الموبايل والانترنت يفضحان العراقيات
صدق من قال إن الانترنت والموبايل واللابتوب نعمة ونقمة لان شعوب العالم تستخدم هذه الوسائل لنقل المعلومات وتحليلها وتفسيرها وتوظيفها لخدمة المجتمع كون هذه الشعوب المتمدنة قد تجاوزت مرحلة الهوس بالغرائز البدائية وفي مقدمتها الجنس لا سيما إن تقاليدها تسمح بحرية هذه العلاقة ولهذا كانت التكنولوجيا الاتصالية لهذه الأمم نعمة أما نحن شعوب بلدان العالم النائم المتعطشين للجنس والإباحية فان هذه الوسائل ستكون علينا نقمة مزدوجة لأنها تتقاطع مع الأعراف والتقاليد وتجعلنا نلهو وننشغل ونحن بأمس الحاجة لان نوظف المعلومات للبناء والتنمية والثقافة وسنحاول إن نناقش هذه الظاهرة في موضوعية تامة .لقد طبق النظام السابق سياسة العزلة التامة ولم يسمح بوجود الستلايت ومنع كذلك التعامل مع شبكة الانترنت والهاتف النقال معتقدا بأنه يريد إن يحمي المجتمع من الغزو السياسي والحضاري ويجعل المواطن لا يرى ولا يسمع إلى صوت الحكومة وبالدقة صوت القائد الضرورة ، وحين انهار النظام وجد الشعب العراقي نفسه عاريا أمام العالم فدخل في سباق رهيب في سياسة الانفتاح والانبطاح على كل شيء فالجميع تزودوا بالصحون اللاقطة حتى الجياع منهم فاشتروه بأي ثمن وفتحوه على كل القنوات الآسيوية والأوربية وحتى المشفرة منها وراح الرجال ومن جميع مستوى أعمارهم ومذاهبهم يتأملون ويستمتعون بالقنوات الجنسية والرومانسية واندفع الشباب للتعامل مع شبكة الانترنت فلم يجدوا إي حدود أو قيود تمنعهم وتنصحهم عن ايجابيات وسلبيات هذا التعامل مع هذه التكنولوجيا المغرية وغرقت الأسواق بتجارة الموبايل وأجهزة الكومبيوتر وتفنن الناس بالانفتاح الاتصالي .
إن الخطورة تكمن في الانطلاق المفاجئ من عالم معزول ومحروم ومظلوم ومقيد بإحكام وتقاليد قاسية كانت تحرم التواصل بين الجنسين مهما كانت الأسباب وتقيده حتى في إطارها الشرعي وتحجم العلاقة ما بين حتى الخطيبين أو الذين تم عقد قرانهما فأنهما لا يلتقيان إلا نادرا بحكم احترام العادات والتقاليد وان التواصل بين الجنسين صعب جدا لأننا نعلم إن الهاتف الأرضي المنزلي كان تحت عيون الأب والأم والأخوة الذين يحصون على بناتهم كلماتهن وتصرفاتهن .
ولكن بعد دخول الموبايل وخاصة المزود بالكاميرا والفيديو وأيضا أجهزة الكومبيوتر وكاميراتها وخطها الانترنيتي إلى معظم البيوت صار بالإمكان للعاشق الولهان إن يدخل إلى غرفة نوم العذراء المصون وبنت الأصول والفصول يستدرجها ويتغزل بها ويداعبها ويخلع ملابسها ويمارس الجنس معها عبر الشبكة الدولية مع الصوت والصورة وربما تنتقل هذه المشاهد المثيرة إلى أصدقاء هذا الفارس الهمام الذي وثقها وسجلها بكل وقائعها وتفاصيلها وحتما ستنتقل هذه المشاهد المثيرة لهذه العذراء المسكينة إلى الشارع العراقي أو إلى كل العالم وتحقق انجازا بالانتشار لم تصل مثله المنحرفات في تصوير أفلام الجنس والرذيلة .
ولعل الغباء وضعف الثقافة والثقة العمياء لعدد كبير من الشابات والمطلقات والأرامل وحتى المتزوجات بأنهن لا يعلمن إن فارس الأحلام وهو يمارس معهن المتعة الشرعية أو الحرام بأنه قد وضع لهن مصيدة كبيرة وهي كاميرا خفية وراح يصورهن وهن في ذروة الانطلاق والمتعة الجنسية ويحرضهن على تقديم المزيد من الإغراءات والتنهدات والوضعيات ولكن المغفلات لا يعلمن أو يعتقدن بان تفاصيل هذه العلاقة الروحية تمتلك خصوصية مقدسة بين الطرفين ولكن ضريبة هذه الثقة المطلقة والخطيرة إن هذه الأفلام ستنتشر انتشار النار في الهشيم .
ولعل هذه الظاهرة لم تعد فردية بل انتشرت على نطاق واسع مما أساء لسمعة المرأة العراقية ولعموم المجتمع وهذا ناتج كما قلنا من الثقة العمياء ونذالة وخسة هؤلاء الذين لا يحترمون الخصوصية ويجاهرون برذيلتهم أو بسمعة النساء اللواتي ائتمنهم على شرفهن ولعل من الحقيقة أيضا إن هناك نسبة كبيرة من العاهرات اللواتي لا يكترثن بعرض مشاهدهن المخجلة على عامة الناس لأنهن محترفات للرذيلة ووجدن من الانفلات الاجتماعي وسيلة للتعبير عن قدراتهن الجنسية وتحديهن للأعراف والتقاليد وتنفسيا عن بعض العقد التي ألمت بهن نتيجة فشلهن في الزواج أو الانحطاط الأسري .
إن الأكثر غرابة من هذه الفضائح أنها لم تقتصر على شخصيات من عامة الشعب ولكنها للأسف امتدت لشخصيات معروفة في المجتمع بل إن بعضهم من النجوم والنجمات في العراق حيث سقطوا ضحايا نتيجة لاستدراج البعض وجرى توثيق وقائع الممارسات الجنسية أو الحركات الرومانسية مما أدى إلى انتهاك الخصوصية والتشهير بها وحتما إن المروج طرف من أطراف القضية نفسها وربما يكون هنالك طرف ثالث هو من المقربين لهذه الجلسات الخاصة جدا ، حيث شعرنا بالصدمة حين تعرفنا على شخوصها من كلا الجنسين .
في الختام نقول أيها الناس إذا ابتليتم فتكتموا وتستروا ورحم الله امرئ جب الغيبة عن نفسه .
firashamdani@yahoo.com