اليوم الدولي للتوعية بخطر الألغام.. عدد الضحايا بالعراق تجاوز الـ30 ألفاً
المصدر: شبكة رووداو الإعلامية
يصادف اليوم الثلاثاء (4 نيسان 2023) اليوم الدولي للتوعية بخطر الألغام، فيما تشير الاحصائيات الى أن ضحايا الالغام في العراق تجاوزوا الثلاثين ألفاً.
وقالت المتحدث الرسمي باسم الصليب الأحمر الدولي في العراق هبة عدنان، لشبكة رووداو الاعلامية ان "العراق يُعد واحداً من البلدان شديدة التلوث بالأسلحة، إذ يبلغ حجم التلوث الحالي قرابة 2600 كيلومتر مربع، وهو ما يعادل قرابة 364 ألف ملعب كرة قدم".
ازالة أكثر من 50% من المخلفات الحربية
وأوضحت هبة عدنان أنه "على الرغم من إزالة أكثر من 50 بالمائة من المخلفات الحربية والتي كانت تغطي 6000 كيلومتر مربع من الأراضي، إلا أن خطر المخلفات المتبقية لا يزال قائماً، حيث تعاني المناطق التي شهدت نزاعات مسلحة من وجود أعداد كثيرة من المخلفات الحربية والذخائر غير المنفجرة، وتشكل تهديدا مستمرا في الأماكن التي يعود إليها المدنيون ويحاولون إعادة بناء حياتهم بعد النزاع".
المتحدث الرسمي باسم الصليب الأحمر الدولي في العراق، اضافت: "حتى يتم تطهيرها، يمكن أن يؤدي وجود هذه المخاطر المتفجرة إلى القتل والإصابة دون تمييز، بالإضافة إلى تعطيل الحياة وكذلك إعاقة إعادة الإعمار وتأهيل البنية التحتية المدمرة سابقا بسبب وجود هذه الذخائر في المناطق السكنية والأراضي الزراعية وما إلى ذلك، وبالتالي يمكن أن يؤدي ذلك إلى إعاقة عودة النازحين داخلياً".
"في حين أن العدد الدقيق لحوادث الذخائر المتفجرة غير معروف، لكن دائرة شؤون الألغام تفيد بأن عدد الضحايا نتيجة للألغام في العراق تجاوز 30.000، كما أن الوجود الهائل للمخلفات الحربية يعيق إعادة بناء أو تأهيل البنية التحتية المدمرة سابقا، والمناطق السكنية، والأراضي الخصبة، وما إلى ذلك"، وفقاً لهبة عدنان، التي بينت انه "وعند تنفيذ مشاريع إعادة الإعمار، تواجه المنظمات غير الحكومية الدولية (أو مقاولوها) المتفجرات من مخلفات الحرب ويتعين عليهم التوقف عن العمل، وتتفاقم هذه المشكلة مع زيادة عودة السكان إلى المناطق، على سبيل المثال في محافظة نينوى".
الأطفال أكثر الفئات تعرضا لخطر الالغام
وأكدت هبة عدنان ان "أكثر الفئات هشاشة والأكثر عرضة للخطر هم الأطفال الذين يعيشون في مدينة ملوثة بالأسلحة"، مردفة انه "في تجربة اللجنة الدولية للصليب الأحمر في عدد من النزاعات التي تستخدم فيها أطراف النزاع الألغام المضادة للأفراد، يمثل الأطفال نسبة عالية غير مقبولة من الضحايا المدنيين، ويعاني الأطفال من إصابات أو يقتلون من خلال اللعب أو القيام بالأنشطة اليومية المعتادة".
وذكرت انه "في السنوات الأخيرة، بذلت السلطات المحلية والمجتمع الدولي جهوداً لإزالة الألغام والذخائر غير المنفجرة من المناطق التي يتوقع عودة السكان إليها، مثل المدينة القديمة في الموصل، لكن خطر وقوع الحوادث مستمر حتى يومنا هذا وهناك حاجة إلى المزيد لمساعدة المجتمعات التي تعيش وسط تلوث شديد بالأسلحة".
المتحدث الرسمي باسم الصليب الأحمر الدولي في العراق، لفتت الى ان "قسم التلوث بالأسلحة التابع للجنة الدولية في العراق لديه اعتماد صادر عن دائرة شؤون الألغام، وتعمل اللجنة الدولية على منع الحوادث وتقليل تأثير التلوث بالأسلحة من خلال التوعية بمخاطر الذخائر غير المنفجرة للأشخاص الأكثر تضررا من وجود التلوث بالأسلحة لتقليل تعرضهم للمخاطر ومساعدة الناس على فهم المخاطر التي تشكلها الأسلحة، بالإضافة إلى ذلك، توفر اللجنة الدولية المواد اللازمة لضمان وضع علامات مناسبة على المناطق الخطرة".
أكثر من 5 الاف تلقوا التدريب
واردفت انه "في العام 2022 تم نصب 28 لوحة توعوية في المناطق الملوثة، كما تقوم اللجنة الدولية بأنشطة لرفع مستوى الوعي بمخاطر المتفجرات بين الأطفال في المدارس والمجتمعات المحلية في المناطق التي سبق أن تضررت من النزاع في العراق، حيث تلقى اكثر من 5 آلاف شخص تدريبا حول الأسلحة والسلوك الآمن في العام نفسه".
هبة عدنان، اضافت ان "اللجنة الدولية للصليب الأحمر أطلقت مشروعاً لجمع البيانات في أوائل عام 2019 بالتعاون الوثيق مع الهلال الأحمر العراقي وودائرة شؤون الألغام، وتمت مشاركة جميع بيانات حوادث المتفجرات مع دائرة شؤون الألغام، والهدف النهائي للمشروع هو وجود شبكة وطنية لجمع بيانات حوادث المتفجرات كما أن البيانات متاحة لجميع منظمات إزالة الألغام".
وقالت ان "اللجنة الدولية تواصل دعمها لشريكها جمعية الهلال الأحم العراقي في عملية جمع البيانات وتقديم المعلومات الحيوية للفاعلين في مجتمع مكافحة الألغام لمساعدتهم على تحديد أولويات أنشطتهم وتخطيطها وتكييفها، بالاضافة الى دعم انشطة رفع الوعي بالمخاطر والسلوك الآمن للمجتمعات والسكان العائدين، وتوفر الدعم للدفاع المدني العراقي من خلال التبرعات بمعدات الحماية الشخصية، ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS)، وأجهزة الكشف عن المعادن، والمواد الواقية للأفراد المشاركين في إزالة الأجهزة المتفجرة على أساس الاحتياجات وقدرة اللجنة الدولية للصليب الأحمر".
مركز لإعادة التأهيل البدني في أربيل
المتحدث الرسمي باسم الصليب الأحمر الدولي في العراق، اشارت الى ان "اللجنة الدولية تعمل على مساعدة الأشخاص ذوي الإعاقة من خلال دعم العديد من مراكز إعادة التأهيل في جميع أنحاء العراق، كما افتتحت اللجنة الدولية أكبر مركز لإعادة التأهيل البدني في العراق والذي يقع في أربيل، وسيحسن المركز الجديد وصول الأشخاص ذوي الإعاقات الجسدية من إقليم كوردستان والمحافظات المجاورة ويخدم المركز أكثر من 6000 شخص سنوياً".
"تقدم اللجنة الدولية للصليب الأحمر المساعدة للضحايا من خلال الإحالات الطبية وكذلك الدعم الاجتماعي والاقتصادي بمختلف أنواعه، ففي العام 2022 جرى تسجيل 72 شخصاً من ضحايا حوادث المخلفات الحربية وإحالتهم إلى برامج أخرى للحصول على الدعم المالي والطبي"، حسب قول هبة عدنان.
وبينت ان "اللجنة الدولية تعمل على مساعدة السلطات العراقية في تنفيذ الالتزامات القانونية المتعلقة بالتوعية بمخاطر الذخائر المتفجرة ومساعدة الضحايا، والتشجيع على اتخاذ خطوات عملية لإحراز تقدم نحو الوفاء بالالتزامات طويلة الأمد لحماية المدنيين ومجتمعاتهم من الأذى العشوائي الذي تسببه الألغام والذخائر العنقودية والمتفجرات من مخلفات الحرب".
وذكرت انه "في اليوم الدولي للتوعية بخطر الألغام، والذي يصادف الرابع من نيسان، تطلق اللجنة الدولية في العراق حملة توعية بهدف رفع الوعي تجاه خطر المخلفات الحربية التي يعاني منها العراق وتواصل جهودها في تعزيز هذه القضية الإنسانية الهائلة من أجل تقليل الضرر الذي يلحق بالمدنيين وجعل المجتمعات أكثر أماناً".