المشاريع الشيطانية التي أعدّت للمنطقة الإسلامية والعربية
/NNN/شبكة اخبار نركال
يوماً بعد يوم تنكشف وتتّضح الخطة الشيطانية التي أُعدّت للمنطقة الإسلامية والعربية ضمن مشروع الشرق الأوسط الكبير، والّتي تستهدف تمزيق وحدتها ونسيجها الاجتماعي وتفتيت دولها إلى دويلات وأقاليم ضعيفة، ويبقى فقط الكيان الصهيوني القوّة المهيمنة في المنطقة لاستمرار السيطرة عليها، بعد ان احترقت ورقة تركيع الشعوب والتحكم بثرواتها من خلال أنظمة ديكتاتورية تعتمد سياسة البطش والقسوة والتسلّط بالحديد والنار.
وقد استخدموا لتنفيذ هذه الخطّة وسائل عديدة على رأسها القوة العسكرية وأموال دول البترودولار والالتفاف على حركة الشعوب ومصادرة ثوراته التي سُمّيت بالربيع العربي حتّى أخضعوها لإرادتهم وبدأوا يتحكّمون بها من خلال الأنظمة العميلة في المنطقة.
ومن أقذر الوسائل وأخبثها وأخطرها إشعال الحرب الطائفية وإثارة الفتن بين المسلمين وتغذية التعصّب واستفزاز المشاعر والعواطف الدينية بالأفعال الدنيئة التي لا يقوم بها حتى أشد الوحوش ضراوة وبطشاً، وكان آخرها نبش قبر الصحابي الجليل الشهيد حُجر بن عدي الكندي في ريف دمشق يوم الخميس الماضي ونقل رفاته إلى جهة مجهولة.
إنّ المواقف الضعيفة المنهزمة التي تتّخذها القيادات الدينية والسياسية لا قيمة لها وهي لوحدها لا تقيم حقاً ولا تزهق باطلاً، بل لابد من تحرّك المراجع الدينية والسياسية العليا للتأثير على منظمة المؤتمر الإسلامي والأمم المتّحدة والاتحاد الأوروبي باللغة التي يفهمونها حتى تضغط على الدول الراعية والساندة لتلك الجماعات الضالة المفسدة تلك الأنظمة التي تتحكّم في حركة هذه الجماعات حتّى تلزمها بمعايير النبل والقيم الإنسانية، وإذا أرادت القتال فلتقاتل بشرف وشهامة.
ولابد من فضح هذه الجرائم وتعريف الدول الغربية التي تدعمهم إعلامياً وسياسياً ومالياً وتنوي تسليحهم بأنّهم يتعاملون مع من لا يعرف للموتى حرمة وينبش القبور لإخراجهم فكيف يحفظ حقوق الأحياء ويحترم تنوّعهم، وكيف يطمئنون إلى مستقبل العلاقة مع مثل هذه العصابات؟، ومن الذي يضبط حركة هذه القنابل الموقوتة التي ليس لها كابح ولا ناظم ولا بوصلة أمينة؟، وإذا اعتقدت تلك الدول الغربية إنّ دعم هؤلاء يصبّ في مصالحها، فإنّ ذلك وهم وعمره قصير حتّى ينقلب السحر على الساحر، ولا يعرفون حينئذٍ كيف الخلاص وقد جرّبوا ذلك حينما صنعوا القاعدة في أفغانستان ثمّ سخّروا كلّ إمكانياتهم للقضاء عليها، فلتراجع هذه الدول سياستها الداعمة لهؤلاء قبل أن تتورّط في المزيد.
إنّ هذه الأحداث المؤلمة والمقلقة لا يصح أن نتعامل معها كمفردات جزئية غير مترابطة، بل علينا أن نضع كلاً منها في مكانها من منظومة المشاريع الإستراتيجية والخطط التكتيكية المعدّة للمنطقة، وهذا ما يجب أن تنتبه إليه شعوب المنطقة وخصوصاً الشعب العراقي الممتحن الصابر الذي يراد له أن يكون وقود هذه الخطة الشيطانية، منذ حلّ الاحتلال الغاشم أرضه عام 2003 مروراً بتفجير الروضة العسكرية عام 2006 والحرب الطائفية الشرسة الّتي تلته، والصراعات السياسية المستمرّة إلى الآن على السلطة والمغانم تلك الصراعات التي يلبسونها ثوب الطائفتَين زوراً وبهتاناً، ويستمر السيناريو حتّى الأحداث التي تشهدها عدة من محافظاتنا منذ عدّة أشهر.
على شعوبنا في دول المنطقة كلّها:
1- أن تكون واعية وتتحلّى بالصبر وضبط النفس وأن تبتعد عن الانفعالات والاستفزازات وردود الفعل العاطفية.
2- وأن ترجع في كل أفعالها وقراراتها إلى القيادات الحكيمة الرشيدة العارفة بملابسات الزمان والمكان.
3- وعليها أيضاً أن تتمسّك بالروح الوطنية التي تؤلّف بين أبناء الوطن الواحد وتتجنّب التعصّب بكل اتجاهاته، وترفض مشاريع التقسيم والتجزئة والدويلات الضعيفة المتناحرة.
4- وأن تعتمد الحوار لتحصيل حقوقها، وعلى الحكومات أن تحترم شعوبها وتعمل بصدق وإخلاص لإسعاد شعوبها وتعاملهم جميعاً على أساسٍ واحد وهي المواطنة وأن تصغي بصدق وشفافية للمطالب المشروعة لشعوبها.
5- وبنفس الوقت على الشعوب أن تكون مستعدّة لكل الاحتمالات، لأنّ أغلب اللاعبين على الساحة ليسوا من العقلاء فيحتمل منهم كلّ سيء.
أجارنا الله تعالى وإيّاكم من مظلات الفتن ومن شرّ شياطين الجنّ والإنس وأعاد كيدهم إلى نحورهم.
محمد اليعقوبي – النجف الأشرف
24 جمادى الآخرة 1434
5/5/2013