الى / القادة الكلدان / السينودس القادم
قبل نهاية هذا الشهرسيلتأم سينودسنا الكلداني الموقر مرة أخرى في القوش او عينكاوة بعد أن يلتقوا قداسة البابا في الاردن! وهذا المجمع له أهمية خاصة جداً نظراً للظروف الذاتية الصعبة التي يمر بها شعبنا بشكل خاص، والكلدان بشكل أخص! مما يتطلب جهود استثنائية حثيثة وتضحيات كبرى تكون بحجم الموضوعات المطروحة على جدول اعمال السينودس! عليه لا يكون امام القادة رؤسائنا الروحانيون اختيارات عديدة ومتنوعة ومساحة كبيرة للمناورة! بل نعتقد ان امامهم قرارات مصيرية بالنسبة لمسيرة الكنيسة الكلدانية ومصير وهوية ووجودنا كشعب، نعم هناك موضوعات داخلية خاصة (موضوع انتقال الكهنة والقسان الى الاشوررين واللاتين، وترك قسم منهم، مما ضعف الكنيسة الى حد بعيد، وتعيين ورسامة مطارين جدد،،،،الخ) ولكن نضيف الى حملكم ايها الأحبة ما يخص شعبنا حسبما نراه ونلمسهلذا نكرر ما قلناه في رسالتنا المفتوحة الى سينودس روما السابق "لا ترجعوا وأنتم اثنين بل واحداً" ونقصد بهذا أرجعوا متلاحمين بصوت واحد وقلب واحد ورأي موحد! لا بصوتين ورأيين وعدة قلوب (نسبة الى سينودس القوش – سينودس عين سفني)
وحدتكم مطلب شعبي
لا أعتقد ان هناك شخص أو مجموعة أو حزب أو منظمة وبنسبة 95% لا يحب أو لا يريد ويعمل من الضد من التئامكم، انه شعبكم ينتظر من الافق البعيد والقريب ان يرى الدخان الأبيض! دخان الفرح، دخان الحب والمحبة، دخان السماح والتسامح، دخان الوحدة، ودخان نكران الذات! اما باق الامنيات وحتماً تصبح قرارات تأتي بعد هذا الدخان! وبالفعل تكون لصالح شعبنا المسيحي المتعطش لبسمة، لفرحة، لأمان، وسلام
نعم لا يريد شعبكم منكم أن تطعموه وهو جوعان! بل يطلب منكم أن ينام مع اطفاله وهو بأمان وطمأنينة
لا يريد منكم شعبكم الماء وهو عطشان! بل يطلب أن يرتوي من السلام الداخلي وان يعيش مع اخوته واشقائه وجيرانه بحب في العيش المشترك
لا يريد شعبكم ملابس او كسوة وهو عريان! بل يريد ان يتمنطق بحزام الكرامة، التي فقدها بسبب العناد والبعد عن مناخ الحوار المفتوح والتزمت في الرأي وخاصة في سجن الحقيقة أو إحتكارها! مع العلم بأن القاعدة الفضية تقول: لا يوجد هناك حقيقة كاملة عند أي شخص أو إنسان أو حزب او كنيسة او منظمة أو مجموعة!
لماذا؟ وكيف؟
الحقيقة الكاملة هي عند الله فقط، انه الحق دائماً! وهذه بديهية تعرفونها قبلنا نحن أولاد هذا الشعب الجريح، عليه ان كل طرف أو فكر أو موقف له مبرراته الذاتية والموضوعية، لذا هناك نسبة من الحقيقة عند كل جهة، نسبتها يُحددها الشعب كموقف عملي ملموس وليس خطب ومواعظ وشعارات براقة غير قابلة للتطبيق، لذا تكون نسبة الحقيقة عند (س) 80%! بينما (ص) لديه 20%! لماذا؟ لأن (س) قًدَمَ لشعبه خير أكثر وأكبر من (ص)! كيف؟ شارك وعايش رعيته ورعاياه في محنته! كان مثل النملة في الحركة والتدبير، وحكيم مثل الحية، وهو يجول ويصول بين قومه ورعاياه، يذرف الدموع لمواساته، ويفرح لفرحهم، ويدافع عنهم وقت ضيقهم، بينما الاخر يترك قطيعه للذئاب الكاسرة ولمصير مجهول وهو جالس على كرسيه المطرز! اذن اين تكون نسبة الحقيقة أكبر؟ الجواب يكون عندكم سادتي عند التئامكم القادم
هناك مطاليب مُلِحة
1- هناك تهديد وتخوين ورشاوى ومحسوبية وشراء الذمم وبيع الارادات لميل كفة الميزان هذا الطرف من ذاك، وداخل البيت الواحد! البيت الكلداني مثلاً وكذلك الاشوري والسرياني أيضا! من جهة موضوع (الحكم الذاتي)!! وأحد الاسباب وليس السبب الوحيد هو انتم سادتي الاجلاء! بعدم وجود رأي موحد محسوم، وان كان معترض يقول: ان ذلك تدخل في السياسة والكنيسة لا تتدخل في السياسة! نرد ونقول: ان الكنيسة ليست منتمية! اي ليست متحزبة! ولكنها تعيش داخل الحالة، لذا نكون كلنا سياسيون شئنا ام ابينا، والا كيف نواكب التطور وندافع عن حقوق شعبنا، ونحافظ على وجودنا وهويتنا وكرامتنا ان لم نتدخل في السياسة؟ نحن سياسيون ما دام نحن قادة! عليه يكون موقف الكنيسة الموحد من الحكم الذاتي هو بمثابة حل لغير ولكثير من المشكلات الاخرى العالقة! اي التي تتبع الحكم الذاتي! ولو من اجل تثبيت هذا الحق المشروع في الدستور وليس كقانون! مع التوضيح ان كنتم مع المطلب اي حكم ذاتي نريد ونوعه، لاننا نعتقد ان كلمة "الحكم الذاتي" هي للأستهلاك المحلي إن بقيت عامة وحبر على ورق ليس الا
ربما معترض يقول: ان ذلك ليست فيها حكمة وخاصة من الناحية الامنية؟ نقول: نعم هذا صحيح جداً وخاصة الذين يعيشون مع شعبهم في الداخل! عليه يمكن اتخاذ القرار وفي الوقت المناسب اعلانه
2- الدعوة الى توحيد الأحزاب والمنظمات الكلدانية المزدحمة! نعم نحن بحاجة اليوم اكثر من اي وقت مضى الى جبهة وحدوية قوتها من شعبها!لخلق التوازن الضروري لاستقرار وضعنا من جميع النواحي، والا نبقى مثل الدجاجة تأكل من بيضها عندما تجوع، بعد ان ترمي التراب على رأسها عندما تهز بدنها تنثره (التراب) على نفسها وعلى الاخرين! عليه كمطلب رئيسي هو توحيد القرار والصف! ومن جانب آخر يكون هذا الناتج من صالح وتعزيز نجاح مؤتمر ستوكهولم! واي تجمع يهمه مصلحة شعبنا قبل مصالحنا الشخصية
3- عندما يتم ذلك تكون الدعوة الى اخواننا واشقائنا الاشوريين والسريان لتشكيل (جبهة – قائمة – مائدة حوار – تفاهم – مصالحة – أي مسمى آخر) للنزول في قائمة موحدة بأسم شعبنا المسيحي! وان رفضوا علناً ستكون هناك قائمتنا الواحدة! والتاريخ له لسان طويل جداً!!!!!
اما ان رجعتم بمثل ما ذهبتم لا سمح الله، سنزداد تفككاً وتشرذماً، وتزيد وتوسع الهوة بيننا! عندها لا تقولوا لشعبكم نحن قادتكَ، وستكون هناك توضيح للأمور، لأن السكوت عند هذه الحالة هي "الخيانة بعينها"
ونتمنى على كتاب شعبنا الاعزاء من كافة الانتماءات الحزبية والمستقلة أن (يهدئوا اللعب) وخاصة في هذه الايام لنعمل ونحرث ونسقي الارض معاً من اجل نجاح السينودس القادم للكنيسة الكلدانية!
shabasamir@yahoo.com
نيسان 2009