Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

المرأة والديمقراطية

عقيلة عبد الحسين الدهان/
أي تغيير حضاري عند أُمةِ من الأمم لا يمكن الاستدلال عليه إلا من خلال الأواصر السلوكية التي تربط أبناءها وتشدهم إلى بعض من خلال طبيعة العلاقة التي تقوم بين مكونات تلك الأمة وحجم الصلات التي تربطهم وما يستعملونه من مواد ووسائل لتحقيق أغراضهم الحياتية العامة.

وتشكل المرأة رقماً كبيراً في المجتمع النهائي في ما تواجهه المجتمعات اليوم من تحديات جوهرية تتعلق بواقع الفرد والإسرة والمجتمع خصوصا عندما تقف هذه التحديات عائقاً أمام مشاركتها الفعالة، وتمكينها من نيل حقوقها السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

إلا إن هذا المفهوم في مجتمع الديمقراطية، لا يطبق كواقع عملي دون الإشارة إلى دور المرأة لأنها الأكثر حماساً واندفاعاً في أي مشروع وطني فهي غالباً ما تحول القضايا من خاصة إلى عامة لمواقفها المميزة في عملية البناء وما تختزنه من العطاء، لذلك فالمجتمع بحاجة للفهم والجدية وحسن التقييم ولا يمكن الوصول إلى التنمية الواقعية دون تنمية وتطوير الوعي السياسي لدى المرأة، وإن كان الأمر بالدرجة الأولى رهن بيد المرأة نفسها، وهذا التطوير النفسي والعقلي سواء لدى المرأة أو الرجل إنما هو حجر البناء الأساسي للنجاح العام.

ففكرة المشاركة الإيجابية في الحياة وتوزيع الفرص وتحقيق العدالة وفرز القدرات بتوازن سليم وتحقيق الرفاه الاجتماعي، يضمن الاستمرار الحقيقي للمشاركة الفعالة بشرط الالتزام بمبادئ الخير والعفة والأخلاق ونكران الذات التي تحث عليها الشرائع السماوية وجميع الأفكار الإنسانية، بضمنها الديمقراطية التي ما هي إلا نتاج موروث ثقافي تاريخي يتفاعل مع أحداث الحاضر.

من هنا لابد من معالجة الوضع الجديد للمرأة ضمن إطار ثقافي عراقي واقعي ودون إقصاء فئوي أو جهوي. ولا شك أن لذلك تأثيره الواضح على النشء الجديد، باعتبار إن المرأة حاضنة الحياة وتأثيرها كبير في التربية والسلوك اليومي، ومن ذلك قولهم (إن المرأة التي تهز المهد بيد، تهز العالم باليد الأخرى).

فالأمر إذن يطلب تفعيل وتعزيز دورها من خلال خلق عناصر نسائية متميزة في مجالات الحياة السياسية والبرلمانية وزيادة الدورات التدريبية من قبل المؤسسات الحكومية وغير الحكومية فهي بحاجة لذلك الدعم لأن تجربتها ضيقة المدى في المجتمع العراقي خاصة، بل تكاد تكون معدومة بسبب سياسة النظام السابق والسياسات التي سبقته.

ومن حق المرأة أيضاً في مجتمع ديمقراطي، التمتع بظروف أمنية ومعيشية وخدمية جيدة، فتحقيق الأمن الاقتصادي والصحي وعلى مستوى أعم، الأمن الوطني والقومي، حق أساسي ليس للمرأة فقط وإنما لكل مواطن، ولكن الإشارة إلى المرأة العراقية قبل كل شيء لأنها صاحبة اليد الطولى في الصبر والجهاد والتحمل لسنوات طويلة، ولا زالت فحقوقها جزء لا يتجزأ من حق المجتمع بأكمله، وتحقيق أمنها هو تحقيق لأمن المجتمع وكل ما يحقق لها يعود للمجتمع والعكس صحيح.

وصدق الرسول الأكرم (ص) إذ يقول: (ما أكرم المرأة إلا كريم، وما أهانها إلا لئيم). فعليك أفضل الصلوات وأتم التسليم يا معلم الإنسانية العظيم.

* عضو الجمعية الوطنية العراقية

وباحثة في مركز الفرات للتنمية والدراسات الإستراتيجية

http://fcdrs.com

Opinions
الأرشيف اقرأ المزيد
سودان:إنتهاء إعتصام دام 3 شهور بمذبحة القاهرة (اف ب)

اعلنت وزارة الداخلية المصرية ان عشرة من اللاجئين وطالبي اللجوء السودانيين قتلوا صباح امس الجمعة شاهد يقول الشرطة العراقية كانت تراقب عملية خطف طائفية رويترز/
قال عراقي شاهد عشرات يحتجزون يوم الثلاثاء من مبنى حكومي في بغداد ان رجال الشرطة كانوا يراقبون ما يحدث حين كان المسلحون
استئناف محاكمة صدام وخبراء التقنية يكشفون عن فظائع القبور الجماعية بغداد-رويترز تستأنف الاثنين 10-7-2006 محاكمة الرئيس العراقي السابق صدام حسين وسبعة من أعوانه بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية حيث من المقرر ان يقدم فريق الدفاع مرافعاته الختامية بعد ثلاثة اسابيع من مقتل احد كبار المحامين من اعضاء الفريق برصاص مسلحين. الحزب الإسلامي ينضم إلى الحزبين الكرديين برفض تشكيل مجالس للصحوة في الموصل شبكة اخبار نركال/NNN/الموصل/سالم بشير/ انضم الحزب الإسلامي إلى موقف الحزبين الكرديين , الداعي إلى رفض تشكيل مجالس للصحوة في الموصل, وقال الدكتور ( محمد شاكر الغنام ) مسؤول

Side Adv2 Side Adv1