Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

المربي الفاضل يقين إيليا الأسود ودوره في إغناء التراث الموصلـّي

لا يختلف إثنان من المهتمين بشؤونِ التراثِ العراقي على القولِِ من أنّ للموصلِ وتوابعها بصمات واضحة وجليّة في إغناءِ التراثِ العراقي وتأطيره بالزخارفِ الفنيةِ الجميلةِ التي أبرزت خصائصه النادرة وعمق تقاليده وأصالتها التي تمتد لآلآف السنين في بطونِ التاريخِ الذي يحكي قصة أولى الحضارات الإنسانية التي عرفتها البشرية .
وقد لا يمر يوم في الموصلِ وتوابعها دون ولادة جديدة لمبدعٍ يترك في ما بعد بصمات واضحة على تراثها ويضيف شيئاً لأمجادها .
وقد يتفق المعنيّون بدراسة المجتمع العراقي وتراثه من أنّ للقرن الماضي ( القرن العشرين ) ومنذُ بدايته نكهتة الخاصة ومكانه الخاص في تاريخ العراق الحديث عموما وتاريخ الموصل بشكلٍ خاصٍ ، إذ ساعد في تكوينه وإبرازه العوامل الدولية والإقليمية والمحلية إضافة لأهمية الموصل وشعبها في تحديد هوية العراق القومية ودوره الإنساني وإصرار أهالي الموصل على الأخذ بدورهم الريادي في كتابة تاريخ بلدهم .
من هذا المنطلق ظهر الكثير من المبدعين والروّاد الأوائل في مختلفِ مجالاتِ العلمِ والمعرفةِ في الموصلِِ ، حيثُ برز العديد منهم من خلالِ تسليط الضوء على أعمالهم ومنهم مَنْ لم يأخذ حقـّه لأسبابٍ ربّما كانت شخصيّة أو بيئية أو وظيفية كالأستاذ يقين إيليا الأسود رحمه الله ، إذ كانت لظروفهِ الوظيفية كمعلّم للأجيال وكثرة تنقلاته وعدم إستقراره في بلدته الموصل السبب الرئيسي في قلـّة إطلاع أبناء الموصل النجباء على أعماله الكثيرة ، لِذا أرتأيتُ أن أتطرق في مقالي هذا الى نبذة مختصرة عن سيرته وأعماله كمبدعٍ من مبدعي الموصل المعطاءة دوماً .
ولادته ونشأته :
ولد يقين إيليا أبلحد الأسود في 1-1-1914م في الموصل وكان تسلسله الثاني في سُلّم الأبناء الأربعة وهو الولد الوحيد لوالديه ، أكمل دراسته الإبتدائية والثانوية في الموصل ، عُيّنَ في منتصف الثلاثينيات من القرن الماضي ( القرن العشرين ) ككاتب لسجل الأشغال العسكرية في بغداد وأعتُبِرَ ثاني كاتب سجل للأشغال العسكرية تم تعيينه في العراق ، حيثُ ترك الأشغال العسكرية بعد خدمة دامت لأكثر من سنة ليلتحق بعدها بدارِ المعلمين الإبتدائية وليتخرج منها في نهاية سنة 1938م ليبدأ مشواره المهني التربوي . تمّ تعينه في قرية الخضر والدراجي في السماوة سنة 1939م ثُمّ نُقِلَ الى الوجيهية في لواء بعقوبة وشارك في إسناد ثورة مايس التحررية الوطنية سنة 1941م (1) ، حيثُ القى خطبة حماسية في جامع الوجيهية الهبت مشاعر الثوّار وعلى أثرها تمّ فصله من الوظيفة لمدة ستة أشهر بعد إجهاض الثورة . أعيد الى الخدمة في بداية سنة 1942م وبدأت رحلة تنقلاته بين العمادية وقرية الخضر والبساطلية / قرةقوش وقرية السيد حمد التابعة أيضاً لقضاء الحمدانية حتى أستقر به المطاف في 10-9-1945م في مدرسة كرمليس فرمى بعصا الترحال الوظيفي ليستقر هنالك لفترة تربو على التسعِ سنوات حيثُ أعطتهُ الفرصة لزيادة نشاطه الفني والأدبي (2) .
عاد بعدها ليستقر في بلدته الموصل في 8-9-1954م وليبدأ بنشرِ جزء من كتاباته في بعض الصحفِ مثل " فتى العراق " التي كان يملكها ويديرها رائد الصحافة العراقية الأستاذ إبراهيم الجلبي واولاده . نُقِلَ الأستاذ يقين إيليا الى أربيل في بداية سنة 1960م وبقيّ هنالك حتى أستقر مرة أخرى في العاصمة بغداد سنة 1964م وخدم في مدرسة بغداد الإبتدائية في الكرادة لحين تقديمه طلب الإحالة على التقاعد سنة 1970م . توفي الأستاذ يقين إيليا في 9-5-2003م بعد إصابته بنزلة برد على أثر مغادرته مع عائلته بغداد أثناء القصف المعادي ثُمّ عودته ليشاهد الدمار الذي حلّ بالعمران وخاصة المتحف العراقي الذي أحبهُ فحزن كثيراً على بلده لِما أصابه والذي ساعد كثيراً على تدهور حالتهِ الصحيّة ، إذ عاصر وبفرح جلاء المستعمر البريطاني من العراق لكنه حزن حزناً شديداً لرؤيته قوات الإحتلال الأمريكي وهي تجوب شوارع بغداد .
ومِما يُذكر بأنّ جد يقين إيليا الأسود ( أبو والدته ) هو بولص قاقو الذي توفيَ عن عمرٍ ناهز 114 عاماً والذي تروى عنهُ بعض الحكايات والمغامرات التي تتطلب الجرأة والشجاعة ومنها ما كان يختزنه البعض من وجهاء الموصل مثل د. زهير الجليلي وغيره من السادة الأفاضل ، حيثُ قيل عن لسان البعض من أن بولص قاقو كان قد نقل بريداً مهماً أوكل اليه من السيد أيوب بك الجليلي لإيصاله الى حكومة بغداد في أوائل القرن الماضي عبر نهر دجلة ، وربما سأتطرق الى هذه الحكاية المثيرة في مقالات لاحقة .
هواياته وأعماله :
كان للأستاذ يقين هوايات متعددة أبدع في معظمها وحاز على رضى المهتمين وذوي الإختصاص وحصد بعض الجوائز من اللجان الرسمية المشرفة على بعض الفعاليات المدرسية ، ومن أهم هواياته تأليف ونظم المنلوجات والأشعار والأناشيد والأهازيج ( الهوسات ) الوطنية باللهجات المحلية العراقية وخاصة لهجته الموصلّية إضافة الى اللغة العربية الفصحى ، كما أجاد في تأليف المسرحيات ( أو الروايات كما كان يسميها الأولين ) حيثُ تنوعت هذه الأعمال بين دينية مثل " رواية القديسة بربارة " التي الـّفها وأخرجها وصمم ديكورها ووضع المكياج للطلاب الذين تقمصوا الأدوار لأدائها في نهاية سنة 1950م في كرمليس ، حيثُ إعتُبرت أول مسرحية تمثل في كرمليس وقد حضر إفتتاحها مدير معارف الموصل حينذاك الأستاذ الجليل إبراهيم حسيب المفتي رحمه الله ، كذلك الّفَ الأستاذ يقين الأسود المسرحيات الوطنية مثل " الحق يعلو " والكوميدية مثل " الحلاق الثرثار " و " القاضي و البخيل " ـ ـ الخ .
كما كان لهُ هوايات أخرى لها علاقة بهواياته السابقة ومنها الرسم والتمثيل وتصميم وتنفيذ الفعاليات المدرسية في المهرجانات السنوية وعمل المكياج للممثلين وكان ضليعاً بالمقامات العراقية وأطوارها وقارئ جيد ومتمكن لها يساعده في ذلك ما وهبه الله له من صوت جميل حيثُ تم التنويه اليه كقارئ مقام في موقع " زمان الوصل " للموسيقى الشرقية الكلاسيكية ، كما ذكره الأستاذ الفاضل باسم حنـّا بطرس في أحدى مقالاته ، كذلك كان له هوايتي التحنيط والصيد ، إضافة الى ذلك فقد كان الأستاذ يقين مُحباً للغة العربية وقواعدها ولغوياً لا يستهان بمعرفته لها إضافة لسعة معرفته وحبه للتاريخ وخاصة تاريخ وادي الرافدين وعاشقاً للتراث وبالأخص تراث بلدته الموصل ، إذ نشر بعض المقالات التراثية مثل " الطب الشعبي في مدينة الموصل " الذي نُشِر في " مجلة التراث الشعبي " العراقية في العدد 12 لسنة 1974م والذي نوّه اليهِ مشكوراً المؤرخ الفاضل أزهر العبيدي في توثيقه لتراث الموصل .
وسأرفق مع هذا المقال بعضاً من الصور لفعالياته ولوحاته الفنية التي تدعم ما ذهبتُ اليه من إمتلاكه لهذه المواهب ، كما سأحاول عرض بعضاً من مؤلفاته من المنلوجات والأناشيد والأهازيج ( الهوسات ) الوطنية . والجدير بالذكر أن الأستاذ يقين كان قد طبع ونشر في منتصف الخمسينيات من القرن الماضي في بلدته الموصل " كرّاس المنلوجات الموصلية " والذي كان من تأليفه ولكن للأسف الشديد فان النسخة الوحيدة التي كانت بحوزة عائلته قد فُقِدت ، لِذا أهيب بإخواني محبي التراث وخاصة أبناء الموصل النُجباء ممن لديهم نسخة من هذا الكرّاس أو أي معلومة إضافية أو تصحيح لبعض المعلومات الواردة في هذا المقال أن لا يترددوا بإرسالها بشكل مباشر لي ( كاتب المقال ) أو لذوي الإختصاص من مؤرخي التراث الموصلّي . كما أحب أن أشير هنا الى أنّ الكثير من أعماله وخاصة منلوجاته إتـّسمت بطابعها النقدي والساخر لبعض العادات والظواهر الإجتماعية التي كانت مدانة في ذلك الوقت .
المنلوجات : (3)
- الستات : نظمهُ باللهجة البغدادية سنة 1938م عندما كان طالباً في دار المعلمين الإبتدائية في بغداد وفيه ينتقد بعض الممارسات أو العادات التحررية لبعض النساء والتي لم تكن مقبولة في ذلك الزمان ، ومطلع المنلوج يقول
ذي مو مدنية يا ست ـ ـ ـ ولا حرّية يا ست ـ ـ ـ المدنية معلومات ـ ـ ـ خياطات وتطريزات ـ ـ ـ آه من درد الستات ـ ـ ـ تعلمنّ أردى العادات .
- الفاكهة بقلاوة : نظمهُ باللهجة الجنوبية سنة 1939م عندما كان معلماً في قرية الخضر والدراجي ومطلعه يقول :
لا تمري بينا يا أم حجل ـ ـ ـ عشا اليوم خبز وفجل ـ ـ ـ والله لضربج فد عجل ـ ـ ـ وطيرج الشقلاوة ـ ـ ـ والفاكهة بقلاوة .
- الحظ : نظمهُ في العمادية سنة 1942م وفيه يندب حظـّه ومطلعه يقول :
أنا يقين المسكين ـ ـ ـ متعذب طول السنين ـ ـ ـ ما عندي أحد معين ـ ـ ـ حتى ولا أخ حنين .
- المَيْ : نظمهُ باللهجة البغدادية سنة 1943م في قرية الخضر والبساطلية وفيه ينتقد تأخر مشروع الري ومطلعه :
المَيْ المَيْ ـ ـ ـ أنطوني مَيْ ـ ـ ـ وينك يا مشروع الري ـ ـ ـ يا مشروع منقذ الحي .
- الرياضة البدنية : نظمهُ في المسامرة للدورة الصيفية في 22-7-1943م ومطلعهُ
الصحّة أصل الحياة ـ ـ ـ وبعدين تجي المعلومات ـ ـ ـ تفيد الشبّان والشابات ـ ـ ـ والفقير وإبن الذوات .
- الباقلـّي : نظمهُ في المسامرة الثالثة للدورة الصيفية والحفلة النهائية في 20-7-1944م ، وقد إشتهر هذا المنلوج وبدأ البعض يرددهُ في الأعراس وذلك للهجته الموصلّية المحببة عند أهل الموصل وتوابعها ، وقد تم التنويه عنهُ في موقع " زمان الوصل " للموسيقى الشرقية الكلاسيكية ومطلعه :
جبتولي حقتين منـّا ـ ـ ـ هذيك لتقول عنـّا ـ ـ ـ كلـّش خشني من سمنا ـ ـ ـ دطبخ منـّا ما يهلـّي ـ ـ ـ أشقد طيبي الباقلي .
- القِمار : نظمهُ باللهجة الموصلّية في سنة 1944م وفيه ينتقد هذه العادة أو الآفة التي فتكت بالعوائل ومطلعه :
أنا عجوقي المجنون ـ ـ ـ من مغتي كلش ممنون ـ ـ ـ وأسم أخويي حسون ـ ـ ـ غبّالي المفجوع علّي ـ ـ ـ كلما أفوت ببيتو ـ ـ ـ تتزايغ لي حميتو .
- الشباب : نظمهُ باللهجة الموصلّية في قرية السيد حمد/الحمدانية في 6-4-1945م وفيه يحث الشباب على السير على خطى الآباء وتحمل المسؤولية والواجب الوطني ومطلعه يقول :
نزغع حنطة تصيغ زيوان ـ ـ ـ آخ من هذا الزمان ـ ـ ـ فسّد أكثغ الشبّان ـ ـ ـ نسّاهم واجب الأوطان ـ ـ ـ أكو من عدنا شباب ـ ـ ـ يشبهون طيغ القلاّب ـ ـ ـ لا تزعلون يا أصحاب ـ ـ ـ ما بيها زيادة ونقصان .
- الزواج : نظمهُ باللهجة الموصلّية في كرمليس في 24-9-1946م وفيه ينتقد بشكلٍ ساخرٍ وكوميدي المشاكل التي تحدث بعد الزواج ومطلعه يقول :
ما خوش عادي يا عيوني ـ ـ ـ أرجوكم أسمعوني ـ ـ ـ طلعت هسّع مودة ـ ـ ـ عل الكنّي وزوجا سودة ـ ـ ـ أنشد هذي الأنشودة ـ ـ ـ أحلـّفكم طيعوني ـ ـ ـ كوي من ليلة الحنّي ـ ـ ـ تصيغ هوسة عند الكنّي .
- الزمان : نظمهُ باللهجة الموصلّية في كرمليس سنة 1951م ومطلعه يقول :
الزمان واويلا من هل زمان ـ ـ ـ خلاّني بأمري محتار وقلبي كل وقت تعبان ـ ـ ـ صعب تلقيلك صديق ـ ـ ـ ينقذك بيوم الضيق .
- لا تصدّق : نظمهُ باللهجة الموصلّية في كرمليس في 1-5-1951م ومطلعه يقول :
لا تصدّق لا تصدّق ـ ـ ـ أبد كوي لا تصدّق ـ ـ ـ كذب وبلوف لا تصدّق ـ ـ ـ وأحسن كل شئ لا تصدّق .
- لا تتداخل : نظمهُ باللهجة الموصلّية في كرمليس في 9-5-1951م ومطلعه يقول :
مودة الجديدي هسّعْ ـ ـ ـ أحكيها وأنت إسمع ْ ـ ـ ـ وبشرحا غاح أتوسّعْ ـ ـ ـ قدّامك يا هل مجمعْ ـ ـ ـ هذي هي هل كلمي ـ ـ ـ أرجوك لا تتداخل .
- كوركيس : نظمهُ باللهجة الموصلّية في كرمليس سنة 1952م وهو منلوج ساخر وينتقد بعض الأمهات لحُبهنّ لأزواج بناتهنّ ( إختانهنّ ) أكثر من حُبهنّ لأولادهنّ ومطلعه يقول :
ربي خليلي كوركيس ـ ـ ـ ربي موتلي كوركيس ـ ـ ـ خلينو بعد رينة ـ ـ ـ ديكون خوقة بيدينا ـ ـ ـ غصب العنـّو يغبّينا ـ ـ ـ ربي خليلي كوركيس .
- الدولمة : نظمهُ باللهجة الموصليّة في الموصل سنة 1953م بمناسبة دعوته للغذاء على ( أكلة الدولمة ) من قِبل أحد الأصدقاء ومطلعه يقول :
الدولمة ما تعجبني ـ ـ ـ كثيغ أكرها وتكرهني ـ ـ ـ لكن لِمّا ذقتوها ـ ـ ـ بيت ويحد كنعزمني ـ ـ ـ نمتو عليها نومي ـ ـ ـ وتليتو منـّا بطني .
- البايسكل : نظمهُ باللهجة الموصلّية في كرمليس سنة 1953م وقدمهُ الى مدير معارف الموصل حينذاك المرحوم إبراهيم حسيب المفتي كعريضة لإلغاء أمر نقله وقد تمّ له ما أراد !! . ومطلعه يقول :
حغتو وحيغني زماني ـ ـ ـ أنقل لو أبقى بمكاني ـ ـ ـ يومياً أنزل كيلوين ـ ـ ـ من كثغ مشوي عل غجلين ـ ـ ـ ما عغف أشني النتيجة ـ ـ ـ أبقى لو الله يفرجا .
- لا تتكبّر الله أكبر : نظمهُ باللهجة الموصلّية في كرمليس في 7-12-1953م وفيه ينتقد البعض لترفعهم وتكبّرهم على من حولهم ومطلعه يقول :
تغشعني كثيغ متعجّب ـ ـ ـ وبعيشتي متعذب ـ ـ ـ على عاداتنا الجركي ـ ـ ـ قلبي دايم يتحسغ ـ ـ ـ لا تكبر الله أكبر ـ ـ ـ يمشي ويعلّي بصدغو ـ ـ ـ ويحسب متأبد عمغو ـ ـ ـ ولمّا تغيد تحيكينو ـ ـ ـ تغشعو كثيغ يتطفـّر ـ ـ ـ لا تكبر الله أكبر .
- الشره : قصيدة نظمها في المشهدِ الخامسِ من روايةِ " القاضي والبخيل " في 21-12-1953م والمأخوذة عن قصيدة لعنترة العبسي " إذا كشف الزمان " وجعلها هزلية ساخرة وكانت خليط من الفصحى واللهجة البغدادية ومطلعها يقول :
إذا كشفت الجدرية لك القناعا ـ ـ ـ ومدت اليك بوصلةٍ من لحم باعَ ـ ـ ـ فلا تخشى العظم فيها وإنهشها نهشة ـ ـ ـ وأمسك العظم بيدك وكت الدفاعَ .
- النسوان : نظمهُ باللهجة الموصلّية في كرمليس في 1-1-1954م وفيه ينتقد بعضاً من سلوك بعض النساء ومطلعه يقول :
أغيد أحكي عل النسوان ـ ـ ـ أخلاقم أشكال والوان ـ ـ ـ منم تهتم بأشغالا ـ ـ ـ واللخ تنصبلا ديوان .
- أهزوجة ( هوسة ) لتمجيد الجيش العراقي نظمها باللهجة البغدادية في كرمليس سنة 1954م ومطلعها يقول :
جيشك يا عراكي لك قوة ـ ـ ـ يولّد عندك همّة ونخوة ـ ـ ـ يحميك دايم من كل بلوة ـ ـ ـ وروحة جدّامك يفديها .
- تربية الأولاد : نظمهُ باللهجة الموصلّية في الموصل سنة 1955م ومطلعه يقول :
أرجو سترك يا ربي ـ ـ ـ النفخ عذّب قلبي ـ ـ ـ حغتو بأمري يا حاضغين من عالمنا هل المسكين .
- المودة : نظمهُ باللهجة الموصلّية في الموصل سنة 1955م وفيه ينتقد تمادي بعض النساء في مواكبة الأزياء التي لا تليق بمجتمع الموصل المحافظ ومطلعه .
إستهتارنا قيعذبني ـ ـ ـ وبنيرانو قيتشعلني ـ ـ ـ لبس المودة يا إخوان ـ ـ ـ عند الشابات والنسوان ـ ـ ـ صاغ كثيغ بهل زمان ـ ـ ـ وشكلو الخزي جنني .
- يوم المرور : نظمهُ باللهجة الموصلّية في الموصل ونُشِرَ في جريدة " فتى العراق " في العدد (1931) في 16-2-1956م ومطلعه يقول :
قانون مرورنا بهل عام ـ ـ ـ حمل أغصان السلام ـ ـ ـ لأهل وطنا الكرام ـ ـ ـ ما أسعدنا يا حاضرين .
- جولة في سيارة : نظمهُ باللهجة الموصلّية في الموصل ونُشِرَ في جريدة " فتى العراق " في العدد 16-3-1956م ومطلعه يقول :
سيارة ما أقواها ـ ـ ـ بنص الجادة إغشعناها ـ ـ ـ لونا كلّش حلاّها ـ ـ ـ بس ساعتين أجرناها ـ ـ ـ نعمل جولة ببلدتنا ـ ـ ـ هذي الحدبا ولايتنا ـ ـ ـ دنبني نواقصنا ـ ـ ـ ونغشع أسباب راحتنا .
- التبولي : نظمهُ باللهجة الموصلّية في بغداد سنة 1965م ومطلعه يقول :
التبولي شرفتنا ـ ـ ـ واليوم صاغت ضيفتنا ـ ـ ـ إذاعت مغتي بغبشيي ـ ـ ـ أوامرها اليوميي ـ ـ ـ اليوم دوّغ البغيي ـ ـ ـ وصديقتنا التبولي .
- الليلة الموصلّية : وصف بعض الأكلات الموصلّية وقد نظمها الأستاذ يقين ونشدها في "ليلية موصلّية" تم إحيائها في نادي المنصور في بغداد في 3-2-1972م والتي حضرها نُخبة كبيرة من أهل الموصل ووجهائها ومنهم المرحوم شاذل طاقة ومطلعها :
آنساتي سيداتي سادتي ـ ـ ـ أوصف لحضرتكم أكلتي ـ ـ ـ كبّي وبرمة وسمبوسك ـ ـ ـ وعغوق تنوغ بذوقك ـ ـ ـ خبز لغقاق محلانو ـ ـ ـ عل السفغا ما ننسانو .
- غصاصة ( رصاصة ) الشيخ متـّي : نظمهُ باللهجة الموصلّية في بغداد سنة 1973م وفيه يُسلّط الضوء على مغالاة البعض بالإعتقاد المطلق ببعض المعتقدات في علاج الأمراض ومطلعه :
أنا الليلي ما مليح ـ ـ ـ من وجعي قمتو أصيح ـ ـ ـ معغف فساد معدي لولا ريح ـ ـ ـ مغص بطني موتني
- إسمعوني : نظمهُ باللهجة الموصلّية في بغداد سنة 1973م ومطلعه :
أقص عليكم قصتي ـ ـ ـ وعن أحوالي بعيشتي ـ ـ ـ أشرحلكم حالتي ـ ـ ـ بالله إنتبهوا يا حاضغين .


في نهاية مقالي هذا لا يسعني إلاّ أن أقدم جزيل شكري للمؤرخ الفاضل أزهر العبيدي والأستاذ الموسيقار باسم حنـّا بطرس وكل من سلّط الضوء على أعمال والدي الأستاذ يقين إيليا الأسود ، كما أقدم جزيل شكري للإستاذين غانم كنّي وقصي المصلوب في إسعاف طلبي لبعض المعلومات التي تخص فترة خدمته في كرمليس .
رحم الله مبدعينا الذين غادرونا وقد تركوا لنا تراثاً غنياً نفتخر به ، وأطال الله في عمر من هم على قيد الحياة ولا زالوا يرفدوننا بنتاجاتهم المبدعة .


(1) هنالك فارق بين تاريخ خدمته سنة 1939م في مدرسة قرية الخضر والدراجي /السماوة والذي أعتمدتُ فيه على مدوّناته في نظمِ المنلوجاتِ وبين التاريخ الحقيقي لتعيينه في سلك التعليم في 21-2-1941م والمثبت في أرشيف مدرسة كرمليس ، والحقيقة وجدتُ من أن المعلومتان صحيحتين إذ تمثل الأولى تاريخ بداية التعيين المؤقت والثانية تاريخ التثبيت على ملاك التربية بشكل دائمي .
(2) الحقيقة لم أستطع العثور على التواريخِ الدقيقةِ لخدمتهِ في العمادية وقرية الخضر والبساطلية وقرية السيد حمد ، لكنني حددتها بصورة تقريبية من تواريخِ نظمه لمنلوجاته الموثّقة في مخطوطاتهِ .
(3) بسبب ضيق المساحة ومحاولتي إختصار المقال قدر الإمكان ليتناسب مع إمكانيات النشر إستخدمت الخطوط المتقطعة للفصل بين المقاطع والأبيات ولم أعتمد الطريقة الأدبية والفنيّة الصحيحة وكما كتبها المؤلف ، والحقيقة فأن للأستاذ يقين إيليا نتاجات أخرى كثيرة تحتاج لجهد كبير ووقت أكبر لجمعها وترتيبها ، وسأعمل في المقالات اللاحقة على نشر منلوجاته التي أوردتُ مقاطع منها كلاً على إنفراد لتكون بين أيدي القرّاء الكرام ومحبي التراث .





Opinions