الوطني الاشوري..والطائرة المخطوفة
يبدو ان تصريح الاستاذ يونادم كنا ممثلنا الشرعي في مجلس النواب العراقي، والمنتخب بأصوات كلدواشورية سريانية شفافة، بخصوص مقاطعة الانتخابات، كان له تاثيرا عظيما على مسامع البعض من ابناء شعبنا الكرام، ممثلي بعض (الاحزاب) (ان صح التعبير)، ومنظريها.. اذ سارع ممثل الحزب الوطني الاشوري السيد عمانوئيل خوشابا وبعد فترة قصيرة جدا على تصريح رابي يونادم، سارع لنشر مقال بعنوان نرفض الكوتا بهوية دينية ولا نقاطع الانتخابات.. اشار فيه كعادة منظري اثرانايا الى مخالفة الحركة الديمقراطية الاشورية في طروحاتها السياسية مهما كانت غاياتها، حتى وان كانت تلك الطروحات نابعة من خبرة وعمق بالساحة السياسية العراقية، تلك الخبرة التي تفتقر اليها الكثير من الاحزاب والحركات السياسية القومية الاخرى الخاصة بشعبنا، والتي اكتسبتها الحركة (زوعا) واتقنتها مع ممارسة العمل السياسي من خلال تاريخها النضالي السياسي باعتبارها:• الحركة السياسية الوحيدة التي قدمت شهداءا ابان فترة نظام حزب البعث، وعملت على نشر فكرها ونهجها في الوطن، رغم ما كان يكتنف هذه العملية من صعاب تتثمل بالقتل والتعذيب الوحشي.
• ممثلا شرعيا لشعبنا في صفوف المعارضة العراقية.
• ممثلا شرعيا في اقليم شمال العراق المستقل اداريا منذ 1991.
• ممثلا شرعيا في مجلس الحكم الذي تشكل بعد سقوط نظام الحكم في العراق 2003.
• ممثلا شرعيا في مجلس النواب العراقي.
مقدمة مؤسفة
من خلال مقدمة السيد عمانوئيل خوشابا، وهو الذي يدخل موقع عنكاوا بأسم اثرانايا، وهو ذات الاسم الذي يستخدم في نشر تصريحات الحزب وبياناته، بإعتباره وسيلة من وسائل الحزب الوطني الاشوري الاعلامية، كبقية الاسماء الاخرى التي تنشر كل اخبار الحزب ونشاطاته المطرزة، مثل زيارة المطران الفلاني، والمشاركة في القداس الفلاني، والاطلاع على صحة السيد الفلاني..الخ من نشاطات الحزب الكثيرة، والتي تشهد عليها صفحات مواقعنا، اقول من خلال تلك المقدمة التي جاء بها السيد عمانوئيل، يظهر لنا (اسفا) ان الوطني الاشوري يضيع جهدا في مصارعة افكار نسجت في البرج العاجي الذي يفضل البعض الجلوس فيه تحت مكيفات غربية، رافضين اشعة شمس الوطن (الحارقة)، التي تتميز بها بغداد، خائفين على جلدهم الحساس، من لسعات السياسة العراقية!! ومن "مداعبات" الارهاب..
فهويتنا القومية اخي عمانوئيل ليست ريش دجاج يمكن ان ينتفه (صيادو السياسة).. ومحاولات دق الاسفين بين الحركة والكنيسة من خلال التخوف من تسميتنا بالمسيحيين، قد لا تجد لها اذانا صاغية.. فنحن مسيحيون، وان اطلق علينا لوردات السياسة في العراق هذه التسمية التي تعبر عن ايماننا، فهذا اولا لا ينتقص من هويتنا القومية، فقد كان الشعب العراقي، بسياسييه الحاليين، يطلقون علينا تسمية (مسيح) (كجمع تكسير)، الى ان نشرت الحركة الديمقراطية الاشورية تسميتنا القومية لدى الساسة العراقيين، وتعرفوا بها علينا كشعب كلدواشوري. وتمكنت من فعل ذلك من خلال النقاط الخمس المذكورة اعلاه...
هذا من جهة، اما من جهة اخرى، فأن ما نحن عليه وما تشكون منه، ليس لحاذق في السياسة ان يلقي باللوم فيه على الاستاذ يونادم كنا، او الحركة، فهو ليس نتيجة تقاعس من قبلهم، كما سارعتم بنقل ما جاء على لسان "احدهم"، بل هو نتيجة مراهقة سياسية من قبل البعض الذي انبرى يعمل وبجهد وبندرة من اجل نسف مقررات مؤتمر بغداد قبل اعوام، وما توصل اليه بخصوص التسمية، وايضا عمله الحالي من اجل الانتقاص والتقليل من شأن من لهم شأن..وهذا بإعتقادنا ناجم عن مشاكل وعقد اتمنى ان يبحث ذوي الشأن فيها عن تاريخها ومصدرها وصيرورتها..
ان اضعف الايمان الذي كنا نتمناه من (النخبة)، ( وهذه الامنية ليست وليدة صدفة، بل هي نتيجة ما يجئ به منظري الحزب من شعارات قومية، تنافس شعارات القوميين العرب والناصريين)، اقول ان اضعف الايمان كان يكمن بالبحث عن مصلحة الشعب الذي يتباكون عليه، والذي يتغنون ليل نهار بأسمه، دون ان يحركوا ساكنا من اجله. والمبتدئ في علم السياسة يعلم علم اليقين، ان مصلحة شعبنا من نظام الكوتا هي بالحصول على اكبر عدد ممكن من التمثيل الانتخابي، وليس بالتباكي من اجل مشروع لم تحدد ملامحه بعد، اذ ان ما صدر على لسان نائب سكرتير اثرانايا، كان بمثابة التشفي بغليل يحرق افئدة ابناء شعبنا في الموصل وبغداد والبصرة.. وغيرها..وكأني بمنظري الاثراناي يقفون على الجهة الاخرى من السياج المحيط بدائرة النار، في مروج خضراء، يقهقهون في فرح بمصير شعبنا الواقف على جمر الخيانة السياسية، وفشله في الحصول على حق بأن يكون له صوت..واصوات.. و(النخبة) تحمل لافتات الحكم الذاتي (المروج له)..مندهشين من (تفاهة) من يبحث عن تمثيلا حقيقيا لشعبنا وتثبيته في دستور الدولة المركزي، مؤمنين بأن الحل الوحيد الاوحد هو بحكم ذاتي بأقليم داخل اقليم بحسب قانون لم يسنه ساكني الاقليم..بل انه لا يتعدى كونه دمية قد تتوقف بطاريتها عن العمل في اي لحظة..
ان الحري بالانسان للحصول على المصداقية التي يتمتع بها الغير، هوان يطبق ما يأتي به. كي يكون مبشرا حقيقيا بمبدأه ورسالته. والحقيقة تقال فأنني اؤيد ما جاء به الاخ عمانوئيل حين عبر عن الانتخابات القادمة بأنها تمثل اختبارا حقيقيا ، لكنها قبل ان تكون لشعبنا فهي لمؤسساتنا واحزابنا، لتثبت مدى مصداقيتها وكبر قاعدتها الجماهيرية. فما بال الحزب الوطني الاشوري يدخل في قائمة الاحزاب الكردية ويترك قائمة (مستقلة) لمؤسسات شعبنا، كان بالأمس يحتفي بكل اجتماع يعقده مع هذه المؤسسات !!.. ام انها لعبة جديدة للحصول على كل ما يمكن الحصول عليه (وإن كان مقعدا اصفرا)وذلك بالصعود على اكتاف الغير !!
تساؤل
لم يبهرني نصر اوباما كونه اسودا يدخل البيت الابيض، محققا احلام مارتن لوثر كينك، بقدر ما انبهرت بخطابه ذو الوزن الثقيل، الذي قدم فيه للعالم فنا كلاميا، خطابيا، وسياسيا رائعا، والذي فيه اشاد بمنافسه السيناتور ماككاين، وبدوره السياسي والعسكري والانساني، وهو الذي كان نده في الانتخابات قبل ساعات من القاء الخطاب.. فهو لم يقلل من دوره وشأنه او شوه صورته امام الشارع الاميركي، بل انه قدمه كبطل ساهم في ايصال اميركا الى ما هي عليه الان.. عالما ومدركا، ومعه من شاركه في كتابة الخطاب من خبراء سياسة ونفسانيين واجتماعيين، في ان اي انتقاص من شأن منافسه انما هو بالنتيجة انتقاص لاميركا العظمى وشعبها وسياستها..
نرجو من منظري الاحزاب وكتاب الانترنت، ان لا يكونوا كزوجة راكب القطار الذي جلست شخصية (الاديبة الكبيرة غادة السمان) بجانبه، والذي امطر عليها بخطاب (ناري)، جراء صعود امرأة حامل الى القطار مضطرة للوقوف بسبب الزحام، دون ان يحرك الجالسين من الشباب ساكنا، ما جعل صاحبتنا تعطي مقعدها للحامل، وتتبادل نظرات اللوم مع الرجل الاول المختل عقليا..الذي لم يتردد في ان يلقي عليها بوابل من المبادئ والاراء قائلا:
"كنت تريديني ان اعطي مكاني لها، اليس كذلك؟؟ ان المرأة لا تطالب حقا بالمساواة بالرجل، انها تريد الغَرفَ من المكاسب التي تعجبها حين تقضي مصلحتها بذلك. انها تريد ان تكون مساوية للرجل ان وجدت ذلك افضل لمصالحها، وتريد ان تعود امرأة اذا حققت لها انوثتها بعض المكاسب..تصير امرأة حين يأتي النادل بالحساب في المطعم فيدفع رفيقها، وتتحول الى رجل حين يحين موعد قبض الراتب في المكتب" ثم اضاف قائلا" انتن تطالبن بالمساواة في الحقوق وليس في الواجبات.فلم نسمع مرة بإمرأة رفضت مغادرة الطائرة حين اطلق الخاطفون سراح النساء والاطفال واحتفظوا بالرجال للقتل والاذلال. سأرفع قبعتي لحركة تحرير المرأة حين اسمع برائدة نسوية رفضت مغادرة طائرة مخطوفة لانها تريد المساواة بالرجل"..
وهذا ينطبق على احباءنا، كتبة الحزب الوطني الاشوري، فاليوم يطرق مسامعنا من بين الساسة الاكراد من يطلق علينا اسم المسيحيين الاكراد، وهنا نتساءل لماذا لا يطالب السيد عمانوئيل خوشابا رئيسه في الحزب الوطني الاشوري، وهو وزير السياحة في الحكومة الكردية، ان يرفض تسمية المسيحيين ويطالب بالهوية القومية لنا!! لماذا وهو المتحالف مع الاكراد في قائمة انتخابية واحدة في انتخابات المحافظات؟؟
انقل للسيد عمانوئيل خوشابا ما جاء به في مقاله (ان كان قد نسي ما كتب)، والذي طلبه من ممثل شعبنا في البرلمان العراقي، الاستاذ يونادم كنا، واسأله ان يحاول تطبيقه ومطالبته من رئيسه الاخ نمرود بيتو:
هل بين ابناء الشعب من هو مخول بالتنازل عن هوية الشعب وخصوصيته القومية؟ وهل ان الاف السنين من تاريخ شعبنا هي ملكية فردية لاي احد ليتنازل عنها؟ ومن اباح التفريط بدماء شهداء مسيرة شعبنا القومية والوطنية؟
وبالتاكيد فان من يتنازل عن هوية الشعب لا يمكن له ان يدعي تمثيل هذا الشعب.
وايضا يقول الاخ عمانوئيل:
ان الخطوة الاولى التي على اعضاء البرلمان من ابناء شعبنا القيام بها في محاولة استرجاع هذه الشرعية هي اصدار موقف موحد واضح لا لبس فيه يرفض التعامل مع شعبنا على اساس هويته الدينية االمسيحية ويؤكد على وجوب التعامل معنا بخصوصيتنا القومية كشعب كلداني سرياني اشوري.
وبعكس هذا الموقف فان محاولات خلط الاوراق تبقى محاولات مكشوفة.
لما خلط الاوراق هذا؟؟ والازدواجية في المبدأ والنهج والتطبيق؟؟ لماذا هذا التباين الكبير في الحقوق والواجبات؟؟ اسئلة واسئلة، قد تبقى دون اجوبة مقنعة من (النخبة) كغيرها من الاسئلة التي قدمناها لهم سابقا..لكن يبقى سؤالا هو الاهم وهو: هل ان الاخوة في الوطني الاشوري، سيغادرون الطائرة المخطوفة اولا، حين تقتضي الضرورة ؟؟
تشرين تريّانا 2008
ملبورن – استراليا
sizarhozaya@hotmail.com