المراؤون حصدوا لا محبة
المحبة أول حجر في بناء الهيكل الاخلاقي للعبادة المسيحية . والقديس بولس لم يتغير من اهداف المحبة التي جاءت في الناموس من جهة الله ومن جهة العبادة . ولكن اضاف إليها صفة تؤمن صدقها ، فطلب أن تكون بلا رياء . ومعروف ان الرب هو الذي اكتشف هذه الصفة الممقوتة في الكتبة والفريسيين وكانت موضع قلقه ونقده الشديد الذي كرره جدا " من داخل مشحونون رياءً "( متى 23: 28 ) ، " فعلم رياءهم " ( مرقس 12 : 15 ) ، " تحرزوا لأنفسكم من خمير الفريسيين الذي هو الرياء " ( لوقا 12: 1 ) . يوجد مراؤون يتغنون بالاشورية ولا يكفون عن الكتابة، وأزدادت بعد قرارات السنودس والمجلس القومي الكلداني ، ويشوهون اصالة الكلدان ومستمرون بإنتقاداتهم غير البناءة والتي تفتقر الى روح الاخوة المسيحية الحقة . ولكن الغريب والعجيب في عامة الاخوة الاشوريين الاجلاء بأنهم يصدقون هؤلاء المرائين وينظرون الى الاخرين نظرة تعال واتهام بدون وجه حق .
وحتما كان الرسول بولس على علم بما علم به الرب وبما اقلقه ، سواء مما سمعه من الرسل او مما استعلنه له الرب . لذلك حينما أعطيت الفرصة للقديس بولس أن يضع حجر الاساس في اللاهوت الاخلاقي بالنسبة للكنيسة ، حذر مما حذر منه المسيح : " المحبة فلتكن بلا رياء " . ولماذا يضعها الرسول بولس كأساس ؟ لأن المحبة إذا تلوثت بالرياء لا يمكن أن يُبنى فوقها أي صفة صالحة أخرى بل تدخل التفرقة داخل البيت الكلداني والاشوري والسرياني والارمني بسبب عدم حكمة السياسيين الاشوريين ورجال دين اشوريين الذين يرددون القوانة المشروخة باننا طائفة من الطوائف الاشورية . انا ارى انتهى زمان الاوحد من قاموس المثقفين ، حيث ان العروبة لم تنجح بتعريب مكونات الشعب العراقي عند المناداة بالعروبة، وولى الحزب الحاكم الواحد ، وكيف سينجح السياسي الاشوري بالتعامل الاوحد المتعصب ، بل يجب التعامل مع الكل نظرة قبول الاخر . ونصيحة الرسول بولس في رسالته الاولى الى تسالونيكي ( 2: 7-12 ) الى هؤلاء :" لكن لطفنا بكم كما تحتضن المرضع أولادها . وبلغ منا الحنو عليكم أننا وَدِدنا لو نجود عليكم ، لا ببشارة الله فقط ، بل بأنفسنا أيضا ، لأنكم أصبحتم أحباء إلينا . فإنكم تذكرون ، أيها الاخوة ، جهدنا وكدنا ، فقد بلغناكم بشارة الله ونحن نعمل في الليل والنهار لئلا نثقل على أحد منكم . وأنتم شهود والله شاهد أيضا كيف عاملناكم ، أنتم المؤمنين ، معاملة بارة عادلة لا ينالها لوم. فقد عاملنا كلا منكم كما يعامل الاب أولاده ، كما تعلمون، فوعظناكم وشددناكم وناشدناكم أن تسيروا سيرة جديرة بالله الذي يدعوكم الى ملكوته ومجده ." فإذا ساد الرياء على المحبة صار الحق إذا ركب فوقها كذبا ً. لأن المحبة هي موهبة الله الخاصة التي يسكبها بالروح في قلوبنا لنتطهر بها ونتقدس ، فإذا جنحت ناحية الرياء يكون هذا معناه أن الشيطان نال من طهارتها ولوثها دون أن ندري . ومعنى محبة فيها رياء ؟ معناه أنها ( لا محبة ) على الاطلاق ، ربما تكون أكذوبة أو حيلة أو وسيلة أو حتى بغضة عليها غطاء من الرياء يخفي حقيقتها . فإن كانت المحبة هي قمة الصلاح ، فالرياء هو قمة الخبث . ويقينا إن صاحب المحبة القائمة على الرياء يستحيل عليه أن يبني لنفسه بناءاً خلقيا مسيحيا ، لأنه إذا فسدت المحبة فمعنى ذلك أنه قد فسد القلب بكل خلجاته وملكاته وانَعَمت بصيرته وضل ذكاؤه وبالتالي يحدث ارباكا في القوميات بسبب عدم حكمة هؤلاء الذين لهم غايات دفينة لابراز ذواتهم ولهم حجج واهية كاذبة لا تمت الى الحقيقة بصلة . ونصيحتي لكل سياسي او كاتب اشوري بالكف التكلم على الكلدانيين الذين لهم احترامهم في المجتمع سوف نجاهد بمحبة ان نقطع دابر النميمة. ومناداتكم باننا شعب واحد هي قبلة يهوذا للوصول الى غايات دفينة في قلوبكم .
" فقال له يسوع يايهوذا أبقبلة تسلم ابن الانسان " ( لوقا 22: 48 ) هنا قمة الرياء القاتل في صورة قبلة محبة . القديس بولس يعلم هذا لأنه فريسي أصلا ، وقد ادرك كيف طمس الرياء فيما سبق بصيرته وعماه ، فلا هو أدرك حقيقة محبة الله ولا هو استطاع أن يبلغ محبة الناس ، فسمع من الرب يسوع : "شاول شاول لماذا تضطهدني ؟" اكتشف أنه كان اضطهادا للمسيح وإتلافا للكنيسة بفضل الرياء . يارب اهمس في اذن المرائين في مجتمعنا اليوم ليسمعوا : لماذا تضطهدونني ؟ ليكتشفوا عروهم وليدركوا شناعة اضطهادهم لمجدك بالنميمة على الاخرين .
نفهم ان قانون الخدمة السياسية الذي يضمن لها الحياة ورضى الله ورضى الناس ، يرسو على امتيازالمحبة التي تظهر في التعقل والرزانة وليس على اي امتياز شخصي آخر مهما كان . والمحبة الرزينة هي برهان على صحة العضو بالتضحية في سبيل احبائه من جميع القوميات ، ومستوى صلة العضو بالقوميات المتآخية هو الذي يزكيه حتما أن يكون عضوا يمثل الجميع لا ان يلغي الاخربحجج لا تمت الى الواقع بصلة ، فالانسان الخادم والمستأمن على الخدمة هو في ذاته ليس شيئا ، فلا ينظر الى ماهو لذاته وحيثياته وإمكانياته إلا ما يُرى منه بالخدمة والتعقل ليبرهن على صلته الصحيحة بمجتمعنا . فالمسيحي عموما والسياسي خصوصا ،لا ينظر في نفسه أنه كل شيء، فالذي هو كل شيء في المجتمع ، بقومياته المختلفة ! . فلا قومية أفضل من قومية اخرى ، لأن الافضلية هي للمحبة والاعتراف بالآخر . وذلك على اساس ثابت ، وهو أن موهبة الفرد المعطاءة التي تميزه لا يعتد بها لنفسه وإنما يوظفها لخدمة الاخرين من قومياتنا الكلدانية والسريانية والاشورية والارمنية بدون تمييز .