المواجهات مستمرة بين قوات الشرطة العراقية وجيش المهدي في مدينة العمارة ومقتل خمسة فلسطينيين في بغداد
20/10/2006سوا/
استمرت المواجهات المسلحة لليوم الثاني على التوالي بين قوات الشرطة العراقية وعناصر جيش المهدي التابع للزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر في مدينة العمارة جنوب بغداد، مما أسفر عن مقتل 15 شخصا على الأقل وإصابة 90 آخرين بجروح.
وقال الطبيب زامل العريبي مدير عام صحة محافظة ميسان ذات الغالبية الشيعية إن مستشفيات المدينة استقبلت منذ الخميس 15 قتيلا، بينهم عشرة من المسلحين، وتسعين مصابا، بينهم عناصر من الشرطة والمدنيين.
وكان العريبي قد أعلن مساء الخميس مقتل سبعة أشخاص في الاشتباكات.
وأكد مصدر في مكتب الصدر رفض الكشف عن اسمه أن المواجهات اندلعت على خلفية اعتقال شقيق آمر جيش المهدي في المدينة من قبل عناصر استخبارات الشرطة الذين اتهموه بالضلوع في اغتيال مديرهم قبل يومين بانفجار عبوة ناسفة مع اربعة من مرافقيه.
وأعلنت الشرطة العراقية في مدينة العمارة الأربعاء مقتل مدير استخبارات العمارة العقيد علي قاسم التميمي وأربعة من حراسه في انفجار عبوة ناسفة استهدفت موكبه جنوب المدينة.
وأفاد شهود عيان في المدينة أن الاشتباكات تركزت الجمعة بالقرب من مديرية الشرطة التي تحاصرها عناصر جيش المهدي وقرب مكتب الصدر في العمارة الذي تحاصره عناصر من الشرطة.
وأكد أن عناصر جيش المهدي تمكنوا من إعادة السيطرة على مكتبهم وطرد أفراد الشرطة، وكذلك تمكنوا من السيطرة على ثلاثة مبان مهمة للشرطة وهي مديرية الجرائم الكبرى ومديرية شرطة النجدة ومديرية المكافحة وقاموا بزرع عبوات ناسفة وتفجيرها والحرائق لا تزال مشتعلة لكنهم لم يطلقوا سراح المعتقلين.
وكان شهود عيان قد أفادوا الخميس أن مجموعات مسلحة من جيش المهدي هاجمت بعد ظهر الخميس مقر قيادة شرطة ميسان وسط مدينة العمارة الواقعة على طريق عام يربط محافظات الجنوب بالعاصمة بغداد مما أدى إلى قطعه.
وأكدت المصادر أن جيش المهدي وقوات الشرطة تبادلوا إطلاق النار بالأسلحة الخفيفة والهاون وقاذفات آر بي جي والرشاشات الثقيلة.
وتمكن جيش المهدي من السيطرة على مراكز الشرطة في أحياء الماجدية ومغربة والعسكري والثورة والرسالة وقطاع 30 والتي تقع جميعها في محيط مدينة العمارة. وقالت المصادر إن الاشتباكات كانت عنيفة.
من جانبه أكد الناطق باسم القوات البريطانية الميجور تشارلي بربريدج القيام بطلعات جوية مساء الخميس حول المدينة، وفهمنا أن الوضع كان هادئا نسبيا حتى الصباح.
وأضاف أن عناصر الميليشيات يعتقدون أن الشرطة العراقية اختطفت أحد عناصرهم، لذلك هم يهاجمون مركز الشرطة.
وقال الميجور بربريدج: "إن القضية لم تعالج حتى الآن وحتما في مثل هذه المواقف يزداد الموقف سوءا، ونتوقع حدوث شيء آخر الجمعة لكن قوات الجيش العراقي والشرطة تسيطر على الموقف في المدينة.
وكانت مدينة العمارة كبرى مدن محافظة ميسان الشيعية خاضعة لمسؤولية القوات البريطانية حتى شهر أغسطس/آب الماضي قبل أن تنسحب إلى قواعد خارج المدينة وتسلم المسؤولية الأمنية لقوات الامن العراقية.
وقد أعلن جيش المهدي بعد انسحاب القوات البريطانية، النصر على المحتلين.
كما أعلنت مصادر أمنية عراقية الجمعة أن خمسة فلسطينيين قتلوا وأصيب 11 آخرون لدى سقوط عدد من قذائف الهاون على مجمع للفلسطينيين في منطقة البلديات في بغداد مساء الخميس.
وقال مصدر في وزارة الدفاع العراقية رفض الكشف عن اسمه أن عددا من قذائف الهاون سقطت على مجمع للفلسطينين في البلديات مما أسفر عن وقوع الإصابات.
من جانبه قال الملازم علي محسن في شرطة الرصافة إن فريقا طبيا توجه إلى المجمع بهدف إخلاء المصابين فقام مسحلون باحتجازهم داخل المجمع.
وأضاف أنه بعد وصول معلومات إلى الشرطة عن عملية الاحتجاز اقتحمت الشرطة المجمع وحررت الرهائن.
وقال بيان لمنظمة الهجرة العالمية التابعة للأمم المتحدة إن الشرطة العراقية اقتحمت المجمع عندما علمت باحتجاز الفريق الطبي من قبل جماعة مسلحة معادية للفلسطيين وتم تحريره.
واستنكر المتحدث باسم المنظمة رون ردموند الهجوم محذرا من أن تزايد عمليات العنف ضد الفلسطينيين في العراق والبالغ عددهم نحو 20 ألف سيؤدي إلى فرارهم للأقطار المجاورة للعراق.