الهلال الضائع
بركاتُك يا سيدي المستقبل فيما نعمل، وفيما يعملون، نراقب الهلال جميعنا والمرصد الفلكي غائب عن ابصارنا واذهاننا.... الى هذه النقطة وصلنا عبر حدود الوطن العربي، فكلهم يبدؤون صيامهم كل على حدة، والعيد بعد ذلك اصبح اثنين وثلاثة واربعة... ألم تسمع ان الصيام اصبح صياما سياسيا وابتعدنا كثيرا عن الخط الايماني سيما ونحن ننظر الى بعضنا “بحسرة” ما بين حدود التجزئة لهذا الوطن العربي؟!.. بركاتك يا مستقبل...ايها المستقبل العربي، لماذا تهتم بكل قضايا الكون وتهرب من وجه قضيتك؟ لماذا؟ ولماذا؟ والله لقد قتلتنا الاسئلة وسئمنا من كثرتها، متداولين الاجوبة على قارعة الطريق ونحن نفتخر بما فعله اجدادنا، لا تقل يا مستقبل ماذا فعل الاجداد، بل قل اجابة تفسر من خلالها احوالنا، لماذا الهروب للخلف؟ يا “مستقبل” دائما نقول كنا، يا “مستقبل” نريد ان نكون...
استحلفك بالله... ما العيب والحرام في استخدام المرصد الفلكي لرصد هلال رمضان الكريم؟ أهي بدعة؟ أم ماذا؟!!!
اين فتواك الحاضرة الغائبة، التي تستخدم ضمير الغائب في الفتوى، معللة في ذلك فحوى اجابة المنصب السياسي... أليس الحري بك ان تكون على قدر الامانة بفتواك الجوهرية وليس الشكلية؟.. ان بلالاً قد كان يؤذن بالناس من دون مكبر للصوت، ولم تختلف الحالة بوجود ذلك المكبر، فاستخدمه المؤذن “حاضرا” ومحافظا على الخط الجوهري الايماني، فالجوهر واحد، ولكن الاداة هي التي تغيرت...
السؤال هنا: الى متى ستبقى العين المجردة هي الوسيلة الوحيدة لاعتماد بداية شهر رمضان؟
وكل عام وانتم بخير، فرمضان قادم، والهلال ضائع... بركاتُك يا سيدي المستقبل فيما نعمل، وفيما يعملون...
بقلم : مأمون شحادة
مختص بالشؤون الاقليمية
بيت لحم – فلسطين
wonpalestine@yahoo.com