المطران باواي سورو : أقدس حقوق الانسان
بتاريخ 22 – 23 / 11 / 2008 زار كنيسة القديسة بربارة للكلدان والاثوريين في لاس فيغاس نيافة المطران مار باواي سورو الجزيل الاحترام، وفي لقاء تاريخي معنا جاوب مشكوراً على أسئلتنا التي تعبر عن ما يجول في عقلنا وتفكيرنا حول معاناة شعبنا في العراق وخاصة ما جرى ويجري في الموصل من اضطهاد وتهجير! وما يجيش في صدورنا من الم وحسرة لخيانة بعض مكونات شعبنا العراقي – الموصلي للعيش المشترك هناك! حيث اتفقوا على اضطهاد شعبنا وقتله وتهجيره وتفجير بيوته ووصل الامر الى قتل النساء العزل (الفتاتين ووالدتهما) لاسكات صوت الحق! ولكي لا يفضح المستور! متناسين انه لابد للليل ان ينجلي- وللقيد ان ينكسر ويدخل في عيون التعصب السياسي – الديني المشتركبعد الترحيب بسيادته الهادئة والوقورة أجاب العزيز سورو على الاسئلة الغير تقليدية:
حقوق الانسان! ما تعني لك سيدي؟
انها احدى مقدساتي! وكيف لا ما دام مخلصنا يسوع المسيح قد بذل نفسه من اجل احبائه! والانسانية جمعاء، وهذا ما اكده يسوع خلال مسيرة حياته على الارض! منذ ولادته العجائبية التي ستحل علينا قريباً! الى كرازته وتألمه وموته وقيامته التي يعبر عن ذلك حالة شعبنا العراقي اليوم، وما يحدث من اضطهاد منظم لشعبنا في الموصل، ان يسوع دعا الى تساوي الكرامات بين البشر بدون التفرقة بين الدين واللون والشكل! وهذا بحد ذاته هو حقوق الانسان! كل انسان! وقانون الانسانية يُعلمنا : ان اردتُ ان اكسب حقوقي فواجب عليً ان اعمل من اجل حقوق الاخرين لحين ان ينالها
ماذا يحدث في الموصل؟
الصورة العامة ضبابية! الموصل تتألم بسبب الزواج بين الاجندة السياسية والتعصب الديني! انها الحيتان التي تبتلع الاسماك الصغار! والغاية انهاء وجودنا كأمة عريقة وحضارة وتاريخ موغلة في القِدم! وثقافة عالية تسمو الى قمة التسامح والسماح وتدعو الى السلام الداخلي قبل الخارجي! لا بد ان يأتي يوم وينجلي الموقف عندها تسقط اوراق التوت عن الاسد المخفي الذي اراد ويريد الان أيضاً، ان يسلب ويبتلع حقوقنا المشروعة
خطوة الى الامام خطوتان الى الوراء في المجتمع والكنيسة! نريد الحل!!؟؟؟
طيب : مخافة الله هي رأس الحكمة، وانا كخادم في الكنيسة وجوب علىً ان اقدس حقوق الاخرين! لان ربي طلب مني ثلاث :– أحب – أخدم - أتوحد
ماذا تقصد سيدي بكلمة "أتوًحد"؟ نقصد بالوحدة هنا كخطوة اولى هو توحيد الصفوف من اجل مواجهة الازمة الحالية واحتواء الاضطهاد الكبير الحاصل لشعبنا المسيحي! ويليها خطوات لتوحيد ابناء الطقس الواحد والتراث الواحد! اي الرجوع الى روح كنيسة المشرق! كما كانت في الالفية الاولى! ولكن بالشركة الكنسية مع كرسي الرسولي في روما! لانه لا يوجد كنيسة بدون وحدة! بدون قبول الاخر والاعتراف به! كيف يكون هناك قرار واحد وصوت واحد ونحن عدة اصوات وقرارات! لذا يكون الاضطهاد قاس جداً عندما نكون متفرقين! من هنا نقول ان المستقبل يكون ضبابياً وينجلي بخطوات التسامح والسماح والجلوس على مائدة واحدة وممارسة ثقافة الحوار بكل تواضع وثقة وامانة وموضوعية
سيدي : التاريخ لا يعيد نفسه وهناك انشقاقات عبر التاريخ وواقع حال اليوم يتكلم!؟
1- نعترف بالواقع كما هو
2- الكنيسة يجب ان تتحمل مسؤولية اعمالها من خلال دورها التاريخي في حضارة الانسان
3- بما ان الكنيسة جامعة واحدة مقدسة رسولية! لها مواقف وتاريخ وحضارة مشرقة ومشرفة في تاريخ العالم! وبما ان بعض رؤساءها وابنائها مسؤولين عن الانشقاقات والاخفاقات لذا نسميها (كنيسة الخطاة الالهية) اي انها تحوي وتللملم الخطاة (مصالح شخصية وعشائرية – حسد – كبرياء –،،،الخ) ولكن في نفس الوقت الكنيسة الهية فيها الصديقين والرب يسوع هو رأسها، لذا تكون الكنيسة امل ورجاء عندما تعترف بالواقع! والاهم ان تصحح هذه الاخطاء من اجل شعبها والعالم عن طريق كلمة واحدة (الوحدة)
سيدي : اين نحن من الوحدة الداخلية؟ الا يجب ان نتوحد من الداخل قبل ان نطلب من الاخرين ان نتوحد ولو كصوت وكقلب
نعم يجب ان نتوحد من الداخل قبل ان نطلب او نطالب الآخر ان يحترم حقوقنا وحريتنا، لذا حسب رأي يجب على الانسان الآشوري أن يقبل تماماً وكاملاً للانسان الكلداني حسب ايمانه وعقيدته وهويته وتاريخه ولغته ومتطلباته لكون 80% هناك متشابهات بينهما! وفي الوقت نفسه يجب على الانسان الكلداني ان يعمل ويشعر بالمثل تماماً وكاملاً
اذن الشعور بالتساوي في كل شيئ والثقة مع الاخر يكون بالضرورة سر الوحدة المرتقبة بين الاشوريين والكلدانيين! لقد تنازل رب العالمين عندما صار انساناً في يسوع المسيح! فكيف لا أتنازل لأخي الكلداني؟ أو لأخي الاشوري من اجل الوحدة وتكملة الايمان المسيحي؟
نقولها بصوت عال : اذا اردنا الحياة فليس لنا طريق آخر ما عدا طريق الوحدة المبنية على اسس الهية! لان العالم يحترمنا ويحسب لنا حساب ان كنا بقلب واحد وصوت واحد! اما ان كنا متفرقين كما نحن اليوم فالعالم لا يسمعنا وحسب بل يضطهدنا ايضا وهذا هو واقعنا الحاضر! نطلب ونصلي ونتمنى وندعو الى الرب ان يلين القلوب ويزرع الثقة في النفوس من اجل هذا الشعب الجريح لينال حقوقه المشروعة
وودعنا سيدنا المطران مار باواي سورو بكل احترام وحفاوة مثلما استقبلناه بها! وكان معنا راعي كنيستنا (القديسة بربارة للكلدان والاثوريين – لاس فيغاس) الاب اندراوس توما فأجاب مشكوراً حول رأيه في تطور كنيستنا وقد مضى عدة شهور على تسلمه مهام رعايتها؟ فأجاب : انا اعتبر ان عوائلنا وشعبنا هنا في لاس فيغاس هي عائلة واحدة! وانا كخادم انظر الى جميع العوائل والافراد من هذه الناحية (الخدمة) لذا افرح كثيراً عندما اقدم خدمة ما! او ازور عائلة او مريضاً! او اساهم في حل مشكلة! لذا اعتبر نفسي تحت الخدمة 24 ساعة في اليوم
من جانبنا نقول : نشد على يد كل راعي وخادم! وكل حر شريف يعمل من اجل الاخر والآخرين! وجوب ان نصبح من اجل! كما اصبح معلمنا وربنا من اجلنا! وهذا لا يتم الا بالاعتراف بالاخر! وليس هذا وحسب بل بتساوي الكرامات كبشر! نعم تقول القاعدة الذهبية : كل ما تريدون ان يعاملكم به! فعاملوهم انتم ايضاً! لنجلس ونقرر ونقول بثقة : لا يوجد طرف احسن من الاخر! لنرفع صوتنا جميعاً عالياً ليصل الى آذان المسؤولين قبل عنان السماء ونقول بقلب واحد: نحن واحد!نعم نقدس حقوق الانسان
shabasamir@yahoo.com