الى دولة رئيس الوزراء المالكي ! كـُرتنا العراقية من عـزَة وكرامة وأمـن العراق .
cesarhermez@yahoo.comاسمح لي يا دولة رئيس الوزراء العراقي الاستاذ نوري المالكي بعد التحية و السلام أن اكتب لك عن غضب الشارع الرياضي العراقي والكروي بوجه الخصوص ماراً ببعض المحطات في تأريخ كرتنا العزيزة,اسمح لي ان اكتب اليك بعض المحطات التي عشتها مع المستديرة العراقية وعن دورها في بلدي الام العراق الحبيب وفي المهجر اليوم ,اسمح لي ان اكتب بعض السطور من مجلدات معشوقتنا الحبيبة الكرة العراقية .
مرت علينا في الثامن من هذا الشهر تشرين الأول الذكرى 61 لتأسيس الاتحاد العراقي لكرة القدم ..في مثل هذا اليوم من عام 1948 كُـتب ميلاد أول اتحاد عراقي كروي ليكون من أوائل الاتحادات الكروية في المنطقة العربية والمنطقة عموماً .. ان شعار اتحادنا هو اسد بابل من حضارة العراق الاصيلة ومنه جاءت تسمية منتخبنا بأسود الرافدين .
( ظهرت فكرة تأسيس الاتحاد في شهر تموز من عام 1948 خلال وجود الوفد العراقي الأولمبي في لندن للمشاركة في دورة الألعاب الأولمبية باقتراح قدمه المرحوم إسماعيل محمد الذي كان يدرس هناك إلى المرحوم أكرم فهمي رئيس الوفد العراقي الذي تحمس للفكرة وكان أول عمل قام به بعد العودة إلى بغداد تشكيل أول إتحاد عراقي لكرة القدم وكتب تاريخ ميلاده يوم 8 تشرين الأول 1948بعد أن أصدرت اللجنة الأولمبية الوطنية العراقية قرارا بتأسيس أول إتحاد عراقي لكرة القدم . وفي يوم 18 تشرين الأول 1948 عقد أول اجتماع للإتحاد بحضور ممثلين عن 14 ناديا رياضيا من جميع ألوية العراق هي النادي الاولمبي الملكي والحرس الملكي والقوة الجوية وكلية الشرطة والكلية العسكرية ودار المعلمين العالية ونادي الكاجولز والتربية البدنية وكلية الحقوق والقوة السيارة ونادي الميناء وشركة نفط البصرة و منتخب الموصل ومنتخب كركوك .)
من ابرز نتائج الكرة العراقية الكثيرة هو التأهل لكأس العالم سنة 1986 في سنوات الحرب العراقية الايرانية, الحصول على المركز الرابع في اولمبياد اثينا 2004 ,الحصول على كأس اسيا لسنة 2007 وسأكتفي ببعض الانجازات بالاضافة الى الكوؤس والاوسمة والميداليات والالقاب المحفوظة في خزائن الاتحاد العراقي بأسم العراق.
الكرة العراقية من عزة وكرامة وأمن العراق .
في سنة 2004 السنة الاولى للاحتلال الامريكي ونحن نُـلملم نفسنا لننهض من جديد في ظل فقدان ملامح الدولة العراقية وتجوال القطعات العسكرية والجنود الامريكان في ارضنا ,في ظل انقطاع التيار الكهربائي وشحة الماء,والمظاهر المسلحة المنظورة والقتل والسلب والانفجارات والمفخخات . لم يكن لدينا اي متنفس او أمل منظور وملموس سوى المنتخب العراقي الاولمبي المشارك في اولمبيات اثينا.. فكان جاري يُـشغل سيارته ليشحن البطارية التي سنستخدمها لتشغيل جهاز تلفاز صغير لمشاهدة مباريات المنتخب ,والاخر يحاول جاهدا للحصول على لترين من البنزين للمولدة ويطفىء كل الاجهزة الكهربائية ويشغل التلفاز ولنفس السبب وبقية المنطقة تتوجه الى المقهى القريب ولنفس الهدف ...كنا ومازلنا نشعر بعزة كبيرة وروح وطنية جياشة ونحن نشاهد المنتخب العراقي ,الشوارع تصبح شبه خاوية من المارة,والجيش الامريكي تقاريره تُسجل اعلى درجات ومستويات الامن في عموم العراق في الدقائق التي تجري بها مباريات المنتخب .
دولة رئيس الوزراء المالكي دعني سيادتكم استذكر معك بداية الكرة العراقية في هذه السنة مع ولادة العراق الجديد فقد تمت مراسم رفع العلم العراقي الجديد في الساحة الرئيسية بالقرية الأولمبية حيث شهدت المراسم ولأول مرة عزف النشيد الوطني العراقي الجديد موطني ,موطني بعد إلغاء النشيد السابق . وبعد انهاء المراسم رُفع العلم العراقي الجديد وصرح في وقتها وزير الشباب والرياضة العراقية الاستاذ فائق الغضبان لجريدة الشرق الاوسط ،إن علم بلاده رفع هذه المرة بعقلية جديدة وروحية جديدة وبمنطلق جديد نحو بناء العراق في الاستقرار والوحدة. وإن رفع العلم العراقي يعني رفع شأن 25 مليون عراقي يمثلون العراق الجديد في الحرية والاستقلال ويمثلون العراق بشبابه وطوائفه المتحركين بعقلية جديدة وفكر جديد خلافا لما كان عليه الحال في العهد السابق، مضيفا «بذلك سيعود العراق إلى أخذ موقعه الطبيعي المتقدم في المحافل الدولية والأولمبية.
هذا واذا انتقلنا الى سنة 2007 وحصلنا على كأس اسيا وماشكلته من فرحة عارمة وتوافق وصورة مشرقة للعراق على كافة الاصعدة السياسية والامنية منها حتى نحن هنا في المهجر خرجنا هاتفين بالروح بالدم نفيدك ياعراق رافعين اعلامنا العراقية ,انتم من كرمها بمنح لاعبي المنتخب جواز السفر الدبلوماسي لتعينهم سفراء للعراق وهم اهل ٌ لها ...
لكن الامور لم تسير كما يرغب ويتمنى الشارع الرياضي العراقي فيبدا الفصل الاول من عملية الشد والجذب والتي طفت على الساحة بعد القرار الصادر من مجلس الوزراء في 21 ايار لسنة 2008 والقاضي بتجميد المكتب التنفيذي للجنة الاولمبية العراقية بكافة اتحادتها وتشكيل لجنة مؤقتة ,جاء هذا القرار عندما كان منتخبنا يخوض غمار تصفيات كأس العالم وبدء التلويح من الاتحاد الدولي بتجميد المشاركات العراقية في كافة المناسبات الدولية ودخلنا معها في سلسلة من الصراعات النفسية والرحلات المكوكية الى الاتحاد الدولي والاسيوي واللجنة الاولمبية الدولية بالاضافة الى المراسلات وحتى ان منتخبنا في استراليا لم يكونوا يعرفون انهم سوف يلعبون المبارة المهمة او لا ؟ وتم بعدها استثناء الاتحاد العراقي من القرار ولعب المنتخب مباراته بعد ان أُخرجَ من عنق الزجاجة, ومع هذا القرار تعرضت مشاركتنا لاولمبياد بكين هي الاخرى الى نفس المصير لولا الحكمة في معالجة الوضع هذه العقوبات فــُسرت انها تدخل حكومي حسب اللوائح الدولية,واطمانت نفوسنا بعدها بعد تقارب وجهات النظر واجراء انتخابات شفافة ديمقراطية للجنة الاولمبية الجديدة والتي فاز بها من هو اهل لها الاستاذ رعد حمودي , يطفو في هذه الايام وبصورة مقتمة الفصل الثاني من هذه المشادات والتجاذبات بعد ان رُفع الحصار عن اجراء المباريات الدولية على الارض العراقية بعد سبع سنوات عجاف فبعد مباريات كسر الحصار الرياضي مع المنتخب الفلسطيني أجري أول لقاء دولي رسمي في اربيل بين نادي اربيل والكويت الكويتي ورجعنا معها الى الزمن الجميل لكن يافرحة ماتمت ؟؟؟
ماالفائدة من اللعب على الارض العراقية الان؟؟ وهناك تلويح جدي من الفيفا بتجميد المشاركات العراقية مرة اخرى ولنفس السبب السابق التدخل الحكومي .كلنا يعلم الحنكة التي يمتلكها ممثلكم الاستاذ د.علي الدباغ في لـَم الشمل ,الا ان مانراه في شاشات التلفيزيون يعطي صورة مقتمة جداً جداً لواقعنا ولمستقبلنا الرياضي والكروي .
ان مايجري على شاشات التلفزيون هو مباراة تجري بين فريقين وهما عراقيين ,فريق د.علي الدباغ مع 22 نادي عراقي يقود دفاعه الكابتن شرار حيدر والفريق الاخر فريق حسين سعيد مع مهاجم برلماني اخر هو احمد راضي اما من يحرس شباك الكرة العراقية فهو رعد حمودي اما وزير الشباب والرياضة المهندس جاسم محمد جعفر فهو الان على دكة الاحتياط سينزل للساحة في وقت الضرورة والغريب في هذه المباراة تشهد نفوراً من الجماهير العراقية وغضب عارمأ على مجرياتها لانها تـُدار بدون حكم !! .
سيادة دولة رئيس الوزراء نوري المالكي :
ان الشارع الرياضي العراقي يغلي غضباً,وخاصة مايجري على شاشات الفضائيات من تراشق كلامي وتبادل اتهامات ,وتجير الكرة العراقية لاغراض انتخابية وسياسية , وعبارات ترجعنا الى زمن كان شخصا واحدا يسيطر على مقدرات رياضتنا ومخاوف الزيان الصفر ومجمع الرضوانية هي الظل الدائم لكل المشاركات,
عبارات توجع القلب كتلك التي تقول ..يَحلمون برجوع حكومة البعث ليبقوا على مناصبهم؟؟؟..والاخر يرد عليه بتشنج وينهي حديثه بعبارة وعلى الباغي تدور الدوائر ؟؟؟ وكلمات نـُحذر ,وكلمات الكرة العراقية تـُستخدم كمساحيق تجميل ....الخ
هل من المعقول ياسيادة رئيس الوزراء ان يحدث هذا على مرئا ومسمع منكم وانتم على قرب من كل هذا ؟؟؟
اليوم يتطلب تدخلكم المباشر في هذا الملف الحساس والحفاظ على عزة وكرامة الكرة العراقية التي هي جزء لايتجزء من خطة فرض القانون ,تدخلكم مطلوب لخير شعبنا ورياضتنا وبلدنا العراق .تدخلكم بمايخلق توافق بين القوانين العراقية واللوائح الدولية والجلوس للحوار فهو الحل الامثل عسى ولعل يشهد نهاية تشرين الاول ولادة جديدة لاتحادنا والخروج من النفق المظلم بانتخابات شفافة ونزيهة لاتحاد كرة قدم عراقي جديد .