Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

الوطن سيبقى والممثلون يغادرون الكهف

اغلب المتابعين من المثقفين والكتاب والباحثين يؤكدون ان الفرق بين الانسان والحيوان هو العقل، نعم ان هذا صحيح ولكن بنسبة مادام كل شيئ على هذا الكون هو نسبي وليس مطلق، ونحن اليوم نلعب في مسافة ماتَبّقى من النسبة بين عقل الانسان وحريته لسبب ما يحدث من ظلم وكبت الحريات واهانة كرامة الاوطان والشعوب لذا قامت الثورات لتهز العروش والكراسي الملحومة بماكنة لِحام "الولدن"! من هذا يصبح الفرق بين الانسان والحيوان هو "الحرية"

جاءت "نظرية المُثُلْ" لافلاطون في كتابه – الجمهورية – على ضوء جدل بين معلمه "سقراط" وبين غلوكون، حيث اعتبر افلاطون ان الانسان حقيقة هو غير موجود في هذا العالم بشكله الحقيقي بل هو ظل الوجود الحقيقي وليس وجودا حقيقياً بذاته، لذلك قام بفصل بين العالم المحسوس والعالم اللامحسوس، في كهف افلاطون البشر هم سجناء مقيدين ظهورهم الى مدخل – باب الكهف – لا يرون الا ظلال لكائنات تروح وتأتي وتجول، اذن الحقائق والوقائع تكون خارج الكهف – السجن – اي تكون امام الشمس وتتكون من افكار ومبادئ وقيم واخلاق وجميع الماهيات وترمز الى الخير، افلاطون يؤكد ماذا لو ان احدهم فك قيده وخرج الى خارج الكهف وينبهر بالشمس ولا يرى للحرية طعم فيرجع الى زملائه فاقد البصر

نحن هنا لسنا بصدد مناقشة نظرية الفيلسوف افلاطون ولكن من حقنا ان نطبق هذه النظرية على واقعنا الحالي الذي نعيشه اليوم وكاننا في كهف افلاطون لا نرى سوى الحائط والخيال الذي امامنا، ونحن مقيدين بالقوميات والطوائف والمذاهب والتحزبات وانتهاك حقوق وسلب حريات وفرض الخواص وتبني الفكر الواحد والدين الواحد والقومية الواحدة والمذهب الواحد والطائفة الواحدة والشريعة الواحدة! اذن هناك افلاطون واحد وكهف واحد ومُثُل وخيالات وتقديس اشخاص، وكان القتل والتهجير والظلم والاضطهاد عندما ارادت الجماهير ان تفك قيودها وترى واقع الفساد وكبت الحريات وزيادة عدد الدكتاتوريات داخل البلاد الواحدة وكبت الحريات واعدامات البشر وكان تلك الخيالات التي تظهر داخل كهف افلاطون هي مجرد ارقام في هذه الحياة، هنا يدخل حقوق الانسان ليلعب في الساحة المخصصة له ليعطي معنى لحياة اهل الكهف وكل المظلومين بدفاعه المستميت لفك قيود من هم في الظلام ووضع مرهم خاص ليروا ما يحدث من حواليهم ويقرروا مصيرهم بالحوار مع اخوانهم في الوطن لانهم يعرفون ان الارض باقية والساحات باقية والافكار باقية والتواريخ باقية والقوميات باقية والحضارات باقية ولا يزول سوى الممثلين! فهل من يعلم ويضع رأسه في الرمال؟ ام ان الدولارات اعمت بصائرهم؟ ام انهم يفكرون انهم باقون ولا يغادرون هذه الدنيا؟ ام يعتقدون ان الكرسي غير مدور؟ أَلَم يفكروا للحظة اين الاباطرة والزعماء والقادة الذين كانوا يهزون الدنيا كلها؟ مهما عملتم وكم تقتلون وتسجنون وتخطفون وتهجرون وبالتالي ستذهبون الى مزبلة التاريخ وتبقى الارض ويبقى الوطن دون كهوف ولا قيود ولا ظلال، انهم المدافعون عن الحق دائماً حيث لا ينامون مادام شعبهم مُضْطَهد، انها شمس الحرية شاؤوا ام أبوا ---

www.icrim1.com




Opinions