المسيحيون يحتفلون بأعياد الميلاد في بغداد وسط أجواء أمنية مشددة
شبكة أخبار نركال/HHRO/NNN/وجه ألاف المسيحيين يوم الثلاثاء المصادف 25 كانون الأول2012 إلى الكنائس في بغداد احتفالاً بأعياد ميلاد السيد المسيح له المجد، فمنذ مساء ليلة 24-25 كانون الأول بدأت أجراس الكنائس تدق إيذاناً بالميلاد، حيث أقيمت الصلوات والتراتيل الدينية ورفعت الابتهالات الى الله جل جلاله ليعمّ السلام في الوطن ويحفظ أبنائه بأمان وحرية.
إذ تميزت الأعياد في هذا العام بإقامة القداديس ليلاً وهي أول مرة منذ عام، 2003 حيث شهدت الكنائس إقبالا كبيراً من المواطنين في ظل حمايات مشددة، وتميزت ايضاً بحضور لافت لغير المسيحيين من العوائل المسلمة والشخصيات الرسمية وغير الرسمية في الدولة.
كما شهدت الكنائس أيضا برامج تقديم هدايا للأطفال بهذا اليوم المجيد التي عادةً يقوم بتوزيعها سانتاكلوز( بابا نوئيل) .
وفي كنيسة مار يوسف بالمنصور ببغداد، والتي حضرها كل من السيدة باسكال وردا وزيرة الهجرة و المهجرين الاسبق ووليم وردا رئيس منظمة حمورابي لحقوق الانسان والنائب كمال الساعدي من كتلة دولة القانون والسيد محمد الربيعي عضو مجلس محافظة بغداد. حيث تم توزيع هدايا حمورابي وشركة زين للأطفال بهذه المناسبة المجيدة. وفي موعظة الميلاد أكد الخوري بيوس قاشا، راعي كنيسة مار يوسف، على المعاني الحقيقية للميلاد و القيم الانسانية التي كرسها السيد المسيح، داعياً تجسيد تلك القيم القائمة على المحبة والتسامح والسلام في الحياة اليومية العراقية، كما دعا العراقيين الى الحكمة والتعقل ونبذ العنف والجنوح نحو السلام والحوار. كما دعا الجموع المحتشدة للصلاة والابتهال لله من أجل حماية الوطن والعراقيين جميعاً مؤكداً" ان المسيح ليس للمسيحيين فقط وإنما للبشر جميعاً " داعياً الجموع لينشدوا نشيد الملائكة "المجد لله في العلى وعلى الارض السلام وفي الناس المسرة ".
ويتواصل المسيحيون أحتفالاتهم بالميلاد مقتصرين ذلك ضمن الاطار الديني حيث لم تشهد المدن العراقية أحتفالات أبتهاجية خارج هذا النطاق تضامناً مع عاشوراء ، وأن هذا التضامن تجلى بمشاركة سماحة السيد عمار الحكيم وعدد من النواب من كتلة المجلس الاعلى الاسلامي، وممثلين من وزارة حقوق الانسان، في قداس الميلاد يوم 25 كانون الاول في كنيسة مار يوسف بالمنصور
ويذكر أن المسيحيين في العراق كان عددهم مليون وأربعمائة ألف في عام 2003 ، إلا ان أعمال العنف التي طالتهم خلال الاعوام الماضية أدت الى تناقص أعدادهم خاصةً في بغداد. ويقدر الناشطون المسيحيون أن أكثر من نصف مليون مسيحي ترك العراق بسبب العنف وأن أكثر من مئتي ألف هجر داخلياً.
وقال السيد وليم وردا رئيس منظمة حمورابي لحقوق الإنسان "أن أكثر من ألف شخص مسيحي قتل خلال السنوات الثمان الماضية ، وأن أضعاف هذا العدد تعرض إلى الاختطاف، كما تم تفجير أكثر من (61) كنيسة ودير، وقتل أثني عشر رجل دين". وأضاف"إن مستوى العنف تناقص في السنوات الأخيرة وخاصةً خلال عام 2012 إلى الحد الذي وصل الى أقل من 1% من مجموع المسيحيين الذين قتلوا منذ 2003 والى اليوم".
المصدر: منظمة حمورابي لحقوق الانسان