المفكر الاسلامي أحمد القبانجي لــ (الزمان): العراقيون ضحية إضفاء القداسة علي تيارات وشخصيات سياسية
13/03/2006زمان-بغداد
قال المفكر الاسلامي العراقي أحمد حسن القبانجي ان (الثقافة الدينية في العراق متخلفة). وأوضح ان الكتب السماوية غرضها خلق إنسان صالح يقوم بالقسط في تعامله مع الآخرين سواء أكان رئيساً أم زوجاً أم مدير شركة، والدين يهدف الي تغيير المحتوي الداخلي نحو الأفضل ولا يتدخل في رسم أطروحة النظام السياسي والاقتصادي كونها تدرك من قبل عقل الانسان، والدين الاسلامي بخاصة ليس أطروحة سياسية وليس كما يذكر بعض رجال الدين الحل لجميع مشاكل الحياة، لأن هذا المعني تعطيل للعقل والتجربة البشرية، والخلل يكمن في الفكر الديني.
وشدد أرفض تدخل علماء الدين في السياسة، والمحاصصة الطائفية مرفوضة لأنها تخلف حضاري، والنظام السياسي للمجتمع يجب قيامه علي أساس العقل وإدارة الدولة من قبل المتخصصين، والتقويم يتم وفق النزاهة والحنكة السياسية في تدبير الأمور، والوضع الحالي في العراق انتقالي وليس آخر المطاف، والأزمة وليدة ثقافة متخلفة إضافة الي ثمرات وإفرازات للنظام السابق، والمجتمع يحتاج الي تثقيف وليس الي الدين فقط، وإنما تدين وتمدن، والتدين يأخذه الإنسان من وجدانه وأخلاقه والتمدن من عقله والتجربة البشرية، ورجل الدين عندما يتسلم منصباً سياسياً أو يتدخل في أمور الدولة فإنه يتجاوز علي الدين لأنه ترك موقعه الضروري لإحياء القيم الاخلاقية، لذلك نري انحطاطاً في بعض المجتمعات الاسلامية لتسخير الدين لخدمة السياسة . وأضاف ان السياسي يستخدم جميع الطرق للوصول الي هدفه، والشعب غير المثقف يسقط ضحية لظواهر خادعة ومنها إضفاء قداسة دينية علي بعض الشخصيات والتيارات والقوائم السياسية وهو ما حصل في العراق. وللإعلام والمخلصين دور مهم في فضح هذه الأمور لأن أصحاب المصالح سواء رجال دين أم سياسة يريدون إبقاء الجهل بين الناس وتفشي الخرافة ليقف الناس أمام أبواب صراع ديني مذهبي يفضي في تطوره الي حرب أهلية .