Skip to main content
Facebook Twitter YouTube Telegram

الوقت

الصدمة مازلت بِكراً ومازالت بكارتها على حالها تلوى في صدور كلمات الشعراء والكتّاب الذين أشهروا سيف الفراق الذي تركه محمود درويش. إذا كان مرقده مزاراً يومياً يؤمه عشّاق فلسطين الذين لا يعرفون من القصيدة غير أنها تُتْلى بصوته البحر، ويرتد صداها على متن الأطلسي لتتماوج عبر التيماء الشاسعة في جزيرة الشعر وجذره لتخالج حضرموت وتغازل شال عدن ليهف على كتف الخليج الذي طالما انتظر دفق الصوت ودفق مشاعر الشاعر الذي مازال يأتي ومازال يقول على منبر القصيدة «سجل أنا عربي».
إذا كان آمو المزار هنا قوافل عشق، فإنها هناك تأتي أثر الغياب على القصيدة لتقتفي أثر المزار وآثار العابرين إليه. فمن كل فج عميق يأتونه وينثرون السنابل التي أحبَّ ويتنشقون دمع أمه بباقات الورد ويخبئون البنفسج الذي عافه واجتنبه خلف التلة المزار، من مات.. مات وما تبقى هو الأثر الكبير الذي سيبقى نركض خلفه ومازال قصياً، مازال بعيداً.. مازال على مرمى ضربة نرد ويغيب ليحضر اللاعب فينا دائماً كلما تنشقنا أريج الشعر واشتقنا صدى صوته.
في ذكرى غيابه الأربعين، «الوقت» حاكت وقرأت سطور كتاب وأدباء من الوطن العربي تحدثوا عن درويش، ولعل أثر الفراشة يُقتفى هنا.. وهناك على دروب الحروف التي مازالت تنعفها كلمات الفجيعة المُرّة والحُزن الذي يقيم في كلماتهم. هكذا ترصد «الوقت» ما قيل وما يقال عن عصر محمود درويش.



تهاني أبو دقة - وزير الثقافة الفلسطينية:
؟ الجدل والمعرفة
رأيناه دائماً يعيد أشلاء هويتنا ويجمعنا ويجمع الوطن في قصيدة ليكون الكون كله فيه ويكون كله في الوطن، وأن الظاهرة الدرويشية ولدت من جديد وعادت تتشكل ليس على الصعيد الفلسطيني فحسب بقدر ما أخذت تتجاوز حدود المكان؛ لأنه كان وطنه كل الأمكنة وكان لونه السماء وسفينته تعبر كل الماء، فلا حدود لدرويش ولا جدال عليه، وإنما كان هو الجدل وهو المعرفة وهو الناظر إلى ما بعد، بعد الحياة حينما رأى موته ورسمه وتخطاه وعندما اجتز ما يريد كان له ما أراد.

الشاعرة الكويتية سعدية مفرح:
؟ ومن غير الشاعر يرى ما لا يُرى؟!
في اكتمال المعنى الدرويشي تنتشي القصيدة بقائلها.. به وحده، تلملم قوافيها لترتكب حياتها من جديد.. بموته تستمر وتتسامى كي يرى شاعرها أخيراً ما يريد.. بتفاصيل حياته التي تبعثرت بين الجليل، القاهرة، بيروت، تونس، ورام الله تعيد صياغة نفسها حياة أشبه بالموت وموتاً أشبه بالحياة ومجازاً أشبه بالحقيقة وحقيقة أشبه بالمجاز. تتكثف اللحظة الشعرية لتصير وطناً لا يموت، وقصيدة لا تنتهي، وربما جدارية قادرة على هزيمة الموت كما فعلت قبلها الفنون جميعها. لا مفاجأة إذاً في موت الشاعر إلا بقدر ما تصنع لنا المفاجأة فسحة من مراجعة لمعنى الفقد، ولا مفاجأة في اكتمال السؤال إلا بقدر استحالة الإجابة على هذا السؤال، ولا مفاجأة للشاعر الذاهب للحظة النهاية البيضاء إلا بقدر استطاعته دائماً تخليق لحظاته البيضاء عبر مجرد كناية شعرية أو قافية تترا أو معنى مستل من معجم لسان العرب ليصير المعنى الأخير في القصيدة الأخيرة. رحل الشاعر إذاً.. رحل محمود درويش بعد أن رأى ما يريد من دون أن يفعل ما لا يريد، وكتب جداريته من دون أن يعتذر عما فعل، ونام على سرير الغريبة من دون أن يخضع لحالة الحصار، ووقف في حضرة الغياب من دون يترك ذاكرته للنسيان، وترك الحصان وحيداً من دون أن يفقد أثر الفراشة، فأثر الفراشة كزهر اللوز أو أبعد.. لا يرى ولا يزول.. ومن غير الشاعر يستطيع أن يرى ما لا يرى ويزيل ما لا يزول؟ لكن درويش المنشغل بالموت في كل تجلياته الممكنة، وتجلياته المصنعة شعرياً لم يترك لنا فسحة من مراجعة لذلك المعنى الشهيد. كان قد تطوع منذ زمن مبكر جداً بتقديم كل المعاني الممكنة للموت، أعني الموت الشخصي جداً بعيداً عن الفكرة الجماعية العامة للموت، موته هو، موته المتعدد في حالات تشظٍّ بلورها على مدى السنين ومدى القصائد.

الشاعر زهير أبو شايب - نائب رئيس رابطة الكتاب الأردنيين:
؟ الظاهرة الدرويشية
موت محمود درويش ليس حادثاً عابراً نتجاوزه بمجرّد انتهائه. إنّه أشبه بظاهرة كونيّة تحتاج ربّما إلى مئة عام لتنتهي. نحن مازلنا ملجومين بصدمة موته. لقد كان «الناجي الوحيد» - على المستوى الإبداعيّ - من كلّ تلك التراجيديا الوجوديّة الّتي مرّ بها الفلسطينيّ خصوصاً والعربيّ عموماً، لذا تحوّل شعره إلى «شهادة شعريّة»، وتحوّل هو من مجرّد شاعر عظيم إلى ناطق شبه وحيد باسم الوجدان العربيّ، كان محمود نفسه يعلم أنّ «الظاهرة الدرويشيّة» ليست كلّها شعراً، وكلّنا يعلم ذلك. لكنّ الوجدان العربيّ، الذي خلق الظاهرة الدرويشيّة ليعبّر من خلالها عن ذاتنا الجامعة وأحوالها، لم يختر أيّ شاعر آخر سوى درويش؛ لأنّ قامته الشعريّة والثقافيّة العالية هي وحدها المؤهّلة لرفع تلك الظاهرة الفريدة. علينا أن نفتخر، رغم كلّ هزائمنا، بقدرتنا على خلق «الظاهرة الدرويشيّة» التي هي أحد أعمق وأرقى أشكال تعبيرنا عن مادّتنا الحيّة في هذا الوقت الذي يتهدّم فيه كلّ شيء على رؤوسنا فيما نحن عاجزون عن التعبير. إذاً، ثمّة مبدع خفيّ علينا أن نتنبّه له ونحن نقرأ الظاهرة الدرويشيّة. إنّه الذات العربيّة الفلسطينيّة الحيّة الممتلئة بذاتها والقادرة على التعبير عن وجودها الحيّ من خلال المقاومة بكلّ أشكالها. الذات العربيّة لم تمت كما يحاول مثقّفو الهزيمة أن يوهمونا، ولذا فإنّ غياب درويش لا يعني نهاية الإبداع. لكنّه غياب موجع؛ لأنّ الغائب لم يكن بمستوى نقطة ضوء في ليلنا العربيّ، بل كان نهاراً كاملاً يصعب تعويضه.

الكاتب المصري د. أحمد الخميسي:
؟ درويش وجه القضية ووجدانها
مازال الحزن على محمود درويش جارفاً وعميقاً في مواجهة الوقت الذي مر، أو يمر. فقد فقدنا برحيله حنجرتنا، وصوتنا، وتطلعنا إلى السماء. درويش الذي يعد بلا منازع أعظم شعراء اللغة العربية في النصف الثاني من القرن العشرين، سواء من حيث إنجازاته الشعرية، أو من حيث ارتباط تلك الإنجازات بوضع إنساني كان فيه الشاعر صوتاً للشعوب العربية، بارتباطه بقضية تاريخية ضخمة، تمس الجميع حتى النخاع على امتداد الوطن العربي جغرافياً وثقافياً وسياسياً ولغوياً. وحين عبر درويش عن القضية الفلسطينية كان يعبر عن كل قضية فلسطينية تحت مختلف المسميات، فصار شاعراً لكل الأوطان، والجراح. رحمه الله، وطرح البركة في شعبه الأسطوري الذي يزرع أرضه بالمعجزات كل يوم.


مراد السوداني - رئيس بيت الشعر الفلسطيني:
؟ الفراغ الذي كان
مازال المشهد الشعري الفلسطيني على أشده في خضم رحيل الشاعر الكبير محمود درويش الذي ترك فراغاً في الشعرية الفلسطينية والعربية وترك سيف الشعر المفضض معلقاً لمن يتناوله ويتقدم في كون اللغة الشعرية، وبالتالي مازال المثقفون والأدباء والكتّاب والشعراء ينشغلون بلذعة الرحيل القارص لسادن الشعر الفلسطيني الذي قدم الاقتراحات وجماليات الإيقاع بطريقة غير مسبوقة منذ شاعر العرب الأكبر جدنا المتنبي.



الشاعرة التونسية راضية الشهايبي:
؟ فقده.. تيه ودمع جارح
الشعر ما حيلتي فيه إذ هزّني ألماً والقلب ما أغباه.. حين يكتب بالصمت قصيدة الموت ويستبعد القلم سلام الوداع الأخير.. تابع أيها التيه مبهم السفر إلى حيث لم تقرر الرحيل لكنك لن تجد إلى ذلك سبيلاً، فروحك قد سكنت أرواحنا دفاترنا ومكتباتنا واتخذت لها مكاناً عميقا بعزتنا، لذلك أنت باق بيننا وإن رحلت عنا، أيها الرمز ملفوفاً بدم جراحك التي عشت تبكيها؛ شعراً، ألقاً، كبرياء، عزة، أملاً، ألماً، حزناً، وحلماً. بكل اللغات بكيت جراحك - جراحنا، فكم يلزمنا من البكاء حتى نفيك حقك في الدمع؟! وكم من الشعر يكفي علنا نرتقي حد شعرك وهل كان عليك أن ترحل كي نتدفق بكاء على أنفسنا؟ وهل كان عليك أن ترحل لتعلم أنك خالد؟.. نعم، كان لابد لك أن ترحل.. فأنت أكبر من أن تظل تلاحق الصبح الذي لا يشرق.

سيد جودة - شاعر مصري - هونغ كونغ:
؟ الشاعر الرائي
درويش شاعرٌ ملأ الدنيا وشغل الناس حاضراً، وملأ الدنيا وشغل الناس غائباً، فغيابه لم ينتقص من حضوره، بل زاده توهجاً واشتعالاً، وأشعرنا بحجم الفراغ الذي خلفه وراءه ذلك الشاعر الذي أخلص للشعر كما لم يخلص له شاعرٌ في زماننا هذا، فمنحه الشعر من الإبداع ما لم يمنحه شاعراً آخر في زماننا هذا. هذا الإبداع الذي منح درويش حب القراء الثلاثة: الناقد المتخصص، القارئ المثقف، القارئ البسيط. قلما يجمعون على حب شاعر واحد، ولكنهم أجمعوا على حب درويش. لقد كان درويش شاعراً رائياً، اكتمل نضجه الشعري وازداد توهجاً، وفي اللحظة التي كان فيها أنضج ما يكون، وأشد ما يكون توهجاً في شعريته، حرمنا القدر من جديد ما كان سيكتبه لنا وللإنسانية من إبداع. إن خسارتنا كبيرة، وليس هناك شاعرٌ آخر اليوم يملأ الفراغ الذي تركه محمود درويش.

نسرين أبوخاص - شاعرة وكاتبة أردنية:
؟ درويش.. حنجرة الفلسطيني ورغيفه اليومي
يومياتنا بعدك؛ يوميات من الحزن «غير» العادي.. أربعون يوماً مضت، ولم أزل أعيش بحالة من التكذيب، أنتظر خبراً عاجلاً يقول أنه مازال حياً وبصحة جيدة، وعليه، لم أدرب لساني بعد على أن أقول «كان»، فمحمود لم يكن مجرد شاعر استثنائي بكل ما تحمله الاستثنائية من تفرد وتميز، محمود مشروع ثقافي متكامل لن يتكرر أبداً، أعاد للقصيدة هيبتها وحضورها وضخ فيها دماء جديدة، كان دائم التطور والارتقاء بنصه ومفرداته وأفكاره وقارئه، جاوز كل التسميات والألقاب فصار شاعراً كونياً، شاعر الإنسانية المشاع، دافع عن كل قطرة دم وكل ذرة تراب حتى آخر نبض قلبه المتعب، كان درويش يكتب للألفية المقبلة. سنظل نعيش ولأجيال مقبلة مع درويش وشعره وإرثه الثقافي الثري الصالح لكل زمان ومكان، ترك بلا أدنى شك فراغاً رهيباً على الساحة الثقافية عموماً والفلسطينية خصوصاً، فقد كان حنجرة الفلسطيني ورغيفه اليومي وشريكاً استراتيجياً في دمه. فمحمود يشكل عصراً بأكمله وعلامة فارقة ومرحلة فاصلة في الثقافة الإنسانية، التي ستؤرخ مراحلها المقبلة إلى ما كان قبل محمود وما هو بعد محمود. و«في الرحيل الكبير.. نحبكَ أكثر».

الشاعر إبراهيم الوافي - رئيس بيت الشعر - الرياض:
؟ إنه عصر درويش
طبعاً منذ رحيله أشرت إلى أن درويش «عصر بحد ذاته»، ومن يتذكر درويش يذكر عصره رغم أن البعض لا يمكن أن يكتب عن حالة من دون أن يقرأها، ولكن هنا في الحالة الدرويش فالأمر مختلف تماماً، فالباحث في درويش يمكن أن يكتبه من دون يقرأه، وبالإمكان استيعابه، فهو يختلف عن نزار وعن شعراء آخرين؛ فهو مدرسة مفتوحة كما كان السياب؛ وهو مسرح خصب للتجارب الشعرية من حيث اللغة اليومية التي وظفها بشكل جميل وفذّ، فهو القادر على توظيف التراث وتحليله وكيف رأيناه يوظف الأسطورة وكيف يحلق بمفارقات عظيمة اعتمدت على تحليل الرؤيا وليس على كتابتها، إذاً فهو عصر الشعر غادرنا ونحن نعيش عصره، وسوف يسجل العصر الحديث أنه عصر درويش الذي ابتدأ منذ أربعين عاماً. درويش؛ عصر تاريخ الشعر؛ وتاريخ اللغة الحديثة فيه.
الشاعرة إيناس عبدالله - فلسطين:
؟ ليس على موت.. بل على سفر
حين يموت الشاعر مرة، يموت الموت مرتين!.. مرة حينما يخلد الكلام.. ومرة حينما يتكلم الخلود. هذا الجلجامش العظيم، صانع الرؤى، ذاك الذي ناور الموت بلا كبوات الفرسان وبخوذة القصيدة وخندق الحلم، ظل أنيقاً حتى في الموت، رقيقاً حتى وهو يخوض في العتمة المبهرة للعدم النابض حوله، كره الفشل حتى في الصدع الفاصل بين الحياة والموت وفضل أن يكون مدفوناً على أن يحيا مشلولاً، لم يغلبه شيء؛ لأنه ببساطة قلبه الممزق، حاك وشاح الحب الفلسطيني، أضاء طريق الكلمة، زرع في الأنحاء الرمادية لذاكرتنا المتخمة بالعذاب، حديقة سرية ودغل ليلك ولبلاب حكايات أبدية كي يستفيق يأسنا من آخر الغفوات وكي نعود في كل مرة، لنؤمن بأن غريمنا عابر في كلام عابر، لكن فلسطينياً باقية ما بقي الشعر وما بقي الحزن وما بقينا!
تفجر كنهر حكمة حتى في التصحرات المتتابعة للفكر القومي العاجز عن استنباط مرحلة جديدة لتعبر فوق كل تلك الانهيارات الحتمية، لم يكن نجماً لكنه خطف الأنظار، كان عرّاب الوله، الغزل، والمديح العالي، كان متيماً بالأمهات وعشيق النساء البرّيات كبريق الفجر، وكان الجندي الذي استبسل في الحب أكثر من الحرب ليسقينا رحيق الكينونة حين تدرك أن كنه العالم، ينمو على حواف الضمير، لا قرب المدفع ولا في حدائق البورصة، بكيت ككل من أحبوا درويش، وحتى ككل من ادعوا حبه أيضاً، وعجزت عن فهم نهم الموت للرائعين وتيقنت بأن الفراغ الشاحب لضجيج روائح قهوته الصباحية لن تملؤه سوى روائح الغياب لكني قلت إنه ليس على موت، بل على سفر، فحقائبه لم تمت، وتذاكر سفره لم تمزق. هكذا يؤلمني أقل لعب النرد مع الظلال المترنحة لرحيله العجول، ويؤلمني أقل تخيل وحشية التراب على يديه المبدعتين وأول ليلة في ضيافة الأبدية النزقة، على سفر نعم على سفر فلا موت حقيقي ولا حياة متخيلة، مازالت قصائده ورود يتهادى بها المقفرون من آدميتهم ومازالت كلماته جمهوريات طيبة نتمنى الهرب إليها كلما أذلنا وجودنا، كأرقام في هويات يصدرها غرباء يلبسون جلودنا عنوة! صنع من ملف ضائع في أدراج الأمم المتحــدة، أرشيفـاً كاملاً من الشجاعـــة والعنفوان حين صاغ إعلان استقـلال فلسطين على وقع سياسة تكسير عظام فتين الانتفاضـة.
هل هناك إذاً أصعب من صياغة ضمير أمة، وقضية محطمة العظام، والعبث بلغم ملف شائك ومفزع؟ يشبه الأمر هتك حجب التاريخ لولوج عصر جديد، فرضنا فيه كشعب قضية الحياة، والوجود وكتبنا نعي تشريدنا وشهادة ميلاد ترابنا وحلمنا وحتى كابوسنا المقبل بقلم الشاعر لا غير!. أسميته المسافر لا الميت حتى لا أنتهي منه ولا ينتهي منه أحد، فالميت منسي، أما المسافر فعائد للأحضان قبل البيت؛ لأراجيح الطفولة قبل بوابة القادمين؛ للذاكرة قبل الوطن!. هو إذاً خالد باسم التراب والأرض، محمود درويش ليس شاعراً، ولا مغنياً جوالاً، ولا مسافراً ولا صوفياً، ولا نرجسياً ولا قوْمَجياً، لا يمتُّ بصلة لأي من التسميات الباهتة التي حاولوا إلصاقها به وإلصاقهُ بها.. محمود وطن!.. والأوطان عابرة دوماً في الكلام الخالد!

سارة الأزوري - قاصّة وكاتبة سعودية:
محمود درويش أكسب الثقافة العربية كيف يكون الإبداع مجلياً للقضية من دون أن يكون مرتهناً لها، فقد حقق في شعره تمايزاً مرحلياً! وهو يسمو على الجراح ويتعالى على المنفى ولا يرضى بالحصار من دون أن يخسر إبداعه شيئاً من تميزه ماعدا بعض القصائد العابرة، ومحمود درويش أكسب ثقافة العربية القدرة على أن يكون الإبداع شيئاً من وجدان الناس بمختلف طبقاتهم من دون أن يخسر هذا الإبداع شيئاً من خصوصيته الفنية.
Opinions