المرأة هي الروح
الى/ المرأة المضطهدة في كل مكانالحرية الحقيقية تقوم أن أكون كائن بشري أصيل، أي أن أعيش إنسانيتي كما هي وليس في نقيض لذاتي، عيش الأنسانية يعني إحترام كرامة الآخرالتي تساوي كرامتي بالضبط،وهذا الآخرهو أنت وأنتِ وأنتم وأنتنَ، هي الأم والأخت والزوجة، هي الموظفة والعاملة وربة بيت والوزيرة والطالبة ،،،،، وعندما أعيش نقيض لذاتي يعني ترك سجيتي وأتجه نحو الحيوانية في تعاملي مع وجود وكيان وكرامة الزوجة والأم والأخت،،،،،، " عندما أعتبر الزوجة وكأنها (إنسانة درجة ثانية)، عندما أجبرها على ممارسة الجنس رغماً عنها وحينما أرغب إشباع رغبتي وترك رغبتها وكأنها من البهائم، وبعدها أقتلها لغسل العارمتناسياً اني كنت السبب الرئيسي في وصولها لهذه المرحلة، ولولا تربية وثقافة الكثيرات لرأينا نسبة الطلاق تتجاوز ال80 % بدلاً من 45 % في بعض البلدان! وعندما أمنعها من الخروج بحجة التقاليد والعادات البالية وخاصة تلك التي مر عليها أكثر من 14 قرناً، وأجبرها على رداء ملابس خاصة بحجة التدين وان اسلافنا قبل 1400 سنة تقريباً لبسوا مثل هذه الثياب الكفنية "إن صح التعبير"، وكأنهم يقولون لهن : أنتن أحياء للجنس وأموات ككيان! أما ما يحدث اليوم في العالم العربي بشكل خاص وفي العراق تحديداً بخصوص الأعتداء على المرأة العراقية هو إمتداد للفكر الوثني القريشي الملمع بآيات مختارة من الذكر الحكيم لتكون هذه الآيات خيمة واعطاء شرعية لهتك أعراض النسوة العراقيات من مسيحيات ومسلمات وصابئات ويزيديات ، ففي شارع فلسطين / بغداد هجمت عصابة من أصحاب الدشاديش القصيرة واللحايا الطويلة على عائلة مسيحية في وضح النهار واعتدوا على البنت الكبرى أمام أهلها (والدها ووالدتها وأختها الصغرى)، وكان آخر كلام نطقت به قبل أن تختطف وأمام الملأ هو: أعتبروني ميتة يا أهلي الشرفاء، هذا مثال واحد من آلاف الأمثلة التي حدثت في مناطق التي سيطرت عليها الميليشيات المسلحة الاسلامية، ويقول الأستاذ عبد المنعم الأعسم في مقاله (فعلنا بالنساء ما لم يفعله هولاكو) حيث يقول:"لقد إجتاح التتر العراق باسم الوثنية،واحتلوه مئتي سنة ولم يغتصبوا إمرأة عراقية واحدة! وإجتحنا كربلاء سنتين باسم الاسلام، فإغتصبنا 25 فتاة عراقية، موثقة بالصوت والصورة، ثم اجتحنا الديوانية وفضينا بكارة 7 فتيات في ولائم دموية باذخة، ويؤكد أحد المسؤوليين الحكوميين في البصرة أن مجموعات مسلحة قتلت 15 إمرأة في شهر واحد، بحجة عدم تطبيق الشريعة الاسلامية، وهناك أربع طالبات أغتصبن في مساجد وهددن بالقتل إن فضحوا السر، انتهى الأقتباس" وهكذا يقدم لنا الكاتب الكريم نماذج من حكم الدولة الاسلامية التي لم ترى النور، فكيف إن رأت النور واستلمت السلطة فعلاً؟
سبق وان أكدنا في مقالات ودراسات سابقة (مقالنا - العقل عند المسيحية والاسلام، ونداء الى العالم الاسلامي،،،،) بعدم الأنجرار وراء الرغبات والعواطف الدينية والغيبيات وترك هذه الجوهرة "العقل"،في أية خانة نضع ذبح إنسان؟،"الذي هو روعة الخلق، وهو صورة الله نفسه"، أليس هو ذبح لصورة الله وبالتالي قتل جزء من الله! وهل يوجد دين، أو منطق، أو قيم، أو إيمان،أو أي أنسان مهما كان مركزه الديني والسياسي والأجتماعي له الحق، أو له الصلاحية في ذبح الله باسم الله؟، والا كيف نفسرعندما يذبح أنسان لم يقترف ذنباً، (وان كان مذنباً هناك قانون)، لمجرد كونه من غيردين(مسيحي،يزيدي،صابئي،يهودي) أو يختلف عني في المذهب! أو من نفس مذهبي ولكن لا يؤيدني،أقوم بذبحه بالتنكة وأقول: الله أكبر! لا أيها الأخوة ان هذا ليس إلهنا، ولا نؤمن باله يحب القتل والدم، الاله الذي نؤمن به هو: إله المحبة، إله الخير، إله الحق، إله السلام، إله السماح والتسامح،إله آدم وحواء،إله الأفكاروليس إله فكر واحد،إله الأديان وليس إله دين واحد،إله الرجل والمرأة وليس إله الرجال فقط، إله البشرية "الكون"،" ’سئلِِ الكردينال دلي الرئيس الأعلى للكلدان في العراق والعالم من قبل صحفي أجنبي عن أحوال المسيحيين في العراق فأجاب: لا تسألني عن المسيحيين، أسئلني عن العراق، هذا هو إلهنا، ولا يوجد غير إله واحد طبعاً، إذن أختار أيها الأنسان،بين هتك عرض عذراء باسم الدين"كونها من الكفرة" وبين حفاظ كرامة الشخص البشري مهما كان دينه ولونه وشكله، ونقصد بالشخص البشري جميع بني البشر منها المرأة التي كرامتها تساوي بالضبط كرامة أي شخص آخر، والفرق الوحيد هو ما يقدمه كل شخص (مرأة أو رجل)، كل إنسان من خيرعلى أساس سلوك صحيح ملتزم باهدافه لأخيه الأنسان، وكل من يشيع الطمأنينة والأمن والأمان والرضا في نفوس الآخرين، وليس ذبحهم والأعتداء على أعراضهم.
المرأة تاريخياً وفلسفياً
إن سجل الظلم الذي وقع على النساء واسع النطاق وطويل العهد، وقد عوملن في بعض الحضارات بالأحتقار والإهانة، وكثيراً ما عوملن كدمى أو للجنس البهيمي أو رعاة أو الحكم عليهن بالموت! مجرد كونهم نساء "كان يعتبرعارفي العصر الجاهلي عندما ياتي الوليد أنثى ، فيقبرون وهم أحياء!! وؤد النساء!! والسؤال الان هو: ما الفرق بين وؤد "وأد" النساء في العصر الجاهلي وبداية نشر الأسلام، وبين أن تقتل 15 فتاة وإمرأة في شهر واحد، ومع إغتصاب 4 فتيات في مساجد، إن كان جوابكم سيداتي وسادتي هو: نعم، فنحن نقول : مليون لا ولا، هناك بون شاسع بينهما تاريخياً على الأقل، إن كان هناك هذا التطور والتقدم الحاصل في العلوم والتكنولوجيا وعالم الذرة والاتصالات والكومبيوترفي تلك العصور فوالله لا يمكن أن يقدموا على مثل تلك المظالم والأفعال الشنيعة التي كانوا يمارسونها بحق المرأة "البنت والطفلة" كما يحدث الآن! بل نحن شبه متأكدين انهم كانوا يعاملونها على الاقل متساوية إن لم نبالغ ونقول : يعاملونها كروحهم،ولكن نرى أصحاب الوجوه الصفراء وفي القرن الواحد والعشرون قد فاقوا هولاكو وتيمورلنك والبرابرة ومحاكم التفتيش في تعرضهم واستهتارهم بحقوق وكرامة الشخص البشري وخاصة المرأة، ومن خلال دراستنا لمواقف العالم القديم من المرأة (را/ ستوت جون – المسيحية والقضايا المعاصرة / ف13 – دار الثقافة / القاهرة) : كان أفلاطون يعتقد بأن الروح سجينة الجسد، وأنها تتحرر لكي تتقمص جسدآ آخر، وان مصير الرجل التعيس هو أن يتقمص جسد إمرأة! كان هذا في بداية القرن الرابع قبل الميلاد!! واعتبر ارسطو الأنثى "رجلاً مبتوراً من نوع ما"، وكتب يقول: "إن النساء ذكوراً ناقصون يولدن بسبب عدم كفاءة الأب أو بسبب تأثيرخبيث لريح جنوبية رطبة"، هذا هو موقف المتعصب للعالم الوثني، ولكن نمضي تاريخياً ونرى ان اليهود هم أيضاً كان لهم مواقف تنقص من قدر النساء! كان رأي (يوسيفوس/ فيلسوف يهودي) فقال: "المرأة أقل من الرجال في كل مجال" وتنص الصلاة الصباحية اليهودية على أن يقف اليهودي كل صباح ويشكر الله لأنه لم يخلقه "أممياً أوعبداً أو إمرأة" ، وكذلك أن بعض آباء الكنيسة قد تكلموا عن النساء بلهجة الذم، متأثرين بالفلسفة اليونانية (نظرة أفلاطون وأرسطو) والنظرة اليهودية، فترتوليان مثلاً كتب يقول موجهاً كلامه الى المرأة: "أنت بوابة الشيطان، أنت من فضضت الختم عن تلك الشجرة المحرمة، إنك أول من هجر الشريعة الالهية،،،،،، (را/ نفس المصدر اعلاه ص241 سطر11 ) ،.
نرى من خلال قرائتنا لموقف أحد آباء الكنيسة(ترتوليان) وعدم إلتزامه بمواقف سيده وسيدنا يسوع المسيح،وخاصةعندما قال لليهود وهم يريدون رجم المرأة الزانية: "من منكم بلا خطيئة فليرجمها بحجر!" عندها تفرقوا الجموع، ونتابع مواقف يسوع حول المرأة بشكل مركز: المرأة السامرية التي أعطته الماء ليشرب!(يوحنا 4 /1)، إمرأة تسكب الطيب على يسوع (يوحنا 12/1،متى24/6،مرقس14/3)،يسوع يطيع أمه فحول الماء الى خمر في عرس قانا!(يو1/2)، شفاء ابنة يايرس المصابة بنزف الدم لمدة طويلة بعد أن لمست ثوبه(لو40/8،متى18/9،مر21/5)،شفى إمرأة منحنية الظهرفي يوم السبت(لو10/12)، ثمن درهم الارملة التي تبرعت به لصندوق الهيكل، وعندما قام يسوع ظهرلمريم المجدلية وحنة ومريم أم يعقوب(متى28 /1، مر16 /1، يو16 /1)، وهكذا نرى موقف يسوع من المرأة.عليه نرى موقف يسوع من المرأة، ونصرته الكاملة لها بإعتبارها أكبر من نصف المجتمع، أليس هذا الموقف طمغة بأن المرأة هي الروح؟
المرأة هي الروح
من خلال دراستنا الى ما جاء أعلاه وإضافة الى تحرر المرأة ودخولها وتبوئها مناصب عليا في المجتمع منها الرئيسة والوزيرة والعالمة والموظفة والعاملة والفنانة،،،، وبهذا لاتنافس الرجل وحسب وانما تتساوى معه في معظم الأمور، ونذهب أكثر نحو الأمام ونقول: انها تسمو على الرجل وتكون هي الروح من خلال :-
1- كونها تمتلك مستلزمات استمرار الحياة "رحمها"
2- اعطاها يسوع الحي مكانة متميزة في المجتمع قبل أكثرمن 2000 سنة وبهذا تستحق أن تكون هي الروح
3- تسمو على الرجل بإمتلاكها عناصرإثارة متعددة أكثر منه، وبهذا تفوق عليه روحياً
4- تحب بصدق أكبر من الرجل،وقلبها هو روعة الخالق، عدا الاستثناءات، والحب هومن الروح، لذا تكون هي الروح
5- لا تكون هناك عائلة بمعنى الكلمة إلا بها، "الزواج"، (وإلا نكون كلنا "مثلي الجنس"!)، وبالتالي لا يكون هناك مجتمع كامل بدونها، والنتيجة لا تكون هناك أوطان بلا نسوة، وأخيراً لا يكون هناك طعم للعالم بدون إمرأة. وهل من يضيف نقاط أخرى تكون المرأة هي الروح؟؟؟؟
shabasamir@yahoo.com