Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

المسلمون يفرضون العيش المشترك

من خلال متابعتنا للأحداث الداخلية العراقية، لمسنا بفرح التطورالنوعي الأيجابي بإتجاه الأمن والأمان الجزئي التي تعيشه معظم مناطق بغداد، وخاصة تلك التي كانت تسيطرعليها الميليشيات المسلحة، والتي فرضت القانون الخاص بها في تلك المناطق وخاصة منطقة الدورة وتوابعها، واقترفت هذه الجماعات المتطرفة جرائم بحق الأنسان والأنسانية، لا يصدقها العقل، ولم نقرأ مثلها عند هولاكو وتيمورلنك! فقد وصل بهم الأمرالى الأستهانة بكل القيم والأخلاق والعادات والتقاليد التي تربينا عليها نحن المسيحيون والمسلمون، ضربواعرض الحائط التاريخ المشترك، واللغة المشتركة، والثقافة المشتركة،والعيش المشترك، والمصير المشترك، قتلوا وذبحوا الأنسان مثل النعاج، هتكوا الأعراض من المسلمين والمسيحيين، أستولوا على الاراضي والممتلكات بأسم الدين، حللوا وحرموا ومنعوا بإسم المقدس وبقانونهم اللاإنساني واللاأخلاقي واللاديني، بدءاً التهجير والقتل على الهوية، ومروراً بتحريم الصمون والخيار والطماطة، الى رفع شعار من على منابر الجوامع " اسلم تسلم والا تترك كل شيئ، شقى عمرك"، هنا نود أن نعرج الى قصة حقيقية حدثت لأحدى عوائلنا وهذا تاريخ وله لسان طويل جداً : في هذا الجو الذي نحن بصدد تعريته، ولعدم قدرة احدى عوائلنا من الهرب من منطقة الدورة الى منطقة اكثر أمناً، داخل بغداد أو في شمال الوطن،لأسباب خاصة، قرر رب الأسرة الكبيرة أن يذهب ويعلن اسلامه حفاظاً على حياة ابنائه وشرف بناته الثلاثة! وبالفعل في اليوم التالي ذهب الى المسؤول الديني في المنطقة وعندما عرفوا بطلبه رحبوا به، وبعد رد وبدل أمر صاحب اللحية وقال : إن كنت صادقاً يا هذا، نريد أن نتزوج من بناتك الآن، واحدة لي، والأخريتان الى فلان وعلان "أشار بيده الى أثنين من الأخوة" ، فما كان من صاحبنا إلا استعمال العقل والفطنة وجاوب وقال: أمهلني مدة قصيرة لكي أكلم بناتي؟ ووافقوا على طلبه، وفي اليوم التالي أخذ جميع أفراد عائلته وفر الى جهة مجهولة، وقلنا له الحمدلله على السلامة، هذا نموذج واحد فقط من مئات بل آلاف المواقف والحوادث التي أدت الى فقدان البنات لأعز ما تملك وأمام أنظار أهلها وجيرانها، وكثيرمن العوائل "منها من فقدت معيلها، ومنها من فقدت فلذ كبدها،ومنها من تهجرت وتركت كل شيئ، ومنها ومنها ،،،،،،، الخ، وتوجت أعمالهم الأجرامية بتفجيرالكنائس في العراق بشكل عام، وفي بغداد بشكل خاص، وفي الدورة بشكل أخص، "لأن في منطقة الدورة لوحدها تم تفجيروسرقة وتخريب أربعة كنائس في المنطقة،" ،وكان لمشهد تنزيل الصليب بعد أن بقي شامخاً بالرغم من التفجيروأمام أنظارالمئات من السكان يندى له جبين القيم والأخلاق، وقد قال أحد الشرفاء من المسلمين الذي كان شاهد عيان على الجريمة : والله عيب! ألا تقولون ان عيسى ابن مريم هو نبي حي؟ فكيف تقتلوه مجدداً مثل اليهود؟
• كان لا بد من هذه المقدمة المعروفة والتي سبق وان كتبنا مع جميع الأخوة حول الموضوع ولحد الان، من أجل الدخول في عنوان مقالنا : بعد أن عاشوا الأخوة في العيش المشترك في منطقة الدورة تحديداً الفترة المظلمة المشار اليها أعلاه، وكانت تجربة عملية مفروضة، ومن هذه الظلمة برز، أو نبت، ضوء وشعاع أمل، من قلب الألم ولد الفرح ، كان فيه وله تأثير كبير على عقل وتفكير من عاش هذه التجربة المريرة ومن العيش المشترك "من مسيحيين ومسلمين وصابئة وغيرهم"، وقرروا التكاتف والتعاون والتضامن وقبول الآخر مهما كان دينه، وكان هذا كافياً لطرد الأفاعي السامة، وتعريتهم من ثياب الدين، ولباس العصور المظلمة، قرروا التحررمن قيود الممنوعات، من خطرالطائفية والمذهبية، ها هم المسلمون الطيبون الشرفاء يفرضون العيش المشترك بالتعاون ومساعدة أخوتهم المسيحيين في بناء وترميم ما هدمته الأيادي الصفراء الحاقدة على الحب والمحبة، على بيوت الله، وهذا المشهد الكبير الذي رأيناه في أول قداس يقام في كنيسة يوحنا المعمذان في الدورة، نرى المسلم /السني والشيعي، والمسيحي / الكلداني والآشوري والسرياني، والصابئي، مجتمعين ويصلون في حضرة الله، كل حسب طقسه وصلاته، كل حسب مذهبه ودينه، كل حسب عاداته وتقاليده،وبعد الصلاة أكلوا الزاد والملح بعضهم مع بعض وأقسموا أمام الله والبشر أن لا يتفرقوا من جديد، ويبقوا ويحافظوا على هذا التضامن والعيش المشترك، وبالفعل كانوا عند حسن ظن شعبهم مرة أخرى وإلتقوا في كنيسة مارت شموني أيضاً! هذا هو المطلوب من الجميع وفي هذه المرحلة الدقيقة التي نمر بها جميعاً، لا بأس أن نكرر القول : ان المطرعندما يسقط وينهمر لا يعرف ولا يفرق بين المسلم الشيعي والسني، ولا يفرق أيضاً بين المسيحي الكلداني أو السرياني أو الآشوري والصابئي واليزيدي واليهودي وحتى للذي ليس له دين!!! إذن أيها الأخوة في الكرادة والمنصور والبتاويين وباب الشيخ والثورة وكل بغداد والموصل والبصرة وكركوك وجميع أنحاء العراق، فلنتحد ونضع يد بيد كي نعيش في أمان وأستقرار ونطرد الغربان من بستاننا! بستان ثقافة الحوار، بستان الأفكاروليس الفكر الواحد، بستان الأديان وليس الدين الواحد، بستان الأحزاب وليس الحزب الواحد ، بستان الأنسان وليس النوع الواحد، انه التعدد والتنوع شاؤوا أم أبوا، شئنا أم أبينا.
• نعم المطلوب أولا المحافظة على هذا الأنجاز الرائع في الدورة، وثانياً تعميم هذا النموذج في العيش المشترك على مختلف مناطق بغداد وبالتالي الى جميع أنحاء العراق، هذا هو تحدي النفس والذات، من هنا يبدأ التسامح والسماح، فعندما أسامح يعني أضع حجرمن الصوان على الأساس المتين "وأجعص" تحتها صرصار، ولما أقبل السماح أدوس على عقرب سام، وحينما أقبل الآخرمهما كان دينه ولونه وشكله يعني أبني سياج لأحافظ على زرعي وكرمي من الحيوانات البرية والدخيلة والغريبة والمتوحشة،وعندما أضع الرجل المناسب في المكان المناسب، يعني وضعت نفسي مع الاخرين وتساوت كرامتنا! لا بد من إجراء عملية الزائدة الدودية لكي نمنع الألتهابات والأمراض التي من المحتمل أن تصيب الجسم، لا بد من الفصل بين الخير والشر، بين الأبيض والأسود، بين الدين والدولة، لا نقبل الرجوع الى الوراء مرة أخرى، حافظوا على عيشكم المشترك يا أهالي الدورة والغديروبغداد الجديدة والبصرة والموصل ودهوك وكركوك والعراق، لا نقبل ولا نريد لون واحد، تصوروا كيف تكون الحياة إن كانت هناك شمس فقط!!! يعني لا حياة! تصوروا ان كان هناك شتاء فقط!!!! يعني رجعنا قبل التكوين! تصوروا إن كان هناك لون أسود فقط!!!! يعني أن هناك جحيم فقط! تصوروا بان أكلنا كان شكل واحد فقط! ليكن طعامنا عسل فقط، من كان بقي لحد الان على وجه الأرض! وهلم جرا.
• فكرة للتأمل هي الهوية التي تعني كلمة واحدة هي "العراق" ، هي إثبات وجود كيان، ووجود تاريخ، ووجود ثقافة، ووجود حرية،ووجود كرامة الأنسان. عليه نود أن نطرح هذه الفكرة لكي نطالب بعدها جميع رجال الدين من كل الطوائف والمذاهب والشيع المسلمة والمسيحية واليهودية والصابئة واليزيدية ،،، مع جميع رجال ونساء السياسة والمثقفين والذين لهم سقف محدد للتعامل مع الحياة، أعني بالسقف هو سقف الدين، وسقف الحزب والمنظمة، الذي لا يمكن للمنتمي أن يتجاوز الحدود الحمر الموضوعة له مسبقاً! وخاصة التي هي من صنع الأنسان، أي القوانين الوضعية. عليه نطلب من الجميع التأمل في فكرتنا التي تقول : يمكن في مثل هذه الظروف الخاصة "الذاتية والموضوعية" التي نمر بها جميعاً: أن نتجاوز أو أن نضع جانباً ولو موقتاً، آيات الأختلاف والخلاف، الأوامر الصادرة منذ قرون طويلة، مناهج الأحزاب والمنظمات ونظامها الداخلي، نتخطاها من أجل الأمن والأمان، من أجل الماء والكهرباء، من أجل الخبز، من أجل اليتيم، من أجل الفقير، من أجل الأرملة، من أجل المريض، من أجل المهجروالمهاجر، من أجل كرامة الشخص البشري، من أجل العراق. الموضوع للنقاش والحوار، الدورة والبصرة نموذجاً. دمتم.
shabasamir@yahoo.com Opinions
الأرشيف اقرأ المزيد
العار كلمة ثقيلة يجب التخلص منها بسرعة وإلى الأبد لا يوجد إنسان يستمر ناجحا على طول الخط ولا يقظا دائما في كل رحلاته الروحية والجسدية أو منزها عن الخطأ في تجاربه الحياتية الواسعة ومهما كانت درجة استعداد كل واحد من العائلة البشرية عالية في السيطرة على سلوكه وتصرفاته وفي مقاومته للانحراف في ذلك السلوك يب اعتقال 4 من عناصر المجاميع الاجرامية الخاصة والعثور على عبوة لاصقة في بغداد شبكة اخبار نركال/NNN/ معسكر العمليات التقدمي الاول قاعدة الصقر,العراق/ اعلنت القوات المتعددة الجنسيات بان قواتها تمكنت بالتعاون مع نقابة الصحفيين – فرع البصرة ... مركز الدراسات التنموية يعقد ندوة تثقيفية حول الانتخابات تحت عنوان : (صوتك امانة ... مشاركتك مسؤولية) شبكة اخبار نركال/NNN/منظمة العمل الاسلامي/ بحضور حشد من الاساتذة والشخصيات السياسية وجمهور من المواطنين ، انطلقت الندوة التثقيفية التي عقدها للتاريخ لسان ح5 : لجنة بغداد للتعليم المسيحي ومؤتمر1995 كما هو معروف عن المرحوم د.يوسف حبي كان شعلة من الخلق، يفكر بالتجدد دائماً، لا يبقى اسير الماضي بل يحاول تطور ماهو بين يديه، ومحاولة
Side Adv1 Side Adv2