Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

الوحدة ..... الوحدة ... الوحدة ... يا نساطرة العراق

من المعلوم بأنه أية دعوة يجب ان تبتدئ من الدائرة الضيقة القريبة الصغيرة ، ثم ما تلبث أن تكبر رويداً رويداً تشمل وتعم وتصل إلى الدائرة الكبيرة ، حيث أنتشارها الأوسع والأعم ، ومسألة التصحيح والتقويم عندنا في المجتمع العراقي قد أخ>ت بعداً أوسع ، وخير مثال على ذلك المقولة التأريخية " لو رأينا فيك إعوجاجاً لقومناه بسيوفنا " ومسألة أن يكون في أحد المرشدين أو المعلمين أو الهداة خلالاً ما ، فإنه يكون مدعاة للنقد وألأستهزاء به وبدعوته ، ويقل أحترامه في المجتمع .
رب الأسرة التي تكون أسرته منقسمة على نفسها ينطبق عليه ما تقدم أعلاه ، سواء كان معلماً في مدرسة أو مرشداً دينياً أو أجتماعياً ، أو مربياً قديراً ، لأنه يكون مدعاة للسخرية والأستهزاء ، وكما يقال بالعامية العراقية " لو بيه خير ما كان هفاه الطير " أو بالأستهزاء به والأمثلة كثيرة ومتعددة في هذا المجال .

ومدار حديثنا هنا على إخوتنا النساطرة الكلدان الذين أنشقوا عن الخط الكلداني الكاثوليكي العام وراحوا يرسمون لهم خطوطاً وهمية في الخيال ، حيث خلقوا لأنفسهم أسماً قومياً من صنع الأستعمار العميل ، مستخدماً إياهم ورقة رابحة لتحقيق مصالحه والوصول إلى غاياته ، فمرة وفي زمن ما تم أستخدامهم لإعاقة تحركات جيش إحدى الدول المجاورة مما تسبب في مقتل الكثير من المسيحيين ، كما تم أستخدامهم للقيام ضد السلطة الوطنية ، وتسبب في تهجيرهم من قراهم وتشريدهم ، وأرتكاب جيش السلطة المركزية بحقهم أبشع الجرائم ، واليوم نراهم كعادتهم يثيرون القلاقل والمشاكل ، فتراهم قد أنقسموا على أنفسهم سواء في القيادات الدينية أو المدنية وبذلك حق عليهم قول يسوع له المجد " فإذا أنقسمت مملكة على ذاتها ، فإنها لا تقدر أن تصمد ، وإذا أنقسم بيت ما على ذاته ، فإنه لا يقدر أن يصمد " مرقس 3 :24 و 25

إخوتي نساطرة العراق ، يا كلدان الجبال ، يا من تسمون أنفسكم تارةً بالآثوريين وطوراً بالآشوريين ، بما أنني أؤمن بأن القومية شعور يشعر به الفرد بأنتمائه ، فلا أعارض ولا أمانع ، لا بل أحترم أنتماء أي أنسان كان وإلى أي فئة كانت ولا فرق عندي في ذلك ، لأنكم في قرارة النفس والعقل والوجدان جزء قد أنفصل عن الكل في ظرف صعب جدا وتحت متطلبات قاسية جدا، ولا بد أن يرجع هذا الجزء إلى الكل مهما طالت الأيام ، فلا بد للزمن من أن يدور دورته الطبيعية المعتادة .

أيها الأخوة المنادون بالوحدة
بعضكم يتهم الكلدان بأنهم سبب الأنفصال ولا يريدون الوحدة مع أشقائهم نساطرة العراق ، لا بأس من ذلك ولنفرض جدلاً أنتم على حق ونحن على باطل ، ولكن سوف نناقش ذلك من الناحية المنطقية ، يا إخوتي قلناها مراراً ونعيدها تكراراً ، كل دعوة تبدأ من الدائرة الصغيرة ثم تتوسع لتشمل وتعم ، والوحدة ليست خارج نطاق هذه المقولة ولا هي شاذة عنها ، لذلك نقول : هل حاولتم أن تتوحدوا مع أنفسكم ؟ مع أخوتكم ؟ مع عوائلكم وقراكم ؟الذين يشعرون نفس الشعور القومي ؟

يسألني بعض الأخوة الكلدان ويقولون لي : مع مَنْ نتوحد ؟¨
هل نتوحد مع جماعة قداسة البطريرك ما ر دنخا ؟
أم مع جماعة قداسة البطريرك ما رشمعون ؟
مذهبياً أنتم منقسمين إلى ثلاثة أقسام ،
من الناحية السياسية ، مع من نتوحد ؟
هل نتوحد مع زوعا ؟ أم مع جماعة سركون داديشو ؟ أم مع المؤتمر الآشوري أم مع جماعة المجلس الشعبي ؟ أم مع جماعة سركيس اغاجان ؟
هل نتوحد مع عوائل آثورية أم مع أشخاص ؟
هل الوحدة مؤسسة أم شركة أم دار عرض ؟
مع من نتوحد وما هي حقيقة الوحدة ؟
الكلدان عندهم بطريرك واحدة وهذا يعني وحدة القرار الديني .
والكلدان عندهم حزب سياسي واحد ، وهذا يعني وحدة القرار الساسي
الكلدان عندهم مجلس قومي واحد وهذا يعني الوحدة القومية ، وعندهم جمعية الثقافة الكلدانية ، والأتحاد العالمي للأدباء والكتّاب الكلدان ، وأتحاد نساء الكلدان وجمعية شباب الكلدان ، إذن في من تتوفر شروط الوحدة أكثر من الآخر ؟
والأكثر من كل هذا للكلدان أتحاد قِوى كلدانية حيث تتمثل الوحدة في أوج عظمتها في هذا الأتحاد .
كونوا واقعيين وأحكموا بالحق والعدل وأرجعوا إلى منطق العقل ، والمثل العراقي يقول : ــــ
" أگعد أعوَج وأحچي عَدل "
توحدوا في ما بينكم قبل أن تطالبوا غيركم بالوحدة ، أو تطلبوها مع غيركم ، اهل الدار أولى من القريب .
أرفعوا المد الذي في عينيكم قبل أن تروا القشة في عيني قريبكم
إن كان بيتكم من زجاج لا ترموا بيوت الناس بالحجارة
الوحدة ليست كلمات نخطها على الورق
الوحدة ليست خطبة سياسية تلهب حماس الشباب ومشاعر الجماهير ، ولا هي حمل سلاح وقتل أبرياء
الوحدة هي طريق ، الوحدة هي مسيرة نضالية وتضحية ونكران ذات
الوحدة هي عمل فعلي حقيقي بحاجة إلى رجال مؤمنون بأنهم مسؤولون أولا بين عوائلهم ومن ثم بين غيرهم .
الوحدة هي ترك الأنا البغيضة ، ترك الأستعلاء والتكبر والغرور
الوحدة هي التصرف بحكمة وعقل
الوحدة الحقيقية هي وحدة اللسان والقلب والفكر والعقل والكلمة وهي خير من وحدة التسمية
لنحمل ما شئنا من اسماء ولكن ليكن هدفنا واحد .
تطالبوننا بالوحدة ، وأنتم ماذا عنكم وعن صفوفكم
ونقول لكم " يا طبيب أشف نفسك " لذلك نطلب من إخوتنا النساطرة أن يجاهدوا ويستميتوا في سبيل عودة الوحدة إلى صفوفهم ، ولهم في إخوتهم الكاثوليك درساً في ذلك ،
نوجه نداءنا إلى إخوتنا ( الآثوريين ) الكلدان النساطرة لنقول لهم قبل أن تتهموننا بشق الصف وشق الوحدة المسيحية ، أنظروا إلى المد الذي في أعينكم ، وأصلحوا حالكم ، فإنكم قد شققتم وحدة أخوتكم واشقائكم ، قبل أن تكونوا السبب في مقتل عشرات الألوف من المسيحيين على مر الزمان بسبب تصرفكم غير المنطقي وغير المعقول ، ندعوكم وندعوا قادتكم ( من باب الحرص على وحدة صفكم ) ليعملوا بوصية السيد المسيح له المجد ، ليتنازل الواحد للآخر وبذلك تكون القيادة الدينية الموحدة ، أتركوا محبة الجاه والكرسي والسلطة والشهرة فإنها زائلة ، لا تكنزوا لكم كنوزا في الأرض ، ليتشجع أحد البطاركة ويقول لزميله إني بأسم يسوع الناصري أتنازل لك عن منصبي وكرسي البطريركي ، وتعال لنكون واحداً ، ومن ثم نوجه خطابنا إلى إخوتنا الكاثوليك العراقيين ليقبلوننا بين صفوفهم ونكون قوة واحدة ،
هذا هو منطق الحق والعدل الذي تقره كل الأعراف والقوانين الشرعية والقانونية وتقره الأعراف السماوية .
بغير هذا المنطق لن تكون هناك وحدة ، فأنتم منقسمون على ذاتكم ، كيف يمكن أن نقبلكم بين صفوفنا ؟؟؟

ولنا لقاء
‏06‏/09‏/2009

Opinions