النص المترجم لحديث السفير الأمريكي راين كروكر في لقائه مع الصحافيين في المركز الإعلامي المشترك في بغداد
26/08/2007نركال كيت/بغداد/
السيد فيل ريكير، منسق الحوار: .... سنوزع نص حديث هذا اللقاء مع الصحافيين في الغد. وستحصلون على النسخة المكتوبة لحديث هذا اللقاء. يجوز لكم تسجيل هذا الحوار شريطة ألا يستخدم التسجيل للأغراض الإذاعية. يمكنكم تسجيل الحديث لغرض الاستخدام الشخصي فقط. وبذلك، أفتح الآن المجال للأسئلة. هل من أية أسئلة؟ ندعو الجميع لتناول بعض المرطبات، ونعطي الآن الكلمة لسعادة السفير راين كروكر.
السفير كروكر: شكراً. وليست عندي كلمة مكتوبة ، أفسح المجال للأسئلة.
السيد ريكير، منسق الحوار: إذا ننتقل مباشرة إلى الأسئلة. الكلمة الأولى للسيد هيرست من وكالة الأسوشيتد برس. السيد هيرست، تحصل على مقعد الشرف.
سؤال: أدرك أنك لا تشاء الحديث عن التقرير تحديداً إذ أنك لم تعد تقريرك بعد. ولكن ما هي الخواطر التي تجول في بالكم وإذ يلاحقكم الآخرون متهمين إياكم بعدم إحراز التقدم في مؤشرات النجاح على الصعيد السياسي؟
السفير كروكر: أنت محق بعدم ملاحقتي حول التقرير بما أنني لم أعد التقرير بعد و لم أبدأ بكتابته بعد. أقول لك ما يلي: إن العراق هو العراق، والله وحده يعلم كيف سيكون المشهد السياسي في حينه على صعيد مؤشرات النجاح السياسي. فكما تعلم، لقد التقى القادة السياسيون العراقيون على نحو يومي على مدى الأيام الثلاثة أو الأربعة الماضية وهم مستمرون بالتلاقي. حتى هذا الوضع هو وضع قيد التطور. أعتقد أنه ثمة أمور ينبغي النظر إليها.
أولاً، كما تعلم، من أكثر الأمور جلاءً أن التقدم في القضايا السياسية الأساسية الوطنية مخيب جداً للآمال ومثير جداً للاحباط لدى جميع المعنيين، لدينا، ولدى العراقيين، ولدى القادة العراقيين أنفسهم. إذا، لنأخذ هذا الأمر في الاعتبار من ناحية.
ثانياً، من ناحية أخرى، لقد كررت القول في مناسبات عديدة أنه هناك أمور معقدة من الناحية التشريعية، وذلك في ما يتعلق بمؤشرات النجاح في الشأن التشريعي. ويرتبط بعض هذه المسائل بقضايا وجودية وبموضوع الإصلاح في العلاقة بين السلطة المركزية والمحافظات وحقوق الأقاليم. ويتعذر حل مثل هذه الأمور بسهولة في أي مجتمع. ولسنا هنا في مجتمعنا، وإنما في العراق حيث يتم تناول هذه المسائل في ظل شبح كبير من الجراح والمعاناة والتي لا تزال إلى حد ما مستمرة. إذاً، ستساعدك هذه الصورة على تفهم الصعوبات التي تتم مواجهتها.
أما في ما يلي، فأود التطرق إلى نقطة ثالثة وهي أنني موجود هنا [في العراق] منذ خمسة أشهر الآن، وأشعر بأهمية مؤشرات النجاح هذه. ولا شك أنها مؤشرات مهمة بالنسبة لنا، وهي مؤشرات مهمة بحد ذاتها، إلا أنها لا تحكي الحكاية الكاملة عن العراق. وإلى حد ما، أعتقد أن الفشل في تحقيق البعض من هذه المؤشرات لا يدل على الفشل النهائي للدولة أو للمجتمع. ومن ناحية أخرى، إن تحقيق هذه المؤشرات بكاملها لا يعتبر أبداً بأن العراقيين قد تخطوا المنعطف وأن الشمس قد سطعت وأنه من الآن وصاعداً يعيش الناس في سلام ورغد ونعيم الموسيقى في الخلف. إن الأمر أشد تعقيداً بكثير.
أريد أيضاً التطرق إلى مسألة أخرى وهي مؤشرات فرعية تتعلق بالأشياء التي تحرز تقدماً [ظاهراً]. نعرف جميعاً التطور الحاصل في محافظة الأنبار، وجميعنا يرى هذه الظاهرة بأشكال مختلفة في أرجاء مختلفة من البلاد. إذا، من الواضح أن المسألة ليست فقط مسألة الأمن. أعني بذلك أن الإجراءات التي تتخذها العشائر والمجتمعات المحلية ويتخذها الأفراد تتجذر في السياق السياسي. فعليك أيضاً أن تراقب هذا التطور [الحاصل]. هذا ما أبغي التركيز عليه أيضاً عند الحديث عن مؤشرات النجاح.
المراسل: شكراً.
سؤال: سعادة السفير، هل تعتقد أنه يجب منح القادة العراقيين [المزيد من الوقت] [الصوت غير مسموع] كي يفعلوا ما يجدر أن يكونوا قد فعلوه حتى الآن وذلك ليتمكنوا من تحقيق المناخ الصحيح [الصوت غير مسموع] الذي يريدون نشره لإرساء نوع من المصالحة؟ ألم يجدر أن تكون المصالحة قد تمت عند هذا الحد؟ ألا تعتقد أنه قد توفرلهم ما يكفي من الوقت وأنه آن لهم أن يتوصلوا إلى نتيجة؟
السفير كروكر: هذا سؤال عظيم. كان الهدف من زيادة عدد القوات وتكثيف الجهود خفض نسبة العنف والإبقاء على حدة العنف منخفضة كي يتسنى الوقت والمجال للقادة السياسيين للتفرغ لموضوع المصالحة الوطنية. من الواضح أن هذا الشق الأول يتحقق. وقد تصادفك اعتداءات هائلة بالسيارات المفخخة مثل تلك التي حدثت في سنجار، ولكن مستوى القتل الطائفي عموماً قد تدنى وتحديداً في بغداد.
هل يعني ذلك أن الفرصة تبرز أمام القادة وأنهم فوتوها أو يفوتونها؟ مرة أخرى، وتعقيباً على النقطة الاولى التي استهليت بها حديثي عن الشعور بالإحباط، أعتقد أنها عملية ستستلزم وقتاً من الزمن لغاية تحقيق المصالحة المجدية في أوساط القادة السياسيين العراقيين. وهذا أمر أساسي ومهم، ولكن من الأهمية عينها أن يشعر المجتمع بروح المصالحة هذه وقد يستغرق ذلك وقتاً. لقد تجولت خلال الأشهر القليلة الماضية في المناطق والأحياء وزرت مناطق كنت قد زرتها عام 2003 مثل منطقة المنصور. لقد تجولنا نهار السبت الفائت أيضاً في منطقة الغزالية. إن ما حدث على مدى السنتين الأخيرتين قد أدهشني. لقد أدهشني المصير الذي لاقته مناطق الطبقة المتوسطة والطبقة الميسورة من ناحية العنف الذي أصابها والتغييرات السكانية التي حلت بها والتهجير ومقتل الآلاف من العراقيين. لن يمكنك تخطي هذه الأحداث خلال أسابيع قليلة ولا شهور قليلة. فهذا غير ممكن. أعتقد أنه يكون بوسعك بناء وضع تنطلق منه مجدداً على الصعيد الوطني وذلك مع إرساء الظروف الأمنية التي تحول دون اندلاع العنف مجدداً في الوقت الحاضر. أعتقد أن تخطي الأذى الذي هز ثقة العراقيين في بعضهم البعض بعد كل ما عانوه سيستغرق وقتاً، وذلك مع الأخذ في الحسبان أن مستويات الثقة لم تكن عالية جداً إزاء بعضهم البعض الآخر عند بداية الأمور عام 2003، ولا سيما في ضوء السيرة التاريخية لخمسة وثلاثين عاماً من حكم اتسم مناخه بالذعر والرعب وعدم الثقة كان قد فرضه صدام على شعبه.
إذا، إن الجواب طويل ولكن مسألة تحقيق المصالحة الوطنية مسألة معقدة جداً. فهي مسألة تشتمل على أكثر من موضوع إقرار قانون أو صدور بيان عن القادة. إنها مسألة تتطلب أن يشعر بها المجتمع بأكمله. وعلى هذا الأساس، ستكون مسيرة طويلة النفس.
سؤال: السيد السفير، هل تعتقد أن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي قادر على تحقيق المصالحة؟ وما تعليقك على ما صدر عن السيناتور الأمريكي ليفين في الأمس والذي جاء فيه أنه إذا تعذر عليكم القيام بما هو مطلوب، فعلى البرلمان العراقي أن يصوت لإيجاد بديل لنوري المالكي مع أن الأمر يبدو غير محتمل إذ لا توجد أغلبية مطلقة في البرلمان لفعل ذلك. فما تعليقكم في هذا الصدد؟
السفير كروكر: لقد أيدنا حكومة رئيس الوزراء نوري المالكي منذ إنشائها. ولا نزال مستمرين في تأييدنا لهذه الحكومة وهي تمضي في جهودها الجادة لتحقيق المصالحة الوطنية وتوفير الحكم الرشيد والمؤثر للشعب العراقي. وليست مسألة رئيس الوزراء فقط. يجب على الحكومة بأسرها أن تؤدي مهامها. نتوقع رؤية نفس النتائج التي يتوقع الشعب العراقي رؤيتها أيضاً. إن تأييدنا لن يكون تأييداً دون نهاية. نحتاج إلى رؤية النتائج الملموسة. وفي الوقت عينه، أكرر ما قلته للتو وهو أنكم تعرفون ونعرف نحن أيضاً أن الأمور لسيت بالسهلة. ولكنننا نعتقد أن على عاتقهم واجبات وطنية عليهم تنفيذها بكافة الطرق الممكنة. أعتقد أن ذلك هو ما يحاولون فعله على هذين الصعيدين. فهناك المصالحة الوطنية، وعلاوة على ذلك، هم حكومة لخدمة الشعب العراقي. لربما قد ترى ذلك أكثر مني إذ تتجول أنت في المناطق. حقاً، لا يوجد إحساس قوي لدى الناس في أي مكان بأن الحكومة المركزية موجودة وفاعلة من أجل تحسين الظروف المعيشية نحو الأفضل. فعلى الحكومة أن تفعل المزيد في هذا الصدد.
سؤال: ما تعليقكم على أقوال السيناتور ليفين؟
السفير كروكر: السيناتور ليفين هو واحد من أكثر أعضاء مجلس الشيوخ احتراماً ووقاراً. وجرت العادة عندنا في الولايات المتحدة أن يعبر المشرعون عن آرائهم كما يحلو لهم. وقد عبرت أنا عن رأيي للتو.
سؤال: سعادة السفير، العنف في العراق يتطور وقد أصبح حالة مَرَضِيـة يعاني منها الجنوب منذ سنتين. كما تعلم، انتشرت ظاهرة العصابات ومكاسبها الكبيرة، وقد بدأت العشائر الآن تتسابق معهم. فهنالك الآن طابع مناطقي وطني لهذه الظاهرة، ويبدو أن طبيعة العنف أصبحت سياسية أكثر فأكثر. فلربما العنف الآن يستهدف الولايات المتحدة أقل. وربما يمكنك، سعادة السفير، أن تصف لنا هذه الناحية إذ أن للعنف جذور كثيرة ومتشعبة الأوجه ويبدو أنها تتغير مرة أخرى.
السفير كروكر: بالنسبة لموضوع الأنبار، وقد شاهدنا ذلك لدى زيارتنا للمنطقة، لقد انخفضت وتيرة العنف، وأصبح العنف غير موجود تقريباً. إن المجتمعات العشائرية متشعبة ومعقدة. والعنف طبعاً موجود هناك، ولكنني دهشت بالطريقة التي تحاول فيها العشائر مراعاة بعضها البعض الآخر. إن المؤتمر الذي انعقد في الأسبوع الفائت، وهو مؤتمر لم شمل الجميع تحت سقف واحد، بكل معنى الكلمة، كان مؤشراً لي، الآن على الأقل، على أن المنافسات الموجودة هناك هي الآن تحت السيطرة. إن الجنوب، كما تفضلت، منطقة مثيرة للاهتمام. فالجنوب منطقة لا يصبغها ولا يطغي عليها نزاع طائفي مؤثر. فهو لا يتأثر بنوع تهديد الإرهاب العالمي الذي يمثله تنظيم القاعدة. فالمجتمعات المحلية في الجنوب متجانسة إلى حد ما، ومع ذلك نشهد فيها الكثير من العنف. هل هو عنف سياسي؟ كما تفضلت في تعليقك، هناك توجد عصابات على طراز عصابات المافيا. ويشير هذا إلى نوع من التنافس على الموارد والسلطة في الشارع أكثر مما هو تقارع في الأفكار والإيديولوجيات. أعتقد أنك قد تشاهد البعض من ذلك في البصرة.
وسأعقب قائلاً أيضاً أن العنف السياسي واضح، كما أن عملية استهداف وقتل حاكمين في غضون أسبوعين مثيرة للقلق. لست أدري، وليست لدي وقائع أو تفاصيل عما حدث هناك بالنسبة لعمليتي الاغتيال هاتين. ولكن، نعاود الكلام عن أن المتفجرات المصنوعة يدوياً والتي تزرع على حافات الطرق والتي عرف شخص ما أن الحاكمين كانا سيسلكانها كلها دلالات على أن ثمة جهد تم تكريسه للتحضير لهاتين العمليتين.
وأعتقد أنه عليك أن تشعر بالقلق مما يفعله الإيرانيون هناك. مرة جديدة، أتوخى الحذر هنا بعدم الربط ربطاً مباشراً إذ لا أدري هوية مرتكبي هذه الأفعال. ولكننا نعرف أن الإيرانيين ضالعون جداً في مسألة المتفجرات المصنوعة يدوياًُIED والمقذوفات بشكل المفرقعات EFP التي تستهدفنا والقوات العراقية. وعلى ضوء إلقاءنا القبض على المدرب من حزب الله اللبناني وبما أننا أجرينا كلاماً طويلاً ومطولاً مع قائد الخلايا السرية لما يسمى بجيش المهدي والذي أسهب في شرحه عن الروابط الإيرانية بهذا الموضوع ، كلها حقائق تحملك على التفكير بأن إيران تسعى إلى "لبننة" مناطق في جنوب العراق أو نشر نمط يحاكي نمط حزب الله في جنوب العراق. وبالإضافة إلى كل العنف الناتج عن الجريمة، لا يجوز استبعاد إمكانية وجود عنف مستند على دعامات سياسية من جهة، وعنف مستند على دعامات سياسية يحصل على دعم خارجي.
سؤال: هل كانت القنابل التي قضت على الحاكمين قنابل مصنوعة يدوياً؟
السفير كروكر: قنابل مصنوعة يدوياً IEDs ، نعم، وليست مقذوفات بشكل مفرقعات EPFs. هذا ما أوردوه.
السفير كروكر: نعم، هذا ما فهمته.
سؤال: لست متأكداً. في هذا الصدد، وفي سياق ما تفضلت بذكره، لقد قلت أن نموذج الأنبار ينتشر ويتم تقليده في أرجاء الكثير من المناطق العراقية الأخرى، لا سيما في المناطق السنية. هل يمكن التفكير في تطبيق هذا النموذج على الشيعة في المناطق المختلطة؟ أو ما يعادلها من مناطق ربما فيها [صوت غير مسموع] السنة ولكنها تخضع لسيطرة جيش المهدي؟
السفير كروكر: أفهم أنك تشهد البعض من ذلك في الجنوب. وأعتقد أن رئيس الوزراء نوري المالكي منخرط في مخاطبة بعض عشائر الشيعة في الجنوب. ولست خبيراً مخضرماً في التكوينات العشائرية هنا في العراق لأقدر حقيقة أن أقول لك إذا ما كان المجتمع العشائري في الجنوب مشابهاً للمجتمع العشائري السني في غرب العراق إلى حد يجعلك ترى تطوراً موازياً. فالجنوب لا يوجد به تنظيم للقاعدة. إذاً، لا أدري إلى أين ستنتهي الأمور، إلا أنني أفهم أن ثمة شيء يحدث هناك في الجنوب وتشارك فيه العشائر.
وثمة بعد آخر لهذا السؤال طبعا، وما تذكره عن جيش المهدي لا سيما في المناطق الحضرية في بغداد أو في مدن الجنوب حيث ربما ترسخ نفوذ جيش المهدي. وهذا البعد أيضاً ينطبق على ما ذكرته عما إذا كان هناك ما يدل على تصادم ضده يشبه التصادم بين عشيرة سنية وتنظيم القاعدة. سأجيبك قائلاً بأنني لست أدري. وإذا كان ذلك موجوداً هناك، فلا علم لي به.
سؤال: سعادة السفير، غوردن براون يرزح تحت ضغوط كثيرة وتنامي الضغوطات الداخلية عليه، لسحب القوات البريطانية من الجنوب. هل تعتقد أن البريطانيين ينجزون مهمتهم أم أنهم يدفعون[الصوت غير مسموع] للخروج [الصوت غير مسموع].
السفير كروكر: كانت ولا تزال بريطانيا حليفاً قوياً للولايات المتحدة في العراق منذ البداية، مثلما هي حليفتنا في أي مكان في العالم. لقد أتيت إلى منصبي هذا قادماً من باكستان، وقد سنحت لي الفرصة أن أرى هذا التحالف فعلاً في أفغانستان. نقدر تقديراً كبيراً كل ما قدمته بريطانيا إلى الكفاح هنا وفي أي مكان آخر. في الجنوب، أعتقد أن ثلاثة من المحافظات الأربع التي تولت بريطانيا المسؤولية فيها قد انتقلت إلى سيطرة العراقيين في تلك المحافظات، والبصرة هي المحافظة الرابعة.
لست أدري ما هو تفكير لندن بالتحديد حيال البصرة ولكننني على يقين من أن البريطانيين سينظرون إلى الظروف فيها قبل اتخاذ أية خطوات لنقل السيطرة على المحافظة إلى العراقيين في البصرة. ولا شك أن البصرة تمثل تحدياً، ومثلها مثل الأمور الأخرى، إنه تحد على العراقيين النهوض له ولمواجهته. هناك مسألة وضع الحاكم ووضع القوات الأمنية العراقية. والعراقيون، كما تعلمون، قد أرسلوا إلى هناك قائداً عسكرياً جديداً. وأنشأوا مركز العمليات الخاص بالبصرة وأرسلوا قائداً جديداً للشرطة. ونأمل أن تؤدي هذه المبادرة إلى تحسين الوضع، إذ هناك مشاكل أساسية على الصعيد الأمني في البصرة. ولكن مجدداً، أكرر ثقتي الكاملة في قيام البريطانيين بالتمعن بشكل معمق في الظروف قبل المضي نحو مسار نقل السيطرة على المحافظة إلى العراقيين.
سؤال: سعادة السفير، لقد ذكرتم أن النعرات الطائفية والعنف قد هدئا خلال عملية زيادة الجنود الأمرييكيين وطبعاً، في ما يتعلق ب [الصوت غير مسموع] الزيارة وعلى وجه الخصوص إلى المناطق السنية. [الصوت غير واضح] لم يطرأ تغيير في موضوع الأجندة الطائفية [الصوت غير واضح] للحكومة في ما يتعلق بالقتال. في حين نجحت الحكومة العراقية بفرض عقود مثل تلك الخاصة بخدمة رفع القمامة، إنهم، وبكل معنى الكلمة، يستعينون [الصوت غير واضح] بالأمريكيين ويضعونهم تحت المدفع لإرغامهم على التوجه إلى تلك المناطق والقيام بهذه المهام. إذا، يبدو أن وجود القوات الأمريكية قد حال دون حدوث تحرك فرق الموت [الصوت غير واضح] ومع كل الولاءات المعقدة و [الصوت غير واضح] و[الصوت غير واضح] مع [الصوت غير واضح]. ولكن، للعودة إلى نية الحكومة العراقية، فالسؤال يبقى أكانت الحكومة العراقية [تنفذ حقاً بالأفعال] وليس بالأقوال فقط وإذا ما كانت تقول الأشياء المناسبة. ولكن رأينا في موضوع [الصوت غير واضح] في بعض النواحي، مثل محطات الوقود. هل تلاحظون أي نوع من التحسن؟ استناداً إلى الأبحاث الجزافية، [هذا الجهد] عائد فقط إلى الأمريكيين ويمول بالأموال الواردة من الأمريكيين، وقد فرضه الجنود الأمريكيين على القوات الأمنية العراقية. بذلك، تصعب رؤية الطريق واضحة. فأين تغيرت نوايا الحكومة العراقية فعلاً؟ وما هي خطة الطوارئ لديكم؟ عندما غادر الجنرال [الصوت غير واضح] هنا، آخر ما فعله كان قد طلب عقد اجتماع لجميع ضباطه وسألهم فيه عما إذا كانت رؤيا الحكومة العراقية حول العراق [الصوت غير واضح] تتماشى مع شكل الحكومة الديموقراطية؟ فما هي خطة الطوارئ لدينا؟ ندرك أنها قيد البحث ولكننا لا نرى دليلاً على غياب الأجندة غير الطائفية في الكثير من المناطق. أتساءل أكنت، سعادة السفير، ترى طريقاً للحل في ذلك؟
السفير كروكر: مرة جديدة، أشدد قائلاً إنها مجموعة من المسائل المعقدة والمتشعبة. أولاً، أعود إلى الحديث عن المصالحة الوطنية. إنها حاجة أساسية وتحد عظيم مجتمعين في ظل العنف القائم حالياً. والمسألة هي ما الذي ستفعله الحكومة والشعب في نهاية المطاف إذا كانت الدولة والمجتمع سيعملان بهدوء وأمن. لا أعتقد أننا نكون مبالغين إذا ما شددنا على هذا الأمر. والعكس هو أن المشاكل موجودة حقاً. لقد زرت الكثير من هذه الأحياء ويمكن للمرء أن يرى [هذه المشاكل]. ولكن هناك أشياء أخرى أيضاً. وربما أعزو السبب في ذلك إلى سوء تخطيط الزيارة من قبل طاقم العاملين لدي،ولكنني لم أتمكن حتى الآن من زيارة أي من أحياء بغداد كانت الخدمات فيه فاعلة، ومن ضمن تاك الأحياء، الأحياء الشيعية. وكنت [الصوت غير واضح]
[تعليق المراسل تعقيباً غير مسموع]
السفير كروكر: لم أذهب إلى الكاظمية.
[تعليق المراسل تعقيباً غير مسموع]
السفير كروكر: لقد رأيت في المناطق الأخرى حيث [لم تكن الخدمات ناجعة]. وقد تحدثت إلى مؤيدي الأحزاب الشيعية الكبرى أو إلى أعضاء فيها، وقال لي أحدهم، وصدقني أنني أكره أن أردد ما قاله. قال إن الأمور كانت في حال أفضل في عهد صدام على صعيد المستوى المعيشي للفرد العراقي. إلى حد ما، أعتقد أنه يجب عليك النظر إلى إذا ما كان هذا ناتج عن نوايا طائفية أم عن عدم القدرة على توفير أي شيء في أي مكان. أعتقد أن هذا يشكل جزءاً من السبب.
بالنسبة لنوايا الحكومة، أعتقد أنه، في نهاية المطاف، يجب قياس ذلك مع ما تحققه الحكومة. وما يثير الاهتمام هو أن هذه الحكومة قد مضت قدماً ووافقت على تجنيد ما يناهز 1700 شاب في منطقة أبو غريب. من الواضح أن البعض من هؤلاء لهم خلفيات في الميليشيات ومجموعات المتمردين. ولكنهم ينتقلون الآن إلى مرحلة التدريب وتقاضي الأجور من جدول رواتب الحكومة. وكما تدرك، لا يحدث ذلك في منطقة الأنبار البعيدة. يحدث هذا على مقربة من المناطق المختلطة. لقد كان البعض منكم حاضراً في الأميرية حيث يعملون مع تلك المجموعة هناك. وطبعاً، كنا معاً نهار السبت الفائت حيث كان الدكتور صفا يعقد لقاءه مع حرس الغزالية.
أريد أن أقول في هذا الصدد أن هذه قضية مفتوحة. وإذ أنظر إلى الأمور من هذا المنظور، ما من شيء يدفعني لأستنتج أن الأمر طائفي بحت، وأن السنة ضد الشيعة وأن الحكومة تقف مع طرف في مواجهة الآخر. لا أرى ذلك. ولكن ذلك لا يعني أنني أرى العكس أيضاً، جهد واسع النطاق لإعادة تنشيط التجانس في هذا البلد. مرة أخرى، أرى أن ذلك يعزى إلى الأهمية الحرجة للتحدي المتمثل بالمصالحة الوطنية. أجدد التأكيد على أن ذلك لن يتحقق في ليلة وضحاها أو في غضون أسبوع أو في ظرف شهور في الأحياء أو على النطاق الوطني في العراق كله لرأب الصدع. فلن يحدث ذلك.
سؤال: [الصوت غير واضح] لقد ذكرت أنه ثمة إشارات تدل على إحراز التقدم مع عملية زيادة عدد الجنود الأمريكيين، وأنه تتم الاستعانة بالجنود الأمريكيين [الصوت غير واضح] لكي تتمكن الحكومة من تحقيق التقدم. في اعتقادكم، إلى أي حد لم تحرز الحكومة تقدماً و[الصوت غير واضح] لأنه عما قريب، [الصوت غير واضح] ستكون [الصوت غير واضح] دون جعل رئيس الوزراء المالكي [الصوت غير واضح]؟ أن يكون آخرين في الحكومة مسؤولين عن البعض منها؟ [الصوت غير واضح] لا إشارات تقدم، ولا [الصوت غير واضح] غير مجدية. ولكن الجميع [الصوت غير واضح] الأنبار [الصوت غير واضح]؟ إن المدينة بأسرها قد أصبحت [الصوت غير واضح] مع الشيعة وفي خارج المدينة لديك [الصوت غير واضح] ، الأغلبية من السنة. [الصوت غير واضح] يسعنا القول [الصوت غير واضح]. ما هي التفاصيل الحقيقية وليس تحديداً [الصوت غير واضح] ولكن ما الذي على الحكومة أن تفعله من أجل تحقيق [الصوت غير واضح] المناطقي [الصوت غير واضح] ومن [الصوت غير واضح] يضع العثرات ويعوق الامور؟
السفير كروكر: الإنتخابات في المحافظات ظاهرة مثيرة للاهتمام. وكما سبق وذكرت في خضم النقاش مع الأفرقاء المعنيين في المناطق، أرى حماس ضئيل ومميز حيال الانتخابات في المحافظات لدى الجميع دون استثناء.
[تعليق تعقيبي من المراسل غير واضح ]
السفير كروكر: نعم، إنه أمر مثير للاهتمام
[تعليق تعقيبي من المراسل غير مسموع ]
السفير كروكر: مجدداً، لست متأكداً أن الكثير من هؤلاء الأشخاص سيفوزون بمباريات قياس نسبة الشعبية.
سؤال: [الصوت غير مسموع] يحاولون تطهير وزارة الداخلية [من الفساد] ولكن [الوزارة] لا تزال زاخرة بالفساد. [الصوت غير مسموع]. القوات الأميركية [الصوت غير مسموع] السلاح عندما دخلت إلى وزارة الداخلية.
السفير كروكر: في وزارة الداخلية، أو كما تعلم، نائب وزير النفط وإلخ... نعم، لا شك في أن وزارة الداخلية والوكالات الأخرى ذات الصلة بها تمثل مشكلة حقيقية. هذا ما يسعني قوله في هذا الصدد. لقد تم فصل كافة قادة ألوية الشرطة الوطنية وتم تغيير كافة قادة الكتائب. ويشير هذا إلى مشكلة واسعة النطاق في الشرطة الوطنية. ولكنها إشارة أيضاً إلى أنه ثمة وعي بالمشكلة وجهوزية للتحرك من أجل حلها. يجب أن ننتظر ونرى ما الذي سيحدث. أعني أنه هناك مسألة أخرى، وقد كررت الحديث عنها في أحاديثي، وقد تحدثتم عنها أنتم أيضاً، وذلك أنه مهما أصبح أفراد الشرطة الوطنية محايدين ومنصفين وقادرين، إن صورتهم في المناطق السنية قد وصلت إلى حد يستلزم، في رأيي، سنين قبل أن يتم تقبلهم على أنهم حماة القانون وأنهم لا يشكلون تهديداً. إذا، ننظر إلى مسألة الانطباعات في نفوس الناس.
وكما أشرت من قليل، هناك مسألة الفساد وهي آفة مَرَضِية يقر بها الكثير من القادة. وكما تدرك، والله عليم، هناك الكثير من الأمور التي تحتاج إلى التسوية. في اعتقادي، إنها مسألة تنفيذ الإرادة والقدرة على إصلاح الوضع للتوصل إلى وضع يمكن إصلاحه. ليست الأشياء كلها كذلك. لا يمكن إصلاح الأشياء كلها في آن واحد. وعلى الأرجح، لا يمكن إصلاح الكثير من الأشياء كلها وبسرعة خاطفة. ولكن أعتقد أنه من الممكن إصلاح الأمور. ومرة أخرى، تشير الجهود المبذولة على مستوى الشرطة الوطنية إلى ذلك، ولنرى إلى أين ستؤدي الأمور. وهذا يمكن فعله. أعتقد أن وزارة الداخلية تحتاج إلى الكثير من العمل الدؤوب في كل زاوية فيها ويجب عمل المزيد في صددها. أعني أنه إذا شئت التطرق إلى اللائحة كلها، أعتقد أن هنالك الكثير من الناس هناك يحتاجون للخضوع للمساءلة لما فعلوه في السابق وذلك إذا كان الناس سيصدقون أنه سيكون نوع من المساءلة والتحقق في المستقبل.
سؤال: [شق من السؤال الذي يطرحه المراسل غير واضح بسبب عدم وضوح الصوت] ما هي الخيارات المتوفرة للولايات المتحدة؟
السفير كروكر: نحن الآن في مرحلة حيث الولايات المتحدة تحث فيها [الأفرقاء] على التغيير ومجدداً، نرى الأفرقاء يقومون ببعض التغيير. وسنستمر بذلك. أعتقد أن الكثير من العراقيين يعبرون عن آرائهم. وسنرى ما سيحدث. أما بالنسبة للأوضاع الافتراضية، فلا أدري.
سؤال: إذا، ليست لديكم أية نية لـ [الصوت غير مسموع] إذا ما أخفقت حكومة المالكي بتنفيذ الوعود؟
السفير كروكر: أعتقد أن هذا موضوع مختلف. ففي النظام البرلماني، ما من حكومة تدوم إلى الأبد. أعتقد بأنني أوضحت جلياً موقفنا إزاء حكومة المالكي. أعتقد أنها حكومة مدركة جلياً للتحديات التي تواجهها. ولهذا السببب تحاول هذه الحكومة الآن العمل من أجل التوصل إلى توافق حول بعض هذه الأمور. فأنت تتحدث مع الكثير من الوزراء أيضاً. هناك الكثير من الشعور بالخيبة والإحباط إزاء الأمور التي يتعذر عليهم تحقيقها. وإلى قائمة القضايا هذه، يتعين عليك إضافة مسألة القدرات. فالمسألة ليست فقط مرتبطة كلياً بالطائفية أو سوء النية. فالأمر مرتبط أيضاً بالهيكليات والأفراد والإجراءات التي من خلالها تنفذ الأمور. ويجب العمل على تطويرها أيضاً. وفي ثمة مرحلة قد تكون هناك حكومة جديدة هنا. ولست أدري كيف ومتى وبموجب أية ظروف سيتم ذلك الأمر. ولكن المجتمع العراقي مجتمع منفتح وديموقراطي. فإذا ما أخفقت الحكومة بأداء المهام الموكلة إليها عند حد ما، أعتقد أنك سترى تأليف حكومات جديدة.
من لم تتسن له فرصة الكلام بعد؟.... تفضل، استمر بالحديث. أريد صب فنجان قهوة هنا. تفضل، [إني مستمع].
سؤال: هل تحادثت مباشرة مع المالكي عن كل مشاعر الخيبة والاحباط هذه التي وصفتها للتو؟ هل لك أن تصف لنا جو هذه المحادثات؟
السفير كروكر: كلا. [القاعة تضج بالضحك] باستثناء أن أقول لك أنه حدس منصف. ألتقي برئيس الوزراء المالكي بشكل منتظم، ولا أمتنع عن التعبير له عن الأشياء التي أقولها لك.
أعتقد أنه شخص يريد، بإخلاص، تحسين الوضع في هذه البلاد نحو الأفضل. وهو شخصياً، يصاب أيضاً بالإحباط والخيبة بين الحين والآخر. أنت تعرف كيفية تنظيم النظام السياسي، نظام اللوائح الانتخابية المقفلة التي تترك الممثليين الفرديين غير خاضعين كثيراً للمساءلة في دوائرهم الانتخابية. وهذا النظام السياسي أيضاً يترك قادة الكتل السياسية يرزحون تحت ثقل كبير من ناحية تشكيل الحكومة والطريقة التي تعمل فيها الحكومة. بذلك، يتأثر الوزراء الأفراد بضغوطات قادة كتلهم السياسية أكثر مما يتأثرون بضغوطات رئيس الوزراء. ففي حين يشعر الكثير من الناس بالخيبة تجاه نوري المالكي، يشعر نوري المالكي نفسه بالخيبة هو أيضاً. أعتقد أنه من المهم أن يتذكر المرء أن بعض هذه القضايا هي قضايا هيكلية. وكما تعرف، وإذا نظرت إلى الحكومات، إما يكون رئيس وزرائها هو الذي يخفق أو يكون وزراؤه الفرديون هم الذين أخفقوا. وهناك الكثير من الفشل هناك ولكن، هناك الكثير من المشاكل التلقائية تضاف إلى ما يعانون منه. وهذا يجعل من الصعب جداً الحكم بفعالية حتى وإن لم تكن أية من المشاكل الأمنية موجودة.
سؤال: لماذا إذاً لا يتم تغيير هذا النظام؟ لماذا لا تسعون إلى إيجاد طريقة للتخلص من [الصوت غير مسموع] ؟
السفير كروكر: تقضي الناس هنا الكثير من الوقت في التفكير في هذا الموضوع. فبالنسبة للانتخابات القادمة، أسمع الكثير من الأشخاص المنخرطين في السياسة يقولون أنه لا يمكننا اعتماد اللوائح المغلقة بعد الآن. إما نستغني تماماً عن اللوائح وإما أن تكون اللوائح مفتوحة. إن الأمر منوط بالعراقيين لاختيار نظامهم. ولكن، أعتقد أننا جميعاً رأينا الحدود المحدودة لنظام اللائحة المغلقة. والتغيير الآن هو موضوع النقاش، وأذكر بالمناسبة أنه أحد الموضوعات التي تتم مناقشتها، ويرتبط بالانتخابات في المحافظات وباعتماد أسس مختلفة لهذه الانتخابات.
سؤال: يهمني أن أسمع وصفكم للاجتماعات الجارية حالياً والتي تضم القادة الخمسة الأساسيين والتي انعقدت طوال الأسبوع الماضي. يبدو لي أنه وبعد خمسة أيام، لم تقترب هذه الاجتماعات من المصالحة الوطنية ولم تقترب حتى من إعادة السنة إلى الحكومة، والحال هو ما كان عليه عند بدء أولى هذه الاجتماعات، في حين نقترب أكثر وأكثر من موعد صدور التقرير وإلخ...
السفير كروكر: ربما أكون قد قضيت وقتاً طويلاً هنا الآن، ولكنك تجد أموراً تبشر بالخير ربما في أماكن يجدر بك ألا تجدها فيها. ودعني أقول لك أن اجتماع الخمسة معاً ومواصلتهم الاجتماع يومياً، وأعتقد أنهم يجتمعون مجدداً بعد ظهر اليوم، يوحي لي أولاً بجدية هذا السعي، وثانياً،بالقدرة على الجلوس في قاعة مع أشخاص يعبرون عن وجهات نظر مختلفة كثيراً وعقد النقاشات حول القضايا الأساسية دون حدوث فوران. وهناك نقاشات متلازمة ومتوازية تتم على أساس أكثر اتساعاً. فلديك القادة الخمسة، ولديك أيضاً المجلس السياسي للأمن القومي. وأنت أيضاً تجلب إلى الطاولة حزب الفضيلة من التيار الصدري. عند هذا الحد، لا أقوم بالاستنتاجات ولا بالبيانات بعد خمسة أيام من النقاش. ولكنني أعتبر أن مواصلة هذا المسار هو مشجع بحد عينه. فالأهم أن تفضي اللقاءات إلى نتيجة، ولست أدري ما ستؤول إليه هذه النتيجة. كما قلت لك، كنت على اتصال بالجميع. ومن الواضح أن وجهات النظر متفاوتة حول الطريق إلى الأمام، ولكنني أعجب بالحس المشترك [الذي أستشعره] حول ضرورة التوصل إلى نتيجة وليس فقط من أجل تقرير سبتمبر/أيلول ولا من أجل الأمريكيين، وإنما لأن البلاد تحتاج إلى بعض الخطوات من قبل القادة. إذا، مرة أخرى، الأهم أن يتوصل الجميع إلى نتيجة. أشعر بالتشجيع من أن الجميع منخرطين بشكل جاد في سعيهم لتحقيق مثل هذه النتائج.
سؤال: ما رأيكم بمقتضى الصدر كشخص عليكم التعامل معه على المستوى السياسي؟ يبدو أنه يتخذ لنفسه موقعاً جيداً خلال الأشهر القليلة الماضية من أجل الاضطلاع بدور سياسي ما عندما يحين الوقت. هل هو شخص أنتم على استعداد للجلوس معه على الطاولة والحديث معه؟
[ملاحـظة غير مسموعة]
السفير كروكر: المقاربة ليست فوراً واضحة لي. فالتيار الصدري هو جزء من العملية السياسية. وله نواب في البرلمان ووزراء في الحكومة وقد تعاملنا بالفعل مع كل منهم. وقبل أن يتخلوا عن وزاراتهم، كان لنا مستشارين في وزارات كان وزراؤها من التيار الصدري. نعم، سنتعامل معه ومع تياره كجزء من العملية السياسية. وإنما عندما تذهب إلى أبعد من ذلك والخوض في موضوع جيش المهدي وعناصر جيش المهدي، يصبح الأمر مختلفاً. ولكن، طبعاً، سنتعامل مع مقتضى الصدر كزعيم سياسي ومع نواب تياره المنتخبين كأعضاء في البرلمان. يفترض أن يكون الصدر في العراق غير أنه، على ما يبدو لنا، أنه يقضي الكثير من الوقت في إيران مؤخراً. وأعتقد أن هذا مثير للاهتمام بعض الشيء لا سيما إذا ما عدنا إلى تاريخ التيار الصدري الذي حدد هويته في التسعينيات في عهد الصدر الأب، على أنه تيار قومي عربي بمنأى عن الغرب وعن إيران. وهذا يجعلني أتساءل عن أثر إقامته الطويلة في إيران على قاعدته الشعبية في العراق.
سؤال: سعادة السفير، هل تشعرون بالارتياح حيال [الصوت غير مسموع] أن مركز الشرطة [الصوت غير مسموع] في مدينة الصدر، وأنه تم دفع مبلغ 100 ألف دولار شهرياً من أجل حركتين في التيار الصدري [الصوت غير مسموع] وهم يوظفون 108 فرداً [الصوت غير مسموع] للقيام بالحراسة؟
السفير كروكر: كلا، لا علم لي بذلك. وسننظر في هذا الموضوع. 180 من جيش المهدي؟
المراسل: 108 حرس من جيش المهدي [الصوت غير مسموع] ودفع لهم 100,000 دولار شهرياً [الصوت غير مسموع] في مدينة الصدر كسمسرة في انتظار بناء مركز الشرطة. وبشكل أساسي، [الصوت غير مسموع].
السفير كروكر: أول مرة أسمع بذلك.
سؤال: عقارب الساعة تدق للقادة الذين يخضعون للضغوطات، مما يزيد الضغوطات، كما ذكرت، وينذر الآن باحتمال انهيار الحكومة بما أن رئيس الوزراء غير قادر على إدارة الوزراء، والوزراء غير قادرين على إدارة الموظفين لديهم مما يمكنهم من التأثير على أي شيء يمس حياة الناس في المدن والمحافظات وغير ذلك؟
السفير كروكر: إنه ماذا ....
سؤال: أعني أنه هل هذا هو الضغط عليهم الآن؟ أعني أن نصف الوزارات في الواقع خالية. وقد ذكرت، سعادة السفير، أن الكثير من النواحي والأحياء لا تصلها الخدمات. هل هذا هو ما يدفعهم لإدراك ضرورة القايم بعمل ما؟
السفير كروكر: أعتقد أنها هذه الأمور كلها مجتمعة. أعني أن المرء يستشعر لدى الوزراء شعور كبير من الإحباط إزاء عدم قدرتهم على توفير الخدمات الفاعلة. ولا أبغي استفراد الأشخاص ولكن [مثلاً] وزير الكهرباء مصاب بإحباط كبير وهو يحاول أن يشغل شبكة الكهرباء في بغداد بعد أن أصابها التلف إلى الحد الذي وصلت إليه. إذا،ً إنه إحباط سياسي وإحباط من عدم تمكنهم من تقديم ما تبوأوا مناصبهم لتوفيره. فكل هذه الأمور تجتمع وتتراكم مع مرور الوقت. ومرة أخرى أقول أنني سمعت من الكثير من القادة السياسيين عن ضرورة التوصل إلى سبيل لتفعيل أداء الحكومة في العراق. ولا ألتقي بالكثير من الناس الذين يقولون "إن الأمور كلها على ما يرام وأن ما من شيء يدعو للقلق". ولا أعتقد أن الناس لا يفهمون الوضع. كلا، ليس الأمر كذلك. إنما الأمر هو أن إصلاح الأمور عملية صعبة وشاقة.
سؤال: ما هي أهمية عودة السنة إلى الحكومة في اعتقادك؟ يبدو أن حزبين من الأحزاب السنية يحاوران حالياً، وقد يشارك مجلس الخلاص في الأنبار بدلاً من [الصوت غير مسموع]. ما هي أهمية هذه المشاركة وكيف يمكن تقليص المطالب الإحدى عشرة مما قد يعيد السلطة إلى الحكومة؟
السفير كروكر: أعتقد أنه من الأهمية بمكان أن تشارك جميع الطوائف العراقية الرئيسية في حكم البلاد. وهذا لا يعني أنه لن يحل وقتاً يكون فيه السنة أو معظم الوزراء السنة خارج الحكومة. ولكن مع مرور الوقت، على العراق أن يشرك ممثلي جميع الطوائف الأساسية في البلاد في صنع القرار. والآن هل يعني ذلك أنه يمكن فقط لجبهة التوافق وحدها أن تفعل ذلك؟ لا أعتقد ذلك. أعتقد أن الطوائف في هذه الحالة هي الطوائف السنية. وهل هناك ممثلين آخرين جاهزين للمضي قدماً أم لا، وهل سيعتَبرون ممثلين يشملون قاعدة واسعة، لست أدري. هذا أمر مرهون بانبلاج المواقف والتطورات. هل يعني ذلك وزراء في الحكومة؟ ربما نعم. ربما لا. لأنه في هذه الحالة الراهنة وموقف جبهة التوافق، لقد خرج الوزراء من الحكومة ولكن طارق الهاشمي يبقى مضطلعاً بدوره كنائب للرئيس ومنخرط جداً في النقاشات المنعقدة حالياً. وأفهم أن أحد عناصر النقاش الأساسية كما أفهمها هي إضفاء الطابع الرسمي على ما يسميه العراقيون معادلة "ثلاثة زائد واحد"، الرئيس ونائبا الرئيس ورئيس الوزراء كهيئة تشاورية وصانعة للقرار حول القضايا الإستراتيجية. وبذلك يكون عندك السنة والشيعة والأكراد ممثلين في هذه المجموعة المكونة من أربعة أعضاء. قد تكون هذه وسيلة تتيح تمثيل السنة حتى وإذا لم يكن هناك وزراء سنة في الحكومة. أما بالنسبة لنوع الاتفاق الواجب التوصل إليه إذا ما تم ذلك مع جبهة التوافق، فليس لدي أية فكرة.
سؤال: هل قلصوا من مطالبهم الإحدى عشرة؟ ماذا عن المعتقلين؟ فهذه النقطة تبدو على أنها نقطة رمزية.
السفير كروكر: أعتقد أنهم يركزون كثيراً على قضية المعتقلين. وكما تعرف، لقد توجه كل من نائبي رئيس الجمهورية طارق الهاشمي وعادل عبد المهدي إلى الرصافة وهو ظهور مهم جداً. نعم، إن موضوع المعتقلين مهم جداً ولأعود إلى إحدى نقاطك، إنها مرحلة مهمة. فليست مهمة فقط كعنصر مهم في صفقة سياسية، وإنما تكمن الأهمية هذه في تطور هذه الدولة وكيفية معاملة المعتقلين لديها وهذا شيء مهم جداً لنا. كنت هنا في عهد صدام، وأعرف ما كان مصير المعتقلين في عهده آنذاك. فمن المهم أن تكون للدولة العراقية ما بعد عهد صدام سياسة وممارسات مختلفة جداً. أنا سعيد أنهم يركزون على هذه القضية.
السيد ريكير، منسق الحوار: يتسع لنا المجال لسماع سؤال واحد أخير.
سؤال: الجميع يشير إلى الأنبار على أنها نجاح [الصوت غير مسموع]
السفير كروكر: اعتقدت بأنه يمكنني أن أطرح هذه الفكرة ولكن أترى كيف .....
سؤال: [الصوت غير مسموع] الحلول الطائفية و [الصوت غير مسموع] المصالحة [الصوت غير مسموع]. هل ستتم المصالحة الحقيقية في العراق؟
السفير كروكر: هذه نقطة مهمة جداً ولم أنوِ أبداً وبأي شكل من الأشكال وصف ما حدث في الأنبار على اعتباره مصالحة وطنية. أعني على العكس، أعني أن المصالحة الوطنية وحاجة انتشار المصالحة الوطنية في جميع شرائح المجتمع هي حاجة حقيقية. وما حدث في الأنبار مهم. ومن الواضح أنه إيجابي. ولربما هو شرط أساسي للمصالحة ولكنه لا يشكل مصالحة. وأفهم أن شهاب زعتر في بغداد يعقد لقاءات على مستوى الحكومة الفدرالية. وسيعقد اجتماعاً موسعاً في الأنبار في أوائل شهر سبتمبر/ أيلول حيث سيصطحب نائب الرئيس كل الوزراء الأساسيين في الحكومة للجلوس مع ممثلين عن محافظة الأنبار والحديث عما يمكن للدولة أن تقدمه وتفعله لأهل الأنبار. فهذا هو المسار المؤدي إلى المصالحة الوطنية. أما بالنسبة للمركز وعلاقاته بالمحافظات والجنوب، فلا أود أن أترك لديكم انطباعاً خاطئاً. لا أعتقد أبداً أنها الظاهرة عينها وبنفس أهميتها. وأعرف أن الأمر لا يشبه ما رأيتموه في الأنبار. كل ما قلته هو أنني أعتقد أن هناك نقاشات قائمة حالياً بين ممثلين عن الحكومة وآخرين ممثلي العشائر في الجنوب.
أما الحديث عما يحدث في أماكن أخرى، عن الرابط بين هؤلاء، من بين أبناء السنة، الذين حملوا السلاح ضد الدولة وضد القوات متعددة الجنسيات، فهم الآن يتحولون ضد تنظيم القاعدة . العنصر الأساسي هو الرابط لعودتهم نحو الدولة. وقد انخرطنا كثيراً في هذا الجهد. عندما يأتي الناس إلينا، نخاطب الحكومة المركزية لكي يكون الوصل بين هذه المجموعات والحكومة المركزية. هذا هو نوع المصالحة الوطنية الذي يكون حيوياً لعدم الوقوع في حالة توجد فيها في الواقع ميليشيات منضوية تحت أسماء مختلفة. فيصبحون عنصراً في الهيكلية الأمنية. وأريد التطرق إلى نقطة أخيرة، فإذا ما نظرتم إلى الشرطة الوطنية، فهي تجربة مريرة مع الشرطة الوطنية لحد الآن. ففكرة الشرطة الوطنية مهمة استراتيجياً . وعليه تتم حماية الأحياء والمناطق من قبل أبناء هذه المناطق والأحياء. وإذ لم تثبت فكرة الشرطة الوطنية نجاعتها، تتطور هذه الظاهرة إلى جهد منتظم يرمي إلى تغيير كيفية تنظيم أجهزة الشرطة وتنفيذ القوانين. وهذه الطريقة معتمدة في مجتمعاتنا. ويظهر ما رأيناه إلى حد أنها طريقة قد تثبت نجاعتها هنا أيضاً. ومرة أخرى، أكرر أنها ليست مسألة مصالحة محضة وإنما أيضاً شعور سكان الأحياء بالأمان وهذا بنفس الأهمية.
السيد ريكير، منسق الحوار: أعتقد أن هذا يؤدي بنا إلى 5 مقابل 0 . سؤال أخير سريع.
سؤال: [الصوت غير مسموع]
السفير كروكر: نعم، تعرفون أنه في المناخات السياسية متعددة الأطراف، تلعب الشخصيات دوراً وهنا أعلق بشكل عام وليس على وجه التحديد. وترون ذلك كثيراً دائماً في الولايات التي فيها أشخاص في داخل وعلى جوانب الإنخراط الحزبي. ألفت النظر مجدداً إلى أن الأشخاص الخمسة يقضون الكثير من الوقت معاً هذا الأسبوع. والأمر كله منوط بما ستؤول إليه لقاءاتهم في النهاية. ولكن بالرغم من المشاعر الشخصية، فهم ينجحون من تخطيها للجلوس على نفس الطاولة يومياً لعدد محدد من الساعات.
السيد ريكير، منسق الحوار: شكراً جزيلاً.
السفير كروكر: يسعدني أن أرى أشخاصاً لم يأخذوا عطلة شهر أغسطس/ آب.
21 أغسطس/ آب 2007.