المسلمون في العالم يهاجرون بقلوبهم وأبدانهم إلى كربلاء المقدسة في 15 شعبان
28/07/2010شبكة اخبار نركال/NNN/
تقرير: فراس الكرباسي – كربلاء المقدسة/
من مدينة البصرة في أقصى الجنوب العراقي، إلى أربيل التي تحاذي تركيا شمال البلاد، ومن دول سمحت حكوماتها لرعاياها بزيارة العراق كالبحرين وتركيا والكويت والسعودية والإمارات وقطر واليمن، توجه الملايين من المسلمين في رحلة الألف ميل سيراً على الأقدام، متجهين صوب مدينة كربلاء المقدسة التي استشهد فيها الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهما السلام)وأهل بيته وأصحابه، لإحياء ليلة النصف من شعبان وهي ليلة ولادة الإمام الثاني عشر لدى المسلمين الإمام المهدي المنتظر (عليه السلام) وتسمى بـ(الزيارة الشعبانية).
أكثر من 5 ملايين زائر لحد اليوم الأربعاء (28 تموز يوليو 2010) وفي الساعة الواحدة فجراً يتوقع إنهم قدموا من شتى المدن العراقية والبلدان العربية والأجنبية، مع وقوع عدد من التفجيرات الإرهابية التي كانت تريد ثني عزيمة الزائرين المحبين لأهل بيت رسول الله محمد (صلى الله عليه واله وصحبه وسلم)
وقد غصت الطرق المؤدية إلى كربلاء المقدسة بملايين الزائرين الذين توافدوا إليها ليحتفلوا بولادة الإمام المهدي المنتظر، وبحسب الناطق الإعلامي باسم مجلس محافظة كربلاء حسن عداي ،فقد أعلن أن الحكومة المحلية في المحافظة قررت أن يكون يوم الثلاثاء عطلة رسمية في كافة دوائر الدولة بالمحافظة للمساعدة في تقديم الخدمات للزائرين، مشيرا إلى أن هذه العطلة لا تشمل الدوائر الخدمية والأمنية.
وانفردت العتبات المقدسة في العراق (كربلاء والنجف وبغداد وسامراء) بتقديم وتوفير الاحتياجات اللازمة للزائرين من ماء وطعام وأماكن للاستراحة من عناء ومشقة الطريق، عقيل الياسري مسؤول الاعلام في العتبة العباسية المقدسة أكد بان العتبة استنفرت كل طاقاتها الخدمية والأمنية لتوفير خدمه مناسبة للزائرين، حيث استقبل دار الضيافة الذي أنشأته العتبة العباسية على مداخل الطرق المؤدية إلى كربلاء الآلاف الزائرين منذ ثلاثة أيام خلت وقدمت لهم وجبات الطعام والماء وأماكن الراحة والغسل، فيما أعلن السيد احمد الصافي الأمين العام للعتبة العباسية استنفار جميع كادر العتبة مع المتطوعين وبلغ عددهم أكثر من 3000 شخص لخدمة الزائرين على مدى 7 أيام.
أما العتبة الحسينية المقدسة وهي بكربلاء أيضا، فقد استقبلت جموع الزاحفين إليها لزيارة الإمام الحسين وبشكل متواصل مهنئين بذكرى ولادة حفيده الثامن الإمام المهدي المنتظر، استقبلتهم بحفاوة كبيرة ومجهزة لهم أكثر 3000مابين منتسب لديها ومتطوع جاء لخدمة الزائرين لتلبية احتياجاتهم من الطعام والشراب.
أسطول من السيارات التابع للعتبة الحسينية شارك ولأول مرة في نقل ملايين الزائرين من حدود مدينة كربلاء إلى داخل مركز المدينة، السيد افضل الشامي نائب الامين العام للعتبة الحسينية المقدسة، قال "ان العجلات التي نقلت الزائرين تم نشرها في ثلاث محاور رئيسية من جهة محافظة بغداد ومحافظة النجف وداخل المحافظة، وان السيارات التي قامت بتوفيرها العتبة الحسينية المقدسة تشمل سيارات كوستر وسيارات نوع تاتا وباصات كبيرة تعمل على مدار24ساعة متواصلة ولأكثر من3 أيام".
كما تقوم العجلات الخاصة بوزارة الدفاع بالمساهمة بنقل الزائرين من كربلاء الى المحافظات القريبة تقليلا للزخم الحاصل في المدينة،الى ذلك، وصلت الى كربلاء 400 حافلة من وزارة النقل للاسهام في ايصال الزائرين لمحافظاتهم . وقال مدير فرع نقل المسافرين والوفود في كربلاء صفاء صبري"ان وزارة النقل خصصت 100 حافلة لنقل الزائرين بين القطوعات على المحاور الثلاثة مع النجف والحلة وبغداد"، واشار" الى وضع 300 حافلة على المحاور الثلاثة بين كربلاء والنجف وبغداد لاجل نقل الزائرين الى مدنهم".
مضيف الامام الحسين، هو المكان الذي يقدم فيه الطعام والشراب للزائرين طيلة ايام السنة، شارك هو الاخر بتقديم وجبات الطعام للزائرين الزاحفين الى كربلاء، حيث جهز ثمانية برادات كبيرة الحجم لتوفير الماء والعصائر للزوار في هذه الزيارة كون درجات الحرارة فيها مرتفعة، علماً إن عملية تقديم الطعام للزائرين متواصلة منذ 4 ايام وبمعدل (30 الف) وجبة طعام يومياً لوجبتي الغداء والعشاء مع زيادة العدد بالنسبة لأعداد الزائرين الوافدين إلى كربلاء.
مع ارتفاع درجات الحرارة في كربلاء حيث وصلت الى 46 درجة مئوية يشد عطش الزائرين ويصابون بالكثير من حالات الاعياء والتعب مع مايرافقة من اجهاد عضلي نتيجة السير لاكثر من 20 كيلومتر على اقل التقادير، كل ذلك دعا العتبة الحسينية الى توفير مراكزها الخدمية الواقعة على الطرق الخارجية المؤدية إلى مدينة كربلاء لاستقبال الزائرين فضلاً عن نصب مراكز خدمية أخرى في مركز المدينة، زهير عبد الكريم المشرف العام على المراكز الخدمية التابعة للعتبة الحسينية قال "دأبت الأمانة العامة للعتبة بتقديم ما يلزم من الخدمات لزائري كربلاء وبالأخص خلال فترة الصيف الذي تزامنت معه ذكرى مولد الإمام المنتظر، حيث تمّ نصب عدد من المراكز الخدمية التي تقدم خدماتها المتعددة للزائرين وعلى مدى أيام توافدهم إلى المدينة المقدسة، وقد تم نصب موكب خدمة عند مداخل كربلاء الخارجية (بغداد، الحلة، النجف)،إن هذه المراكز الخدمية تضمّ مراكز للمفقودين ومفرزة طبية وأماكن إطعام ومنشآت صحية، إضافة إلى تقديم الماء البارد والعصائر لإراحة الزائر وتخفيف عناء الطريق".
كما هي كل الزيارات في العراق لا تخلوا من تفجيرات تطال العزل من المسلمين باسم الإرهاب الأعمى، فقد انفجرت سيارتين مفخختين في منطقة الحي الصناعي جنوب كربلاء على طريق النجف، أسفرا عن 24 شهيد و50 جريح بينهم نساء وضباط في الجيش العراقي ومنتسبين من الشرطة.
الزائر عبد الكاظم ثجيل الذي جاء الى كربلاء من الناصرية سيرا على الاقدام، قال اننا سمعنا بوقوع الانفجار الذي حدث على مدخل مدينة كربلاء وسقوط عدد من الشهداء والجرحى حيث كنا نتوقع مثل هكذا اعمال من الارهابيين ولا يهمنا ما يحدث من اجل الوصول الى مرقد الامام الحسين. فيما اكدت عائلة الزائر صباح حسين الربيعي من واسط ان هذه الاعمال الارهابية تجعل الزائرين اكثر تواصلا وحماسا واصرار لتقديم كل ما لديها من غالي ونفيس في سبيل الامام الحسين عليه السلام موضحين ان من يسير في هذا الدرب يتوقع الشهادة التي يتمناها الاخرون. اما المنتسب فلاح حسن من قيادة شرطة كربلاء، قال "ان هذه الاعمال الارهابية لن تخيف القوات الامنية واننا على يقظة وحذر على مدار 24 ساعة لصد مثل تلك الهجمات الارهابية وما هذا التفجير الذي حدث مساء الا عبارة عن محاولة يائسة من قبل المجاميع الارهابية للوقوف اما هذا الزحف المليوني القادم الى كربلاء".
فيما أمر نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي والقائد العام للقوات المسلحة، بمنع دخول مواكب المسؤولين إلى مدينة كربلاء أثناء الزيارة الشعبانية،عدا سيارتين فقط من موكب المسؤولين منعاً للازدحام داخل المدينة، وعدم التأثير على راحة الزوار خلال تأديتهم الزيارة الشعبانية.
بعد التفجيرات الارهابية التي حدثت، كثفت الاجهزة الامنية اجراءاتها على الزائرين والتي اضافت اعباء كبيرة عليهم في الوقت الذي تشهد فيه الزيارة ارتفاعا كبيرا في درجات الحرارة، المواطن (جمال محمد) قال " اننا وصلنا مدينة كربلاء المقدسة صباح الثلاثاء وتم إنزال ركاب السيارة عند السيطرة الرئيسية مما أجبرنا على قطع مسافات كبيرة من الطريق تحت وطأة حرارة الشمس اللاهبة، مبينا ان حكومة كربلاء سبق لها ان اعلنت قبل ايام قليلة في مؤتمر اعلامي عن توفير اعداد كبيرة من الحافلات الا اننا لم نجد الا عدد قليل وسط زحام كبير مما يؤدي الى تزاحم الرجال مع النساء على الحافلات.
في حين اشارت المواطنة (ام محمد) وهي امراة كبيرة طاعنة في السن "انها تعاني من الالام كبيرة في مفاصلها واعلى راسها بسبب شدة حرارة الشمس ومسافة الطريق الذي قطعته مشيا على الاقدام بسبب الاجراءات الامنية". اما المواطن (عبد الله حسين) فانه انتقد بعض الاساليب التي يتبعها بعض افراد الاجهزة الامنية والتي تتضمن حالات الزجر والالفاظ غير المقبولة، واضاف لماذا يتحمل المواطن دائما الخروقات والاخفاقات للخطط الامنية.
المواطن محمد كاظم،قال "اننا نثمن الدور الذي تبديه قوات الشرطة والجيش الا انا نعيب الخطط المتبعة في الزيارات المليونية اذ لايعقل ان يقطع الزائر مسافة اكثر من (25كم) مشيا على الاقدام كون الزيارة تضم اناس عجزة وكبار سن ومعوقين ونساء حوامل واطفال وهذا امر غير مقبول، مبينا ان على الحكومة المحلية في مدينة كربلاء توفير جميع احتياجات الزائرين خصوصا ان المدينة تشهد زيارات مليونية متعددة في العام الواحد وهذا الامر يجعلها حكومة ذات خبرة ودراية باحتياجات الزائرين ولايعقل ان يتم قطع المدينة عند مداخلها الرئيسية وتوفير سيارات لاتتناسب مع اعداد الزائرين مما يجبر المواطنين الى سلك الشوارع مشيا على الاقدام، موضحا ان تلك الاجراءات تؤدي الى تعرض المواطنين الى مخاطر كبيرة".
المخاطر الجمة التي يتحملها الزائرون لم تثني عزيمتهم بمواصلتهم السير على خطى ونهج ابن بنت الرسول الاكرم الامام الحسين، فضمن المشاركين بكربلاء اكثر من 56000 الف زائر من الدول العربية والاجنبية خلال زيارة النصف من شعبان التي تشهد ذروتها مساء اليوم بحسب رئيس قسم العلاقات في العتبة الحسينية المقدسة، وقال (جمال الدين الشهرستاني ) ان" العتبة الحسينية المقدسة استقبلت اعداد كبيرة من الزائرين العرب والاجانب لاداء مراسيم زيارة الامام الحسين عليه السلام خلال الايام الخمسة الماضية موضحا ان اعداد الزائرين بلغت اكثر من 56 الف زائر من ايران والهند وسوريا وفرنسا وامريكا وباكستان والسعودية والكويت ولبنان ومدغشقر والسنغال وانكلترا والسويد وعمان ".
صلاح علي المالكي سفير مملكة البحرين في بغداد، زار العتبة الحسينية المقدسة للاطمئنان على زائري بلاده المتواجدين في مدينة كربلاء المقدسة لاحياء زيارة النصف من شعبان المبارك، وقال "ان هذه الزيارة جاءت للاطمئنان على احوال وسلامة الزائرين البحرنيين في كربلاء ،موضحا اننا وجدنا تعاونا وترحابا من ادارة العتبات المقدسة لعموم الزائرين وبالخصوص الزائرين البحرنيين "، مضيفاً" ان هذا العام يختلف عن سابقته من الاعوام الاخرى بالنسبة لزوار مملكة البحرين الذين قد يصل اعدادهم الى 10000 الاف زائر وذلك لوجود القنصلية البحرينية التي تم افتتاحها مؤخرا بامر من جلالة ملك البحرين خدمة لزوار المملكة الذين يقدمون الى النجف وكربلاء على مدار السنة لزيارة العتبات المقدسة " وتابع المالكي "اننا نجد ان هناك اقبال من قبل البحرنيين الى زيارة عتبات العراق المقدسة وخاصة بعد الغاء مسالة الموافقات الامنية التي كانت تعيق دخول الكثير من الزائرين الى العراق".
ومن جانب اخر، اعلن حسين العادلي مسؤول العلاقات والاعلام في شركة الهواتف النقاله اسياسيل الفرات الاوسط عن نصب اكثر من 14 جهاز هاتفي مجاني لخدمة الزائرين القادمين من المحافظات لاحياء ذكرى ولادة الامام المهدي (عج) التي تصادف يوم غد الثلاثاء والاتصال بذويهم مجانا . وقال حسين العادلي "ان توجيهات الادارة الرئيسية قامت الكوادر الهندسية والفنية بنصب موكب حسني في منطقة باب بغداد حي العباس 1كم شمال المدينة لاستقبال الزائرين والاستراحة في الموكب وتقديم الخدمات الهاتفية اضافة الى توزيع عبوات الماء لديهم فظلا عن خدمات اخرى". وأشار العادلي "تم نصب اكثر من 14 هاتفا مجانيا للزائرين القادمين من المحافظات للاتصال بذويهم والاطمئنان عليهم وخاصة ان المدينة تشهد ارتفاع بدرجات الحرارة".
واوضح العادلي "انه منذ يوم الجمعة الماضية بدات كوادر الشركة الهندسية والفنية باستقبال الزائرين . واوضح مسؤول العلاقات والاعلام في الشركة ان اكثر من 25 الف زائر اتصل بذويهم خلال الايام الماضية اضافة الى توزيع 250 الف عبوة ماء لهم". واضاف العادلي ان الكوادر النهدسية في الشركة قامت بنصب 15 برجا متنقلا للشركة لتقوية بث الاتصال موزع على مراكز المدينة وخارجها. وبين العادلي ان الشركة تملك العديد من المميزات التي ساهمت في تعزيز ثقة المواطن العراقي بها وأن الشركة تؤمن بان العمل الدؤوب ورضا الناس عن مستوى الاداء وهما من العوامل المهمة في النجاح، يعتمد بشكل كبير على مستوى الكوادر العاملة".
وقد شهدت مدينة سامراء المقدسة توافد أعداد كبيرة من الزائرين لإحياء مراسيم ولادة الإمام المهدي المنتظر (عليه السلام)،وقال ممثل وزارة السياحة والآثار في (اللجنة الفنية لإعادة إعمار الروضة العسكرية الشريفة) المهندس حسين علي محمد" إن مرقد العسكريين عليهما السلام في مدينة سامراء المقدسة يشهد توافد أعداد كبيرة من الزائرين لإحياء مراسيم ذكرى ولادة الإمام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف".
وأضاف محمد "إن المرقد الشريف شهد منذ يوم الجمعة الماضي وحتى اليوم الثلاثاء توافد الزائرين ومن جنسيات مختلفة منها عربية وأجنبية لإحياء مراسيم ذكرى مولد الإمام المنتظر.
كما أكد مسؤولي الاعلام في العتبتين العلوية في النجف والكاظمين في بغداد بأنه توافد إليهما الآلاف من الزائرين لإحياء ليلة النصف من شعبان بالصلاة والدعاء ومن جانبهم وفروا كافة الخدمات للزائرين.
وفي ليلة 15 شعبان وعند الفجر، اوقدت العتبتان الحسينية والعباسية المقدستان 1176 شمعة زينت بها منطقة بين الحرمين بمناسبة مولد الإمام الحجة المنتظر (عجل الله فرجه الشريف) ضمن مهرجان سنوي سمي بمهرجان الشموع السنوي.
السيد افضل الشامي نائب الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة يقول "ان هذا المهرجان الكبير والواسع يقام في كل سنة حيث توقد شموع بعدد عمر الامام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) وفي هذا العام وصل عدد الشموع التي وضعت لايقادها 1176 شمعة واصبح هذا تقليدا في مثل هذه الليالي متعارفا في مدينة كربلاء يشارك فيه كافة الزائرين القادمين الى المدينة للاحتفال بالمولد الشريف للامام صاحب الزمان (عجل الله فرجه الشريف) "
الزيارة الشعبانية التي يحتفل فيها المسلمون الشيعة بذكرى ولادة الامام المهدي المنتظر، وهو الامام الثاني عشر، فلم تبدأ عملية ادائها سيرا على الأقدام إلا أواخر عام 1998 حين طلب المرجع الشيعي محمد الصدر من اتباعه ومريديه ان يؤدوها سيرا على الاقدام على غير العادة، وهو ما أثار غضب حكومة البعث آنذاك باعتبارها تمثل تحديا لنظام صدام حسين.
وأوفد رئيس النظام حينها، بحسب ما يقوله مقرب من الصدر، ابنه الأصغر قصي صدام حسين الى مدينة النجف لإبلاغ الصدر بضرورة إلغاء الفتوى كي لا تضطر السلطات لاعتقال من يخرج للزيارة الشعبانية مشيا على الاقدام.
ويقول المصدر المقرب الذي كان تلميذا للصدر آنذاك، إن المرجع الصدر طلب من اتباعه تأجيل أداء الزيارة مشيا حتى يضمن التخفيف من الضغوطات على الشيعة، وسعيا منه للحفاظ على الشباب المتحمسين الذين كانوا يجهزون أنفسهم للسير الى كربلاء.
بعد العام 2003، حين أزاحت القوات الأمريكية عن العراقيين، نظام البعث الذي استمر قرابة الـ35 عاما في منعهم من أداء شعائرهم بصورة علنية، لم تتوقف مواكب العزاء التي كانت قبل ذلك تؤدى بشكل سري في شتى مدن الجنوب والوسط. في البداية، كانت مواكب العزاء التي تسير في طرقات المدن الشيعية ومنها كبريات مدن العاصمة بغداد، هي الأكثر بروزا ولفتا للانتباه.
لكن فيما بعد تراجعت المراسم المحلية التي تجري داخل اسوار المدن الى الظاهرة الأوسع والأكثر اثارة للاهتمام، وهي ظاهرة الزيارات المليونية التي تستغرق عدة أيام، وترافقها إجراءات أمنية مشددة وتحضيرات واسعة، يتوقف خلالها الدوام الرسمي، وتصيب الحياة في الكثير من مدن العراق بالشلل التام.
ويذكر في كتب التاريخ الإسلامي عن الإمام المهدي(ع) " ولد أبو القاسم محمد بن الحسن، مهدي هذه الأمة وأملها المرتجى الذي يحيي الله به الحق والعدل ويعيد إلى الأمة حريتها وكرامتها ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعدما ملئت ظلماً وجوراً. ولد في الخامس عشر من شعبان سنة 255 للهجرة في سامراء ولم يولد لأبيه مولود غيره، وذلك قبل أن تصل الخلافة إلى المهتدي العباسي بشهر تقريباً وتوفى والده (عليه السلام ) وله من العمر خمس سنوات فأتاه الله الحكمة وجعله آية للعالمين وإماماً للمسلمين، كما جعل عيسى بن مريم وهو في المهد نبياً ،فأخفاه أبوه الإمام الحسن العسكري عن أعين الناس فلم يعلم به إلا خواص شيعته خوفاً عليه. وقد حضرت ولادته عمة أبيه حكيمة بنت الإمام محمد الجواد عليه السلام ،ويحتفل المسلمون من شيعة اهل البيت عليهم السلام في كل عام في مثل هذا اليوم بمولده الشريف ،اما النصوص الواردة بحقه عليه السلام فقد روى أحاديث المهدي (ع) جماعة من محدثي السنّة في صحاحهم كالترمذي وأبي داود والحاكم وابن ماجه وأسندوها إلى امير المؤمنين علي بن ابي طالب وجماعة من الصحابة كابن عباس وابن عمر وابن مسعود وطلحة وأبي هريرة وأبي سعيد الخدري وأم سلمة وغيرهم ممن سمعوا الرسول يردد حديث مهدي أهل البيت بين الحين والآخر حسب المناسبات ،ففي صحيح الترمذي أن النبي (ص) قال: لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطوّل الله ذلك اليوم حتى يبعث الله فيه رجلاً من أل بيتي يواطئ اسمه اسمي".