المهجـر تحت المجهـر / الحلقـة الاولى
منذ نعومة اظفاري وانا في بلدي ومسقط راسي ارى وجوها غريبة واماكن مختلفة ، انتقل من بيت الى اخر من مدرسة اوجامعة..دائرة ومؤسسة حكومية الىاخرى...ومن اصدقاء الى الأخرين وفقدت الاحساس بالأستقرار والسكون...مازلت اعيش حالة طارئة ابحث عن ماءمن تحت راسي او تحت التراب ، لم تنقذني الافكار والأيدولوجيات/الاشتراكية ، القومية،البراغماتية..................والمسارات الواضحة في الحياة او حتى طول انتظاري لرؤية مايسمىالضوءعند نهاية النفق المظلم ، لذا فقدت الاحساس بالمكان /الوطن/والثبات ،حيث المحرمات فيه لاتعدولاتحصىولا يمكنني الاقتراب منها
/السياسة ، الجنس ،الدين/والقمع الفكري والنفسي والجسدي جارعلى قدم وساق ، كنتيجة حتمية لقمع النظام الحكم ومؤسساته وصولا الى القمع الأسري المستشري في العائلة الواحدة/ضرب الزوجة...ضرب الأباء لأبنائهم
عدوان الاولاد الأقوياء للأطفال الصغار....ولم تسعفني الحالة الجماعية التي تسيربوتيرة واحدة وهي طاءةطاءة الرؤوس امام الحالات التراجيديـة فاءصبحت مرفوضا في مكاني الأصلي وهامشيا اقف علىحافة المجتمع ولايجــوز
لي اقتحامه والدخول اليه ، واصبحت من الجيل المرفوض في ارضه،اصبح المجتمع لايتبنى ابناؤه،واصبحت من جيل الشتم ، فتركت بلادي هاربا وهائما على وجهي في اصقاع الدنيا باحثاعن الامن والامان وخفقة حنـين ؟.
راضيا ومقتنعا بالقليل من كل شيء..حاضري ومستقبلي مجهول..؟. لــم.لا؟ مادامت كل الحالات هي ملكي وانا ملك نفسي يهمني الانسان ، النفس الكامنة فيه..كل واحد يستنشق الهواء بطريقته...ويرىالارض والسماء
...يعانق الحزن والفرح...بطريقته الخاصة ، لسنا كتبا يؤلفها الأخرون ولا جوقة موسيقية تحتكم بعصا المايسترو ، ولا تهمني زمانية المكان والأهداف بقدر ما تهمني حركية الحركة نفسها ، اءلية الحــركة خطوات تسيرني فكل حركة فيها ما يكفي من الأهداف والنهايات ، ابتدع لنفسي مجتمعا ارتضيه انا ،وابتدعه كما اشاء بعيدا عن
مكاني الحقيقي ، متعدد الأعراف والتقاليد والضوابط الأجتماعية ، هيئات واشكال مختلفة ، وان ارى الأختلاف في الشيء نفسه ،/ان اكون او لا اكون/اسير او لا اسير/ اعطي او لا اعطي/ ان اكون في منتصف الطريق يسير بي الى ما لانهاية...يسير بي الى الحيـــاة والوجـــود
لم اتعلم يوما ان اهب نفسي لمكان واحد وحيـد فاصبحت منتميا الى عالم المغتربـين .../باحثا عن متع زائلة او رغبة في ثراء سريع او الأعتراف من الأخرين بانسانيتي وحقي في المشاركة في الحياة العامة
في المنفى استمتع الى الأغاني العراقية القديمة والحديثة، واطهو طعامي اللذيذ ،واتاءمل بعض الأخبار المتشعبة والمتعددة، واكتب عن افكاري وخلجات نفسي وارهاصاتي ومن ثم اقتل ماتبقى من اوقات حياتي باحتساء الجعة/البيرة والخمر ، وللتفكير بماضي لم يعد موجـودا والحاضر ها هو ات....وباالمستقبل المجهول...الهروب الىاين...الى اين؟؟؟؟؟؟
....للحديث بقيـــة...
بقلم/الكاتب
عامر حناحداد
amirhadad@hotmail.de