المكونات والكوتة
atheerba2000@yahoo.comجميلة هي العملية الديمقراطية والاجمل منها حسن تطبيقها وبطريقة شفافة دون اللجوء الى الكسب الغير مشروع عندئذ تتحول العملية عن مسارها الصحيح لتسلك اتجاهات قد تتناول العلمية في الصميم لتتحول بعد ذلك الى مجرد خلق الاتهامات وتبادلها بين اطراف العملية وتخلق سجالات عبثية اقل ما يقال عنها انها اصبحت بديلا للديمقراطية المطلوبة لذا علينا ونحن لازلنا في بداية الطريق الديمقراطي ان ننظر وبعين ثاقبة الى تجارب وممارسات الاخرين الذين سبقونا في هذا العملية ونستفيد بالقدر الذي يناسب اوضاعنا ومجتمعاتنا من تلك التجارب لتتحول الى ادوات تخدم العملية برمتها .
ومن تلك الممارسات المشرقة ظهر نظام الكوتا الذي تفسيره بالمقاعد المحجوزة سلفا للمكونات الصغيرة والذي يضمن تمثيلا عادلا لهذه المكونات ، ونقصد بالتمثيل العادل عدم اللجوء الى تهميش تلك المكونات بل اعطاءها ما يجعل تمثيلها يناسب حجمها الحقيقي بشكل تقريبي دون التشكيك بذلك بحجة او باخرى .
ولنجاح هذه العملية ينبغي من الطرف الاخر اي المكونات ان تعي ماهية الكوتة وان تجرى عملية تثيقف المكونات بهذه الممارسة التي تضمن حقوقهم واختيار مرشحيهم بشكل ديمقراطي وبكل حرية ، وليعلم كل فرد ان صوته يجب ان يذهب الى مرشحي مكونه لعدة اسباب منها الوصول الى الحجم الحقيقي لناخبي كل مكون وضمان الممارسة الداخلية والاختيار للافضل من بين المرشحين ضمن المكون ذاته .
ان بروز الحالة الوطنية في معظم الكتل جعلها تنفتح على هذه المكونات وتحاول جذب المرشحين من هذه المكونات وادخالهم ضمن قوائمها ، ان هذه العملية تبشر بثقافة قبول الاخر وجعله يتبوأ المركز اللائق به الا انه قد يؤثر من الجانب الاخر على الحجم الحقيقي للمكون ذاته وعليه فان هذه المعطيات هي امام ناخب المكون العزيز وعليه ان يدلي بصوته لمن يشاء هو ، وان مشاركته هي اعز ما يمكن ان يقدمه لمكونه وبلده العزيز ضمانا لنجاح العملية الديمقراطية وبالتالي تحقيق الامال المنشودة في بناء هذا البلد العزيز .