Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

الوضع الأمني غيّر العادات الاجتماعية ... الأثير ملجأ الأسرة العراقية في ليل الوحشة

03/02/2006

حياة:ما أن يبسط الظلام جناحيه على المدينة وتنسحب الشمس تاركة للعتمة ان تفرض وجودها على كل شيء، حتى تنزوي العائلة العراقية في معظم المدن داخل بيوتها لتفرغ الطرقات وتخلو من حركة الناس... وليالي المدن العراقية لم تعد صاخبة كما كانت، إلا من آليات وسيارات الشرطة والحرس الوطني التي تتجول على شكل دوريات. عند حلول الظلام، تنزوي العائلة داخل البيت مستمتعة بمشاهدة القنوات الفضائية العراقية التي كثرت حتى أصبحت لكل محافظة عراقية فضائيتها، و «أحياناً» اكثر من فضائية في المحافظة الواحدة. واذا كانت المرأة تنشغل بإعداد طعام العشاء وتستغل وجود التيار الكهربائي لإنجاز أعمال منزلية عالقة، فإن الرجال والشباب يجلسون في البيت من دون أن يتمكّنوا من مبارحته خوفاً من طارئ أمني، فالليل لم يعد آمناً ساكناً، على رغم أن اكثر الحوادث الأمنية مثل الاختطاف والسلب والاغتيال تحدث في وضح النهار. مع ذلك، فان هاجس الخوف من الليل ما زال طاغياً على حياة المواطن العراقي في بلد تعّم فيه الفوضى وتنتشر على نحو واسع. يقول علي: «عندما تغيب الشمس أسرع بالعودة إلى البيت ولا أغادره مطلقاً. اجلس أمام التلفاز وأتابع القنوات الفضائية». أما حسام (40 سنة) فيقضي فترة الليل في ديوان او مضيف الشيخ مع مجموعة من الشباب، حيث «نتحدث ونرتشف القهوة ونلعب الورق والشطرنج، لكننا اضطررنا للاقلاع عن «عاداتنا» هذه بسبب تردي الوضع الأمني والخوف من المداهمات والاعتقالات التي قد تطاولنا ونحن مجتمعون في مكان واحد». وفي بيوت أخرى، اكثر يسراً، يستغل الشباب والرجال فترة وجودهم في البيت بتصفّح الإنترنت، إذ تمكن عدد كبير من الأسر في المدينة من نصب منظومة اتصالات الانترنت اللاسلكي في بيوتهم في مقابل أجر شهري يدفعونه للشركات المختصّة. وفي موازاة ذلك، اختفت أنشطة كثيرة كانت تمارسها العائلة في فترة الليل منها زيارة الأقارب والتبضع في السوق وتناول وجبات العشاء في المطاعم وممارسة رياضة المشي في الطرقات. ولم تعد العائـلة تستغل الليل لاقامة الزفاف والاحتفال بزواج أحد أفراد الأسرة، بل تـحـرص على اتمام هذا كله في خلال فـتـرة المساء... خوفاً من الليل! Opinions