الوحوش الوَديعَة
غلبَني النُعاس وأنا في يَقضَتيتمايلتُ برقَبتي على وسادتي
بدأت أحلَم وأحلَم
بدأت أبكي وأندَم
بدأتُ أصرخ وأشتّم
لافُرصة لي
لاني سقطتُ من
أعلى سِهامِ الأشواك
وعلى أنيابِ الحِرابِ
سقطت وأنا
في رَيعي ورَبيعي
أبكي على الزمان
وعلى كل اللَحظاتِ
وكل الأيام
سقطت في أكناف القبورِ
وبأحضان الأمواتِ
تلقيتُ العتاب
مالذي هنا دعاني؟
مالذي هنا أتاني؟
بكيت لهم ملزماً
وصرختُ بملى عنفواني
لا ولم تسعني الدنيا
ولايسعني الأفق
بل أخترت أمري
وآزرتُ دولاب الزمان المُرّ
الذي دهاني الى
خاتمة الأنفاسِ
ومُرّ الإحساسِ
..............
ألتَفتُ الى يميني
فرأيتُ الذي يرقصُ
رقصَة العويلِ
وهو ينادي
السماء بالرحيلِ
والكواكبَ بالسقوطِ
نظر الي ملهوفا
وناشدني بالرحيلِ
والأبتعادِ عن تلك الوحوشِ
ملامِح وجهِه تنذرني
بعدم الغوصِ
في بحور الأغراءِ
المُبطَنة بالأتون االملتهبة
ونظرتُ الى يساري
وإذا بعيون حمراء ذابلة
تسكنُها الشكوى والألام
تكاد منتفخة من شدة البكاء
تناديني بالابتعاد
ووجوه صفراء
من شدة اليأس
ومن شبح الرعب
وأفواه تتناثر منها
أحّد الكلمات
ترتل بصوت مرعب
لماذا ...لماذا نحن هنا ؟
لماذا نحن في جعبة الهلاك ؟
دفعتني الأيادي الى الخلف
وشعرت بارتدام أصوات النفي والرفض
في عقر حجابي
كدت أهرب من المشاهد
ولكني تفاجأتُ
بهروب الأرض من تحت أقدامي
ألتمَستُ الأثير
بأن يحملني الى بعيد أقاصي لأرضِ
لم يرفض
بل حمل أقاصي الأرض مني
وتركني
مخنوقا
جامدا
ملبدا بعلقم الأحزان
أحترت بأمري
بدأت الموع تنفذ
وبدأ نزيف القلب بالسيلان
وبدأت عروقي تلوح بالاستسلام
أكاد أموت وأنا حي
أغرق وأنا على اليابسة
هاهي الوحوش الوديعة
تستقطب أفراح العمر
وتكترث بشهد الزمان
لتحولهم الى
نبض الزؤام
وتقتادها الى حَتمية الذبول
وللموت بالأذعان
هاهي رياح الغدر
المبطنة بوداعة السلام
تحمل في الأفق
كل الأحلام
وكل حلاوة الأيام
وتفرشها على زوايا الأرض
كورودُ سوداء
هاهي تكتب
لافِتات
بحروف حَمقاء
هاهي تناشد
طيور السماء
بالأنقضاضِ على الأغصان الخضراء
لتحوِلها الى شلَلّ سوداء
وتزرعها في جميع مسالك الخير
لتفترس ربيع الأرض
وتنقض عليه وتُسكِتَ تَغريدهُ
لامن
الشكوى حلولا
ولا من
الجلل مفرا
ولا من
تذرية التراب على الرؤوسِ سُعافا
ولامن
الموت البطى هروبا
بل من كشف الأقنعة
لتكون الوحوش وحوشا
والحمام حماما
نهاد حناني
هواندا
26-04-2008