اليمن: صخرة عملاقة تدمر قرية وادعة وتُغيِّر معالمها
30/12/2005قُتل وجُرح وفُقد اكثر من نصف سكان قرية يمنية وادعة في انهيار صخري كبير دمر غالبية منازلها وغيّر معالمها ومساحتها. وقدرت أوساط جيولوجية وزن الصخرة المنهارة بنحو 550 طناً بينما قال السكان، الذين لفهم الذعر، ان «وزن الصخرة الهاوية يزيد على ألف طن».
وافاد عاملون في جهود الاغاثة ان ما يصل الى 30 شخصاً قتلوا في قرية الظفير على بعد 50 كلم غرب العاصمة اليمنية صنعاء، جرى دفنهم في سرداب جماعي، كما جُرح 50 شخصاً ولا يزال 100 آخرون في عداد المفقودين، بينهم 40 من أسرة واحدة اختفوا تحت أنقاض منزل من 8 طوابق.
وكان الانهيار الصخري وقع في ساعة متقدمة من ليل الأربعاء - الخميس على القرية التي يقطنها نحو 300 شخص يسكنون نحو 45 منزلاً، لا يزال 12 منها مع سكانها تحت الصخور التي غطتها ودمرتها في أول حادثة من نوعها يشهدها اليمن.
ويعود سبب الكارثة الى انهيار صخري، وقع في الجبل المطل على القرية، نتج عن عوامل طبيعية. ولا يزال الجيولوجيون يبحثون في اسبابه الطبيعية التي ادت الى القضاء على ثلثي منازل القرية وسكانها.
وأكد الناجون من أهاليها أن الانهيار حدث عند التاسعة ليلاً بالتوقيت المحلي عندما كانت غالبية الأهالي في منازلهم على وشك النوم، خصوصاً ان السكان مزارعون ينهضون باكراً للعمل في الأرض وقضاء حوائجهم المعيشية، بينما يتوجه الأطفال والتلاميذ الى مدرسة القرية والجوار. وقال الناجون إنه «لم تسبق الحادثة اي انهيارات جزئية أو تظهر تشققات في الصخور المطلة على القرية ليتحسب الأهالي من الاخطار... وقد حدث كل شيء فجأة».
وتوجه نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ومعه رئيس الوزراء عبدالقادر باجمال يرافقهما محافظ صنعاء وعدد من الوزراء والمسؤولين الحكوميين الى المنطقة المنكوبة حيث أشرفوا لساعات على عمليات الانقاذ التي يشارك فيها مئات من رجال الأمن والقوات المسلحة والأهالي، اضافة الى أبناء المناطق المجاورة.
وقدمت فرق اغاثة الى الضحايا المساعدات العاجلة من خيم وبطانيات وأدوية وجرى اسعاف المصابين كما شارك كبار المسؤولين في تشييع الضحايا ودفنهم في قبور تم حفرها صباحاً على شكل سرداب طويل في مقبرة القرية. وسارعت الجمعيات الخيرية والمؤسسات الحكومية الى تقديم الاغاثة. ووعد باجمال بتعويض المتضررين وإعادة إعمار القرية وتحديث الخدمات.
وكانت أنظار اليمنيين اتجهت الى شاشات التلفزيون اليمني الذي نقل صور الدمار وعمليات الانقاذ ودفن الموتى والاجراءات التي تقوم بها وزارتا الداخلية والدفاع لمساعدة الأهالي وانتشال الناجين والبحث عن المفقودين.
وقال رئيس الهيئة العامة للمساحة الجيولوجية والثروات المعدنية الدكتور اسماعيل الجند لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) انه «ستتم الاستعانة بالخبرات الجيولوجية لدرس هذه الظاهرة والاستفادة من الخبرات الدولية في هذا الجانب لتلافي مثل هذه الكوارث مستقبلاً». واشار إلى ان انسلاخ هذا الصخر الضخم «جاء نتيجة عوامل تعرية جغرافية استمرت مئات السنين ما ساعد في وجود تجوف وكهوف معمرة اسفل هذا الصخر العملاق».