواء أكان سياسياً ام اجتماعياً ام علمياً وحتى الادبي.. أني أتسائل لِمَ تنتهج اللجنة المشرفة على ادارة المهرجان هذا المنحى المعاكس للتيار التقدمي في بناء العراق والرجوع بنا الى الوراء؟. وتحط من قدر المرأة وتجعلها الادنى.. وخصوصاً قد أظهرت المرأة كفاءتها في قيادة منظمات المجتمع المدني؟. وهن رئيسات تحرير لمجلات وصحف نسوية ثقافية. مثل مجلة (نون) رئيسة تحريرها السيدة المحترمة ميسون الدملوجي وكيلة وزارة الثقافة واقدم عضوة في مجلس النواب.. ومجلة (هلا) رئيسة تحريرها الروائية المعروفة لطفية الدليمي ورئيسة مؤسسة شبعا والتي تهتم بثقافة المرأة... ومنتدى نازك الملائكة... ومجلة صوت المرأة المسلمة.. وجريدة الحقيقة رئيسة تحريرها السيدة نجلاء الفضلي، وقد حازت الاعمال النسوية على رضا واستحسان الجميع... هل كل هذا يضيع هدراً، امام لجنة اعداد المهرجان دون تقييم لدور المرأة... تساؤلات تثير الجدل ازاء هذا القرار الغير منصف... ونحن في عصر الانترنيت والفضائيات ودولة العراق الحر الذي نسعى اليه جميعاً لارساء مبادىء المساواة والديمقراطية والحق والعدل بين الناس واحترام سيادة القانون.
عن جيران